المجموع : 4
أكوكبٌ في يمينِ يحيَى
أكوكبٌ في يمينِ يحيَى / أم صارمٌ باتكُ الغِرارِ
حاملُهُ للمعزِّ عَبْدٌ / والسيفُ عبدٌ لذي الفَقارِ
كانت مُساءلَةُ الرُّكبانِ تُخبرُنَا
كانت مُساءلَةُ الرُّكبانِ تُخبرُنَا / عن جعفر بن فلاحٍ أطيَبَ الخبرِ
ثمّ التقينا فلا واللّهِ ما سمعتْ / أُذني بأحسن مما قد رأى بصَري
تنبّأ المتنَبّي فيكُمُ عُصُرا
تنبّأ المتنَبّي فيكُمُ عُصُرا / ولو رأى رأيكم في شعِره كفَرا
مهْلاً فلا المتنبّي بالنبيّ ولا / أعُدُّ أمثالَهُ في شعره السُّوَرا
تِهْتُمْ علينا بمرآه وعلَّكُمُ / لم تُدركوا منه لا عَيناً ولا أثَرا
هذا على أنّكُم لم تُنصِفوه ولا / أورثتموه حميدَ الذكر إن ذُكِرا
وَيْلُمِّهِ شاعراً أخمَلتْمُوه ولم / نَعلمْ له عندنَا قدْراً ولا خَطَرا
فقد حَمَلتُمْ عليهِ في قَصائِدِهِ / ما يُضْحِكُ الثَّقَلَينِ الجِنَّ والبشَرا
صَحَّفْتُمُ اللّفظَ والمعنى عليهِ معاً / في حالةٍ وزعمْتُمْ أنّه حَصَرا
إذ تُقسِمونَ بَرأسِ العَيرِ أنّكُمُ / شافَهْتُموهُ فهل شافَهتم الحَجَرا
فما يقولُ لنا القرطاسُ ويلكُمُ / إنّا نَرَى عِظَةً فيكُم ومُعتَبَرا
شعراً أحَطتُمْ بهِ عِلماً كأنّكُمُ / فاوضْتُمُ العِيرَ في فحواهُ والحُمُرا
فلو يُصِيخُ إليكم سمْعُ قائِلِهِ / ما باتَ يعمَلُ في تحبيرِه الفِكَرا
أريتموني مثالاً من روايتكم / كالأعجميِّ أتى لا يُفصِحُ الخَبرا
أصَمُّ أعْمى ولكنْي سهِرْتُ لهُ / حتى رددتُ إليهِ السمعَ والبصَرا
كانتْ معانيه ليلاً فامتعضْتُ لَهُ / حتى إذا ما بَهرنَ الشمسَ والقمرا
ضَجرتُمُ وأتانا من مَلامكُمُ / ومن معاريضِكُم ما يُشبهُ الضَّجَرا
تَتْرَى رسائلُكم فيه ورُسْلُكُمُ / إذا أتَتْ زُمَراً أردفْتُمُ زُمَرا
فلو رأى ما دهاني من كِتابِكُمُ / وما دها شِعْرَهُ منكم لما شَعُرا
ولو حَرصْتُم على إحياء مُهْجَتِهِ / كما حرَصْتُم على ديوانه نُشِرا
هَبُوا الكِتابَ رددْناهُ برُمَّتِهِ / فمن يرُدُّ لكُم أذهانَهُ أُخَرا
لئن أعدْتُ عليكمُ منْهُ ما ظَهَرا / فما أعَدْتُ عليكُمْ منْه ما استترا
أعَرْتُموني نفيساً منه في أدَمٍ / فمَن لكم أن تعاروا البحثَ والنظَرا
وذي نِجادٍ هِرَقْليٍّ يُشَرِّفُهُ
وذي نِجادٍ هِرَقْليٍّ يُشَرِّفُهُ / كأنّهُ أجَلٌ يَسطُو به قَدَرُ
كأنّما مَسَحَ القَينُ الجريءُ به / كفّاً وقد نهَشَتْهُ حيّةٌ ذكَرُ