القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 5
هل عند ريح الصَّبا من رامةٍ خبرُ
هل عند ريح الصَّبا من رامةٍ خبرُ / أم طاب أن صاب روضاتِ اللّوى المطرُ
علامةٌ لك من أمّ الوليد أتت / تعلو الرياحُ بها والمزن تنحدرُ
كأنّ ما هبَّ عِطريّاً مَجاسدُها / منفوضةً وكأنّ البارقَ الأُشُرُ
هوىً ترامت به الأيّام تُبعدُهُ / وقرَّبتْه لك الآياتُ والذِّكَرُ
ونازلٌ باللوى يسليك صورتَهُ / تيهُ الطريق وينسيك اسمَهُ الحذَرُ
سرى إلى الشرق مشتاقاً وما فُقِدتْ / عينٌ له بلوى خبتٍ ولا أَثرُ
يُجشِّمُ البدرَ أن يشقَى برؤيته / ويلبَسُ الليلَ زوَّاراً فيعتكرُ
ما استوطن البيدَ لولا أنه رشأٌ / وما امتطى الليلَ لولا أنه قمرُ
يا مِنّةً للكرى لولا حلاوتُها / ما ذُمَّ وهو وفاءٌ في الهوى السهرُ
مدَّ الظلامُ بها قبلَ الصباح يداً / بيضاءَ بانَ بها من أمسه السحَرُ
في الضاربين على البَلقْاءِ باديةً / يَسبِي لها الحرَّ من أبنائه الحَضَرُ
تُصبِي الأحاديثُ عنها وهي نازحةٌ / والسمعُ يعلَق ما لا يعلَق البصرُ
سمراءُ غارتْ عليها وهي تُشبهها / في القدّ واللون تحميها القنا السُّمُرُ
تَلينُ خَلْقاً ويجفو خُلْقُها فكأنْ / في جسمِها الماءِ أُلْقِي قلبُها الحَجرُ
سعديّة تدّعِي أن الوفاءَ لها / من صُلب حاجبَ حبلٌ ليس ينبتر
فما لها وفؤادي في خِفارتها / والشوقُ يرعاه ظلماً ليس ينتصرُ
ما أنكرتْ أمُّ خير وهي معرضة / أغيرَ أنْ لوّنتْ من لِمّتي الغِيَرُ
وَفَى الصِّبَا للهوَى إذ كان حالفه / لا يُحلَقُ الحبُّ حتى يُحلَقَ الشَّعَرُ
أرى المنى بعدُ تُملي لي سوالفَها / وفي المشيب الذي استقبلتُ مزدجَرُ
أشتاق حاجاتِيَ الأولَى وتجذبني / إلى اتباع النُّهى حاجاتِيَ الأُخَرُ
ما أشرفَ الحلمَ لولا ثِقلُ محمِلِهِ / وأجملَ الصمتَ لولا قولهم حَصَرُ
وما أعزَّ الفتى في ظلِّ عفّتِهِ / لو شُووِرَ الحزمُ أو لو صحَّت الفِكَرُ
ما لكَ في الحرصِ إلا فضلُ ذلَّتِهِ / والرزقُ يفعل فيه ما اشتهى القدَرُ
خُلْقانِ في هذه الدنيا مُعاسرةٌ / ما طولِبتْ وبها إن تورِكت يُسُرُ
قنعتُ منها بما بلَّ الصدَى كِبَراً / من همّتي ظنَّ قومٌ أنه صِغَرُ
أسوِّفُ العيشَ حسنَ الظنِّ أجبرُهُ / على فسادٍ وجَبْرُ الظنِّ منكسرُ
مرقِّعاً بالمنَى أرجو غداً فغداً / تأتي الحظوظُ وحظّي بعدُ منتَظرُ
رضىً بنفسِيَ أو ودِّ امرىءٍ ثِقةٍ / أغنَى به وغنيُّ المالِ مفتقِرُ
وإن مدحتُ ففخرٌ لا أعابُ به / ولا يكذِّبُ إخباري به الخُبُرُ
إذا غلوتُ بقولٍ فيه لم ترني / إلى المروءة فيما قلتُ أعتذرُ
حدِّثْ بفضلِ بني عبدِ الرحيم وما / طابوا على قِدَمِ الدنيا وما كثُروا
واستشهد الصُّحُفَ الأولى بما نقلت / عنهم وما قصَّت الآثارُ والسِّيَرُ
المكتفين إذا غابوا بشُهرتهم / عن الشهادة والكافين ما حضَروا
أبناء ذِروة هذا الملكِ قد فَرَعوا / سَنامَه يطلبون النجمَ ما انحدروا
تملَّكوا قَرَبَ الدنيا وشِرعتَها / لا يَردُ الناسُ إلا كلَّ ما صدَروا
لا تستخفُّهمُ الأحداثُ إن طرقت / عن الحُلومِ ولا يُطغيهم البطَرُ
إذا بلوتَ تُقاهم أو بصائرَهم / في نعمةٍ شَكَروا أو نكبةٍ صبَروا
تكلَّموا وأَرمَّ الناطقون لهم / لا يؤمَرون ولا يُعصَوْن إن أَمَروا
يُدعَون في السنواتِ الشُّهبِ جامدةً / فيفعلون بها ما يفعلُ المطرُ
غاض الفُراتُ وضنَّ المزنُ وانبعثتْ / في المزنِ تُعصَرُ أيديهم فتنعصِرُ
لو ركَّبوا في أعاليهم أناملَهم / يومَ الوغَى خُضِّرتْ أطرافُها الحُمُرُ
إن كنتَ فيمن طواه البينُ ممترياً / منهم فعندك من منشورهم خَبَرُ
هذا الحسينُ حياةٌ خُلِّدتْ لهمُ / ليسوا بأوّل موتَى بابنهم نُشروا
صَلَّى فزادت على السُّبَّاق حَلبتُه / محلَّقُ العُرفِ جارٍ خطوُهُ حُضُرُ
كالسهم أَحرزَ ذكراً يومَ تُرسله / لم يُعطِهِ أبواه القوسُ والوتَرُ
عُصارة فَضلتْ في الطِّيب طينتَها / والخمرُ أطيبُ شيء منه يُعتَصرُ
لا يعدَم الصاحبَ ابنُ الليل قوَّسهُ / طولُ السُّرَى وتَنقَّى عظمَه السَّفرُ
فوَّزَ في البيدِ لا ظلٌّ يَفيء له / ظُهْراً ولا يتّقيه من ندىً سَحَرُ
تَرمِي به غرضَ الأخطارِ حاجتُهُ / يحلو له المِلحُ أو يصفو له الكَدَرُ
يحسُّ أو يتراءى كلَّ مُخلِفَةٍ / لا سمعَ يَصدُقُه فيها ولا نظرُ
يَرى سماوتَه في الماءِ يُنكرُها / من طول ما اختلفتْ في عينه الصُّوَرُ
حتى إذا ملَّت الأقدارُ شِقوتَه / وحان من سعيه أن يُدرَك الظفرُ
آنَسَ من جوده ناراً مبشرةً / ببَرْدِ عيشته من حيثُ تستعرُ
فجاء يقتافُها حتى أصاب قِرىً / يأخذُ منه اشتطاطَ النفسِ أو يذَرُ
بينا تكونُ البدورُ الطائفاتُ به / ولائداً وتُذكَّى للقِرَى البِدَرُ
فلا خلا منه ربعُ الفضلِ يَعمُرُه / بالمال يُقسَمُ والأقوالِ تُدَّخَرُ
وبَيْضة الملكِ يحميها فما كَرَبت / مذ قام يَشعَبُها بالرأي تنفطِرُ
تيمَّنوا باسمه حتى لقد وثِقوا / لو سار في غير جيشٍ أنهم نُصِروا
طلقُ النقيبةِ لم يعقِل سعايته / عن مطلبٍ رجبٌ يُخشَى ولا صَفَرُ
غَرَّرَ في العزِّ حتى نال غايتَهُ / وجانبُ العزِّ مركوبٌ له الغَرَرُ
لو عِيبَ ما عابه شيءٌ يُزَنُّ به / من النقيصةِ إلا أنه بشرُ
حلا له الحمدُ حتى ما لَه ثمنٌ / يغلو عليه وحتى مالُهُ هَدَرُ
لو وَهَبَ المرءُ يوماً نفسَهُ سَرَفاً / لم يَهبِ النفسَ إلا وهو مختصِرُ
عَجمتُ أيّامَ دهري صعبةً بكُمُ / فسالمتْني وفي أيّامها خَوَرُ
وكان لي عندَ حظّي قبلَ ودِّكمُ / ثأرٌ فقمتُ بكم كالسيف أثَّئِرُ
فلتأتينَّكُمُ عنِّي وبي أبداً / غرائبٌ وهي في أوطانِها فِقَرُ
تسري مراكبَ للأحساب تَعرِضُها / على العيون شِيَاتٌ كلُّها غُرَرُ
إذا تحلَّتْ فمعناها قلائدُها ال / نُضار أو لفظُها أقراطُها الدُّرَرُ
ممّا ولَدتُ وإن خالفتُ منصِبَها / كِسرَى أبي وأبوها نِسبةً مُضَرُ
تسرُّكم وتسوء الحاسدين لكم / ونفعُ قومٍ لقومٍ غيرِهم ضَرَرُ
في كلِّ يومٍ جديدِ العهد مبتكرٍ / تسوقُها لكم الرَّوْحاتُ والبُكَرُ
لها بأحسابها طُولٌ وما قطَعتْ / سَيْراً وفيها عن استحقاقكم قِصَرُ
وقد سمعتم سواها قابلين له / فكيف يحلو لجاني النحلةِ الصَّبِرُ
وإن تشابهتِ الألفاظُ واتفقتْ / فرُمَّة الحبل شكلاً حَيَّةٌ ذكَرُ
يا ليلةً ما رأتها أعينُ الغِيَرِ
يا ليلةً ما رأتها أعينُ الغِيَرِ / لم ينجُ لي قبلَها صفوٌ من الكَدَرِ
كأنها ساهمتني في السرور بما / أولت فطالت وعمرُ الليل في القِصَرِ
يئست من صبحها حتى التفتُّ إلى / وجهِ العِشاء أعزِّيه عن السَّحَرِ
كم يوم سُخطٍ صفا لي منه ليلُ رضىً / حتى وهبتُ ذُنوبَ الشمسِ للقمرِ
لو كنتَ تبلو غداة السفح أخباري
لو كنتَ تبلو غداة السفح أخباري / علمتَ أن ليس ما عَيَّرتَ بالعارِ
شوقٌ إلى الوطن المحبوبِ جاذبَ أض / لاعي ودمعٌ جرى من فُرقة الجارِ
ووقفةٌ لم أكن فها بأوّل من / بان الخليطُ فداوى الوجدَ بالدارِ
ولمتَ في البرق زفْراتي فلو علمتْ / عيناكَ من أين ذاك البارقُ الساري
طارتْ شَرارتُه من جوّ كاظمةٍ / تحت الدجى بلُباناتي وأوطاري
من كلِّ مبتسمٍ عن مثل وَمضتهِ / وذائبٍ ريقُه في مزنه الجاري
وخافقٍ بفؤادي في حياً هَطِلٍ / خفوقَ شَعشاعِه من غير إضرارِ
وطائشٍ من لحاظٍ يومَ ذي سَلمٍ / ملكنَ وِردي ولم يملكن إصداري
رميتُ أحسَبُ أنّي في بني جُشَمٍ / فَرُدَّ سهمي ورامى مهجتي قاري
هل بالديار على لومي ومعذرتي / عَدْوَى تقامُ على وجدي وتَذكاري
أم أنت تعذُلُ فيما لا تزيد به / إلّا مداواةَ حَرّ النار بالنارِ
تنكَّرتْ أن رأت شيبي وقد حسبت / أيَّام عمري فصدت أمُّ عمّارِ
أما تريني ذَوى غصني وناحلَني / ظلِّي وراب الهوى صبري وإقصاري
وقُوربت خُطُواتي من هُنا وهُنا / فبُدِّلتْ أذرعٌ منها بأشبارِ
مطرَّداً تَجتفيني العينُ راكدةً / عند الملوك رياحي بعدَ إعصارِ
فما خضعتُ ولكن خانني زمني / ولا ذللتُ ولكن غاب أنصاري
وقد أكون وما تُقضَى بُلَهنِيَةٌ / إلّا بمتعة آصالي وأسحاري
موسَّعاً لي رواقُ الأنسِ قالصةً / عنّي ذلاذلُ أبوابٍ وأستارِ
مع الوسائد أو فوق المضاجع إن / مُلَّتْ مجالسُ أُلّافٍ وسُمَّارِ
أشرِي الموداتِ والأموالَ مقترحاً / منها الصفايا بأخلاقي وأشعاري
أيامَ لي من بني عبد الرحيم حمَى / راعينَ حقَّ العلا دانينَ حُضَّارِ
مرفرِفين على حقّي بحفظهِمُ / رامين نحوي بأسماعٍ وأبصارِ
فاليومَ تنبِذني الأبوابُ مطَّرَحاً / نبذَ المُعَرَّةِ تحتَ الزِّفتِ والقارِ
يُمَلُّ مدحي ولا يُصغَى لمعتبتي / ولا يراقَبُ تخويفي وإنذاري
يُنقِّصُ الفضلُ مِيزاتي ويُصغرني / ما كان فيه إذا أُنصفتُ إكباري
هذا وهم بعدُ يرعوْني وإن شحَطوا / ويلحظوني على بُعدٍ من الدارِ
عَلِقتُ باسمهِمُ فاستبقني ويفي / أني علقت بحبل غيرِ خوّارِ
بالأطهرين ثرىً والأطيبين ندىً / والأسمحين على عُسرٍ وإقتارِ
والناصرين لما قالوا بما فعلوا / والفاتلين على شَزْرٍ وإمرارِ
لا يعدَمُ الجارُ فيهم عِزَّ أُسرتِهِ / ولا يكون قراهم خجلةَ الجارِ
ولا يردّون في صدر الحقوق إذا / توجَّهتْ بتساويفٍ وأعذارِ
يأوي الطريدُ إليهم غيرَ مهتضَمٍ / ويرحل الضيفُ عنهم غيرَ مختارِ
سريتُ منهم بشُهبٍ في دُجَى أملي / تضيءُ لي واهتدى ليلي بأقمارِ
صحبتهم والصِّبا رَيعانُ في ورقي / فما نَبَوا بِيَ حتّى حان إصفاري
مقرَّباً يُسحِبوني ذيلَ أنعمِهم / حتى ترى الناسَ يقتافون آثاري
حتى لوَ اَني أدعي باسم بعضِهمُ / لم ينبُ جهري عن الداعي وإسراري
حَمَوا شبولاً حِمى سَرحي وعشتُ إلى / أن ذبَّ عنِّيَ منهم ضيغمٌ ضاري
قضيت في شرف الدين الذي ضمِنتْ / لِيَ المنى ووقَى زجري وأطياري
وحَرَّمتْ يدُه لحمي على زمني / وكنتُ منه لأنيابٍ وأظفارِ
أغرُّ قامت بقولي فيه معجزتي / في الفضل وانكشفت بالصدق أخباري
وسار باسمِيَ ما أرسلتُه مثلاً / في الأرض من كلّ بيتٍ فيه سيّارِ
مبارَكٌ تطردُ اللأواءَ رؤيتُهُ / طردَ الظلام بزنَد البُلجَةِ الواري
وزيرُ مُلْكٍ خَلتْ في عدل سيرته / صحيفةُ المُلكِ من إثمٍ وأوزارِ
يزيِّن الحقَّ في عينيه منبِتُهُ / على نوازعِ عرقٍ فيه نَعّارِ
شبَّت به الدولةُ الشمطاءُ وارتجعت / زمانَها بين إعراس وإعذارِ
وأقلع الدهرُ عمّا كان يثلِمُهُ / من عرشها بعد تصميم وإصرار
طوراً هشيماً تَلظَّى ثم يرفُلُ من / تدبيرهِ بين جنّاتٍ وأنهارِ
يذُبُّ عنها وقد ريعت جوانبُها / برأيه المكتسِي أو سيفهِ العاري
تهفُو مراراً به غَمطاً لنعمتهِ / ثم تعودُ بحلوِ الصفح غفّار
فكم تموتُ ويُحييها برجعته / وكم تَعُقُّ أباها الخالقَ الباري
شِيمةُ لؤمٍ لها تُنسى إذا قُرِنتْ / منه بشيمةِ حرٍّ وابن أحرارِ
من طينةِ المُلك ملموماً على كرمٍ / لم تُنتحَتْ صخرةٌ منه بمنقارِ
يهتزُّ فخراً بِعرضٍ لا يُلِمّ به / وَصْمُ القَنا وأديمٍ غيرِ عُوّارِ
بين وزيرٍ تغُصُّ الصدرَ جلستُهُ / يختال أو مَلِكٍ في الفرس جبّارِ
تقسَّموا الأرضَ يفتضُّون عُذرتَها / بعدلهم بين عُمّال وعُمّارِ
ورثتَهم سودَداً وازددت بينهُمُ / زيادةَ السيف بين الماءِ والنارِ
إن تخلُ من وجهك الزوراء مكرَهةً / فإنّ صدَّك عنها صدُّ مختارِ
أو يُنضَ بعدَك عنها حسنُها فلها / بقربِ غيركِ أثوابٌ من العارِ
أمّا الديارُ فقفرٌ والقطينُ بها / يودُّ من قلقٍ لو أنه سارِي
قد خضخض السَّجلُ جالَيْها فما يجد ال / ساقي سوى حمأةٍ ما بين أحجارِ
وطار بالرزق عنها أجدلٌ علِقتْ / منه المنى بحديدِ الظُّفر عَقَّارِ
قامت بأذنابها أقدامُهم وهوت / رؤوسُها في هوى مستهدمٍ هاري
فالأرضُ مردودةٌ بالفَلس لو عُرِضَتْ / والمُلكُ يغلو لمبتاع بدينارِ
وصاحبُ الأرض مملوكٌ يصرِّفُهُ / مجعجِعٌ بين نَهّاءٍ وأمَّارِ
حِلسُ العرينةِ خافٍ تحت لِبدتِهِ / ويكسَبُ الليثُ معْ سعيٍ وإصحارِ
مدبِّرٌ لعبت أيدٍ بدولته / مشلولةٌ بين إقبالٍ وإدبارِ
يدعوك معترفاً بالحقّ فيك وما اس / تدناك مثلُ اعترافٍ بعدَ إنكارِ
يا جارَهُ أمسِ قد لانت عريكتُهُ / فاعطف له وارعَ فيه حُرمةَ الجارِ
وانهض لها نهضةَ الشاري ببطشته ال / كبرى وحاشا لك التمثيل بالشاري
قد أعقم الرأيُ فاستدرك بقيَّتَها / منكَ برأيٍ وَلودِ البطن مِذكارِ
فلم تزل وارياً في كلِّ مشكلةٍ / بقَدحِها جارياً في كلّ مِضمارِ
واملِلْ بجودك أهواءً موزَّعَةً / حتى تفيءَ لإذعانٍ وإقرارِ
واسعَ لمنتظرٍ آياتِ عَودِك لم / يغنم سوى الصبر من غَمٍّ وإنظارِ
لا يشتكيك وإن طال الجفاءُ به / إلّا إليك بإخفاءٍ وإظهارِ
لم يبقَ إلّا الذَّما منه وأحْسَبهُ / لليوم أو لغدٍ ميتاً بلا ثارِ
لولا عوائد من نعماك تنشُلني / وإن أتت في قبيلِ الطارق الطاري
تزورني والنوى بيني وبينكُمُ / أهلاً بها من حفيٍّ بي وزَوَّارِ
فجدّدوها مراعاةً فبي ظمأٌ / لو كان في البحر لم يُخْلَقْ بتيّارِ
لُمُّوا كسوري فما في الأرض منقبةٌ / أعلى بصاحبها من جبر أكساري
اليَدُ منكم فلا تُلقوا أشاجِعَها / لفاصمٍ من يدِ العلياء بشّارِ
وإن أَغِبْ عنكُمُ فالشعر يَذْكُرُني / وحسبُكم بالقوافي ربّ إذكارِ
فاستجلِها يا عميد الدولتين فقد / وافى بها الشوقُ من عُونٍ وأبكارِ
عرائساً أنت مولَى الناس خاطبُها / وبعلُها وأبوها عفوُ أفكاري
وانظر إليها وما قد أُعطيَتْ شرفَاً / مردَّداً بين أحماءٍ وأصهارِ
والمهرجان وعيد الفطر قد وَلِيَا / زفافَها بين صَوَّاغٍ وعطَّارِ
يومان للفُرس أو للعُرب بينهما / حظُّ السعادة مقسومٌ بمقدارِ
هذا بتاج أبيه عاصبٌ وعلى / هذا اختيالُ فتىً بالسيفِ خطَّارِ
تصاحَبا صحبةَ الخِلَّين واتفقا / سَلْماً ولم يذكرا أضغانَ ذي قارِ
فالبسْهما بين عيشٍ ناعمٍ وتُقىً / وبين صومٍ تزكِّيه وإفطارِ
ما طاف بالبيت ماحِي زَلّةٍ وسعى / شُعْثٌ أمامَ الصفا أنضاءُ أسفارِ
تنصَّبوا لهجير الشمس وافترشوا / ليلَ السُّرَى بين أقتابٍ وأكوارِ
نصُّوا الركابَ بمصرٍ واحدٍ وهُمُ / شتَّى أباديدُ آفاقٍ وأمصارِ
حتى أهلُّوا فلبَّوا حاسرين إلى ال / دَاعي مباذلَ أشعارٍ وأبشارِ
وما جرى الدمُ في الوادي وقد نحروا / وسُربِلَ البيتُ من حُجْبٍ وأستارِ
مخلَّد الملك تفضِي كلُّ شارقةٍ / إلى وفاقٍ لما تهوَى وإيثارِ
هل في الشموسِ التي تُحدَى بها العِيرُ
هل في الشموسِ التي تُحدَى بها العِيرُ / قلب إلى غير هذا الدينِ مفطورُ
أم عند تلك العيونِ المتبِلات لنا / دمٌ على أسهم الرامين محظورُ
زمُّوا المطايا فدمعٌ مطلَقٌ أمِنَ ال / عدوَى ودمعٌ وراءَ الخوف محصورُ
فكم نهيتُ بأُولَى الزجر سائقَهم / حتى تشابَه مهتوكٌ ومستورُ
وفي الخدور مواعيدٌ مسوّفةٌ / لم يُقضَ منهنّ منذورٌ ومنظورُ
وماطلات ديونَ الحبّ تلزمها / لَيَّاً وهنّ مليَّاتٌ مياسيرُ
لا تُقتضى بفتىً يقتلن عاقلةٌ / ولا يقوم وراءَ الثأر موتورُ
يَجحدْنَ ما سفكَتْ أجفانُهن دماً / وقد أقرّ به خدٌّ وأُظفورُ
يا سائق البكرات استبقِ فضلتَها / على الوريد فظهرُ العفر معقورُ
حبساً ولو ساعةً تروَى بها مقلٌ / هِيمٌ وأنت عليها الدهرَ مشكورُ
فالعيس طائعةٌ والأرض واسعةٌ / وإنما هو تقديمٌ وتأخيرُ
تغلَّسوا من زرودٍ وجهَ يومهمُ / وحطَّهم لظلالِ البانِ تهجيرُ
وجاذبوا الجِزع من وادي الأراك وقد / تعصَّبتْ بالغروب الأحمرِ القُورُ
وضمنوا الليل سلعا أن رأوه وقد / غنّت على قُنَّتَىْ سَلعَ العصافيرُ
وكيف لا يستطيب العُشبَ رائدُهم / وكلُّ وادٍ لهم بالدمع ممطورُ
واستكثفوا البقلَ من نعمان فاقتحموا / لسّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ
ومن ورائهمُ عقدُ اليمين سُدىً / مضيَّعٌ وذمامُ الجار مخفورُ
أطبقتُ جفني على ضوء الصباح لهم / حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ
وعاصت اليأسَ نفسي أن تُعاب به / وكلُّ سالٍ بأمر الناس معذورُ
وقد عددت على سكري بفُرقتهم / شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ
كذاك حظُّ فؤادي من أحبَّتِه / مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوس ومنزورُ
فما يحافِظ إلا وهو مطَّرَحٌ / ولا يواصِلُ إلا وهو مهجورُ
حتى لقد خفت أن تنبو على يده / بالشرقِ من أسَدٍ بيضٌ مشاهيرُ
مَن مرسلٌ تسَعُ الأرسانَ همّتُهُ / جُرحُ الفلاةِ به والليل مسبورُ
لا يرهب الجانبَ المرهوبَ محتشماً / لعلمهِ أنّ طُرْقَ المجد تغريرُ
يُنضِي الجيادَ إلى إدراك حاجتهِ / والعيسَ حتى يضجَّ السرجُ والكورُ
يذارع الأفُقَ الشرقيَّ قبلتَه / في القِسطِ ما ضمّ خوزستانُ فالكورُ
بلِّغ حُملت على الأخطار محتكماً / على السرى وأعانتك المقادير
حيَّا بمَيسانَ ربعُ المال بينهُمُ / عافٍ خرابٌ وربع العزِّ معمورُ
فثَمَّ ما شئتَ فخرُ الناسِ كلِّهمُ / بلا مثيلٍ وثَمّ المجدُ والخِيرُ
وأوجهٌ مقمراتٌ للقِرى وإلى / معرّج الصبح فُرسانٌ مَغاويرُ
واخصصْ غَطارفَ من دُودانَ يقدمها / ضارٍ تبادره الأُسْدُ المساعيرُ
فقل لهم ما قضى عنّي نصيحتَهم / وأكثرُ النصحِ تخويفٌ وتحذيرُ
تخاذلوا لوليّ الأمر واعتزلوا ال / صدورَ فالمَلِكُ المنصورُ منصورُ
توضَّحوا في دياجيكم بطاعتهِ / فهي الصباحُ ولقياه التباشيرُ
وتابعوا الحقَّ تسليماً لإمرته / فتابعُ الحقّ مَنهيٌّ ومأمورُ
ساد العشيرةَ مرزوقٌ سيادَتَها / في الدَّرِّ منتخَلٌ للملك مخبورُ
مرَدَّدٌ من مَطا عدنانَ في كرم ال / أصلابِ كنزٌ لهذا الأمر مذخورُ
ينميه من أسدٍ عِرقٌ يُوَشجهُ / إلى عفيفٍ وعرقُ المجد مبتورُ
وعن دُبيْس بعُرف المجدِ مولدهُ / إلى الحسين وأمرُ المجد مقدورُ
لا تخصِموا اللّهَ في تمهيدِ إمرتِهِ / عليكمُ إنَّ خصمَ اللّه مقهورُ
كفاكم الناسَ فامشوا تحت رايته / وكلُّ بيتٍ بكم في الناس مكثورُ
ولا تعرّوا قُدامَى مجدِكم حسداً / لابن الحسين بما تجني المآخيرُ
أو فادّعُوا مثلَ أيّام له بهرتْ / والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ
لمن جِفانٌ مع النكباء مُتأَقَةٌ / ليلُ الضيوف بها جذلانُ محبورُ
وراسياتٌ تدلُّ المعتمين إذا / ضجّت زماجرُ منها أو قراقيرُ
يردّها متأقاتٍ كلّما انتقصت / مُرحَّلٌ من صفاياه ومنحورُ
يعاجلُ الآكلين الجازرونَ بها / فِلْذاً وفِلذاً فمشويٌّ ومقدورُ
ومن جنا النحلِ بيضاء يلملمها / ماءٌ من الأصفر السوسي معصورُ
على القِرى ويطيب المشبعون بها / في الجدب والزادُ ممنونٌ وممرورُ
وصافنات تَضاغَى في مَراسنها / كأنهنّ على الصمِّ اليعافيرُ
عتائقٌ أذعنتْ مثل الكلاب له / ويومُ طِخفةَ مجهولٌ ومغرورُ
للموت يوم يخوضُ النقعَ جائزُهُ / والغوثِ يوم تعاطاه المضاميرُ
يحملن نحو الأعادي كلَّ ذي حنقٍ / لم يرقب الموتَ إلا وهو مصدورُ
يستنشق الرَّدعَ من ثِنيَيْ مُفاضتهِ / كأنّه بالدم المطلولِ معطورُ
فوارس إن أحسّوا فترةً وجدوا / أبا الفوارس حيث اليوم مسجورُ
أو لم يُقيموا شهابَ الدولتين على / أسيافهم لم يكن للضرب تأثيرُ
ومن فتىً كلُّ قوم وسمُ شهرتهِ / على أسرَّةِ وجه الدهرِ مسطورُ
كليلة السُّوسِ أو ليل البِذانِ وما / حَمَى بواسطَ تُنبيك الأخابيرُ
وموقف مُعلمٍ أيَامَ منعكُمُ / تُنسَى خطوبُ الليالي وهو مذكورُ
ومن سواه إذا ما الجودُ هدّده / بالفقر فهو بذكر الفقر مسرورُ
لم ينبِذ المالَ منفوضاً حقائبه / حتى استوى عنده عسر وميسورُ
إذا أضبَّتْ على شيء أناملُه / حفظاً فأضيعُ عانيه الدنانيرُ
تَسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى / عفاته ثم تتلوها المعاذيرُ
شرى المحامد منه بالتلائِد فال / أموال منهوكة والعرض موفورُ
إذا حوى اليومَ غُنماً لم يدع لغدٍ / حظّاً وعند غدٍ شأنٌ وتغييرُ
ذِلِّي له ثم عِزِّي يا بني أسد / فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ
الناس دونكِ طرّاً وهو فوقك وال / آثارُ تَنصرُ قولي والأساطيرُ
لكم مسامعُ عدنانٍ وأعينُها / والناسُ صُمٌّ إلى إحسانكم عورُ
وأنتم الشامة البيضاء في مضرٍ / والمنبِتُ الضخمُ منها والجماهيرُ
وهل تكابر في أيام عزّكُمُ / قبيلةٌ وهِيَ الغرُّ المشاهيرُ
فيومَ حجرٍ وحجرٌ كل ممتنع / في ملكه النجمُ مقبوضٌ ومحجورُ
جرَّ الكتائبَ من غسَّانَ يقدمها / عنه مدلٌّ على الأقدار مغرورُ
عنا له الدهرُ أحياناً وأقدره / على الممالك تأجيلٌ وتعميرُ
فساقها نحوكم يبغي إتاوتَكم / وأنتُمُ جانبٌ في العزّ محذورُ
يحلفُ لا آبَ إلا بعد قسركُمُ / يا لكَ حَلْفاً لوَ اَنّ الشيخَ مبرورُ
لكنه لم يكن في دين غيركُمُ / لها سوى السيفِ تحليلٌ وتكفيرُ
وجندل ولغت فيه رماحُكُمُ / وذيلُه مثلُ ظهرِ الأرض مجرورُ
شفى ربيعةُ منه غِلَّ مضطهَدٍ / لم يركب السيفَ إلا وهو مغمورُ
والنارُ أضرمها ابن النار نحوكُمُ / بالدارعين لها وقدٌ وتسعيرُ
فردّه بغيُه شِلواً وجاحِمُها / بماء فوديْه مطفيٌّ ومكفورُ
وسل بفارعةٍ أبناءَ صَعصَعةٍ / يخبرْك بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ
لم يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا / بيومِ شرٍّ ثناياه الأعاصيرُ
وبالنِّسارِ وأيّامِ الجِفارِ لكمْ / مواقفٌ صونُها في الأرض منشورُ
شكا سيوفكم عليا تميم بها / إلى بني عامرٍ والسيفُ مأمورُ
ومرّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقةٍ / لها على النصر ترديدٌ وتكريرُ
وبالمعلَّى غنمتم طيِّباً فغدا / يومٌ له غضَبٌ فيهم وتدميرُ
والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب / ن أخته منكُمُ والنوحُ تقصيرُ
تلك المكارمُ لا إبلٌ معزَّبةٌ / لها مع الحوْل تضعيفٌ وتثميرُ
ولا سروح يَغصّ الواديان بها / فيها مُزَكَّى إلي الساعي ومعشورُ
وما طوى الدهرُ من آثاركم فعفا / فإنه بالحُسَيْنِيِّينَ منشورُ
يا خير من رُحِّلتْ أو أُسرجتْ طلباً / لبابِهِ العيسُ والخيلُ المضاميرُ
وخيرَ من قامر العافون راحتَه / فراح فَرحانَ يزهو وهو مقمورُ
ومن يذمّ عطاياه ويلعنها / إلا الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ
زجرتُ باسمك دهري أو تمهَّدَ لي / والدهر باسم الكريم الحرِّ مزجورُ
وقام سعدُك حتى قَوَّمتْ يدُه / قناةَ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ
سحرتُ جودَك فاستخرجت كامنَهُ / إن الكريم ببيتِ الشعرِ مسحورُ
وابتعتني بجزيل الرفدِ مرتخصاً / حتى ربحتُ وبعض البيع تخسيرُ
آمنت في الشعر توحيداً بمعجز آ / ياتي وفي الشعر إيمانٌ وتكفيرُ
ولم تكن كرجالٍ سمعُ عِرضهمُ / مُصغ لمدحي وسمعُ الجود موقورُ
لهم من العرب العرباء ما اقترحوا / إلا الندى فهو تعليلٌ وتعذيرُ
وسابقاتٌ أناخت في فِنائكُمُ / ثم انثنت وهي بالنعمى مواقيرُ
لكنّ محروبةً منهنّ واحدةً / سهوتَ عنها وبعضُ السهو مغفورُ
تقدَّمتْ وهي مذحول مؤخّرةٌ / وربما كان في التأخير توفيرُ
وهل يحِلُّ بلا مهرٍ وقد نُكِحتْ / بَضْعُ الكريمةِ والمنكوحُ ممهورُ
فاجمع لها ولهذي نصفَ حظِّهما / من الندى بات شفعاً وهو موتورُ
فالواهبُ العدلُ من كرَّت نوافلهُ / ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ
أُكسُ وحرمتِنا عندي جَمالَهما / فالجودُ بالمالِ ما لم تَكْسُ مبتورُ
واردد رسولي يغاظ الحاسدون به / ضخمَ العيابِ عليه البشرُ والنورُ
فما رمتك الأماني الواسعات به / إلا ومنها عيونٌ نحوه حُورُ
ولا سمحتُ لمَلْكٍ قطّ قبلَك باق / تضاءِ رفدٍ ولكن أنت منصورُ
وباقيات على الأحساب سائرة / تصول نحوك حتى يُنفَخَ الصورُ
للشِّعر من حولها مذ صرتَ قبلتَهُ / طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ
كأنها يومَ تسليم الكلام بها / حقٌّ وكلّ كلامٍ بعدها زورُ
يغدو بها الشادنُ الشادي بمدحكُمُ / كأنَّ أبياتَها كأسٌ وطنبورُ
ما ضرَّها وأبوها من فصاحتهِ / نزارُ أنَّ أبي في البيت سابورُ
فاسمع لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها / تَبقَى ويفنَى من المال القناطيرُ
مقيمة بين نادي ربِّها ولها / بالعرض ما انطلقتْ جَدٌّ وتشميرُ
سكَتُّ حيناً ومن عذرٍ نطقتُ بها / إن السكوت على الأجواد تذكيرُ
أبكي عليها وما شطّ المزارُ بها
أبكي عليها وما شطّ المزارُ بها / ودمعةُ البين تُجري دمعةَ الحذرِ
وأقتضى وصلَها صدَّاً يناوبه / خوفاً من العين أو من فطنة الغِيَرِ
غار المحبونَ من أبصارِ غيرهِمُ / ضداً وغرتُ على لمياء من بصري
فكلّ ذي شجنٍ يشكو صبابتَه / يلقَى من الشوق ما ألقى من النظرِ
في الغاديات يردنَ الصَّيْدَ ناصبةً / لأنفس الصِّيدِ أشراكاً من الحورِ
تُهدى إلى حسنها في اليوم ليلتها / وجهاً تولَّد بين الشمس والقمرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025