المجموع : 14
تلِكُم قُرَيشُ تَمَنّاني لِتَقتُلَني
تلِكُم قُرَيشُ تَمَنّاني لِتَقتُلَني / فَلا وَرَبِّكَ ما بَرّوا وَلا ظَفِروا
فَإِن بَقيتُ فَرَهنٌ ذِمَّتي لَكُمُ / بِذاتِ وَدقَينِ لا نَعفو لَها أَثَرُ
وَإِن هِلِكتُ فَإِنّي سَوفَ أورِثُهُم / ذُلَّ الحَياةِ فَقَد خانوا وَقَد غَدَروا
إمّا بَقيتُ فَإِنّي لَستُ مُتَّخِذاً / أَهلا وَلا شيعَةً في الدّينِ إِذ فَجَروا
قَد بايَعوني وَلَم يوفوا بِبَيعَتِهِم / وَماكَرونيَ بِالأَعداءِ إِذ مَكَروا
وَناصَبونيَ في حَربٍ مُضَرَّسَةٍ / ما لَم يُلاقِ أَبو بَكرٍ وَلا عُمَرُ
اصبِر عَلى مَضَضِ الإِدلاجِ في السَحَرِ
اصبِر عَلى مَضَضِ الإِدلاجِ في السَحَرِ / وَفي الرَواحِ إِلى الحاجاتِ وَالبُكرِ
لا تَضجَرَنَّ وَلا يَحزُنْكَ مَطلَبُها / فَالنَجحُ يَتلَفُ بَينَ العَجزِ والضَجَرِ
إِنّي رَأَيتُ وَفي الأَيّامِ تَجرِبَةٌ / لِلصَبرِ عاقِبَةً مَحمودَةَ الأَثَرِ
وَقَلَّ مَن جَدَّ في أَمرٍ يُطالِبُهُ / وَاِستَصحَبَ الصَبرَ إِلّا فازَ بِالظَفَرِ
المَرْءُ في زَمَنِ الإِقبالِ كَالشَجَرَة
المَرْءُ في زَمَنِ الإِقبالِ كَالشَجَرَة / وَحَولَها الناسُ ما دامَت بِها الثَمَرَه
حَتّى إِذا عَرِيَتْ مِن حَملِها اِنصَرَفوا / عَنها عُقوقاً وَقَد كانوا بِها بَرَرَه
وحاوَلوا قَطعَها مِن بَعدِ ما شَفِقوا / دَهراً عَلَيها مِنَ الأَرياحِ وَالغَبَرَه
قَلَّتْ مُروءاتُ أَهلِ الأَرضِ كُلِّهِمُ / إِلّا الأَقَلَّ فَلَيسَ العَشرُ مِن عَشَرَه
لا تَحمَدَنَّ اِمرِءاً حَتّى تُجَرِّبُهُ / فَرُبَّما لَم يوافِق خُبرُهُ خَبَرَه
لِلنّاسِ حِرصٌ عَلى الدُنيا بِتَدبيرِ
لِلنّاسِ حِرصٌ عَلى الدُنيا بِتَدبيرِ / وَصَفوُها لَكَ مَمزوجٌ بَتَكديرِ
كَم مِن مُلِحٍّ عَلَيها لا تُساعِدُهُ / وَعاجِزٍ نالَ دُنياهُ بِتَقصيرِ
لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ حينما رُزِقوا / لَكِنَّهُم رُزِقوها بِالمقاديرِ
لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو عَن مُغالَبَةٍ / طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ العَصافيرِ
وَلُقمَةٌ بِجَريشِ الملِحِ آكُلُها / أَحَبُّ مِن لُقمَةٍ تُحشى بِزَنبورِ
كَم لُقمَةٍ جَلَبَت حَتفاً لِصاحِبِها / كَحَبَةِ القَمحِ دَقَّت عُنقَ عَصفورِ
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها / مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ
تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها / لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ
حَرِّض بنيكَ عَلى الآدابِ في الصِغَرِ
حَرِّض بنيكَ عَلى الآدابِ في الصِغَرِ / كَيما تَقَرَّ بِهِم عَيناكَ في الكِبَرِ
وَإِنَّما مَثَلُ الآدابِ تَجمَعُها / في عِنفُوانِ الصِبا كَالنَقشِ في الحَجَرِ
هِيَ الكُنوزُ الَّتي تَنمو ذَخائِرُها / وَلا يُخافَ عَلَيها حادِثَ الغِيَرِ
إِنَّ الأَديبَ إِذا زَلَّت بِهِ قَدَمٌ / يَهوي إِلى فُرُشِ الديباجِ وَالسُرُرِ
الناسُ إِثنانِ ذو عِلمٍ وَمُستَمِعٌ / واعٍ وَسائِرُهُم كَاللّغوِ وَالعَكَرِ
خاطِر بِنفَسكِ لا تَقعُد بِمَعجَزَةٍ
خاطِر بِنفَسكِ لا تَقعُد بِمَعجَزَةٍ / فَلَيسَ حَرٌّ عَلى عَجزٍ بِمَغدورِ
إِن لَم تَنل في مَقامٍ ما تُحاوِلُهُ / فَأبْلِ عُذراً بِإِدلاجٍ وَتَهجيرِ
اصبِر قَليلاً فَبَعدَ العُسرِ تَيسيرُ
اصبِر قَليلاً فَبَعدَ العُسرِ تَيسيرُ / وَكُلُّ أَمرٍ لَهُ وَقتٌ وَتَدبيرُ
وَلِلمُهَيمِنِ في حالاتِنا نَظَرٌ / وَفَوقَ تَقديرِنا لِلّهِ تَقديرُ
أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيامِ إِذ حَسُنَت
أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيامِ إِذ حَسُنَت / وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ
وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها / وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ
ما إِن تَأَوَّهتُ في شَيءٍ رُزِئتُ بِهِ
ما إِن تَأَوَّهتُ في شَيءٍ رُزِئتُ بِهِ / كَما تَأَوَّهتُ لِلأَطفالِ في الصِّغَرِ
قَد ماتَ والِدُهُم مِن كانَ يَكفُلُهُم / في النائِباتِ وَفي الأَسفارِ وَالحَضَرِ
قَد يَعلَمُ الناسَ أَنّا خَيرُهُم نَسَبا
قَد يَعلَمُ الناسَ أَنّا خَيرُهُم نَسَبا / وَنَحنُ أَفخَرُهُم بَيتاً إِذا فَخِروا
رَهطُ النَبِيِّ وَهُم مَأَوى كَرامَتِهِ / وَناصِرو الدينِ وَالمَنصورُ مَن نَصَروا
وَالأَرضُ تَعلَمُ أَنّا خَيرُ ساكِنِها / كَما بِهِ تَشهَدُ البَطحاءُ وَالمَدَرُ
وَالبَيتُ ذو السِترِ لَو شاؤوا يُحَدِّثُهُم / نادى بِذَلِكَ رُكنُ البَيتِ وَالحَجَرُ
أَبٌنّي إِنَّ مِنَ الرِجالِ بَهيمَةً
أَبٌنّي إِنَّ مِنَ الرِجالِ بَهيمَةً / في صورَةِ الرَجُلِ السَميعِ المُبصِرِ
فَطِنٌ بِكُلِّ رَزّيَةٍ في مالِهِ / وَإِذا أُصيبَ بِدينِهُ لَم يَشعُرِ
يا طالِبَ الصَفوِ في الدُنيا بِلا كَدَرٍ
يا طالِبَ الصَفوِ في الدُنيا بِلا كَدَرٍ / طَلبتَ مَعدومَةً فايأسَ مِنَ الظَفَرِ
وَاعلَم بِأَنكَ ما عُمِّرْتَ مُمتَحَنٌ / بِالخَيرِ وَالشَرِّ وَالمَيسورِ وَالعُسرِ
أَنّى تَنالُ بِها نَفعاً بِلا ضَرَرٍ / وَأَنَّها خُلِقَت لِلنَفعِ وَالضَرَرِ
في الجُبنِ عارٌ وَفي الإِقدامِ مَكرُمَةٌ / وَمَن يَفِرَّ فَلَن يَنجو مِنَ القَدَرِ
إِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً / إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ / وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا