القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 4
أولئك الصيد إن غابوا وإن حضروا
أولئك الصيد إن غابوا وإن حضروا / فليس الا عليك المجد يقتصرُ
يا ابن الذين بنوا بالبيض ملكهم / فلا يفاخرهم بالملك مفتخر
قوم تضيئ بنور العدل أوجههم / لولا العقائد قلنا انها سور
مضوا ومن جل ان يُسمى لهم خلف / فالملك ما دام باق ليس يندثر
مملك تاقت الدنيا لرؤيته / كأنه الغيث يستسقى وينتظر
والواضع السيف في جيد وفي عنق / حتى يراق على الأرض الدم الهدر
يوم به خفقت للملك ألوية / بها تلونت الاسوار والجدر
فأحمرٌ قانئٌ او أبيضٌ يققٌ / او اصفرٌ فاقعٌ أو أخضرٌ نِضر
قد قام فيه الى العلياء مقتدر / تجري بما يشتهي الايام والقدر
يا أيها الاصيد المحيي لامته / ذكرا من المجد يطوي الصيد ان ذكروا
لبتك في الحرب آساد دعوتهم / فاقبلوا زُمَرا في إثرها زُمَر
كل يهون عليه بذل مهجته / في كل معترك يودى به الخطر
والحرب قائمة من كل معتقل / سمر الرماح وما في باعه قصر
وللقنابل فوق الخصم معمعة / كانما فوقهم من نارها سقر
والخيل تلعب بالقتلى سنابكها / فهي الصوالج والقتلى لها أكر
والسيف انجع من تأثير موعظة / يوم الضراب لمن لم تنهه العبر
وفيك من شيم ابن الغيل صولته / والبيض مشرعة والسمر تشتجر
وقد رزقت من الرحمن نصرته / في موقف حاطه التأييد والظفر
سعت اليك عتاق الخيل معلمة / تحت الكماة وما في عطفها زَور
فلا برحت مليك الناس قاطبة / يشق هام العدى صمصامك الذكر
عزذَت بك الدولة العظمى بوارجها / فالكاب فالهند فالسودان فالجُزرُ
وكاد تاجك يأبى أن نضارعه / بالشمس لم لم يكن في حجمه صغر
يا سعد قوم قيام حول بهرته / في ظل ملك مديد ليس ينحسر
فيهم وفود ملوك الارض ما لهمُ / الا التعجب من إجلال ما نظروا
يستخبرون عن الدنيا وزينتها / ويسألون من العلياء ما الخبر
تاج قد انبعثت منه أشعته / فكاد يخطف من لألائها البصر
يا حظ عين رأته في توهجه / رأد الضحى وبصيص الدر يزدهر
كأنه وهو مزدان بصاحبه / زهر النجوم تجلى بينها القمر
أراه أولى بوصف فيه أبدعه / لو أدركت وصفه الأوهام والفكر
وكيف يفصح لي وصف لدى ملك / تعشى العيون على تيجانه الدرر
والدير أعجب ما فيه تماوجه / من الشعوب بخلق ليس ينحصر
به المصابيح فوضى في جوانبه / كأنه الافق وهي الأنجم الزُّهرُ
وأنت فيه مهيب القدر مكتنف / بدولة قشعت عن دستها الغِيَر
فكيف تقوى على نطق أساقفة / من الجلا عراها العي والحصر
أذكرتنا من الفاروق ما ذكرت / عدالة بثها في قومه عُمر
علمت قومي فيك المدح فابتكروا / لك المعاني بشعر كله غرر
أحب شعر إلى نفسي وأصدقه / شعر بمدحك في الآفاق منتشر
ما بال دمعك لاهامٍ ولا جار
ما بال دمعك لاهامٍ ولا جار / هل اكتفيت بما في القلب من نارِ
جفت دموعك من عينيك واستترت / فيها لواعج أحزان وأكدار
ضاع الصواب ونفس المرء ساهمة / ما بين أقضية تجري وأقدار
بينا الفتى يطأ النيا بأخمصه / صبحاً اذا هو أمسى رهن أحجار
يا طائر البين لا قرّبت من سكن / ولا هدأت بأفنان وأوكار
نعيت خير فتى كنا نؤمله / يوم الرجاء لاوطان وأوطار
فاخلع علينا جناح منك نلبسه / حزناً على صادق العزمات مغوارد
أودى الهزبر فهل من بعد أسد / عبل الذراعين يحمى حوزة الدار
ليت المنون التي اصمته ما علقت / الا بكل خؤون العهد غدار
فليمرح الذئب ما شاءت مهانته / فقد عفت عنه عين الضيغم الضاري
لا أيَّد اللَه أعداءً أذلهمُ / حتى أقاموا بدار الذل والعار
إن يشمتوا فكؤس الموت دائرة / يأتي على الناس ساقيها بأدوار
يا بائع الصبر ان الناس في جزع / فبع لهم كل مثقال بدينار
لا كان يومٌ دفنَّا عند مغربه / بدر السناء خبا من بعد إسفار
ما زال يدأب حتى خانه قدر / ألقى اليه عصا دأب وتسيار
أبدى الاطباء ما أخفت ضمائرهم / خوف الهلوع وباحوا بعد إضمار
قالوا براه سُرىً أدمى حشاشته / فعاد منه طريحاً نضو أسفار
نعم براه رقيُّ الصعب يوم جرى / يسابق الشمس في بيد وامصار
فلم يجد منبراً الا أسرَّ له / ما بالجوانح من شجو واسرار
ولم يجد معركا الا أناف به / والموت ما بين إقبال وإدبار
وكم تهاون بالأيام تدفعه / الى مواقف أهوال وأخطار
وكم أهاب وكف الدهر صائلة / على العباد بعزم غير خوار
فما تراجع حتى فلَّ مقولُهُ / حسامَ كل عنيد الرأي جبار
له اليراع الذي كانت تجرده / كف الزمان لإيراد وإصدار
خذ عنه رأي بني التاميز فاطبة / محافظين ذوي حقد وأحرار
وسل جراي يخبر أنه قلم / قد كاد يصرعه في كل إنذار
تكفي الشهادة في الدنيا لطالبها / من معشر عرفوه بعد إنكار
فان ضحي ظله أحبت محامدَه / آثارُ ابلج بزّت كلَّ آثار
أعزز على حامليه فوق أعينهم / أن يرجعوا بأكف منه أصفار
كأنما النعش عرش زانه ملك / يمشي الهوينا باجلال وإكبار
كأنما العلم المصريُّ جلله / دم ترقرق فوق المنصل العاري
كأنما الراية الخضراء خافقة / جناح جبريل يغشى صاحب الغار
كأنم ذاك السواد الجون مرتفعاً / سحمٌ من الطير حطت فوق أشجار
كأنما الناس حول النعش مائجة / أمواج مضطرب الآذىّ زخار
فلو يعدون ما أوفى بهم عدد / كصيب القطر لا يحصى بمقدار
كأن أدمعهم تنهل واكفة / تهطال غيث ملث الودق مدرار
كأن أعينهم والحزن يقرحها / من البكاء زناد القادح الواري
كأنما لجب الباكين من هلع / هزيم رعد أجش الصوت هدار
كأنما السهل طرس فيه قد نظمت / من الهموم صفوف مثل أسطار
كأنما الارض قد سدت طرائقها / بالناس من ثابت فيها وسيار
قبر كاملَ بالصحراء وجهتهم / يبدو لهم بين أضواء وأنوار
أم حجرة المصطفى من يثربَ انتقلت / والناس ما بين طوّاف وزوَّار
يا من لبست من العلياء أنفسها / كيف ارتضيت بأسمال وأطمار
وكيف خلفت شوط المجد ينهبه / قوم شأوتهمُ في كل مضمار
وكيف أصحرت في بيداء بلقعة / نزلتها بين إمحال وإقفار
شلت يد الموت ما أقساه مفترساً / أنحي عليك بأنياب وأظفار
إنَّا أمنا من الأيام غائلها / ومن حتوف الليالي خوض اغمار
هيهات يثأر ريب الدهر من أحد / سودَ الثياب ولم تعبأ بأنظار
رأين أنَّ دموع القوم حائلة / فلم يقفن حياءً خلف أستار
وقد ظننت السحاب الجود منهمرا / حتى التفت فكان المدمع الجاري
نم هادئ الطرف واترك كل معضلة / من الأمور لأعوان وأنصار
فقد غرست بوادي النيل نابتة / علمّها كيف تأتينا بأثمار
غادرت أجفانهم مذ غبت ساهدة / كأن أهدابها شدّت بأثمار
كأن صبغ الدجى حبات أفئدة / ذابت لفقدك أو أحداق أبصار
في ذمة اللَه يا من حين أذكره / تجري الدموع دماً في كل تذكار
خذ من رياض القوافي كل عاطرة / تغنى ضريحك عن باقات أزهار
لك الفراديس فانزل من أرائكها / في ظل دانية الاغصان معطار
وقف عليك رثاء لا سواك له / أنت الشريف وهذا دمع مهيار
يا نازل السجن محفوفاً باكبار
يا نازل السجن محفوفاً باكبار / هون عليك فما في السجن من عار
ما أنت بالمرء يأبى سجنه وجلا / أو يرهب الموت أو يخشى الردى الجاري
اذا الفتى منح الاوطان مهجته / اذابها بين اهوال واخطار
يا منقذ الشعب من نار مسعرة / من يمسس النار لا ينجو من النار
ان يحجوك فان الشمس ما حجبت / في السحب الا وعادت ذات انوار
أو يحبسوك فما راعوا ولا حبسوا / من القلوب شعور النشأة الساري
او يشمتوا فصروف الدهر سائرة / يأتي على الناس ساقيها بادوار
كل من الخلق في اطوار عيشته / رهن لأقضية تجري وأقدار
نرضى بسجنك ان هم سلموا جدلا / أن الائمة كانوا غير احرار
لأنت في السجن كالصدّيق مختفياً / خوف العداة وقد آذوه في الغار
عبد العزيز ولا ادعو سوى يقظ / ما زال أسبقهم في كل مضمار
الشعب خلفك مدفوع بغيرته / كما تدفع تيار بتيار
فاصبر على السجن لا سارت ركائبه / اليك فاللَه يجزي كل صبار
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه / واختار اهواءه يا بئس ما اختارا
كبر وكذب وتضليل ومنقصة / تملى الشنار وجيل يكتب العارا
تاللَه لولا تقى الرحمن يمنعنا / عن الهجاء لسودناه اسفارا
خذ من يراعي إذا عشنا مغلغلة / تذيقك السم والغسلين والنارا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025