عرا المكارم خطب شيبٍ بالكدر
عرا المكارم خطب شيبٍ بالكدر / لم يبق من بعده للمجد من أثر
رزء له العروة الوثقى قد انفصمت / والشمس قد كورت تبكي على القمر
للَه من فادح أبكي الهدى بدم / مذ حل بالدين كسر غير منجبر
رزء الوصي أمير المؤمنين ومن / لولا يداه رحى الأكوان لم تدر
يال الرجال لأقدار فتكن به / ألم يكن في البرايا مصدر القدر
فليت شعري هل الأشياء تقتك في / مشيئة قد بدت في صورة البشر
كلا ولكن لكي يبدو لمعتبر / بأنه مالكٌ مملوك مقتدر
ما للمشاعر حزناً شعرها نشرت / وزمزم قد جرت من محجر الحجر
والروح في مشرق الدنيا ومغربها / ينعى الوصي علياً خيرة الخير
وراح يندب ناعي الدين حين هوى / اليوم جب سنام العز من مضر
يا نفس سيلي أسى يا قلب ذب كمداً / حزناً عليه ويا سبع العلى انفطري
تكوري يا شموس الكون وانكسفي / يا بدر غب جزعاً يا أنجم انتثري
فقد هوى كوكب ضاء الوجود به / وغاب بدر الهدي والمجد في الحفر
للَه يوم له أغرت قطام به / أشقى مراد فكانت عبرة العبر
شق المفارق من قوم بضربته / قد شق فرق الهدى والمجد والخطر
لهفي لشبليه كل قائلٍ ولهاً / من بعد جودك في الدنيا لمفتقر
من بعد فقدك مأمول لذي أمل / ومن عقيبك مذخور لمدخر
لم يبق بعدك يا غوث الصريخ حمى / كلا وليس يرى فخر لمفتخر
من المعزي نبي الكائنات بمن / أقام دعوته بالبيض والسمر
بالأنجم الزهر ابناه الذين بهم / قد أشرق الكون لا في الأنجم الزهر
لولا حسام أحار المبصرين به / لم ينظر الدين والتوحيد ذو بصر
لهفي على خفرات الوحي حين بدت / تدعو بقلب حليف الوجد مستعر
يا غوث كل الورى في النائبات ومن / في كل دهرٍ هو الأيسار للعسر
واضيعة الدين والدنيا وأهلهما / حل الذبول بعود للندى نضر
لم أنس زينب تدعو وهي حاسرةً / قد غاب وأسوء حالي في الثرى قمري
من لليتامى منيل بعد كافلهم / وللأيامي ومن للدهر أن يجر
لا غر وأن ناح جبريل ورن أسى / على معلمه في غابر العصر
والرسل إن أعولوا حزناً فإنهم / لولاه لم ينظروا يوماً إلى الظفر
والأرض إن أقفرت من بعد زهرتها / فإنه كان فيها منزل القطر
هل كيف يجمل صبر للأنام على / رزء برى حده رأس الهدى فبري