المجموع : 3
أَعاذِلَيَّ أَما لِلَومِ تَغِييرُ
أَعاذِلَيَّ أَما لِلَومِ تَغِييرُ / لا تَعذَلاني فَإِنّي اليَومَ مَعذُورُ
إِذ غابَ عَقلي وَلَم يُترَك لِجُثَّتِهِ / رُوحٌ فَهَل رُوحُ مَن قَد ماتَ مَنشُورُ
أَلقَلبُ رَهنٌ لَدى أَسماءَ مَأسُورُ / قَد أَوثَقَتهُ فَلُبُّ القَلبِ مَقمُورُ
مِن نَظرَةٍ غَشِيَتني إِذ رَفَعتُ لَها / طَرفي وَما شَعَرَت جِدّاً سَمادِيرُ
إِلّا التِماحاً وَبَعضُ الوَجهِ مُنكَشِفٌ / وَالبُردُ دُوني عَلى أَسماءَ مَستُورُ
أَبصَرتُ وَجهاً لَها في جِيدِهِ تَلَعٌ / تَحتَ العُقُودِ وَفي القُرطَينِ تَشمِيرُ
وَجهٌ تَحَيَّرَ مِنهُ الماءُ في بَشَرٍ / صافٍ لَهُ حِينَ أَبدَتهُ لَنا نُورُ
مُبَطَّنٌ بِبَياضٍ كادَ يَقهَرُهُ / قَهرَ الدُجى مِن صَديعِ الفَجرِ مَشهُورُ
وَما تَراءَت لَنا عَمداً وَما شَعَرَت / لَكِن جَلَتها لَنا تِلكَ الأَخادِيرُ
مِن حَيثُما عَلِمَت أَسماءُ أُبصِرُها / إِنَّ العُيونَ تَرى مَن دُونَهُ السُورُ
كَأَنَّما فَوقَهُ وَالحَليُ مُبتَهِجٌ / جَمرٌ بِظَلماءَ فَوقَ الحَبيبِ مَنشُورُ
تَرُودُ فيهِ قُطوفٌ مَشيُها أُصُلاً / كَما يَرُودُ قَطُوفُ المَشي مَحسُورُ
غَرثى الوِشاحِ وَرابٍ ما أَحاطَ بِهِ / مِنها الأَزارُ وَما في الحِجلِ مَمكُورُ
يَصيحُ في صَفحِ مَتنَيها لَهُ قَرَشٌ / كَما تَصَيَّحُ في العَذقِ العَصافِيرُ
بِهنانَةٌ خُلِقَت أُنثى مُؤَنَّثَةً / إِذ في الكَثيرِ مِنَ النِسوانِ تَذكيرُ
كَأَنَّها إِذ تَكَفّى في تَأَوُّدِها / غُصنٌ يُراحُ عَلى عَلياءِ مَمَطُورُ
مِن بانَةٍ طُلَّ أَعلاهُ فَمالَ بِهِ / كَأَنَّهُ لانحِدارِ الماءِ مَهصُورُ
لا القَولُ مِنها إِذا راجَعتها هَذِرٌ / وَلا عَيِيٌّ بِرَجعِ القَولِ مَنزُورُ
نِعمَ اللِحافُ بَلَيلٍ بارِدٍ شَبِمٍ / يَأوي إِلى كِنِّهِ بِاللَيلِ مَقرُورُ
في طِيبِ رَيّا وَرِيقٍ حِينَ تَطرُقُها / وَقَد دَنا مِن نُجُومِ اللَيلِ تَغويرُ
وَما خَبَرتُ الَّذي فيها فَأذكره / لَكِن أَتَتني بِما فيهِ الأَخابيرُ
فَجِئتُ قَسراً وَما نَفسِي بِناجِيَةٍ / إِذا دَعاها إِلى حينٍ مقاديرُ
يا عَينُ مَهلاً أَلَم تُنهى عَنِ النَظَرِ
يا عَينُ مَهلاً أَلَم تُنهى عَنِ النَظَرِ / غُضّى مِنَ الطَرفِ غُضّى لامِحَ البَصَرِ
لا تَطرَحِي القَلبَ عَيني في مُهَوَّلَةٍ / فَتُوردِيهِ وَتَعيى بَعدُ بِالصَدرَ
قَد قُدتِهِ نَحوَ لَيلى قَبلَ ذا زَمَناً / فَما سَلَمتِ وَما هُنِّيتِ بالظَفَرِ
ما جَفَّ دَمعُكِ حَتّى اليَومِ مِن حَزَنٍ / مِن ذِكرِها وَاِستَخَفَّ القَلبُ لِلذِكَرِ
ظَلَّت وَظَلَّ حُصَينٌ يَهتِفانِ لَها / بِجُؤذَرٍ حَولُهُ عِينٌ مِنَ البَقَرِ
مُخَضَّباً يَتَلالا تَحتَ كِلَّتِهِ / كَما تَلالا وَميضُ البَرقِ في الصُبُرِ
أَقبَلتُ أَبغي أُرِيدُ الأَجرَ مُعتَمِراً / وَلَم يَذَر مِثلُها خُلقاً لِمُعتَمِرِ
قَبلي فَلَمَّا بَلَغتُ الرَدمَ أَبصَرَني / رِيمٌ رَماني فَلَم يَشوى مِنَ القَتَرِ
إِنسانَةُ الحَيِّ أَم أُدمانَةُ السَمُرِ
إِنسانَةُ الحَيِّ أَم أُدمانَةُ السَمُرِ / بِالنِهي رَقَّصَها لَحنٌ مِنَ الوَتَرِ
حَوراءُ لَو نَظَرَت يَوماً إِلى حَجَرٍ / لَأَثَّرَت سَقَماً في ذَلِكَ الحَجَر
يَزدادُ تَوريدُ خَدَّيها إِذا لُحِظَت / كَما يَزيدُ نَباتُ الأَرضِ بِالمَطَرِ
فَالوَردُ وَجنَتُها وَالخَمرُ رِيقَتُها / وَضُوءُ بَهجَتِها أَضوا مِن القَمَرِ
يا مَنَ رَأى الخَمرَ في غَيرِ الكُرُومِ وَمَن / هَذا رَأى نَبتَ وَردٍ في سِوى الشَجَرِ
كادَت تَرِفُّ عَلَيها الطَيرُ مِن طَرَبٍ / لَمّا تَغَنَّت بِتَغرِيدٍ عَلى وَتَرِ
بِاللَهِ يا ظَبَياتِ القاعِ قُلنَ لَنا / لَيلاي مِنكُنَّ أَم لَيلى مِنَ البَشَرِ
بانَت لَنا بِعُيُونٍ مِن بَراقِعِها / مَملُوءَةٍ مُقَلَ الغِزلانِ وَالبَقَرِ
يا ما أُمَيلِحَ غِزلاناً شَدَنَّ لضنا / مِن هَؤُليائِكُنَّ الضالِ وَالسَمُرِ