دع المطايا تجوب البيد في السحر
دع المطايا تجوب البيد في السحر / وعج بربع أبي الضيم من مضر
أعني الغري ومن قد حل دارته / مولى الورى نفس طاها سيد البشر
عين الإله التي للخلق راعيةٌ / وأذنه جلَّ عن سمع وعن بصر
وآية الملك العظمى لناظرها / نعم بل الحجة الكبرى لمعتبر
بحر أمد البرايا رشح طافحه / وسورة علمت من سائر السور
لو شاء تكوير ما في الكون من فلك / يوماً لمدَّ إليه كف مقتدر
أحاط في كل شيء علمه فغدت / محتارة في علاه سائر النذر
قل ما تشاء به يا سعد من مدح / ودع ملام جهول كاذب أشر
أنظر إلى سائر الأكوان سوف / ترى كلا يمد إليه كف مفتقر
له على الكون حق في رعايته / وإنه النعمة العظمى على البشر
فاقر السلام عليه ثم ناد ألا / يا خيرة الله من بدو ومن حضر
يا سامع السر والنجوى ومن نزلت / في بعض أوصافه الآيات في الزبر
يا علة الكون يا بدء الوجود ومن / غدا القضا طوع يمناه مع القدر
إنهض فديتك إن السبط منفرد / صفر الأنامل من حام ومنتصر
عليه دار مدار الحرب حيث غدا / قطب الدوائر لولاه فلم تدر
يسعى إلى الموت مشتاقاً إليه كما / اشتاقت محول الربى والآكم للمطر
وحوله صحبه صرعى على كثب / من الرمال وهم أبهى من الدرر
حاموا لعمري على الإسلام والهفي / لهم إلى أن هووا في أرفع الحفر
وبعدهم أحدقت خيل الطغاة به / بالنبل والسمر والهندية البتر
ما شد نحوهم إلا وصيرهم / شطرين ما بين منحور ومنجحر
ففوق البين سهم الحادثات له / صمداً فأصمى حشاه عن يد القدر
فانحط عن سرجه للأرض منقلباً / فريسةً بين ناب الخطب والظفر
أليةً بالذي حج الأنام له / وبالصفا ومنى والركن والحجر
لو شاء رد قضاء الموت خاسئةً / أبصاره آيساً من ذلك الظفر
لكنه اشتاق ما الباري أعد له / من النعيم ومن موضونة السرر
فخر عن صهوة الميمون ممتثلاً / لأمره ثم أدى سجدة الشكر
تكسرت عمد الإسلام حين قضى / ظماً وذلك كسرٌ غير منجبر
أبكت رزيته عين السماء دماً / ثراً وأجرت عيون السحب بالمطر
أورت قلوب البرايا في شواظ لظىً / حتى لقد عمت الآفاق بالشرر
وهذه خفرات المصطفى هتكت / بين الطواغيت هتك الزنج والخزر
برزن من حجب الأستار حاسرةً / ما بين أرجاس كوفان بلا خمر
لم أنس أم الرزايا بنت فاطمةِ / ودمعها بين منهلٍ ومنهمر
تدعو أخي يا حمى الإسلام رزؤك قد / أوهى قواي إلى أن قل مصطبري
تلك الرزايا لعمر الله قد عظمت / في العالمين فكانت عبرة العبر
يابن النبيين هذا الدين قد طمست / أعلامه وغدت مكفوفة البصر
والعلم والحلم والأحكام قاطبةً / ما بين مندرسٍ منها ومندثر
وهذه ظلمات الجور ضافية / على الكواكب من شمس ومن قمر
لولا بقية ما أبقيت من عقبٍ / لم يلف يوماً لهذا الكون من أثر
وكاد أفق الهدى يظلم من دهش / لولا سنا رأسك السامي على السمر
خذها أمام الهدى عذراء كاعبةً / أرجو القبول بها يا خيرة الخير
عروس خدرٍ وافكاري لها نظمت / قلائداً من يواقيت ومن درر
يا كعبة الوفد إني جئت متجراً / في كل ما ملكت نفسي من الفكر
أرجو بها الربح منكم يوم لا عملٌ / ينجي سوى حبكم يا خير مدخر
ترضون حاشاكم أصلى بنار لظىً / ترمي أعاديكم بالشهب والشرر
فما أقول إذا ما قال قائلهم / محب آل الهدى مأواه في سقر
ما هكذا الظن فيكم تتركون فتىً / ولاؤه لكم صاف من الكدر
تشرف اسمي إذ وافى مركبه / محمدٌ وعليٌ فهو مفتخري
صلى عليكم آله الخلق ما طلعت / شمس وما شدت الورقا على الشجر