المجموع : 8
لو كانَ في أن يزورَ وِزرُ
لو كانَ في أن يزورَ وِزرُ / لأصبحَ الهجرُ فيهِ أجرُ
وصار قتلُ النفوسِ زُلفى / فيه ليوم المعادِ ذخرُ
لئن تفقَّهتَ هات قُل لي / فليسَ لي بالخِلافِ خبرُ
وشادنٍ طالَما نَهاني / من نهيِهِ عن هَواه أمرُ
للناسِ في طَرفِه وقَلبي / تعجُّبٌ دائمٌ وفِكرُ
بينَهما بالسواء سُقمٌ / بواحدٍ منهما مُضِرُّ
طرفٌ به علَّةٌ ألَمَّت / فهيَ مع الدهرِ تَستمِرُّ
يَبينُ فيه الضنَى ويُضني / كالسيفِ يَمضِي وفيهِ أثرُ
لاحَت على خَدِّه بَوادٍ / بوادرٌ تحتَهنَّ بَدرُ
فقال ماذا فقلتُ هذا / يُرخى على الحُسنِ منه سِترُ
ويبسطُ العذرَ في سلوِّي / والعُذرُ عند السلوِّ غَدرُ
أستغفِرُ اللَهَ ثم أهوى / وكيفَ يستغفرُ المصِرُّ
طالَ اختلافُ الخُطوبِ عندي / كلٌّ إلى نَفسِه يَجُرُّ
فكلما قلتُ ذا كريمٌ / أشكو إليه وذاك حُرُّ
أغضَبَهُ أن أذمَّ دَهري / كأنَّ ذاكَ الكريم دهرُ
هذا على أنه زَماني / والحَيدريُّونَ فيه كُثرُ
وأدهمٌ جائرٌ عليه / وما لَه في الأمورِ أمرُ
أسدُ المعالي علَى الليالي / بيضٌ ووَثباتُهنَّ حُمرُ
وابنُ عليٍّ يذودُ عنها / ما افترَسَت واستُجيشَ نَفرُ
مُظفَّرٌ كاسمِهِ نداه / في الرَّوع نابٌ له وظُفرُ
خلائِق كالنُّجوم زهرُ / آثارُها كالربيع خضرُ
كذا الليالي وهنَّ سودٌ / وجوهُ أفعالِهنَّ غُبرُ
قد صحَّ لي أنَّني مَليٌّ / وقمت بالدينِ وهو شكرُ
فعُد إلى ما عَهِدتَ واقرِض / فالقَرضُ عندَ المليِّ ذُخرُ
فإنَّني قبلَ ما التَقَينا / أحلُبُ ما لم يكن يدرُّ
كذاكَ نجمُ الصباحِ تَبدو / من قبلهِ أنجمٌ تَغُرُّ
دع الليالي فلِلمعالي
دع الليالي فلِلمعالي / حكمٌ على جَورها يَجورُ
كأنها ما رأت علِياً / في يده الهمُّ والسرورُ
من المنايا إلى العطايا / ترداد كفَّيه والمسيرُ
إن سَعتا ساعةً لأمرٍ / مخيِّمٍ أخلفَت أمورُ
له من السُّمرِ حين يَدجو / ليل عجاجِ الوغى سميرُ
يطولُ في راحتَيه منها / إلى نحور العدى القصيرُ
ماذا تراهُ لمن تَراه / أكثَر إعراضَها الدهورُ
قد أسكرتُه على خُمارٍ / وبعدَ نكباتِها تَدورُ
وأنت نعمَ المجيرُ منها / تمنعُ إن سلَّم المجيرُ
هل أنت راضٍ له بصرفٍ / أنتَ على صَرفِه قَديرُ
ما سرَقَت عينُه رُقاداً / إلا وأوردته فيه صورُ
كأنَّما شوقُه جناحٌ / به إلى أرضِها يطيرُ
قد ضمَّه واقعاً مقيماً / يرقُبُ ما يأمر الأميرُ
فيما يُقالُ مقيمٌ قيلَ قد سارا
فيما يُقالُ مقيمٌ قيلَ قد سارا / فعلَ البَخيلَةِ لا تعرِف لها دارا
باتَت تُخبِّرُ عن بُخلٍ أماكنَها / تخالفُ الركبَ أضيافاً وزُوَّارا
نَشقى بها وهي تَشقى في تَنقُّلها / لقد صبرت على الأضرارِ إضرارا
وما رَزَيناكِ في زادٍ فَتَمتَنِعي / من القِرى إنَّما تَقرينَ أبصارا
من كلِّ مُحتَرق الجَفنينِ تَحسبُه / إذا بكى طرفُه ماءً بكى نارا
حَكى السَّحائب سحاحاً لبعدِكمُ / نعم ويَحكي القَطا الكُدريُّ سَهَّارا
وما أراكمُ توجَّعتُم لصاحِبكم / ولا عَرفتُم لما يلقاهُ مِقدارا
وأهيَفٍ باتَت اللوعاتُ تُعجبُه / منِّي ولا سيَّما إن كنَّ أسرارا
وإنَّ دَمعي ليرضيني غداةَ أبى / إلا نِداءً على حالي وإشهارا
وهمَّةٍ حُرَّةٍ لولا تشرُّفها / يوماً إلى أن تَرى في الناسِ أحرارا
وقد نعَتهُم تصاريفُ الزمانِ لها / وصارَ ذلك للراجينَ إنذارا
ولم يَكن للعُلى كفوٌ فما بَرَزت / من بعدِ ما اتَّخذَت حُجباً وأستارا
بنى عليٌّ علَيها من مكارِمه / بَيتاً وغارَ وخيرُ الناس مَن غارا
وهل يُنازعُه في أزمةٍ أحدٌ / إذا اقتَفى مُلهَماً فيها ودينارا
جادوا وكانا سَحاباً عمَّ وابلُه / وجادَ هذا وكان السَّيلَ جَرارا
كذلكَ ابنُ السحابِ السيلُ نعرفُهُ / قامَ الدليلُ على مَن شكَّ أو مارا
أعداءُ أعدائِه في الرَّوع ما حملوا / من القَنا حينَ ظَنُّوهنَّ أَنصارا
لا يَفزعونَ عليه حينَ يُفزِعُهم / إلا ليستاقَ في الأموالِ أعمارا
مناقبٌ تبهرُ الأقوالَ عدَّتها / قد أعجزَت خُطباً منها وأَشعارا
ملأتَ أنفسَنا فِعلاً وأعيُننا / حُسناً بها وملأتَ الكتبَ أَخبارا
لا يسمعُ الركبُ يوماً في دنوِّهُم / والبعدِ إلا حَديثاً عنكَ سَيَّارا
ما دَمعُه فاضَ بل فاضَت سَرائِرُه
ما دَمعُه فاضَ بل فاضَت سَرائِرُه / والدَّمع أوَّلُ ما يَجري وآخِرُه
لسانُ عاذِرِه في الحبِّ عاذلُه / وقلبُ عاذِلِه في الحبِّ عاذِرُه
أمسى يَرى ما رآه من صَبابَتهِ / لكن مُساعِدُه في الشرِّ ناظِرُه
قَضى ولم يَقضِنا من عَدله وطَرا
قَضى ولم يَقضِنا من عَدله وطَرا / وكان هَيناً ملامُ المَيتِ محتَقَرا
كُفَّا فَما أقدَر الأيامَ لو فَعَلَت / عليكُم والهَوى لو وافَقَ القَدَرا
لا يُبعد اللَهُ صَبراً كان ينجدُه / ما كانَ أسرعَ ما ولَّى وما انتَصرا
ولَّيتُه في الهَوى قَلبي فَفارَقَني / وما نَهى قطُّ في قَلبي ولا أَمَرا
وكاعِبٍ عاطلٍ حلَّت مَدامعُها / عَنها قَلائِدَها لما جَرت غدرا
كأنَّما جيدُها في الحُسنِ صاغَ لها / من دُرِّهِ فأَبَت أن تحملَ الدُّرَرا
أو صيغَ من بعضِ ما أمسى يفرِّقُه / نَدى أبي الحَسنِ الأستاذِ مُعتَذِرا
مَن ليسَ يُبقي نَداهُ في خَزائِنِه / شَيئاً يُقالُ اقتَنى هَذا ولا ادَّخرا
يُبادرُ الخيلَ في الغاراتِ مُبتَدئاً / بالطَّعنِ والضربِ قبلَ الخيلِ مُبتَدرا
وذاك كَيلا يَقولَ الحاسِدون له / ما كان أسرَعَ ما ولَّى وما انتَصَرا
تكادُ يومَ الوَغى من طولِ ما انحطَمَت / قَناتُه أن تُساوي سَيفَه قِصَرا
سمراءُ يَحفَظُها المَطعون كامنةً / في صَدرِه مثلَ حِفظِ السامِر السَّمَرا
تعرَّضتني فلو أنِّي على حَذرِ
تعرَّضتني فلو أنِّي على حَذرِ / لم يَحتَكم ناظِري في لذَّة النَظرِ
وكنتُ أُغضي ولا أقضي له وَطراً / مِنها لِعلمي بعُقبى ذلك النَّظرِ
والمرءُ مادامَ ذا عَينٍ يقلِّبُها / في أعيُنِ العينِ مَوقوفٌ على خَطرِ
يَسرُّ مُقلتَه ما ضرَّ مهجتَهُ / لا مَرحَباً بسرورٍ عادَ بالضررِ
حتَّى تَرى قلبَه للنهبِ معتَرضاً / كأنَّه المالُ في يُمنَى أبي عُمرِ
تَراهُ فيها مُباحاً ليسَ يَمنعُه / من جاءَ يَطلُبُه من سائِر البَشرِ
خَليقةٌ في العَطايا لا يُغَيِّرُها / كرُّ الليالي عَلى الحالاتِ بالغيرِ
وهمَّةٌ لا تَزالُ الدهرَ مُشرقةً / طولاً وإن خالَفتها الحال بالقصرِ
من كانَ من عَيشهِ صَفواً فقاصِدُه / يَحظى به وهوَ يَرضى منه بالكدرِ
يُنبيكَ قَولي إذا ما كنتَ سامعَه / وفعلُه أنَّنا جِئنا عَلى قدرِ
لمثلِها كانَت الأَيامُ تَنتَظِرُ
لمثلِها كانَت الأَيامُ تَنتَظِرُ / فَما لِداهِيةٍ من بَعدِها خَطَرُ
وقَد قَضَت وطَراً منا المنونُ فَهَل / يُقضى لَنا مِن تَباريحِ الجَوى وَطَرُ
بيتَ المَعالي بِنا ما أنهدَّ منك لنا / بيتُ الهُموم الذي سُكَّانه الفِكَرُ
يا يومَه إنَّ أيامَ الأَسى خُلِقَت / بعدَ انقِضائِكَ لا يَبقى لها عُمَرُ
يا ابنَ النبيِّ وفي إِقدام نائبةٍ / عَليكم لجَميع الناسِ مُعتَبَرُ
هيَ المَنايا إذا ما عيشةٌ عُرِفَت / بالصَّفوِ خالَطَها مِن صَفوِها كَدَرُ
كَم مَعشرٍ لم يَروحوا إذ غَدَت بهم / وآخرين بهم راحت فما ابتكروا
أبا مُحمَّدٍ الصبرَ الجَميلَ فما / يرتاعُ من غُصُنٍ يَذوي له الشَّجَرُ
يهونُ خَطبُ النجومِ الزُّهرِ إن غربَت / علَى مُجِدِّ السُّرى ما أسفَرَ القَمَرُ
ودِرهَمٌ واحِدٌ فصَّلتَ جُملتَه
ودِرهَمٌ واحِدٌ فصَّلتَ جُملتَه / ملأتَ منه نِثاراً قاعَةَ الدارِ
لانَ اللُّجَينُ لكم في ضَربه وكَذا / لانَ الحَديدُ لداودٍ بِلا نارِ
مازلتُ أقلَعُهُ والأرضُ تبلعُه / فلو علمتُ بهِ طوَّلت أظفاري