القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 8
لو كانَ في أن يزورَ وِزرُ
لو كانَ في أن يزورَ وِزرُ / لأصبحَ الهجرُ فيهِ أجرُ
وصار قتلُ النفوسِ زُلفى / فيه ليوم المعادِ ذخرُ
لئن تفقَّهتَ هات قُل لي / فليسَ لي بالخِلافِ خبرُ
وشادنٍ طالَما نَهاني / من نهيِهِ عن هَواه أمرُ
للناسِ في طَرفِه وقَلبي / تعجُّبٌ دائمٌ وفِكرُ
بينَهما بالسواء سُقمٌ / بواحدٍ منهما مُضِرُّ
طرفٌ به علَّةٌ ألَمَّت / فهيَ مع الدهرِ تَستمِرُّ
يَبينُ فيه الضنَى ويُضني / كالسيفِ يَمضِي وفيهِ أثرُ
لاحَت على خَدِّه بَوادٍ / بوادرٌ تحتَهنَّ بَدرُ
فقال ماذا فقلتُ هذا / يُرخى على الحُسنِ منه سِترُ
ويبسطُ العذرَ في سلوِّي / والعُذرُ عند السلوِّ غَدرُ
أستغفِرُ اللَهَ ثم أهوى / وكيفَ يستغفرُ المصِرُّ
طالَ اختلافُ الخُطوبِ عندي / كلٌّ إلى نَفسِه يَجُرُّ
فكلما قلتُ ذا كريمٌ / أشكو إليه وذاك حُرُّ
أغضَبَهُ أن أذمَّ دَهري / كأنَّ ذاكَ الكريم دهرُ
هذا على أنه زَماني / والحَيدريُّونَ فيه كُثرُ
وأدهمٌ جائرٌ عليه / وما لَه في الأمورِ أمرُ
أسدُ المعالي علَى الليالي / بيضٌ ووَثباتُهنَّ حُمرُ
وابنُ عليٍّ يذودُ عنها / ما افترَسَت واستُجيشَ نَفرُ
مُظفَّرٌ كاسمِهِ نداه / في الرَّوع نابٌ له وظُفرُ
خلائِق كالنُّجوم زهرُ / آثارُها كالربيع خضرُ
كذا الليالي وهنَّ سودٌ / وجوهُ أفعالِهنَّ غُبرُ
قد صحَّ لي أنَّني مَليٌّ / وقمت بالدينِ وهو شكرُ
فعُد إلى ما عَهِدتَ واقرِض / فالقَرضُ عندَ المليِّ ذُخرُ
فإنَّني قبلَ ما التَقَينا / أحلُبُ ما لم يكن يدرُّ
كذاكَ نجمُ الصباحِ تَبدو / من قبلهِ أنجمٌ تَغُرُّ
دع الليالي فلِلمعالي
دع الليالي فلِلمعالي / حكمٌ على جَورها يَجورُ
كأنها ما رأت علِياً / في يده الهمُّ والسرورُ
من المنايا إلى العطايا / ترداد كفَّيه والمسيرُ
إن سَعتا ساعةً لأمرٍ / مخيِّمٍ أخلفَت أمورُ
له من السُّمرِ حين يَدجو / ليل عجاجِ الوغى سميرُ
يطولُ في راحتَيه منها / إلى نحور العدى القصيرُ
ماذا تراهُ لمن تَراه / أكثَر إعراضَها الدهورُ
قد أسكرتُه على خُمارٍ / وبعدَ نكباتِها تَدورُ
وأنت نعمَ المجيرُ منها / تمنعُ إن سلَّم المجيرُ
هل أنت راضٍ له بصرفٍ / أنتَ على صَرفِه قَديرُ
ما سرَقَت عينُه رُقاداً / إلا وأوردته فيه صورُ
كأنَّما شوقُه جناحٌ / به إلى أرضِها يطيرُ
قد ضمَّه واقعاً مقيماً / يرقُبُ ما يأمر الأميرُ
فيما يُقالُ مقيمٌ قيلَ قد سارا
فيما يُقالُ مقيمٌ قيلَ قد سارا / فعلَ البَخيلَةِ لا تعرِف لها دارا
باتَت تُخبِّرُ عن بُخلٍ أماكنَها / تخالفُ الركبَ أضيافاً وزُوَّارا
نَشقى بها وهي تَشقى في تَنقُّلها / لقد صبرت على الأضرارِ إضرارا
وما رَزَيناكِ في زادٍ فَتَمتَنِعي / من القِرى إنَّما تَقرينَ أبصارا
من كلِّ مُحتَرق الجَفنينِ تَحسبُه / إذا بكى طرفُه ماءً بكى نارا
حَكى السَّحائب سحاحاً لبعدِكمُ / نعم ويَحكي القَطا الكُدريُّ سَهَّارا
وما أراكمُ توجَّعتُم لصاحِبكم / ولا عَرفتُم لما يلقاهُ مِقدارا
وأهيَفٍ باتَت اللوعاتُ تُعجبُه / منِّي ولا سيَّما إن كنَّ أسرارا
وإنَّ دَمعي ليرضيني غداةَ أبى / إلا نِداءً على حالي وإشهارا
وهمَّةٍ حُرَّةٍ لولا تشرُّفها / يوماً إلى أن تَرى في الناسِ أحرارا
وقد نعَتهُم تصاريفُ الزمانِ لها / وصارَ ذلك للراجينَ إنذارا
ولم يَكن للعُلى كفوٌ فما بَرَزت / من بعدِ ما اتَّخذَت حُجباً وأستارا
بنى عليٌّ علَيها من مكارِمه / بَيتاً وغارَ وخيرُ الناس مَن غارا
وهل يُنازعُه في أزمةٍ أحدٌ / إذا اقتَفى مُلهَماً فيها ودينارا
جادوا وكانا سَحاباً عمَّ وابلُه / وجادَ هذا وكان السَّيلَ جَرارا
كذلكَ ابنُ السحابِ السيلُ نعرفُهُ / قامَ الدليلُ على مَن شكَّ أو مارا
أعداءُ أعدائِه في الرَّوع ما حملوا / من القَنا حينَ ظَنُّوهنَّ أَنصارا
لا يَفزعونَ عليه حينَ يُفزِعُهم / إلا ليستاقَ في الأموالِ أعمارا
مناقبٌ تبهرُ الأقوالَ عدَّتها / قد أعجزَت خُطباً منها وأَشعارا
ملأتَ أنفسَنا فِعلاً وأعيُننا / حُسناً بها وملأتَ الكتبَ أَخبارا
لا يسمعُ الركبُ يوماً في دنوِّهُم / والبعدِ إلا حَديثاً عنكَ سَيَّارا
ما دَمعُه فاضَ بل فاضَت سَرائِرُه
ما دَمعُه فاضَ بل فاضَت سَرائِرُه / والدَّمع أوَّلُ ما يَجري وآخِرُه
لسانُ عاذِرِه في الحبِّ عاذلُه / وقلبُ عاذِلِه في الحبِّ عاذِرُه
أمسى يَرى ما رآه من صَبابَتهِ / لكن مُساعِدُه في الشرِّ ناظِرُه
قَضى ولم يَقضِنا من عَدله وطَرا
قَضى ولم يَقضِنا من عَدله وطَرا / وكان هَيناً ملامُ المَيتِ محتَقَرا
كُفَّا فَما أقدَر الأيامَ لو فَعَلَت / عليكُم والهَوى لو وافَقَ القَدَرا
لا يُبعد اللَهُ صَبراً كان ينجدُه / ما كانَ أسرعَ ما ولَّى وما انتَصرا
ولَّيتُه في الهَوى قَلبي فَفارَقَني / وما نَهى قطُّ في قَلبي ولا أَمَرا
وكاعِبٍ عاطلٍ حلَّت مَدامعُها / عَنها قَلائِدَها لما جَرت غدرا
كأنَّما جيدُها في الحُسنِ صاغَ لها / من دُرِّهِ فأَبَت أن تحملَ الدُّرَرا
أو صيغَ من بعضِ ما أمسى يفرِّقُه / نَدى أبي الحَسنِ الأستاذِ مُعتَذِرا
مَن ليسَ يُبقي نَداهُ في خَزائِنِه / شَيئاً يُقالُ اقتَنى هَذا ولا ادَّخرا
يُبادرُ الخيلَ في الغاراتِ مُبتَدئاً / بالطَّعنِ والضربِ قبلَ الخيلِ مُبتَدرا
وذاك كَيلا يَقولَ الحاسِدون له / ما كان أسرَعَ ما ولَّى وما انتَصَرا
تكادُ يومَ الوَغى من طولِ ما انحطَمَت / قَناتُه أن تُساوي سَيفَه قِصَرا
سمراءُ يَحفَظُها المَطعون كامنةً / في صَدرِه مثلَ حِفظِ السامِر السَّمَرا
تعرَّضتني فلو أنِّي على حَذرِ
تعرَّضتني فلو أنِّي على حَذرِ / لم يَحتَكم ناظِري في لذَّة النَظرِ
وكنتُ أُغضي ولا أقضي له وَطراً / مِنها لِعلمي بعُقبى ذلك النَّظرِ
والمرءُ مادامَ ذا عَينٍ يقلِّبُها / في أعيُنِ العينِ مَوقوفٌ على خَطرِ
يَسرُّ مُقلتَه ما ضرَّ مهجتَهُ / لا مَرحَباً بسرورٍ عادَ بالضررِ
حتَّى تَرى قلبَه للنهبِ معتَرضاً / كأنَّه المالُ في يُمنَى أبي عُمرِ
تَراهُ فيها مُباحاً ليسَ يَمنعُه / من جاءَ يَطلُبُه من سائِر البَشرِ
خَليقةٌ في العَطايا لا يُغَيِّرُها / كرُّ الليالي عَلى الحالاتِ بالغيرِ
وهمَّةٌ لا تَزالُ الدهرَ مُشرقةً / طولاً وإن خالَفتها الحال بالقصرِ
من كانَ من عَيشهِ صَفواً فقاصِدُه / يَحظى به وهوَ يَرضى منه بالكدرِ
يُنبيكَ قَولي إذا ما كنتَ سامعَه / وفعلُه أنَّنا جِئنا عَلى قدرِ
لمثلِها كانَت الأَيامُ تَنتَظِرُ
لمثلِها كانَت الأَيامُ تَنتَظِرُ / فَما لِداهِيةٍ من بَعدِها خَطَرُ
وقَد قَضَت وطَراً منا المنونُ فَهَل / يُقضى لَنا مِن تَباريحِ الجَوى وَطَرُ
بيتَ المَعالي بِنا ما أنهدَّ منك لنا / بيتُ الهُموم الذي سُكَّانه الفِكَرُ
يا يومَه إنَّ أيامَ الأَسى خُلِقَت / بعدَ انقِضائِكَ لا يَبقى لها عُمَرُ
يا ابنَ النبيِّ وفي إِقدام نائبةٍ / عَليكم لجَميع الناسِ مُعتَبَرُ
هيَ المَنايا إذا ما عيشةٌ عُرِفَت / بالصَّفوِ خالَطَها مِن صَفوِها كَدَرُ
كَم مَعشرٍ لم يَروحوا إذ غَدَت بهم / وآخرين بهم راحت فما ابتكروا
أبا مُحمَّدٍ الصبرَ الجَميلَ فما / يرتاعُ من غُصُنٍ يَذوي له الشَّجَرُ
يهونُ خَطبُ النجومِ الزُّهرِ إن غربَت / علَى مُجِدِّ السُّرى ما أسفَرَ القَمَرُ
ودِرهَمٌ واحِدٌ فصَّلتَ جُملتَه
ودِرهَمٌ واحِدٌ فصَّلتَ جُملتَه / ملأتَ منه نِثاراً قاعَةَ الدارِ
لانَ اللُّجَينُ لكم في ضَربه وكَذا / لانَ الحَديدُ لداودٍ بِلا نارِ
مازلتُ أقلَعُهُ والأرضُ تبلعُه / فلو علمتُ بهِ طوَّلت أظفاري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025