المجموع : 10
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت / كأسَ المَسَرّاتِ تُجلى من يدِ البُشرى
وَذا هو الشَوقُ يَحدونا إلى ملِكٍ / كُبرى الأُمورِ لدى هِمّاتِه صُغرى
وَذا هو العيدُ وَالإِقبالُ أَرَّخَه / تَوفيقُ مِصرَ به أَعيادُنا كُبرى
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ / وَالعيدُ في حُسنهِ كبيرُ
فَاِجتَل بشرَ الزمان نَضراً / فذاكَ رَوضُ المنى نَضيرُ
وَاِهنَأ وَقل لِلزَمان أَرِّخ / تَوفيقُ عيدُ الفِدا بَشيرا
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه / إِلّا وَراءَ دليلٍ صادقِ النَظَرِ
وَإِن حَفِظتَ فلا تَحفَظ سوى كلمٍ / غُرٍّ جوامع مِثلِ الآيِ وَالسُوَرِ
ما كُلُّ شَيءٍ تراه ناضِراً زَهَرٌ / شَتّانَ بينَ هَشيمِ النَبتِ وَالزَهَر
يا طالِبَ الدُرِّ بحرُ الشِعر ثمَّ فِقِف / هذي معادِنُه ملآى من الدُرَر
أوتيتَ سُؤلكَ فَاِقرَأ ما تَخَيَّرَه / من خالِد الشِعر سامى خالِدُ الأَثَر
مسجَّلا في كِتابٍ قيِّمٍ حَفِلٍ / بِقَولِ كلِّ طويلِ الباع ذي خَطَرِ
نِعَمَ الكتابُ وَما أَمسَت صحائِفُه / وَأَصبَحت تهبُ الأَيّامَ من غُرَر
خُذ ما حواه وَأَغفِل ما تَجنَّبَه / وَاِستَغنِ عن عاطِل الأَوراقِ بِالثَمَر
يا قائِلَ الشِعر خذ لِلشِّعر أُهبَتَه / وَطِر به في سماء الحُسنِ أَو فَذَر
لا تَأخذَن بِتَلابيبِ الكلامِ وَكُن / من أَني َرُدَّك مَدحورا على حَذَر
في النَثر إِن لم تَعُد بِالفَخرِ قافيةٌ / على امرىء صاغها سلوى لِمُفتَخر
كَم عَربَدَ الغِرُّ حولَ البَيت يَقرِضُه / وَآبَ بعد جهادٍ بيِّنَ الحَصَر
شعرُ الفَتى عِرضُه الثاني فَأَحرِ به / أَلّا يشوَّه بِالأَقذارِ وَالوَضَر
فَاِنقُد كلامَكَ قبلَ الناقِدينَ تحُط / ثاني النَفيسَين من لَغوٍ ومن هَذَر
وَاِقرَأ فديتُك تَأمَن ما تُحاذِره / من قارىء هازىءٍ أَو قارىءٍ ضَجِر
يا رَبَّةَ الفَضلِ يا فَخرَ النِساءِ وَهَل
يا رَبَّةَ الفَضلِ يا فَخرَ النِساءِ وَهَل / تَرضينَ إِن قُلتُ بَل يا طَلعَةَ القَمَرِ
يا أُمَّ اِسكَندَرٍ بَل يا سَمِيَّتَهُ / تيهي على دولَةِ الأَقلامِ وَاِفتَخِري
هذي الطُروسُ وَفي أَضلاعِنا مُهجٌ / أَبلى بَلاءَكِ أَنّي شِئتِ تَنتَصِري
هلّا نَظَمتِ لنا شَيئاً نَقَرُّ بهِ / من ذلكَ الشِعرِ بل من تِلكمُ الدُرَرِ
هَلّا كَتَبتِ لأَربابِ النُهى جُمَلاً / تَسيرُ كَالمِثلِ الساري مدى الدَهَرِ
عَوَّدتِنا بعضَ عاداتٍ عُرِفت بها / كَالنَجمِ بِالضَوءِ أَو كَالعَينِ بِالأَثَرِ
أَو كَالزُهورِ بِرَيّاها إِذا عَبِقَت / في الرَوضِ أَو كَأَخيكِ الظَبي بِالحَورِ
فَاِجرى على ذلكَ الطَبع الذي هَبَطَت / على الوَرى منه آيُ السِحرِ وَاِبتَكِبري
فَالقَومُ إِن مِستِ أَو أَرسَلتِ قافِيَةً / كلٌّ لهُ وَطرٌ ناهيكِ من وَطرِ
لِلَّهِ أَنمُلكِ اللاتي هَزَزنَ لنا / مِنَ البَلاغَةِ غُصناً ناضِجَ الثَمَرِ
هل البَدائِعُ إِلّا ما جَلَوتِ لنا / مِن نَفثَةِ السِحرِ أَو مِن نَفحَةِ السَحَرِ
لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت
لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت / بكلِّ عالي الذُرا في الكونِ تَأتَمِرُ
لو لم تَرثها لما أَلقَت أَعِنَّتَها / إِلّا إلَيكَ خلالٌ كلُّها غُرَرُ
يَاِبن الأُلى لو أَطلّوا من مَضاجِعِهِم / يوما عليكَ لَقالوا إيه يا عُمَر
أَعَدت أَيّامَهُم في مِصرَ ثانيةً / حتى تَوَهَّمَ قومٌ أَنَّهُم نشِروا
وَسِرتَ سيرتَهُم حتى كأنَّهمُ / إذا خطَرتَ بِأرض مرّةً خَطروا
لِلَّهِ درُّكَ كم نَبَّهتَ من هممٍ / تُثنى على أَهلِها الآصالُ وَالبُكرُ
وَكم تَعهَّدت جرحى من أُسودِ وغىً / إن يَكشِر الدهرُ عن أحداثهِ كَشَروا
مستنجِداً من بني مصرٍ إلى شَممٍ / إذا رأوا ثُلمةً في حوضِهم جبَروا
مستَهمياً هامياً واليلُ في وَجلٍ / من أَن تجودَ به أيمانكُم حَذِرُ
حتى تَفاهَمت الأرحامُ وادَّكَرَت / ما بينها الأَهلُ وَالخَلّانُ وَالأُسَر
وَآذنَ البرُّ بِالسُقيا وما فَتِئَت / منهم وَمنكَ صنوفُ البرِّ تُنتَظَرُ
وَحرَّكَت كلَّ كفٍّ بِالنَدى مِقَةٌ / حتى تَعَجَّبَت الأَنهارُ وَالغُدرُ
وَالناسُ إن قام يَستَسقى الكريمُ لهم / سحائبَ الفضلِ بَشَّرهُم فَقد مُطروا
يَأبى علاءُ سعيدٍ أن يُشابههُ / إلّا أينَ دوحتِه إن قامَ يَفتَخِرُ
ما زالَ يحمَدهُ رائيكَ مُدَّكِراً / وَالأَصلُ بِالفَرعِ إن حاكاهُ يُدَّكَر
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً / بِوَجهِكِ الباهرِ المُنيرِ
تيهي على صَبِّكِ المُعَنّى / تيهَ غَنِيٍّ على فَقير
وارمي له بعضَ ما يُرَجّى / فالحُبُّ أرضاهُ بِاليَسير
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي / قِفوا على بابيَ الكبيرِ
وَاِستَقبِلوا عندَهُ خليلاً / قد طال شوقي إلى مديرِ
إن سَدَّ من حاجَتي فَأَهلاً / بهِ وَسهلاً مدى الدهور
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً / فَسوفَ تَستَغفِرُ المَظاهِر
إن فَضَّلوا ماهراً فَدَعهُم / وَشَأنَهُم ماهرٌ بِماهِر
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ / وَإن بَدا لك مِنها مَنظَرٌ نَضِرُ
فكُن على حَذَرٍ مِمّا تَغُرُّ بهِ / إن كانَ يَنفَعُ من غِرّاتِها الحَذَرُ
قد أَسمَعَتكَ اللَيالي من حوادِثِها / مافيه رُشدُكَ لكن لَستَ تَعتَبِرُ
إن كنتَ ذا أُذُنٍ لَيسَت بواعيةٍ / قُل لي بِعَيشِكَ ماذا تَنفَعُ العِبَرُ
لِلدَهر لو كنتَ تَدري هولَ مَنطِقِهِ / وَعظٌ تُرَدِّدُهُ الآصالُ وَالبُكَرُ
يا من يُغَرُّ بِدُنياهُ وَزُخرُفِها / تَاللَهُ يوشِكُ أن يودي بكَ الغَرَرُ
وَيا مُدِلّاً بِحُسنٍ راقَ مَنظَرُهُ / لِلقَبرِ ويحَكَ هذا الدَلُّ وَالغَفَرُ
تَهوى الحياةَ ولا تَرضى تُفارِقُها / كمن يُحاوِلُ وِرداً مالهُ صَدَرُ
كلُّ امرىءٍ صائِرٌ إلى جَدثٍ / وَإن أَطالَ مدى آمالهِ العُمُر
أَبَعدَ أن ماتَ عبدُ اللَهِ مُرتَهَناً / تحت الثَرى يُرتَجى صَفوٌ وَيُنتَظَر
يا وَيح مَن أَودَعوهُ القَبرَ هل عَلموا / أنَّ المَكارِم كانت بَعضَ ما قَبَروا
قد غَيَّبوا ماجِداً كانت مَناقِبُه / بها الزَمانُ إذا ما زَلَّ يَعتَذِرُ
وَعَطَّلوا من رُبوعِ العِلمِ أَندِيَةً / كانت بِعَلياهُ يومَ الفَخرِ تَفتَخِر
مضى وَخلَّفَ فينا من فَضائِله / بدائِعاً يَجتَليها السَمعُ وَالبَصَر
بِرَغمِ أَنفِ المعالي ياِبنُ بِجدَتِها / أن غَيَّبَت شَخصَكَ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
تَفدي النفوسُ حياةً منكَ غالِيَةً / لو كانَ يُدفَعُ عنها بِالفِدا ضَرَرُ
قد أَصبَحَت ظُلُماتُ الجهلِ حالِكةً / لمّا تَغيَّبَ عن آفاقِنا القَمَر
يا عَينُ جودي بِمُنهلِّ الدموع على / من كانَ ذُخراً لِرَيبِ الدهرِ يُدَّخَر
أو فاِسألي اللَهَ سُلواناً وَمُصطَبَراً / إن كانَ يَجمُلُ سُلوانٌ وَمصطَبَر
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً / وَالبَيتِ أُنساً تَمَهَّل أَيُّها القَمَرُ
لا تُخلِ أُفقَكَ يَخلُفكَ الظَلامُ به / وَالزَم مكانَك لا يَحلُل به الكَدَرُ
في الحيِّ قَلبانِ باتا يا نَعيمَهما / وَفيهما إذ قَضَيتَ النارُ تَستَعِرُ
وَأَعيُنٌ أَربَعٌ تبكى عَلَيكَ أَسىً / وَمن بُكاءِ الثَكالى السَيلُ وَالمَطَرُ
قد كنتَ رَيحانَةً في البَيتِ واحدَةً / يَروحُ فيه وَيَغدو نَفحُها العَطِرُ
فَارحَل تُشَيِّعُكَ الأَرواحُ جازِعَةً / في ذِمَّةِ القَبر بعدَ اللَهِ يا عُمَرُ