القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 10
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت / كأسَ المَسَرّاتِ تُجلى من يدِ البُشرى
وَذا هو الشَوقُ يَحدونا إلى ملِكٍ / كُبرى الأُمورِ لدى هِمّاتِه صُغرى
وَذا هو العيدُ وَالإِقبالُ أَرَّخَه / تَوفيقُ مِصرَ به أَعيادُنا كُبرى
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ / وَالعيدُ في حُسنهِ كبيرُ
فَاِجتَل بشرَ الزمان نَضراً / فذاكَ رَوضُ المنى نَضيرُ
وَاِهنَأ وَقل لِلزَمان أَرِّخ / تَوفيقُ عيدُ الفِدا بَشيرا
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه / إِلّا وَراءَ دليلٍ صادقِ النَظَرِ
وَإِن حَفِظتَ فلا تَحفَظ سوى كلمٍ / غُرٍّ جوامع مِثلِ الآيِ وَالسُوَرِ
ما كُلُّ شَيءٍ تراه ناضِراً زَهَرٌ / شَتّانَ بينَ هَشيمِ النَبتِ وَالزَهَر
يا طالِبَ الدُرِّ بحرُ الشِعر ثمَّ فِقِف / هذي معادِنُه ملآى من الدُرَر
أوتيتَ سُؤلكَ فَاِقرَأ ما تَخَيَّرَه / من خالِد الشِعر سامى خالِدُ الأَثَر
مسجَّلا في كِتابٍ قيِّمٍ حَفِلٍ / بِقَولِ كلِّ طويلِ الباع ذي خَطَرِ
نِعَمَ الكتابُ وَما أَمسَت صحائِفُه / وَأَصبَحت تهبُ الأَيّامَ من غُرَر
خُذ ما حواه وَأَغفِل ما تَجنَّبَه / وَاِستَغنِ عن عاطِل الأَوراقِ بِالثَمَر
يا قائِلَ الشِعر خذ لِلشِّعر أُهبَتَه / وَطِر به في سماء الحُسنِ أَو فَذَر
لا تَأخذَن بِتَلابيبِ الكلامِ وَكُن / من أَني َرُدَّك مَدحورا على حَذَر
في النَثر إِن لم تَعُد بِالفَخرِ قافيةٌ / على امرىء صاغها سلوى لِمُفتَخر
كَم عَربَدَ الغِرُّ حولَ البَيت يَقرِضُه / وَآبَ بعد جهادٍ بيِّنَ الحَصَر
شعرُ الفَتى عِرضُه الثاني فَأَحرِ به / أَلّا يشوَّه بِالأَقذارِ وَالوَضَر
فَاِنقُد كلامَكَ قبلَ الناقِدينَ تحُط / ثاني النَفيسَين من لَغوٍ ومن هَذَر
وَاِقرَأ فديتُك تَأمَن ما تُحاذِره / من قارىء هازىءٍ أَو قارىءٍ ضَجِر
يا رَبَّةَ الفَضلِ يا فَخرَ النِساءِ وَهَل
يا رَبَّةَ الفَضلِ يا فَخرَ النِساءِ وَهَل / تَرضينَ إِن قُلتُ بَل يا طَلعَةَ القَمَرِ
يا أُمَّ اِسكَندَرٍ بَل يا سَمِيَّتَهُ / تيهي على دولَةِ الأَقلامِ وَاِفتَخِري
هذي الطُروسُ وَفي أَضلاعِنا مُهجٌ / أَبلى بَلاءَكِ أَنّي شِئتِ تَنتَصِري
هلّا نَظَمتِ لنا شَيئاً نَقَرُّ بهِ / من ذلكَ الشِعرِ بل من تِلكمُ الدُرَرِ
هَلّا كَتَبتِ لأَربابِ النُهى جُمَلاً / تَسيرُ كَالمِثلِ الساري مدى الدَهَرِ
عَوَّدتِنا بعضَ عاداتٍ عُرِفت بها / كَالنَجمِ بِالضَوءِ أَو كَالعَينِ بِالأَثَرِ
أَو كَالزُهورِ بِرَيّاها إِذا عَبِقَت / في الرَوضِ أَو كَأَخيكِ الظَبي بِالحَورِ
فَاِجرى على ذلكَ الطَبع الذي هَبَطَت / على الوَرى منه آيُ السِحرِ وَاِبتَكِبري
فَالقَومُ إِن مِستِ أَو أَرسَلتِ قافِيَةً / كلٌّ لهُ وَطرٌ ناهيكِ من وَطرِ
لِلَّهِ أَنمُلكِ اللاتي هَزَزنَ لنا / مِنَ البَلاغَةِ غُصناً ناضِجَ الثَمَرِ
هل البَدائِعُ إِلّا ما جَلَوتِ لنا / مِن نَفثَةِ السِحرِ أَو مِن نَفحَةِ السَحَرِ
لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت
لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت / بكلِّ عالي الذُرا في الكونِ تَأتَمِرُ
لو لم تَرثها لما أَلقَت أَعِنَّتَها / إِلّا إلَيكَ خلالٌ كلُّها غُرَرُ
يَاِبن الأُلى لو أَطلّوا من مَضاجِعِهِم / يوما عليكَ لَقالوا إيه يا عُمَر
أَعَدت أَيّامَهُم في مِصرَ ثانيةً / حتى تَوَهَّمَ قومٌ أَنَّهُم نشِروا
وَسِرتَ سيرتَهُم حتى كأنَّهمُ / إذا خطَرتَ بِأرض مرّةً خَطروا
لِلَّهِ درُّكَ كم نَبَّهتَ من هممٍ / تُثنى على أَهلِها الآصالُ وَالبُكرُ
وَكم تَعهَّدت جرحى من أُسودِ وغىً / إن يَكشِر الدهرُ عن أحداثهِ كَشَروا
مستنجِداً من بني مصرٍ إلى شَممٍ / إذا رأوا ثُلمةً في حوضِهم جبَروا
مستَهمياً هامياً واليلُ في وَجلٍ / من أَن تجودَ به أيمانكُم حَذِرُ
حتى تَفاهَمت الأرحامُ وادَّكَرَت / ما بينها الأَهلُ وَالخَلّانُ وَالأُسَر
وَآذنَ البرُّ بِالسُقيا وما فَتِئَت / منهم وَمنكَ صنوفُ البرِّ تُنتَظَرُ
وَحرَّكَت كلَّ كفٍّ بِالنَدى مِقَةٌ / حتى تَعَجَّبَت الأَنهارُ وَالغُدرُ
وَالناسُ إن قام يَستَسقى الكريمُ لهم / سحائبَ الفضلِ بَشَّرهُم فَقد مُطروا
يَأبى علاءُ سعيدٍ أن يُشابههُ / إلّا أينَ دوحتِه إن قامَ يَفتَخِرُ
ما زالَ يحمَدهُ رائيكَ مُدَّكِراً / وَالأَصلُ بِالفَرعِ إن حاكاهُ يُدَّكَر
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً / بِوَجهِكِ الباهرِ المُنيرِ
تيهي على صَبِّكِ المُعَنّى / تيهَ غَنِيٍّ على فَقير
وارمي له بعضَ ما يُرَجّى / فالحُبُّ أرضاهُ بِاليَسير
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي / قِفوا على بابيَ الكبيرِ
وَاِستَقبِلوا عندَهُ خليلاً / قد طال شوقي إلى مديرِ
إن سَدَّ من حاجَتي فَأَهلاً / بهِ وَسهلاً مدى الدهور
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً / فَسوفَ تَستَغفِرُ المَظاهِر
إن فَضَّلوا ماهراً فَدَعهُم / وَشَأنَهُم ماهرٌ بِماهِر
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ / وَإن بَدا لك مِنها مَنظَرٌ نَضِرُ
فكُن على حَذَرٍ مِمّا تَغُرُّ بهِ / إن كانَ يَنفَعُ من غِرّاتِها الحَذَرُ
قد أَسمَعَتكَ اللَيالي من حوادِثِها / مافيه رُشدُكَ لكن لَستَ تَعتَبِرُ
إن كنتَ ذا أُذُنٍ لَيسَت بواعيةٍ / قُل لي بِعَيشِكَ ماذا تَنفَعُ العِبَرُ
لِلدَهر لو كنتَ تَدري هولَ مَنطِقِهِ / وَعظٌ تُرَدِّدُهُ الآصالُ وَالبُكَرُ
يا من يُغَرُّ بِدُنياهُ وَزُخرُفِها / تَاللَهُ يوشِكُ أن يودي بكَ الغَرَرُ
وَيا مُدِلّاً بِحُسنٍ راقَ مَنظَرُهُ / لِلقَبرِ ويحَكَ هذا الدَلُّ وَالغَفَرُ
تَهوى الحياةَ ولا تَرضى تُفارِقُها / كمن يُحاوِلُ وِرداً مالهُ صَدَرُ
كلُّ امرىءٍ صائِرٌ إلى جَدثٍ / وَإن أَطالَ مدى آمالهِ العُمُر
أَبَعدَ أن ماتَ عبدُ اللَهِ مُرتَهَناً / تحت الثَرى يُرتَجى صَفوٌ وَيُنتَظَر
يا وَيح مَن أَودَعوهُ القَبرَ هل عَلموا / أنَّ المَكارِم كانت بَعضَ ما قَبَروا
قد غَيَّبوا ماجِداً كانت مَناقِبُه / بها الزَمانُ إذا ما زَلَّ يَعتَذِرُ
وَعَطَّلوا من رُبوعِ العِلمِ أَندِيَةً / كانت بِعَلياهُ يومَ الفَخرِ تَفتَخِر
مضى وَخلَّفَ فينا من فَضائِله / بدائِعاً يَجتَليها السَمعُ وَالبَصَر
بِرَغمِ أَنفِ المعالي ياِبنُ بِجدَتِها / أن غَيَّبَت شَخصَكَ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
تَفدي النفوسُ حياةً منكَ غالِيَةً / لو كانَ يُدفَعُ عنها بِالفِدا ضَرَرُ
قد أَصبَحَت ظُلُماتُ الجهلِ حالِكةً / لمّا تَغيَّبَ عن آفاقِنا القَمَر
يا عَينُ جودي بِمُنهلِّ الدموع على / من كانَ ذُخراً لِرَيبِ الدهرِ يُدَّخَر
أو فاِسألي اللَهَ سُلواناً وَمُصطَبَراً / إن كانَ يَجمُلُ سُلوانٌ وَمصطَبَر
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً / وَالبَيتِ أُنساً تَمَهَّل أَيُّها القَمَرُ
لا تُخلِ أُفقَكَ يَخلُفكَ الظَلامُ به / وَالزَم مكانَك لا يَحلُل به الكَدَرُ
في الحيِّ قَلبانِ باتا يا نَعيمَهما / وَفيهما إذ قَضَيتَ النارُ تَستَعِرُ
وَأَعيُنٌ أَربَعٌ تبكى عَلَيكَ أَسىً / وَمن بُكاءِ الثَكالى السَيلُ وَالمَطَرُ
قد كنتَ رَيحانَةً في البَيتِ واحدَةً / يَروحُ فيه وَيَغدو نَفحُها العَطِرُ
فَارحَل تُشَيِّعُكَ الأَرواحُ جازِعَةً / في ذِمَّةِ القَبر بعدَ اللَهِ يا عُمَرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025