القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 4
لَمَحتُ مِن مِصرَ ذاكَ التاجَ وَالقَمَرا
لَمَحتُ مِن مِصرَ ذاكَ التاجَ وَالقَمَرا / فَقُلتُ لِلشِعرِ هَذا يَومُ مَن شَعَرا
يا دَولَةً فَوقَ أَعلامٍ لَها أَسَدٌ / تَخشى بَوادِرَهُ الدُنيا إِذا زَأَرا
بِالأَمسِ كانَت عَلَيكِ الشَمسُ ضاحِيَةً / وَاليَومَ فَوقَ ذُراكِ البَدرُ قَد سَفَرا
يَؤولُ عَرشُكِ مِن شَمسٍ إِلى قَمَرٍ / إِن غابَتِ الشَمسُ أَولَت تاجَها القَمَرا
مَن ذا يُناويكِ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ / بِما تَشائينَ وَالدُنيا لِمَن قَهَرا
إِذا اِبتَسَمتِ لَنا فَالدَهرُ مُبتَسِمٌ / وَإِن كَشَرتِ لَنا عَن نابِهِ كَشَرا
لا تَعجَبَنَّ لِمُلكٍ عَزَّ جانِبُهُ / لَولا التَعاوُنُ لَم تَنظُر لَهُ أَثَرا
ما ثَلَّ رَبُّكَ عَرشاً باتَ يَحرُسُهُ / عَدلٌ وَلا مَدَّ في سُلطانِ مَن غَدَرا
خَبَرتُهُم فَرَأَيتُ القَومَ قَد سَهِروا / عَلى مَرافِقِهِم وَالمُلكُ قَد سَهِرا
تَشاوَروا في أُمورِ المُلكِ مِن مَلِكٍ / إِلى وَزيرٍ إِلى مَن يَغرِسُ الشَجَرا
وَكانَ فارِسُهُم في الحَربِ صاعِقَةً / وَذو السِياسَةِ مِنهُم طائِراً حَذِرا
بِالبَرِّ صافِنَةٌ داسَت سَنابِكُها / مَناجِمَ التِبرِ لَمّا عافَتِ المَدَرا
وَفي البِحارِ أَساطيلٌ إِذا غَضِبَت / تَرى البَراكينَ فيها تَقذِفُ الشَرَرا
وَهُنَّ في السِلمِ وَالأَيّامُ باسِمَةٌ / عَرائِسٌ يَكتَسينَ الدَلَّ وَالخَفَرا
حَتّى إِذا نَشِبَت حَربٌ رَأَيتَ بِها / أَغوالَ قَفرٍ وَلَكِن تَنهَشُ الحَجَرا
اليَومَ يُشرِقُ إِدوارٌ عَلى أُمَمٍ / كَأَنَّها البَحرُ بِالآذِيِّ قَد زَخَرا
لَو أَمطَرَ الغَيثُ أَرضاً تَستَظِلُّ بِهِم / عَدَت رُؤوسَهُمُ عَن وَجهِها المَطَرا
اليَومَ يَلثِمُ تاجُ العِزِّ مُحتَشِماً / رَأساً يُدَبِّرُ مُلكاً يَكلَأُ البَشَرا
يُصَرِّفُ الأَمرَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنٍ / فَالهِندِ فَالكابِ حَتّى يَعبُرَ الجُزُرا
قَد سالَمَتهُ اللَيالي حينَ أَعجَزَها / عَقدٌ لِما حَلَّ أَو تَقويمُ ما أَطَرا
إِدوارُ دُمتَ وَدامَ المُلكُ في رَغَدٍ / وَدامَ جُندُكَ في الآفاقِ مُنتَصِرا
حَقَنتَ بِالصُلحِ وَالرَأيِ السَديدِ دَماً / رَوّى الشِعابَ وَرَوّى الصارِمَ الذَكَرا
هُم يَذكُرونَكَ إِن عَدّوا عُدولَهُمُ / وَنَحنُ نَذكُرُ إِن عَدّوا لَنا عُمَرا
كَأَنَّما أَنتَ تَجري في طَريقَتِهِ / عَدلاً وَحِلماً وَإيقاعاً بِمَن أَشِرا
قُل لِلرَئيسِ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
قُل لِلرَئيسِ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / بِأَنَّ شاعِرَهُ بِالبابِ مُنتَظِرُ
إِن شاءَ حَدَّثَهُ أَو شاءَ أَطرَبَهُ / بِكُلِّ نادِرَةٍ تُجلى بِها الفِكَرُ
طالَ الحَديثُ عَلَيكُم أَيُّها السَمَرُ
طالَ الحَديثُ عَلَيكُم أَيُّها السَمَرُ / وَلاحَ لِلنَومِ في أَجفانِكُم أَثَرُ
وَذَلِكَ اللَيلُ قَد ضاعَت رَواحِلُهُ / فَلَيسَ يُرجى لَهُ مِن بَعدِها سَفَرُ
هَذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فَاِلتَقِطوا / طيبَ الكَرى بِعُيونٍ شابَها السَهَرُ
هَل يُنكِرُ النَومُ جَفنٌ لَو أُتيحَ لَهُ / إِلّا أَنا وَنُجومُ اللَيلِ وَالقَمَرُ
أَبيتُ أَسأَلُ نَفسي كَيفَ قاطَعَني / هَذا الصَديقُ وَما لي عَنهُ مُصطَبَرُ
فَما مُطَوَّقَةٌ قَد نالَها شَرَكٌ / عِندَ الغُروبِ إِلَيهِ ساقَها القَدَرُ
باتَت تُجاهِدُ هَمّاً وَهيَ آبِسَةٌ / مِنَ النَجاةِ وَجُنحُ اللَيلِ مُعتَكِرُ
وَباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً / مُرَوَّعاً لِرُجوعِ الأُمِّ يَنتَظِرُ
يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وَتُزعِجُهُ / إِذا سَرَت نَسمَةٌ أَو وَسوَسَ الشَجَرُ
مِنّي بِأَسوَأَ حالاً حينَ قاطَعَني / هَذا الصَديقُ فَهَلّا كانَ يَدَّكِرُ
يا اِبنَ الكِرامِ أَتَنسى أَنَّني رَجُلٌ / لِظِلِّ جاهِكَ بَعدَ اللَهِ مُفتَقِرُ
إِنّي فَتاكَ فَلا تَقطَع مُواصَلَتي / هَبني جَنَيتُ فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ
يا ساهِدَ النَجمِ هَل لِلصُبحِ مِن خَبَرِ
يا ساهِدَ النَجمِ هَل لِلصُبحِ مِن خَبَرِ / إِنّي أَراكَ عَلى شَيءٍ مِنَ الضَجَرِ
أَظُنُّ لَيلَكَ مُذ طالَ المُقامُ بِهِ / كَالقَومِ في مِصرَ لا يَنوي عَلى سَفَرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025