المجموع : 3
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى / إِلى الحجاز فَوافي مَضجَعي سحرا
سَرى عَلى بعد دار بناينم به / روح النَسيم فأهدى منهلا عطرا
فَكَم وَكَم حازَ من سهل ومن جبل / ومن وعور الى أم القُرى وَقرى
أَفديه من زائر ما زارَني أَبَدا / وذاكر ما نسى ودي وَلا ذكرا
وَحاضر نصب عَيني وَهُوَ مُبتَعِد / عَني فَما غابَ عَن عَيني ولا حضرا
لَيت الاراك الَّتي مر النَسيم بها / تَدري بِشَكواي بَل ليت النَسيم دَرى
ما صبر صب له في كل جارحة / جرح أَعاد عليه صبره صَبرا
وَطالَما هاجَت الشَكوى له شجنا / فذكرته زَمانا مر فادكرا
مَن لي بطفلين من خَلفي كَأَنَّهما / زغب القطا اذعد من الماءِ وَالشَجَرا
فارقت ريحانَتي قَلبي وَما رَضيت / نَفسي الفراق وَلا اِخترت النَوى بطرا
وَلَم يَكونا حَبيبين افتقدتهما / في غُربَتي بل فقدت السمع وَالبَصرا
هما وَديعة من يَرعى وَدائعه / وَمَن يَرى وَهو داني القرب لَيسَ يَرى
في ذمة اللَه مَحفوظان أسأله / يَكفيهما المكر وَالمَكروه وَالضررا
يا قطعة مِن فؤادي ان عتبت فَما / جَفاك والدك النائي وَلا هجرا
وانما هي أَحكام مقدرة / موصولة بقضاء سابق قدرا
لا كات الريح أن تُبدي لَنا خَبَرا / من المحبين أَو تهدي لهم خبرا
حَسى من الوجد أَني ما ذكرتهم / الا تكفكف ماء العين واِنحدرا
رحلت عنهم عداة البين من برع / وَفي الحَشا لهب النيران مستعرا
وَسرت وَالشَوق يطويني وَينشرني / موصلا بهجير بين وَسرى
حَتّى انتهيت الى الميقات في زمر / من وفد مكة يا طوبى لها زمرا
ثم اِغتَسَلنا وأحرمنا وَساربنا / حادى المطى يَخوض الهَول وَالخَطرا
وَلَم أزل رافِعا صَوتي بِتَلبيَتي / مَع الملبين مِمَّن حج واِعتَمرا
حَتّى أَناخَت مطايانا بِذي كَرم / لكل وفد لديه زلفة وَقرى
من ريف رأفة رب الحجر وَالحجر / لما وصلنا الحجر وَالحَجرا
طفنا القدوم وَصلينا الندرك ما / رمنا وَجئنا بركن السعي ان شكرا
ثم اطمأن بنا التعريف بعداذ / في موقف جمع السادات وَالكبرا
وَفي المفيضين عدنا حين تم لهم / رَمى الجمار وَهاجَ النفر من نفرا
حجوا فَراحوا يَزورون ابن آمنة / لوعدت في الفرقة الحافين مستطرا
عَسى لِطائف رَبي أَن تبلغني / قبرا بقر بعيني رأيه نظرا
قبرا بطيبة يَسهو نوره صعدا / فَيَجعَل النيرين الشمس وَالقَمَرا
حيث الكَرامات والآيات ظاهرة / لمن حَوى الفخر تَعظيما وَمُفتَخرا
وَحيث مهبط جبريل وَمصعده / يَتلو عَلى أَحمد الآيات وَالسورا
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود عن الأشياء وَالنَظرا
أعلا العلا في العلا قدرا وأمنعهم / دارا وجارا واسما في السَماء ذرا
سرّ السَرارة لب اللب منتخب / من هاشِم خير مدفون بخير ثَرى
هداية اللَه في الدنيا وَصَفوته / فيها وَخيرته مِمَّن ذرا وَبرا
ان كان في الكَون موجودا وآدم في / ماء وَطين حماء لم يكن بشرا
نبوّة قبل خلق الخلق سابقة / ان الامام امام وَالوراء ورا
السهلة السمعة الغراء ملته / وآله الطيبون السادة الغررا
أَتى وأمته العَمياء قد حملت / اصرا فخفف أَثقالا وحل عرا
عَلى شفا جرف هار فأنقذها / لما أقل بحسن البشر من عثرا
وَقامَ يَتلو من التَنزيل معجزة / تمحو الاناجيل وَالتَوراة وَالزبرا
دينا قَويما أحل الطَيبات لنا / لا دين من سيب الانعام أَو بحرا
وَحرم الدم وَالميتات محكمه / وَما أَهل لغير اللَه أَو نذرا
يَكفيك أَنَّ الفَتى المَكي طلعته / في ظلمة الشرك بدرا ساطِعا ظهرا
فقل لمن يحط علما برفعته / عَلى النَبيين سل من قد قرا وَدَرى
يس فيه وَطس امتداح علا / وَالطور وَالنور وَالفُرقان وَالشعرا
كَم عاندته قريش وَهيَ عالمة / بأنه خير من فوق الثَراء يَرى
وَكَم رَعى بالتَعنى حق حرمتهم / مبالغا فيهم التَحذير وَالنذر
يَلقى المسيئين بالحسنى كَعادته / وَيوسع المذنبين العفو مُقتدرا
لما غدا واعظا صموا فَخالطهم / بالسَيف بأسا فَلبى السيف اذ شهرا
وَشن غاراته في كل ناحية / وَقامَ لِلَّه والاسلام منتصرا
بفتية من قريش الابطحين ومن / أَبناء قيلة أَهل الدار أَسد شرى
قَوما أَقاموا حدود اللَه واِبتَدروا / ظل السيوف ليعطا وأجر من صبرا
وَأَخلصوا دينهم لِلَّه واِعتَصَموا / بِاللَه واِمتَثَلوا لِلَّه ما أَمرا
باعوا نَفائسهم منه وأنفسهم / بجنة الخلد بيعا رابحا فَشَرى
وَدمروا كل باغ عز جانبه / بالسَيف حَتّى اِستَباحوا البدور وَالحضرا
محبة لِنَبي بين أَظهرهم / غدا به الدين في الآفاق مشتهرا
مبارك الوجه يَستَسقي الغمام به / غوث الارامل والايتام وَالفقرا
كهف المرجين كنزا السائلين اذا / غبر السنين كمت أَنواؤها المطرا
يا رحمة اللَه حي روحه أَبَدا / عنى وَظلى وَباتى حيثما قبرا
هدية من أَسير الذئب مرتجيا / أن يطلق اللَه بالغفران من أَسرا
اليك يا صاحب الجاه العَريض رمت / بي الاماني وَالباع الَّذي قصرا
مستعديا من زَمان لا نصير به / يرجى سواك ولا ملجا وَلا وزرا
أَرجو السَعادة في الدارين جائزة / لا حرف فيك منى تشبه الدررا
فاعطف حنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه باللطف حَتّى يبلغ الوطرا
فأَنتَ مالي وَمأمولي وَمُعتَمدي / وَحجتي يوم أَلقى اللَه معتذرا
لعل ظل لواء الحمد يشملني / مَع الحَبيب اذا النار اِرتَمَت شررا
مني عليه تحيات مباركة / تنمى فَتَستَغرِق الآصال وَالبكرا
ما لاحَ زهرا لرياض الغر مبتسما / او عانق الريح غصنا مائسا خضرا
تخص ارواح قوم هاجَروا معه / وَالتابعين ومن آوى ومن نصرا
مَوصولة بسلام اللَه دائِمة / ما البرق من علويات الحجاز سرى
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار / ان الغَريب غَزير دمعه الجاري
أَهاجه الركب اذ قالوا الرَحيل غدا / أَم شاقه لمع ذاك البارق الساري
أَم باتَ يرقب نارا بالحمى وَقدت / يا موقد النار لا عذبت بالنار
هب النَسيم بأَرواح يمانية / تهدي إِلى الشأم ذاكَ المندل الداري
فبت وَالقلب مَجروح جوارحه / حيران أَضرب أَخماسا بأَعشار
نام الخليون من حولي وَما عَلِموا / أَتى سَمير صبابات وَتذكار
ذكرت جيرة نجد يوم دارهم / دارى وَسما رذاكَ الحَي سمارى
وَذبت وجدا لأرض لي بها وطر / هَيهات كَم بَينَ أَوطاني وأَوطاري
يا ممرضي بربا نجد أَعد مَرضى / عَسى يَعودون عوادى وزوّاري
فقد وهبت لغزلان العذيب دمي / وَلَم أطالب عيون العين بالثار
لَولا فراق الفَريق النازلين عَلى / حكم الهَوى ما وشى دَمعي باسراري
فَكَم تقسم قَلبي نية عرضت / مَقسومة بين انجاد واغوار
يا معمل العيس من شام الى يمن / معوّدا حمل أَهوال وأحطار
سلم عَلى الحَي من نيابَتي برع / وَقل لهم حين تنبيهم باخباري
رأَيته حول بيت اللَه في زمر / من طائفين وَحجاج وَعمار
وَقَد قَضى عمل النسكين محتسبا / وَنال ما نال من غفران غفار
لكنه ضاقَ ذرعا أَن يحج وَلَم / يزر شَفيع البَرايا صفوة الباري
محمدا دعوة الحق الرَسول إِلى / عرب وَعجم وَبدو ثم حضار
سر السرارة لب اللب خير فَتى / من فتية سادة السادات اخيار
مستودع الحسن والاحسان ذو كرم / بالخير اجود من روح الصبا الذارى
مستغرق باسمه كل المحامد من / علم وَحلم وافضال وايثار
حياك يا طيبة الغراء صوب حيا / يهمى بمنسجم في الحي مطار
حيث النبوة مضروب سرادقها / عَلى رياض جنان ذات أَنهار
اللَه أَكبَر ذافرد الجَلالَة ذا ال / كاسي من الكيس وَالعاري من العاري
ذابهجة الكون ذا سر الهداية ذا / روح الوجود المصفى خير مختار
انجيل عيسى مَع التَوراة بشرنا / ببثه مسندا عن كعب أَحبار
وَكَم له في عَلامات النبوّة من / مصنفات صَحيحات وآثار
كبرء مرضى وَفيض الماء مزيده / وأنس نافر غزلان وأطيار
وَنطق ضب وَنسج العَنكَبوت كَما / باض الحمام الثَاني اثنين في الغار
وَالعضو كلمه وَالجذع حن وَفي / مَعناه تَسليم أَحجار وَأَشجار
وَالغيم ظلله وَالبدر شق له / وَالثدى فاضَ بدر منه مدرارا
وَكَم لا شرف رسل اللَه من شَرف / لَم تبلغ الخلق منه عشر معشار
يا منقذ الخلق من نار الجَحيم وَهم / عَلى شفا جرف هار بمهنار
يا عدتي يا رَجائي في النَوائب يا / عزى وَكنزى وَيسرى بعد اعساري
اسمع غَرائِب مدح لا أريد بها / تحصيل دار وَدينار وَقنطار
بَل أَرتَجي منك في الدارين مرحمة / وَفي الاقامة بين الدار وَالدار
فَما مدحتك بالتَقصير معترفا / الا لتخفيف آصاري وأَوزاري
وأين ينزل مدحي فيك بعد ثنا / سبع المثاني وَما سجعي واشعاري
عليك أَزكى صَلاة اللَه دائمة / تَبقى بقاء عشيات وابكار
تندى عليك عَبير اطيبا وَعَلى / مهاجرين وآل ثم أنصار
هب النَسيم فَما ست منه أَشجار
هب النَسيم فَما ست منه أَشجار / وَغردت في بشام الشيح أَطيار
وَضاحك البرق أَزهار الرياض فمن / فضى مذهبها نور وَأَنوار
فهزني الشوق لا دَمعي يكف وَلا / قَلبي اذا رمت منه الصبر صبار
وَطال عَهدي بدار كنت ساكنها / قد حال من دونها نجد وَأَغوار
فَلَيت شعري هَل الايام تسعدني / بوصل قوم نأت بي عنهم الدار
احن وجدا وَتذكارا لهم وَبهم / وَالحب اقتله وَجد وَتذكار
يا جيرة الحي كَيفَ المنجدون وَهَل / بالشعب في سمرات الحي سمار
وَهَل المت صبا نجده مودعة / للظاعنين وَسارَت اينما ساروا
واين حلوا من الوادي وَهَل ضربت / لهم عَلى العلم الغربي اخدار
يا هائم القلب ثق بالصبر معتصما / فكل شيء له حد وَمقدار
وان بليت باحكام الزَمان فَلا / تجزع فللدهر اقبال وادبار
واعلم بانك جار الاهدلي وَفي / ذمام محترم يحمى به الجار
فانزل بتربته ايما نزلت وَسل / أَهذه طيبة وَالخلق زوار
ام مشهد الكعبة البيت الحَرام وَفي / اكنافها الوفد حجاج وَعمار
بجاه من شرفت هذى البلادبه / كَما بأحمد قدما شرف الغار
سَقى الكَثيب كَثيب السدر صوب حيا / غمامه بصنوف الخير مطار
فَفيه سر من الاسرار مبتهج / في سمت كل ولي منه اسرار
مهذب شرف اللَه الوجود به / وانما ولد المختار مختار
ظل ظَليل وَغيث يَستَغيث به / عجم وَعرب وَبدو ثم حضار
له الحماية في الدنيا وَيوم غد / تمحي به عن جَميع الخلق أَوزار
وَلَو أَشارَ إِلى نار السَعير خبت / اذ ذاكَ وانطفأت من نوره النار
وَلَو دَعا بجماد الارض معجزة / لباه ترب واشجار واحجار
وَكَم له مِن كَرامات اذا قرنت / بالبحر تخجله وَالبحر تيار
حلت محاسنه الايام وامتلأت / منها جهات كَثيرات واقطار
وَفي المراوعة الغراء شهب هدى / هم في حظائر قدس اللَه أَزهار
آل النَبي وأَبناء الوصي فهم / في الارض وَالعرض سادات واخيار
قوم سموا برسول اللَه مرتبة / فكل افعالهم في المجد آثار
سبع المثاني ثناء يمدحون به / وَمدح غيرهم سجع واشعار
وَفيهم الفرد يحيى الاريحى له / فوق الخَليقة اخطار واقدار
بدر منير امام عالم علم / سيف من السر ماضي الحدبتار
مبارك الوجه برحى فيض نائله / وَمنه تقضي لبانات واوطار
أَما وآل عليّ الاهدلي فهم / لخلعة الكون تطريز وانوار
لا بعت شعرا نَفيسا بالخَسيس وَلَو / هلكت جوعا فللاشعار اسعار
وَلا تعاظمى في مدح منصبهم / مال وَدار وَدينار وَقنطار
بل اطلب الخلد في ادنى محبتهم / وَما عَلى اذا احببتهم عار
فهم ثمالى وَمنهم نصرتي وَغنى / فقري وَقبلة قصدي اينما صاروا
اولاك ان عاهَدوا اوفوا وان وهبوا / اغنوا وان يستشار وانصره شاروا
كأَنَّما الكون شخص ميت وَهم / للكون روح واسماع وابصار
وَلَم يَزَل جارهم يحمي وَسائلهم / يعطى وَعارضهم بالخير مطار