المجموع : 6
بِاللَهِ يا نَسَماتِ النيلِ في السَحَرِ
بِاللَهِ يا نَسَماتِ النيلِ في السَحَرِ / هَل عِندَكُنَّ عَنِ الأَحبابِ مِن خَبَرِ
عَرَفتُكُنَّ بِعَرفٍ لا أُكَيِّفُهُ / لا في الغَوالي وَلا في النَورِ وَالزَهَرِ
مِن بَعضِ ما مَسَحَ الحُسنُ الوُجوهَ بِهِ / بَينَ الجَبينِ وَبَينَ الفَرقِ وَالشَعَرِ
فَهَل عَلِقتُنَّ أَثناءَ السُرى أَرَجاً / مِنَ الغَدائِرِ أَو طيباً مِنَ الطُرَرِ
هِجتُنَّ لي لَوعَةً في القَلبِ كامِنَةً / وَالجُرحُ إِن تَعتَرِضهُ نَسمَةٌ يَثُرِ
ذَكَرتُ مِصرَ وَمَن أَهوى وَمَجلِسَنا / عَلى الجَزيرَةِ بَينَ الجِسرِ وَالنَهَرِ
وَاليَومُ أَشيَبُ وَالآفاقُ مُذهَبَةٌ / وَالشَمسُ مُصفَرَةٌ تَجري لِمُنحَدَرِ
وَالنَخلُ مُتَّشِحٌ بِالغَيمِ تَحسَبُهُ / هيفَ العَرائِسِ في بيضٍ مِنَ الأَزُرِ
وَما شَجانِيَ إِلّا صَوتُ ساقِيَةٍ / تَستَقبِلُ اللَيلَ بَينَ النَوحِ وَالعَبَرِ
لَم يَترُكِ الوَجدُ مِنها غَيرَ أَضلُعِها / وَغَيرَ دَمعٍ كَصَوبِ الغَيثِ مُنهَمِرِ
بَخيلَةٌ بِمَآقيها فَلَو سُئِلَت / جَفناً يُعينُ أَخا الأَشواقِ لَم تُعِرِ
في لَيلَةٍ مِن لَيالي الدَهرِ طَيِّبَةٍ / مَحا بِها كُلَّ ذَنبٍ غَيرِ مُغتَفَرِ
عَفَّت وَعَفَّ الهَوى فيها وَفازَ بِها / عَفُّ الإِشارَةِ وَالأَلفاظِ وَالنَظَرِ
بِتنا وَباتَت حَناناً حَولَنا وَرِضاً / ثَلاثَةٌ بَينَ سَمعِ الحُبِّ وَالبَصَرِ
لا أَكذِبُ اللَهَ كانَ النَجمُ رابِعَنا / لَو يُذكَرُ النَجمُ بَعدَ البَدرِ في خَبَرِ
وَأَنصَفَتنا فَظُلمٌ أَن تُجازِيَها / شَكوى مِنَ الطولِ أَو شَكوى مِنَ القِصَرِ
دَع بَعدَ ريقَةِ مَن تَهوى وَمَنطِقِهِ / ما قيلَ في الكَأسِ أَو ما قيلَ في الوَتَرِ
وَلا تُبالِ بِكِنزٍ بَعدَ مَبسِمِهِ / أَغلى اليَواقيتُ ما أُعطيتَ وَالدُرَرِ
وَلَم يَرُعني إِلّا قَولُ عاذِلَةٍ / ما بالُ أَحمَدَ لَم يَحلُم وَلَم يَقِرِ
هَلّا تَرَفَّعَ عَن لَهوٍ وَعَن لَعِبٍ / إِنَّ الصَغائِرَ تُغري النَفسَ بِالصَغَرِ
فَقُلتُ لِلمَجدِ أَشعاري مُسَيَّرَةً / وَفي غَواني العُلا لا في المَها وَطَري
مِصرُ العَزيزَةُ ما لي لا أُوَدِّعُها / وَداعَ مُحتَفِظٍ بِالعَهدِ مُدَّكِرِ
خَلَّفتُ فيها القَطا ما بَينَ ذي زَغَبٍ / وَذي تَمائِمَ لَم يَنهَض وَلَم يَطِرِ
أَسلَمتُهُم لِعُيونِ اللَهِ تَحرُسُهُم / وَأَسلَموني لِظِلِّ اللَهِ في البَشَرِ
خل الأمور لأمر سابق جار
خل الأمور لأمر سابق جار / وجار أهل الرضى في نهجهم جار
هيهات تعدم نفس للرضى سببا / إن النفوس بآمال وأوطار
قد ساعفتك رياح اللطف لو نظرت / إلى السفينة بين الماء والنار
أكلما قام تيار تضيق به / أغاثها الله فانقادت بتيار
فسر بها في ظلام الليل معتصما / لتخرجنّ إلى جودىّ أنوار
تطوى له الهول حتى يستبين لها / فجر السلام وحتى يحمد السارى
خفيفة بيد الألطاف تنقلها / إلى شواطئ من تبر وأقطار
آمال أروع جمّ الصدق محتكم / بالله في جوهر الآمال مختار
هل في الحوادث شك أم بإمرتها / ريب ونحن لأحكام وأقدار
جثا لديها وأذرى الدمع ناظره
جثا لديها وأذرى الدمع ناظره / وعاتَبَتها بأن قالت محاجره
يا دلّ هذا الهوى إن كان أوّله / ما قد رأيتِ فدُلِّى كيف آخره
وعدت بالقلب ملكا ليس يملكه / وليس تبلغه يوما عساكره
هبيه قمبيز أو قيروش والده / فإن تيمان يوم الروع قاهرة
فأطرقت خجلا من عتبه وجرى / دمع الندامة لا ترقا بوادره
تقبل الرأس من تيمان تائبة / عن ذنبها وحبيب القلب غافره
كأنما فمها في شعر عاشقها / خمر يخامرها مسك تخامره
تقول تيمان ماذا كنتُ صانعة / وهل يردّ قضاء الله حاذره
لكُم لدىّ هوى والقلب حافظه / وللبلاد هوى والقلب ناصره
إن لم يكن وطن لي في الهوى ولكم / فأي دوح الهوى تأوي طوائره
يا مذنبا كل يوم نحو مغرمه
يا مذنبا كل يوم نحو مغرمه / أذنب كما شئت قلبي عنك معتذر
ذهبت من عاذل قاس بداهية / فلست تعلم ما تأتي وما تذر
ماذا تريدين من مصر وصاحبها
ماذا تريدين من مصر وصاحبها / يا تيمس الإفك والبهتان والزور
ما أنت إلا ماليين همهم / سلب الممالك من بور ومعمور
يستأجرونك ما شاءت مطامعهم / ولا كرامة في الدنيا لمأجور
نقصت حق بنى مصر وليس لهم / ذنب سوى أنهم طلاب دستور
فهل يُعد أثميا في اصطلاحكم / من جدّ في طلب العرفان والنور
يا لورد قومك نالوا منك ما طلبوا
يا لورد قومك نالوا منك ما طلبوا / وأخطأت مصر آمال وأوطار
فاليوم في مصر طار الكل من فرح / حتى الزغاليل من أعتابكم طاروا