المجموع : 1885
قَد غَيَّرَ الحَيَّ بَعدَ الحَيِّ إِقفارُ
قَد غَيَّرَ الحَيَّ بَعدَ الحَيِّ إِقفارُ / كَأَنَّهُ مُصحَفٌ يَتلوهُ أَحبارُ
ما كُنتُ جَرَّبتُ مِن صِدقٍ وَلا صِلَةٍ / لِلغانِياتِ وَلا عَنهُنَّ إِقصارُ
أَسقي المَنازِلَ بَينَ الدامِ وَالأُدَمى / عَينٌ تَحَلَّبُ بِالسَعدَينِ مِدرارُ
كَأَنَّما بَرقُها وَالوَدقُ مُنضَرِجٌ / بُلقٌ تَكَشَّفُ بَينَ البُلقِ أَمهارُ
يا شَبَّ إِنَّ الحُبارى لَن يُناظِرَها / مُستَلحِمٌ أَسفَعُ الخَدَّينِ مِبكارُ
يا شَبَّ لَن يَستَطيعَ الحَربَ إِذ حَمِيَت / عَظمٌ خَريعٌ وَفيهِ المُخَّةُ الرارُ
يا شَبَّ ما زالَ في قَيسٍ لِئانُفِكُم / رَغمٌ وَرَغمٌ وَأَوتارٌ وَأَوتارُ
يا شَبَّ وَيحَكَ لا تَكفُر فَوارِسَنا / يَومَ اِبنُ كَبشَةَ عاتي المُلكِ جَبّارُ
لَولا حِمايَةُ يَربوعٍ نِساءَكُمُ / كانَت لِغَيرِكُمُ مِنهُنَّ أَطهارُ
حامى المُسَيَّبُ وَالخَيلانِ في رَهَجٍ / أَزمانَ شَبَّةُ لا يَحمي وَنَعّارُ
إِذ لا عِقالٌ يُحامي عَن ذَمارِكُمُ / وَلا زُرارَةَ لا يَحمي وَزَرّارُ
إِنَّ الحَواريَّ لَو نادى فَوارِسَنا / لَاِستُشهِدوا أَو نَجا وَالقَومُ أَحرارُ
إِنَّ الفَرَزدَقَ مَن يَعلَق زِيارَتَهُ / يوبَق بِرِجسٍ وَلِلسوآتِ زَوّارُ
إِنَّ الفَرَزدَقَ يا مِقدادُ زائِرُكُم / يا وَيلَ قَدٍّ عَلى مَن تُغلَقُ الدارُ
أَينَ المُحامونَ مِن أَولادِ مَسلَمَةٍ / أَم أَينَ أَينَ بَنو بَدرٍ وَسَيّارُ
ما زالَ في الدارِ حامٍ عَن ذِمارِكُمُ / عِندَ النِساءِ عَذومُ النَفسِ مِغيارُ
إِنَّ النَدى مِن بَني ذُبيانَ قَد عَلِموا
إِنَّ النَدى مِن بَني ذُبيانَ قَد عَلِموا / وَالمَجدَ في آلِ مَنظورِ بنِ سَيّارِ
الماطِرينَ بِأَيديهِم نَدىً دِيَماً / بِكُلِّ غَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ مِبكارِ
تَزورُ جارَتَهُم وَهناً جِفانُهُمُ / وَما فَتىً لَهُمُ وَهناً بِزَوّارِ
تَرضى قُرَيشٌ بِهِم صِهراً لَأَنفُسِهِم / وَهُم رِضىً لِبَني أُختٍ وَأَصهارِ
مَن شاءَ بايَعتُهُ مالي وَخُلعَتَهُ
مَن شاءَ بايَعتُهُ مالي وَخُلعَتَهُ / ما تُكمِلُ الخُلجُ في ديوانِهُم صَطَرا
بَقِيَّةُ الخُلجِ أَعمى ماتَ قائِدُهُ / قَد أَذهَبَ اللَهُ مِنهُ السَمعَ وَالبَصَرا
لَولا اِبنُ ضَمرَةَ قَد فَرَّقتُ مَجلِسَكُم / كَما يُفَرِّقُ كَيُّ الميسَمِ الوَبَرا
لا يَنقُلونَ إِلى الجَبّانِ مَيِّتَهُم / حَتّى يُؤاجِرَ يَعقوبٌ لَهُم نَفَرا
يا أَهلَ جُزرَةَ لا حِلمٌ فَيَنفَعُكُم
يا أَهلَ جُزرَةَ لا حِلمٌ فَيَنفَعُكُم / أَو تَنتَهُنَ فَيُنجي الخائِفَ الحَذَرُ
يا أَهلَ جُزرَةَ إِنّي قَد نَصَبتُ لَكُم / بِالمَنجَنيقِ وَلَمّا يُرسَلِ الحَجَرُ
يا عُقبَ لا عُقبَ لي في البَيتِ أَسمَعُهُ
يا عُقبَ لا عُقبَ لي في البَيتِ أَسمَعُهُ / مَن لِلأَرامِلِ وَالأَضيافِ وَالجارِ
أَم مَن لِبابٍ إِذا ما اِشتَدَّ حاجِبُهُ / أَم مَن لِخَصمٍ بَعيدِ السَأوِ خَطّارِ
أَم مَن يَقومُ بِفاروقٍ إِذا اِختَلَفَت / غَياطِلُ الشَكِّ مِن وَردٍ وَإِصدارِ
أَم لِلقَناةِ إِذا ما عَيَّ قائِلُها / أَم لِلأَعِنَّةِ يا عُقبَ بنَ عَمّارِ
يا عُقبَ لا عُقبَ لي في اليَومِ أُسمِعُهُ / إِلّا ثَوِيَّةُ رَمسٍ بَينَ أَحجارِ
كانَ الخَليلُ الَّذي تَبقى مَوَدَّتُهُ / عِندي وَمَوضِعَ حاجاتي وَأَسراري
حَيِّ الدِيارَ عَلى سَفيِ الأَعاصيرِ
حَيِّ الدِيارَ عَلى سَفيِ الأَعاصيرِ / أَستَنكَرَتنِيَ أَم ضَنَّت بِتَخبيري
حَيِّ الدِيارَ الَّتي بَلّى مَعارِفَها / كُلَّ البِلى نَفَيانُ القَطرِ وَالمورِ
هَل أَنتِ ذاكِرَةٌ عَهداً عَلى قِدَمٍ / أُسقيتِ مِن صَبَلِ الغُرِّ المَباكيرِ
هَل تَعرِفُ الرَبعَ إِذ في الرَبعِ عامِرُهُ / فَاليَومَ أَصبَحَ قَفراً غَيرَ مَعمورِ
أَو تُبصِرانِ سَنا بَرقٍ أَضاءَ لَنا / رَملَ السُمَينَةِ ذا الأَنقاءِ وَالدورِ
ما حاجَةٌ لَكَ في الظُعنِ الَّتي بَكَرَت / مِن دارَةِ الجَأبِ كَالنَخلِ المَواقيرِ
كادَ التَذَكُّرُ يَومَ البَينِ يَشعَفُني / إِنَّ الحَليمَ بِهَذا غَيرُ مَعذورِ
ماذا أَرَدتَ إِلى رَبعٍ وَقَفتَ بِهِ / هَل غَيرُ شَوقٍ وَأَحزانٍ وَتَذكيرِ
ما كُنتَ أَوَّلَ مَحزونٍ أَضَرَّ بِهِ / بَرحُ الهَوى وَعَذابٌ غَيرُ تَفتيرِ
تَبيتُ لَيلَكَ ذا وَجدٍ يُخامِرُهُ / كَأَنَّ في القَلبِ أَطرافَ المَساميرِ
يا أُمَّ حَرزَةَ إِنَّ العَهدَ زَيَّنَهُ / وُدٌّ كَريمٌ وَسِرٌّ غيرُ مَنثورِ
حَيَّيتِ شُعثاً وَأَطلاحاً مُخَدَّمَةً / وَالمَيسَ مَنقوشَةً نَقشَ الدَنانيرِ
هَل في الغَواني لِمَن قَتَّلنَ مِن قَودٍ / أَو مِن دِياتٍ لِقَتلِ الأَعيُنِ الحورِ
يَجمَعنَ خُلفاً وَمَوعُداً بَخِلنَ بِهِ / إِلى جَمالٍ وَإِدلالٍ وَتَصويرِ
أَمّا يَزيدُ فَإِنَّ اللَهَ فَهَّمَهُ / حُكماً وَأَعطاهُ مُلكاً واضِحَ النورِ
سِرنا مِنَ الدامِ وَالرَوحانِ وَالأُدَمى / تَنوي يَزيدَ يَزيدَ المَجدِ وَالخيرِ
عيدِيَّةٌ بِرِحالِ المَيسِ تَنسُجُها / حَتّى تَفَرَّجَ ما بَينَ المَساميرِ
خوصُ العُيونِ إِذا اِستَقبَلنَ هاجِرَةً / يُحسَبنَ عوراً وَما فيهِنَّ مِن عورِ
تَخدي بِنا العيسُ وَالحِرباءُ مُنتَصِبٌ / وَالشَمسُ والِجَةٌ ظِلَّ اليَعافيرِ
مِن كُلِّ شَوساءَ لَمّا خُشَّ ناظِرُها / أَدنَت مُذَمَّرَها مِن واسِطِ الكورِ
ما كادَ تَبلُغُ أَطلاحٌ أَضَرَّ بِها / بَعدُ المَفاوِزِ بَينَ البِشرِ وَالنيرِ
مِنَ المَهاري الَّتي لَم يُفنِ كِدنَتَها / كَرُّ الرَوايا وَلَم يُحدَجنَ في العيرِ
صَبَّحنَ في الرَكبِ إِنَّ الرَكبَ قَحَّمَهُم / خِمسٌ جَموحٌ فَهَذا وِردُ تَبكيرِ
قَفرَ الجَبا لا تَرى إِلّا الحَمامَ بِهِ / مِنَ الأَنيسِ خَلاءً غَيرَ مَحضورِ
تَنفي دِلاءُ سُقاةِ القَومِ إِذ وَرَدوا / كَالغِسلِ عَن جَمِّ طامٍ غَيرِ مَجهورِ
كَأَنَّ لَوناً بِهِ مِن زَيتِ سامِرَةَ / وَلَونَ وَردٍ مِنَ الحِنّاءِ مَعصورِ
لَمّا تَشَوَّقَ بَعضُ القَومِ قُلتُ لَهُم / أَينَ اليَمامَةُ مِن عَينِ السَواجيرِ
زوروا يَزيدَ فَإِنَّ اللَهَ فَضَّلَهُ / وَاِستَبشِروا بِمَريعِ النَبتِ مَحبورِ
لا تَسأَموا لِلمَطايا ما سَرَينَ بِكُم / وَاِستَبشِروا بِنَوالٍ غَيرِ مَنزورِ
وَاِستَمطِروا نَفَحاتٍ غَيرَ مُخلِفَةٍ / مِن سَيبِ مُستَبشِرٍ بِالمُلكِ مَسرورِ
سِرنا عَلى ثِقَةٍ حَتّى نَزَلتُ بِكُم / مُستَبشِراً بِمَريعِ النَبتِ مَمطورِ
لَمّا بَلَغتُ إِمامَ العَدلِ قُلتُ لَهُم / قَد كانَ مِن طولِ إِدلاجي وَتَهجيري
فَاِستَورِدوا مَنهَلاً رَيّانَ ذا حَبَبٍ / مِن زاخِرِ البَحرِ يَرمي بِالقَراقيرِ
لَقَد تَرَكتَ فَلا نَعدَمكَ إِذ كَفَروا / لَاِبنِ المُهَلَّبِ عَظماً غَيرَ مَجبورِ
يا اِبنَ المُهَلَّبِ إِنَّ الناسَ قَد عَلِموا / أَنَّ الخِلافَةَ لِلشُمِّ المَغاويرِ
لا تَحسِبَنَّ مِراسَ الحَربِ إِذ خَطَرَت / أَكلَ القِبابِ وَأَدمَ الرُغفِ بِالصيرِ
خَليفَةَ اللَهِ إِنّي قَد جَعَلتُ لَكُم / غُرّاً سَوابِقَ مِن نَسجي وَتَحبيري
لا يُنكِرُ الناسُ قِدماً أَن تُعَرِّفَهُم / سَبقاً إِذا بَلَغوا نَحزَ المَضاميرِ
زانَ المَنابِرَ وَاِختالَت بِمُنتَجَبٍ / مُثَبَّتٍ بِكِتابِ اللَهِ مَنصورِ
في آلِ حَربٍ وَفي الأَعياصِ مَنبِتُهُ / هُم وَرَّثوكَ بِناءً عالِيَ السورِ
يَستَغفِرونَ لِعَبدِ اللَهِ إِذ نَزَلوا / بِالحَوضِ مَنزِلَ إِهلالٍ وَتَكبيرِ
يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ فَضَّلَهُ / عَزمٌ وَثيقٌ وَعَقدٌ غَيرُ تَغريرِ
ما يُنبِتُ الفَرعُ نَبعاً مِثلَ نَبعَتِكُم / عيدانُها غَيرُ عَشّاتٍ وَلا خورِ
قَد أَخرَجَ اللَهُ قَسراً مِن مَعاقِلِهِم / أَهلَ الحُصونِ وَأَصحابَ المَطاميرِ
كَم مِن عَدُوٍّ فَجَذَّ اللَهُ دابِرَهُم / كادوا بِمَكرِهِمُ فَاِرتَدَّ في بورِ
وَكانَ نَصراً مِنَ الرَحمَنِ قَدَّرَهُ / وَاللَهُ رَبُّكَ ذو مُلكٍ وَتَقديرِ
قُل لِلدِيارِ سَقى أَطلالَكَ المَطَرُ
قُل لِلدِيارِ سَقى أَطلالَكَ المَطَرُ / قَد هِجتِ شَوقاً وَماذا تَنفَعُ الذِكَرُ
أُسقيتِ مُحتَفِلاً يَستَنُّ وابِلُهُ / أَو هاطِلاً مُرثَعِناً صَوبُهُ دِرَرُ
إِذِ الزَمانُ زَمانٌ لا يُقارِبُهُ / هَذا الزَمانُ وَإِذ في وَحشِهِ غِرَرُ
إِنَّ الفُؤادَ مَعَ الظُعنِ الَّتي بَكَرَت / مِن ذي طُلوحٍ وَحالَت دونَها البُصَرُ
قالوا لَعَلَّكَ مَحزونٌ فَقُلتُ لَهُم / خَلّوا المَلامَةَ لا شَكوى وَلا عِذَرُ
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ الَبَينَ يَومَ غَدَوا / مِن دارَةِ الجَأبِ إِذ أَحداجُهُم زُمَرُ
لَمّا تَرَفَّعَ مِن هَيجِ الجَنوبِ لَهُم / رَدّوا الجِمالَ لِإِصعادٍ وَما اِنحَدَروا
مِن كُلِّ أَصهَبَ أَسرى في عَقيقَتِهِ / نَسقٌ مِنَ الرَوضِ حَتّى طُيِّرَ الوَبَرُ
بُزلٌ كَأَنَّ الكُحَيلَ الصِرفَ ضَرَّجَها / حَيثُ المَناكِبُ يَلقى رَجعَها القَصَرُ
أَبصَرنَ أَنَّ ظُهورَ الأَرضِ هائِجَةٌ / وَقَلَّصَ الرَطبُ إِلّا أَن يُرى سِرَرُ
هَل تُبصِرانِ حُمولَ الحَيِّ إِذ رُفِعَت / حَيٌّ بِغَيرِ عَباءِ المَوصِلِ اِختَدَروا
قالوا نَرى الآلَ يَزهى الدَومَ أَو ظُعُناً / يا بُعدَ مَنظَرِهِم ذاكَ الَّذي نَظَروا
ماذا يَهيجُكَ مِن دارٍ وَمَنزِلَةٍ / أَم ما بُكاؤُكَ إِذ جيرانُكَ اِبتَكَروا
نادى المُنادي بِبَينِ الحَيِّ فَاِبتَكَروا / مِنّا بُكوراً فَما اِرتابوا وَما اِنتَظَروا
حاذَرتُ بَينَهُمُ بِالأَمسِ إِذ بَكَروا / مِنّا وَما يَنفَعُ الإِشفاقُ وَالحَذَرُ
كَم دونَهُم مِن ذُرى تيهٍ مُخَفِّقَةٍ / يَكادُ يَنشَقُّ عَن مَجهولِها البَصَرُ
إِنّا بِطِخفَةَ أَو أَيّامِ ذي نَجَبٍ / نِعمَ الفَوارِسُ لَمّا اِلتَفَّتِ العُذَرُ
لَم يُخزِ أَوَّلَ يَربوعٍ فَوارِسُهُم / وَلا يُقالُ لَهُم كَلّا إِذا اِفتَخَروا
سائِل تَميماً وَبَكراً عَن فَوارِسِنا / حينَ اِلتَقى بِإِيادِ القُلَّةِ الكَدَرُ
لَولا فَوارِسُ يَربوعٍ بِذي نَجبٍ / ضاقَ الطَريقُ وَعَيَّ الوِردُ وَالصَدَرُ
إِن طارَدوا الخَيلَ لَم يُشوُوا فَوارِسَها / أَو واقَفوا عانَقوا الأَبطالَ فَاِهتُصِروا
نَحنُ اِجتَبَينا حِياضَ المَجدِ مُترَعَةً / مِن حَومَةٍ لَم يُخالِط صَفوَها كَدَرُ
إِنّا وَأُمُّكَ ما تُرجى ظُلامَتُنا / عِندَ الحِفاظِ وَما في عَظمِنا خَوَرُ
تَلقى تَميماً إِذا خاضَت قُرومُهُمُ / حَومَ البُحورِ وَكانَت غَمرَةً جُسروا
هَل تَعرِفونَ بِذي بَهدى فَوارِسَنا / يَومَ الهُذَيلِ بِأَيدي القَومِ مُقتَسَرُ
الضارِبينَ إِذا ما الخَيلُ ضَرَّجَها / وَقعُ القَنا وَاِلتَقى مِن فَوقِها الغَبَرُ
إِنَّ الهُذَيلَ بِذي بَهدى تَدارَكَهُ / لَيثٌ إِذا شَدَّ مِن نَجداتِهِ الظَفَرُ
أَرجو لِتَغلِبَ إِذ غَبَّت أُمورُهُمُ / أَلّا يُبارِكَ في الأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا
خابَت بَنو تَغلِبٍ إِذ ضَلَّ فارِطُهُم / حَوضَ المَكارِمِ إِنَّ المَجدَ مُبتَدَرُ
الظاعِنونَ عَلى العَمياءِ إِن ظَعَنوا / وَالسائِلونَ بِظَهرِ الغَيبِ ما الخَبَرُ
وَما رَضيتُم لِأَجسادٍ تُحَرِّقُهُم / في النارِ إِذ حَرَّقَت أَرواحَهُم سَقَرُ
الآكِلونَ خَبيثَ الزادِ وَحدَهُمُ / وَالنازِلونَ إِذا واراهُمُ الخَمَرُ
يَحمي الَّذينَ بِبَطحاوَي مِنىً حَسَبي / تِلكَ الوُجوهُ الَّتي يُسقى بِها المَطَرُ
أَعطوا خُزَيمَةَ وَالأَنصارَ حُكمَهُمُ / وَاللَهُ عَزَّزَ بِالأَنصارِ مَن نَصَروا
إِنّي رَئيتُكُمُ وَالحَقُّ مَغضَبَةٌ / تَخزَونَ أَن يُذكَرَ الجَحّافُ أَو زُفَرُ
قَوماً يُرَدّونَ سَرحَ القَومِ عادِيَةً / شُعثَ النَواصي إِذا ما يُطرَدُ العَكَرُ
إِنَّ الأُخَيطِلَ خِنزيرٌ أَطافَ بِهِ / إِحدى الدَواهي الَّتي تُخشى وَتُنتَظَرُ
قادوا إِلَيكُم صُدورَ الخَيلِ مُعلِمَةً / تَغشى الطِعانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ
كانَت وَقائِعُ قُلنا لَن تُرى أَبَداً / مِن تَغلِبٍ بَعدَها عَينٌ وَلا أَثَرُ
حَتّى سَمِعتُ بِخِنزيرٍ ضَغا جَزَعاً / مِنهُم فَقُلتُ أَرى الأَمواتَ قَد نُشِروا
أَحيائُهُم شَرُّ أَحياءٍ وَأَلأَمُهُ / وَالأَرضُ تَلفُظُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا
رِجسٌ يَكونُ إِذا صَلّوا أَذانُهُمُ / قَرعُ النَواقيسِ لا يَدرونَ ما السُوَرُ
فَما مَنَعتُم غَداةَ البِشرِ نِسوَتَكُم / وَلا صَبَرتُم لِقَيسٍ مِثلَ ما صَبَروا
أَسلَمتُمُ كُلَّ مُجتابٍ عَباءَتَهُ / وَكُلَّ مُخضَرَةِ القُربَينِ تُبتَقَرُ
هَلّا سَكَنتُم فَيُخفي بَعضَ سَوأَتِكُم / إِذ لا يُغَيَّرُ في قَتلاكُمُ غِيَرُ
يا اِبنَ الخَبيثَةِ ريحاً مَن عَدَلتَ بِنا / أَم مَن جَعَلتَ إِلى قَيسٍ إِذا ذَخَروا
قَيسٌ وَخِندِفُ أَهلُ المَجدِ قَبلَكُمُ / لَستُم إِلَيهِم وَلا أَنتُم لَهُم خَطَرُ
موتوا مِنَ الغَيظِ غَمّاً في جَزيرَتِكُم / لَم يَقطَعوا بَطنَ وادٍ دونَهُ مُضَرُ
ما عُدَّ قَومٌ وَإِن عَزّوا وَإِن كَرَموا / إِلّا اِفتَخَرنا بِحَقٍّ فَوقَ ما اِفتَخَروا
نَرضى عَنِ اللَهِ أَنَّ الناسَ قَد عَلِموا / أَن لَن يُفاخِرَنا مِن خَلقِهِ بَشَرُ
وَما لِتَغلِبَ إِن عَدَّت مَساعيها / نَجمٌ يُضيءُ وَلا شَمسٌ وَلا قَمَرُ
كانَت بَنو تَغلِبٍ لا يَعلُ جَدُّهُمُ / كَالمُهلَكينَ بِذي الأَحقافِ إِذ دَمَروا
صُبَّت عَلَيهِم عَقيمٌ ما تُناظِرُهُم / حَتّى أَصابَهُمُ بِالحاصِبِ القَدَرُ
تَهجونَ قَيساً وَقَد جَذّوا دَوابِرَكُم / حَتّى أَعَزَّ حَصاكَ الأَوسُ وَالنَمِرُ
إِنّي نَفَيتُكَ عَن نَجدٍ فَما لَكُمُ / نَجدٌ وَمالَكَ مِن غورِيِّهِ حَجَرُ
تَلقى الأُخَيطِلَ في رَكبٍ مَطارِفُهُم / بَرقُ العَباءِ وَما حَجّوا وَما اِعتَمَروا
الضاحِكينَ إِلى الخِنزيرِ شَهوَتَهُ / يا قُبِّحَت تِلكَ أَفواهاً إِذا اِكتَشَروا
وَالمُقرِعينَ عَلى الخِنزيرِ مَيسِرَهُم / بِئسَ الجَزورُ وَبِئسَ القَومُ إِذ يَسَروا
وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ تَجهَرُهُ / وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ يُختَبَرُ
وَالتَغلَبِيُّ إِذا تَمَّت مُروأَتُهُ / عَبدٌ يَسوقُ رِكابَ القَومِ مُؤتَجَرُ
نِسوانُ تَغلِبَ لا حِلمٌ وَلا حَسَبٌ / وَلا جَمالٌ وَلا دينٌ وَلا خَفَرُ
ما كانَ يَرضى رَسولُ اللَهِ دينَهُمُ / وَالطَيِّبانِ أَبو بَكرٍ وَلا عُمَرُ
جاءَ الرَسولُ بِدينِ الحَقِّ فَاِنتَكَثوا / وَهَل يَضيرُ رَسولَ اللَهِ أَن كَفَروا
يا خُزرَ تَغلِبَ إِنَّ اللُؤمَ حالَفَكُم / ما دامَ في مارِدينَ الزَيتُ يَعتَصَرُ
تَسَربَلوا اللُؤمَ خَلقاً مِن جُلودِهِمُ / ثُمَّ اِرتَدوا بِثِيابِ اللُؤمِ وَاِتَّزَروا
الشاتِمينَ بَني بَكرٍ إِذا بَطِنوا / وَالجانِحينَ إِلى بَكرٍ إِذا اِفتَقَروا
لَجَّت أُمامَةُ في لَومي وَما عَلِمَت
لَجَّت أُمامَةُ في لَومي وَما عَلِمَت / عَرضَ السَماوَةِ رَوحاتي وَلا بُكري
وَلا تَقَعقُعَ أَلحي العيسِ قارِبَةً / بَينَ المِراجِ وَرَعنى رِجلَتي بَقَرِ
ما هَوَّمَ القَومُ مُذ شَدّوا رِحالَهُمُ / إِلّا غِشاشاً لَدى أَعضادِها اليُسُرِ
يَضرَحنَ ضَرحاً حَصى المَعزاءَ إِذ وَقَدَت / شَمسُ النَهارِ وَعادَ الظُلُّ لِلقِصَرِ
يَوماً يُصادي المَهارى الخوصَ تَحسِبُها / عورَ العُيونِ وَما فيهِنَّ مِن عَوَرِ
قَد طالَ قَولي إِذا ما قُمتُ مُبتَهِلاً / يا رَبِّ أَصلِح قِوامَ الدينِ وَالبَشَرِ
خَليفَةَ اللَهِ ثُمَّ اللَهُ يَحفَظُهُ / وَاللَهُ يَصحَبُكَ الرَحمَنُ في السَفَرِ
إِنّا لَنَرجو إِذا ما الغَيثُ أَخلَفَنا / مِنَ الخَليفَةِ ما نَرجو مِنَ المَطَرِ
يا رُبَّ سَجلٍ مُغيثٍ قَد نَفَحتَ بِهِ / مِن نائِلٍ غَيرِ مَنزوحٍ وَلا كَدِرِ
أَأَذكُرُ الجَهدَ وَالبَلوى الَّتي نَزَلَت / أَم قَد كَفاني الَّذي بُلِّغتَ مِن خَبَري
ما زِلتُ بَعدَكَ في دارٍ تَعَرَّقُني / قَد عَيَّ بِالحَيِّ إِصعادي وَمُنحَدِري
لا يَنفَعُ الحاضِرُ المَجهودُ بادِيَهُ / وَلا يَعودُ لَنا بادٍ عَلى حَضَرِ
كَم بِالمَواسِمِ مِن شَعثاءَ أَرمَلَةٍ / وَمِن يَتيمٍ ضَعيفِ الصَوتِ وَالنَظَرِ
يَدعوكَ دَعوَةَ مَلهوفٍ كَأَنَّ بِهِ / خَبلاً مِنَ الجِنِّ أَو خَبلاً مِنَ النَشَرِ
مِمَّن يَعُدُّكَ تَكفي فَقدَ والِدِهِ / كَالفَرخِ في العُشِّ لَم يَدرُج وَلَم يَطِرِ
يَرجوكَ مِثلَ رَجاءِ الغَيثِ تَجرُهُمُ / بورِكتَ جابِرَ عَظمٍ هيضَ مُنكَسِرِ
فَإِن تَدَعهُم فَمَن يَرجونَ بَعدَكُمُ / أَو تُنجِ مِنها فَقَد أَنجَيتَ مِن ضَرَرِ
خَليفَةَ اللَهِ ماذا تَنظُرونَ بِنا / لَسنا إِلَيكُم وَلا في دارِ مُنتَظَرِ
أَنتَ المُبارَكُ وَالمَهدِيُّ سيرَتُهُ / تَعصي الهَوى وَتَقومُ اللَيلَ بِالسُوَرِ
أَصبَحتَ لِلمِنبَرِ المَعمورِ مَجلِسُهُ / زَيناً وَزَينَ قِبابِ المُلكِ وَالحُجَرِ
نالَ الخِلافَةَ إِذ كانَت لَهُ قَدَراً / كَما أَتى رَبَّهُ موسى عَلى قَدَرِ
فَلَن تَزالَ لِهَذا الدينِ ما عَمِروا / مِنكُم عَمارَةُ مُلكٍ واضِحِ الغُرَرِ
هُم ما هُمُ القَومُ ما ساروا وَما نَزَلوا / إِلّا يَسوسونَ مُلكاً عالِيَ الخَطَرِ
ما صاحَ مِن حَيَّةٍ يَنمي إِلى جَبَلٍ / إِلّا صَدَعتَ صَفاةَ الحَيَّةِ الذَكَرِ
أَخوالُكَ الشُمُّ مِن قَيسٍ إِذا فَزِعوا / لا يُعصِمونَ حِذارَ المَوتِ بِالعُذَرِ
كَم قَد دَعَوتُكَ مِن دَعوى مُخَلِّلَةٍ / لَمّا رَأَيتُ زَمانَ الناسِ في دُبُرِ
لَتَنعَشَ اليَومَ ريشي ثُمَّ تُهِضَني / وَتُنزِلَ اليُسرَ مِنّي مَوضِعَ العُسُرِ
فَما وَجَدتُ لَكُم نِدّاً يُعادِلُكُم / وَما عَلِمتُ لَكُم في الناسِ مِن خَطَرِ
إِنّي سَأَشكُرُ ما أَولَيتَ مِن حَسَنٍ / وَخَيرُ مَن نِلتَ مَعروفاً ذَوّ الشُكُرِ
هاجَ الهَوى وَضَميرَ الحاجَةِ الذِكَرُ
هاجَ الهَوى وَضَميرَ الحاجَةِ الذِكَرُ / وَاِستَعجَمَ اليَومَ مِن سَلّومَةَ الخَبَرُ
عُلِّقتُ جِنِّيَّةً ضَنَّت بِنائِلِها / مِن نِسوَةٍ زانَهُنَّ الدَلُّ وَالخَفَرُ
قَد كُنتُ أَحسِبُ في تَيمٍ مُصانِعَةً / وَفيهِمُ عاقِلاً بَعدَ الَّذي اِئتَمَروا
هَلّا اِدَّرَأتُم سِوانا يا بَني لَجَإٍ / أَمراً يُقارِبُ أَو وَحشاً لَها غِرَرُ
أَو تَطلُبونَ بِتَيمٍ لا أَبا لَكُمُ / مَن تَبلُغُ التَيمُ أَو تَيمٌ لَهُ خَطَرُ
تَرجو الهَوادَةَ تَيمٌ بَعدَما وَقَعَت / صَمّاءُ لَيسَ لَها سَمعٌ وَلا بَصَرُ
قَد كانَتِ التَيمُ مِمَّن قَد نَصَبتُ لَهُ / المَنجَنيقِ وَكَلّاً دَقَّهُ الحَجَرُ
ذاقوا كَما ذاقَ مَن قَد كانَ قَبلَهُمُ / وَاِستَعقَبوا عَثرَةَ الأَقيانِ إِذ عَثَروا
قَد كانَ لَو وُعِظَت تَيمٌ بِغَيرِهِمُ / في ذي الصَليبِ وَقَينَي مالِكٍ عِبَرُ
خَلِّ الطَريقَ لِمَن يَبني المَنارَ بِهِ / وَاِبرُز بِبَرزَةَ حَيثُ اِضطَرَّكَ القَدَرُ
ما زِلتَ تَحفِزُ أَقواماً وَتُبلِغُني / ذيخَ المُرَيرَةِ حَتّى اِستَحصَدَ المِرَرُ
قَد حانَ قَبلَكَ أَقوامٌ فَقُلتُ لَهُم / جَدَّ النِضالُ وَقَلَّت بَينَنا العِذَرُ
لَن تَستَطيعَ بِتَيمٍ أَن تُغالِيَني / حينَ اِستَحَنَّ جِذابَ النَبعَةِ الوَتَرُ
ما التَيمُ إِلّا ذُبابٌ لا جَناحَ لَهُ / قَد كانَ مَنَّ عَلَيهِم مَرَّةً نَمِرُ
أَزمانَ يَغشى دُخانُ الذُلِّ أَعيُنَهُم / لا يُستَعانونَ في قَومٍ إِذا ذُكِروا
وَالتَيمُ عَبدٌ لِأَقوامٍ يَلوذُ بِهِم / يُعطي المَقادَةَ إِن أَوفَوا وَإِن غَدَروا
أَتَبتَغي التَيمُ عُذراً بَعدَما غَدَروا / لا يَقبَلُ اللَهُ مِن تَيمٍ إِذا اِعتَذَروا
لا تَمنَعونَ لَكُم عِرساً وَما لَكُمُ / إِلّا بِغَيرِكُمُ وِردٌ وَلا صَدَرُ
يا تَيمُ تَيمَ عَدِيٍّ لا أَبا لَكُمُ / لا يوقِعَنَّكُمُ في سَوأَةٍ عُمَرُ
يا تَيمُ إِنَّ جَسيمَ الأَمرِ لَيسَ لَكُم / وَلا الجَراثيمُ عِندَ الدَعوَةِ الكُبَرُ
وَالتَيمُ كانَ سَطيحاً ثُمَّ قيلَ لَهُم / شَأنَ السَطيحِ إِلى تَخبيلِهِ العَوَرُ
إِنَّ الكِرامَ إِذا مَدّوا حِبالَهُمُ / أَزرى بِحَبلِكَ ضَعفُ العَقدِ وَالقِصَرُ
لَولا قَبائِلُ مِن زَيدٍ تَلوذُ بِها / كانَت عَصاكَ الَّتي تُلحى وَتُقتَشَرُ
جاءَت فَوارِسُنا غُرّاً مُحَجَّلَةً / إِذ لَيسَ في التَيمِ تَحجيلٌ وَلا غُرَرُ
جِئنا بِكُم مِن زُهَيراتٍ وَمِن سَبَإٍ / وَلِلجَوامِعِ في أَعناقِكُم أَثَرُ
في جِلهِمَ اللُؤمُ مَعلوماً مَعادِنهُ / وَفي حَويزَةَ خُبثُ الريحِ وَالأَدَرُ
قولوا لِتَيمٍ أَعَصبٌ فَوقَ آنُفِهِم / إِذ يَرأَمونَ الَّتي مِن مِثلِها نَفَروا
قَد خِفتَ يا اِبنَ الَّتي ماتَت مُنافِقَةً / مِن خُبثِ بَرزَةَ أَن لا يَنزِلَ المَطَرُ
أَنتَ اِبنُ بَرزَةَ مَنسوباً إِلى لَجَإِ / عَبدُ العُصارَةِ وَالعيدانُ تَعتَصَرُ
أَخزَيتَ تَيماً وَما تَحمي مَحارِمها / إِذ أَنتَ نَفّاخَةٌ لِلقَينِ مُؤتَجَرُ
ما بالُ بَرزَةَ في المَنحاةِ إِذ نَذَرَت / صَومَ المُحَرَّمِ إِن لَم يَطلَعِ القَمَرُ
وَصَّت بَنيها وَقالَت دونَ أَكبَرِكُم / فادوا أَباكُم فَإِنَّ التَيمَ قَد كَفَروا
إِنّي لَمُهدٍ لَكُم غُرّاً مُقَشَّبةً / فيها السِمامُ وَأُخرى بَعدُ تُنتَظَرُ
إِنَّ الحَفافيثَ حَقّاً يا بَني لَجَإٍ / يُطرِقنَ حينَ يَسورُ الحَيَّةُ الذَكَرُ
لَولا عَدِيٌّ وَلَستُم شاكِرينَ لَهُم / لَم تَدرِ تَيمٌ بِأَيِّ القُنَّةِ الحَفَرُ
يا رُبَّ حَيٍّ نَعَشنا بَعدَ عَثرَتِهِم / كُنّا لَهُم كَسَقيفِ العَظمِ فَاِجتَبَروا
ذُدنا العَدُوَّ وَأَدنَينا مَحَلَّهُمُ / حَتّى اِبتَنوا بِقِبابٍ بَعدَما اِحتَجَزوا
يَوماً نَشُدُّ وَراءَ السَبيِ عادِيَةً / شُعثَ النَواصي وَيَوماً تُطرَدُ البَقَرُ
قَد يَعلَمُ الناسَ أَنَّ التَيمَ أَلأَمُهُم / أَأُخبِرُ الناسَ لُؤمَ التَيمِ أَم أَذَرُ
يا تَيمُ يا تَيمُ إِنَّ التَيمَ لَم يَرِثوا / بَيتاً كَريماً وَلا يَوماً إِذا اِفتَخَروا
لا تُنكِرُ التَيمُ يَوماً أَن يَكونَ لَهُم / سُؤرُ العَشِيِّ وَشُربُ التابِعِ الكَدِرُ
يا تَيمُ خالَطَ مَكحولٌ أَبا لَجَإٍ / ذا نُقبَةٍ قَد بَدا في لَونِهِ عَرَرُ
أَنا اِبنُ فَرعَي بَني زَيدٍ إِذا نُسِبوا / هَل يُنكَرُ المُصطَفى أَو يُنكَرُ القَمَرُ
وَاللُؤمُ حالَفَ تَيماً في دِيارِهِمُ / وَاللُؤمُ صُيِّرَ في تَيمٍ إِذا حَضَروا
اِقبِض يَدَيكَ فَإِنَّ التَيمَ قَد سُبِقوا / يَومَ التَفاخُرِ وَالغاياتُ تُبتَدَرُ
إِن تَصبِرِ التَيمُ مُخضَرّاً جُلودُهُمُ / عَلى الهَوانِ فَقَبلَ اليَومِ ما صَبَروا
إِنَّ الَّذينَ أَضاؤوا النارَ قَد عَرَفوا / آثارَ بَرزَةَ وَالآثارُ تُقتَفَرُ
قالَت لِتَيمِ بنِ قُنبٍ وَهيَ تَعذُلُهُم / يا تَيمُ ما لَكُمُ البُشرى وَلا الظَفَرُ
تُخزيكَ أَحياءُ تَيمٍ إِن فَخَرتَ بِهِم / وَالخِزيُ أَمواتُ تَيمٍ إِن هُمُ نَشَروا
أَعياكَ والِدُكَ الأَدنَونَ فَاِلتَمِسَن / هَل في شُعاعَةَ ذي الأَهدامِ مُفتَخَرُ
لا يَشهَدونَ نَجِيَّ القَومِ بَينَهُمُ / تُقضى الأُمورُ عَلى تَيمٍ وَما شَعَروا
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ هاجَهُ الذِكَرُ
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ هاجَهُ الذِكَرُ / فَما لِدَمعِكَ بَعدَ اليَومِ مُدَّخَرُ
إِنَّ الخَليفَةَ قَد وارى شَمائِلَهُ / غَبراءُ مَلحودَةٌ في جولِها زَوَرُ
أَمسى بَنوها وَقَد جَلَّت مُصيبَتُهُم / مِثلَ النُجومِ هَوى مِن بَينِها القَمَرُ
كانوا شُهوداً فَلَم يَدفَع مَنِيَّتَهُ / عَبدُ العَزيزِ وَلا رَوحٌ وَلا عُمَرُ
وَخالِدٌ لَو أَرادَ الدَهرُ فِديَتَهُ / أَغلَوا مُخاطَرَةً لَو يُقبَلُ الخَطَرُ
قَد شَفَّني رَوعَةُ العَبّاسِ مِن فَزَعٍ / لَمّا أَتاهُ بِدَيرِ القَسطَلِ الخَبَرُ
تَنعى النُعاةُ أَميرَ المُؤمِنينَ لَنا
تَنعى النُعاةُ أَميرَ المُؤمِنينَ لَنا / يا خَيرَ مَن حَجَّ بَيتَ اللَهِ وَاِعتَمَرا
حُمِّلتَ أَمراً عَظيماً فَاِصطَبَرتَ لَهُ / وَقُمتَ فيهِ بِأَمرِ اللَهِ يا عُمَرا
فَالشَمسُ كاسِفَةٌ لَيسَت بِطالِعَةٍ / تَبكي عَلَيكَ نُجومَ اللَيلِ وَالقَمَرا
حَيّوا المَقامَ وَحَيّوا ساكِنَ الدارِ
حَيّوا المَقامَ وَحَيّوا ساكِنَ الدارِ / ما كِدتَ تَعرِفُ إِلّا بَعدَ إِنكارِ
إِذا تَقادَمَ عَهدُ الحَيِّ هَيَّجَني / خَيالُ طَيِّبَةِ الأَردانِ مِعطارِ
لا يَأمَنَنَّ قَوِيٌّ نَقضَ مِرَّتِهِ / إِنّي أَرى الدَهرَ ذا نَقضٍ وَإِمرارِ
قَد أَطلُبُ الحاجَةَ القُصوى فَأَدرِكُها / وَلَستُ لِلجارَةِ الدُنيا بِزَوّارِ
إِلّا بِغُرٍّ مِنَ الشيزى مُكَلَّلَةٍ / يَجري السَديفُ عَلَيها المُربِعُ الواري
إِذا أَقولُ تَرَكتُ الجَهلَ هَيَّجَني / رَسمٌ بِذي البَيضِ أَو رَسمٌ بِدُوّارِ
تُمسي الرِياحُ بِهِ حَنّانَةً عُجُلاً / سَوفَ الرَوائِمِ بَوّاً بَينَ أَظآرِ
هَل بِالنَقيعَةِ ذاتِ السِدرِ مِن أَحَدٍ / أَو مَنبِتِ الشيحِ مِن رَوضاتِ أَعيارِ
سُقيتِ مِن سَبَلِ الجَوزاءِ غادِيَةً / وَكُلَّ واكِفَهِ السَعدَينِ مِدرارِ
قَد كُدتُ إِنَّ فُراقَ الحَيِّ يَشعَفُني / أَنسى عَزايَ وَأُبدي اليَومَ أَسراري
لَولا الحَياءُ لَهاجَ الشَوقَ مُختَشِعٌ / مِثلُ الحَمامَةِ مِن مُستَوقِدِ النارِ
لَمّا رَمَتني بِعَينِ الرَيمِ فَاِقتَتَلَت / قَلبي رَمَيتُ بِعَينِ الأَجدَلِ الضاري
مِلءُ العُيونِ جَمالاً ثُمَّ يونِقُني / لَحنٌ لَبيثٌ وَصَوتٌ غَيرُ خَوّارِ
قَومي تَميمٌ هُمُ القَومُ الَّذينَ هُمُ / يَنفونَ تَغلِبَ عَن بُحبوحَةِ الدارِ
النازِلونَ الحِمى لَم يُرعَ قَبلَهُمُ / وَالمانِعونَ بِلا حِلفٍ وَلا جارِ
ساقَتكَ خَيلي مِنَ الأَشرافِ مُعلِمَةً / حَتّى نَزَلتَ جَحيشاً غَيرَ مُختارِ
لَن تَستَطيعَ إِذا ما خِندِفٌ خَطَرَت / شُمَّ الجِبالِ وَلُجَّ المُزبِدِ الجاري
تَرمي خُزَيمَةُ مَن أَرمي وَيَغضَبُ لي / أَبناءُ مُرٍّ بَنو غَرّاءَ مِذكارِ
إِنَّ الَّذينَ اِجتَنَوا مَجداً وَمَكرُمَةً / تِلكُم قُرَيشِيَ وَالأَنصارُ أَنصاري
وَالحَيُّ قَيسٌ بِأَعلى المَجدِ مَنزِلَةً / فَاِستَكرَموا مِن فُروعٍ زَندُها واري
قَومي فَأَصلُهُمُ أَصلي وَفَرعُهمُ / فَرعي وَعَقدُهُمُ عَقدي وَإِمراري
مِنّا فَوارِسُ ذي بَهدى وَذي نَجَبٍ / وَالمُعلِمونَ صَباحاً يَومَ ذي قارِ
مُستَرعِفينَ بِجَزءٍ في أَوائِلِهِم / وَقَعنَبٍ وَحُماةٍ غَيرِ أَغمارِ
قَد غَلَّ في الغُلِّ بِسطاماً فَوارِسُنا / وَاِستَودَعوا نِعمَةً في آلِ حَجّارِ
ما أَوقَدَ الناسُ مِن نيرانِ مَكرُمَةٍ / إِلّا اِصطَلَينا وَكُنّا موقِدي النارِ
إِنّا لَنَبلو سُيوفاً غَيرَ مُحدَثَةٍ / في كُلِّ مُعتَقِدِ التاجَينِ جَبّارِ
إِنّي لَسَبّاقُ غاياتٍ أَفوزُ بِها / إِذاً أُطيلُ لَها شُغلي وَإِضماري
يا خُزرَ تَغلِبَ إِنّي قَد وَسَمتُكُمُ / عَلى الأُنوفِ وُسوماً ذاتَ أَحبارِ
لا تَفخَرُنَّ فَإِنَّ اللَهَ أَنزَلَكُم / يا خُزرَ تَغلِبَ دارَ الذُلِّ وَالعارِ
ما فيكُمُ حَكَمٌ تُرضى حُكومَتُهُ / لِلمُسلِمينَ وَلا مُستَشهَدٌ شاري
قَومٌ إِذا حاوَلوا حَجّاً لِبَيعَتِهِم / صَرّوا الفُلوسَ وَحَجّوا غَيرَ أَبرارِ
جِئني بِمِثلِ بَني بَدرٍ لِقَومِهِمُ / أَو مِثلِ أُسرَةِ مَنظورِ بنِ سَيّارِ
أَو مِثلِ آلِ زُهَيرٍ وَالقَنا قِصَدٌ / وَالخَيلُ في رَهَجٍ مِنها وَإِعصارِ
أَو عامِرِ بِن طُفَيلٍ في مُرَكَّبِهِ / أَو حارِثٍ يَومَ نادى القَومُ يا حارِ
أَو فارِسٍ كَشُرَيحٍ يَومَ تَحمِلُهُ / نَهدُ المَراكِلِ يَحمي عَورَةَ الجارِ
أَو آلِ شَمخٍ وَهَل في الناسِ مِثلُهُمُ / لِلمُعتَفينَ وَلا طُلّابِ أَوتارِ
نَبَّأتَ أَنَّكَ بِالخابورِ مُمتَنِعٌ / ثُمَّ اِنفَرَجتَ اِنفِراجاً بَعدَ إِقرارِ
قَد كانَ دوني مِنَ النيرانِ مُقتَبَسٌ / أَخزَيتَ قَومَكَ وَاِستَشعَلتَ مِن ناري
لَم تَدرِ أُمُّكَ ما الحُكمُ الَّذي حَكَمَت / إِذ مَسَّها سَكَرٌ مِن دَنِّها الضاري
كَأَنَّهُم وَرِقاقُ الريطِ تَحمِلُهُم
كَأَنَّهُم وَرِقاقُ الريطِ تَحمِلُهُم / وَقَد تَوَلَّوا لِأَرضٍ قَصدُها عُمَرُ
دَومٌ بِتِريَمِ هَزَّتهُ الدَبورُ عَلى / سوفٍ تَفَرَّعَهُ بِالجُملِ مُحتَضِرُ
أَبلِغ بَني نَوفَلٍ عَنّي فَقَد بَلَغوا
أَبلِغ بَني نَوفَلٍ عَنّي فَقَد بَلَغوا / مِنّي الحَفيظَةَ لَمّا جاءَني الخَبَرُ
القائِلينَ يَساراً لا تُناظِرُهُ / غِشّاً لِسَيِّدِهِم في الأَمرِ إِذ أَمَروا
إِنَّ اِبنَ وَرقاءَ لا تُخشى غَوائِلُهُ / لَكِن وَقائِعُهُ في الحَربِ تُنتَظَرُ
لَولا اِبنُ وَرقاءَ وَالمَجدُ التَليدُ لَهُ / كانوا قَليلاً فَما عَزّوا وَلا كَثُروا
المَجدُ في غَيرِهِم لَولا مَآثِرُهُ / وَصَبرُهُ نَفسَهُ وَالحَربُ تَستَعِرُ
أَولى لَهُم ثُمَّ أَولى أَن تُصيبَهُمُ / مِنّي بَواقِرُ لا تُبقي وَلا تَذَرُ
وَأَن يُعَلَّلَ رُكبانُ المَطِيِّ بِهِم / بِكُلِّ قافِيَةٍ شَنعاءَ تُشتَهَرُ
هَل تُبلِغَنّي إِلى الأَخيارِ ناجِيَةٌ
هَل تُبلِغَنّي إِلى الأَخيارِ ناجِيَةٌ / تَخدي كَوَخدِ ظَليمٍ خاضِبٍ زَعِرِ
في يَومِ دَجنٍ يُوالي الشَدَّ في عَجَلٍ / إِلى لِوى حَضَنٍ مِن خيفَةِ المَطَرِ
حَتّى تَحُلَّ بِهِم يَوماً وَقَد ذَبَلَت / مِن سَيرِ هاجِرَةٍ أَو دُلجَةِ السَحَرِ
قَوماً تَرى عِزَّهُم وَالفَخرَ إِن فَخَروا / في بَيتِ مَكرُمَةٍ قَد لُزَّ بِالقَمَرِ
الضامِنونَ فَما تَنفَكُّ خَيلُهُمُ / شُعثَ النَواصي عَلَيها كُلُّ مُشتَهِرِ
مِن جِذمِ ذُبيانَ تَنميهِم ذَوائِبُها / إِلى أَرومَةِ عِزٍّ غَيرِ مُحتَقَرِ
بَثّوا خُيولَهُمُ في كُلِّ مَعرَكَةٍ / كَما تَقاذَفَ ضَربُ القَينِ بِالشَرَرِ
المانِعونَ غَداةَ الرَوعِ عَقوَتَهُم / وَالرافِدونَ لَدى اللَزباتِ بِالغِيَرِ
بَلِّغ قَبائِلَ شَتّى في مَحَلِّهِمُ / وَقَد يَجيءُ رَسولُ القَومِ بِالخَبَرِ
لَولا سِنانٌ وَدَفعٌ مِن حُمُوَّتِهِ / ما زالَ مِنكُم أَسيرٌ عِندَ مُقتَسِرِ
المانِعُ الجارِ يَومَ الرَوعِ قَد عَلِموا / وَذو الفُضولِ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرِ
إِنّي شَهِدتُ كِراماً مِن مَواطِنِهِ / لَيسَت بِغَيبٍ وَلا تَقوالِ ذي هَذَرِ
أَيّامَ ذُبيانُ إِذ عَضَّ الزَمانُ بِهِم / كانَ الغِياثَ لَهُم مِن هَيشَةِ الهُوَرِ
قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ / أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت / فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت / وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت / لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ
تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها / إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ
لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ / وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ
قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ / نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ
صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا / وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ
يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ / أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ
مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ / لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ
وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ / لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت / فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت / فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني / صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا / وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا / وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ / كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ / وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ / شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ / فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ / مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ
لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ / كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ
فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ / حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ
لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها / لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ
وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ / لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ
وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم / وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ
قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ / فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ
مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ / كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ
جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ / آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ
مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ
فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ / جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ
في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ / في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ
طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ / ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ
لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ / دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ
وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ / كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ
أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ / وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ
يا عَينُ فيضي بِدَمعٍ مِنكِ مِغزارِ
يا عَينُ فيضي بِدَمعٍ مِنكِ مِغزارِ / وَاِبكي لِصَخرٍ بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ
إِنّي أَرَقتُ فَبِتُّ اللَيلَ ساهِرَةً / كَأَنَّما كُحِلَت عَيني بِعُوّارِ
أَرعى النُجومَ وَما كُلِّفتُ رِعيَتَها / وَتارَةً أَتَغَشّى فَضلَ أَطماري
وَقَد سَمِعتُ فَلَم أُبهَج بِهِ خَبَراً / مُخَبِّراً قامَ يَنمي رَجعَ أَخبارِ
قالَ اِبنُ أُمِّكِ ثاوٍ بِالضَريحِ وَقَد / سَوَّوا عَلَيهِ بِأَلواحٍ وَأَحجارِ
فَاِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ / مَنّاعِ ضَيمٍ وَطَلّابٍ بِأَوتارِ
قَد كُنتَ تَحمِلُ قَلباً غَيرَ مُهتَضَمٍ / مُرَكَّباً في نِصابٍ غَيرِ خَوّارِ
مِثلَ السِنانِ تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ / جَلدُ المَريرَةِ حُرٌّ وَاِبنُ أَحرارِ
أَبكي فَتى الحَيِّ نالَتهُ مَنِيَّتُهُ / وَكُلُّ نَفسٍ إِلى وَقتٍ وَمِقدارِ
وَسَوفَ أَبكيكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ / وَما أَضاءَت نُجومُ اللَيلِ لِلساري
وَلا أُسالِمُ قَوماً كُنتَ حَربَهُمُ / حَتّى تَعودَ بَياضاً جُؤنَةُ القارِ
أَبلِغ سُلَيماً وَعَوفاً إِن لَقِيتَهُمُ / عَميمَةً مِن نِداءٍ غَيرِ إِسرارِ
أَعني الَّذينَ إِلَيهِم كانَ مَنزِلُهُ / هَل تَعرِفونَ ذِمامَ الضَيفِ وَالجارِ
لَو مِنكُمُ كانَ فينا لَم يَنَل أَبَداً / حَتّى تُلاقي أُمورٌ ذاتُ آثارِ
كَأَنَّ اِبنَ عَمَّتِكُم حَقّاً وَضَيفَكُمُ / فيكُم فَلَم تَدفَعوا عَنهُ بِإِخفارِ
شُدّوا المَآزِرَ حَتّى يُستَدَفَّ لَكُم / وَشَمِّروا إِنَّها أَيّامُ تَشمارِ
وَاِبكوا فَتى البَأسِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ / في كُلِّ نائِبَةٍ نابَت وَأَقدارِ
لا نَومَ حَتّى تَقودوا الخَيلَ عابِسَةً / يَنبُذنَ طِرحاً بِمُهراتٍ وَأَمهارِ
أَو تَحفِروا حُفرَةً فَالمَوتُ مُكتَنِعٌ / عِندَ البُيوتِ حُصَيناً وَاِبنَ سَيّارِ
أَو تَرحَضوا عَنكُمُ عاراً تَجَلَّلكُم / رَحضَ العَوارِكِ حَيضاً عِندَ أَطهارِ
وَالحَربُ قَد رَكِبَت حَدباءَ نافِرَةً / حَلَّت عَلى طَبَقٍ مِن ظَهرِها عارِ
كَأَنَّهُم يَومَ راموهُ بِأَجمُعِهِم / راموا الشَكيمَةَ مِن ذي لِبدَةٍ ضارِ
حامي العَرينِ لَدى الهَيجاءِ مُضطَلِعٌ / يَفري الرِجالَ بِأَنيابٍ وَأَظفارِ
حَتّى تَفَرَّجَتِ الآلافُ عَن رَجُلٍ / ماضٍ عَلى الهَولِ هادٍ غَيرِ مِحيارِ
تَجيشُ مِنهُ فُوَيقَ الثَديِ جائِفَةٌ / بِمُزبِدٍ مِن نَجيعِ الجَوفِ فَوّارِ
أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ
أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ / فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ
تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ / إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ
سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ / وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا
مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ / عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ
ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ / إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ
عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ
عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ / وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ
لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ / لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ
يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت / وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ
وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا / أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ
وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن / يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ
وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ / يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ
فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا / بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ
وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت / مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ
يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ / لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ
يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا / وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ
يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت / خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ
وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها / إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ
يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ / وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ
يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ
يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ / مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ
وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ / مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ
وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ / فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ
نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً / هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ
وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً / مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ