المجموع : 6
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي / شقَّ الزَّمانُ به قلبي إلى كَبِدي
فاليومَ لم يبقَ شيءٌ أستريحُ بهِ / إلاَّ تفتُّتُ أعضائي من الكَمَدِ
أو مُقلَةٌ بخفِيِّ الهمِّ باكيةٌ / أو بيتُ مرثِيَّةٍ تبقى إلى الأبدِ
تُرى أُناجيكَ فيها بالدموعِ وقد / نامَ الخَليُّ ولم أهجع ولم أكَدِ
مَن لي بمثلكَ يا نورَ الحياةِ ويا / يُمنى يَديَّ التي شلَّت من العَضُدِ
مَن لي بمثلكَ أدعوه لحادثةٍ / يُشكى إليه ولا يشكو إلى أحدِ
قد ذُقتُ أنواعَ ثُكلٍ كنتَ أبلغَها / على القُلوبِ وأجناها على كبدي
قُل للرَّدى لا تُغادر بَعدَهُ أحَداً / وللمنيَّةِ مَن أحببتِ فاعتَمدِي
إنَّ الزَّمانَ تَقَضَّى بعدَ فُرقَتِهِ / والعيشُ آذَنَ بالتَّفريقِ والنَّكَدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ / ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن وَلدِ
مَن لي برؤيةِ مَن قد كنتُ آلَفُهُ / وبالشَّبابِ الذي ولَّى ولم يَعُدِ
لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَ فُرقَتهم / حتَّى يُفرّقَ بين الرُّوحِ والجسدِ
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ / وعادَ لِلَّومِ فيه اليومَ تفنيدُ
هذا وحرفٌ إِذا ماتت مفاصِلُهُ / عن راكبٍ وصلت أكفالَهُ بيدُ
يَهماءُ لا يتخطَّاها الدليلُ سُرًى / إلاَّ وناظِرُهُ بالنَّجمِ مَعقُودُ
جاوزتُها والردى رحبٌ مَعالمُه / فيها ومسلكُها بالخوفِ مسدودُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ / من نومِهِ فكأنَّ النَّومَ تسهيدُ
أبقى الهَوَى منه جسماً كالهواء ضنًى / تَنَسَّمَ الرِّيحُ فيهِ وهو مفقودُ
كأنَّ مدمَعَهُ تجري أوائلُهُ / كما يَفيضُ على أُخراهُ مَردودُ
أنِستُ بالذِّكرِ منها والسُّهادِ لهُ / أعجِب به مِن مُسيءٍ وهو مَورودُ
أتبَعتُها نَفَساً تَدْمَى مسالِكُهُ / كأنَّهُ من حِمى الأحشاءِ مقدودُ
ما زلتُ أعرفُ أيَّامي وأُنكِرها / حتَّى انبرت وهيَ لا بيضٌ ولا سُودُ
خاضتْ بيَ الشَّكَّ حتَّى قالَ قائلُها / لا القُربُ قربٌ ولا التَّبعيدُ تبعيدُ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ / من قُطرِهِ طَنَبٌ في الأرضِ مشدودُ
ظلَّت مناكِبُه في الأرضِ لاصقةً / كأنهُ بتلاعِ الأرضِ مَصفودُ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ / تختالُ فيه المعالي والمحاميدُ
كانا كشمسِ نهارٍ في البُروجِ كما / أدارَها ثَمَّ إحكامٌ وتجويدُ
كسيرِها انتقلا من طاهرٍ عَلمٍ / إلى مُطَهَّرةٍ آباؤها صيدُ
تَفَرَّقا عندَ عبدِ الله واقترنا / بعدَ النبوَّةِ توفيقٌ وتسديدُ
وذَرَّ ذو العَرشِ ذَرًّا طابَ بينهما / فانبَثَّ نورٌ لهُ في الأرضِ تخليدُ
نورٌ تفرَّقَ عندَ البعثِ وانشعَبَت / منه شُعوبٌ لها في الدِّينِ تمهيدُ
هم فتيةٌ كسيوفِ الهِندِ طالَ بِهم / على المُطاوِلِ آباءٌ مناجيدُ
قومٌ لماء المعالي في وجوهِهمُ / عندَ التَّكرُّمِ تصويبٌ وتصعيدُ
يدعونَ أحمدَ إن عُدَّ الفَخارُ أباً / والعودُ ينبتُ في أفنانِه العُودُ
المُنعِمونَ إِذا ما لم تكن نِعمٌ / والذَّائدونَ إِذا قَلَّ المذاويدُ
أوفَوا من المجدِ والعلياءِ في قُلَلٍ / شُمٍّ قواعِدُهُنَّ البأسُ والجودُ
ما سَوَّدَ الناسُ إلاَّ مَن تَمكَّنَ في / أحشائِه لهمُ ودٌّ وتسويدُ
سُبطُ الأكفِّ إِذا شيمت مخايلُهم / أُسْدُ اللِّقاءِ إِذا صَدَّ الصناديدُ
يُزهي المطافُ إِذا طافُوا بكعبتِهِ / وتَشرَئبُّ لهم منها القواعيدُ
في كُلِّ يومٍ لهم بأسٌ يعاشُ بهِ / حَبلَ المَودَّةِ يُضحِ وهو محسودُ
لا يُنكَرُ الدَّهرُ إن ألوى بحقِّهمُ / فالدَّهرُ مُذ كانَ مذمومٌ ومحمودُ