القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 14
الْقِ الحدائج ترع الضُّمَّر القود
الْقِ الحدائج ترع الضُّمَّر القود / طال السُّرى وتشكَّتْ وخْدك البيد
يا سائر الليل لا جدب ولا فرقٌ / النبتُ أغيدُ والسلطانُ محمودُ
قَيْلٌ تألفت الأضداد خيفتهُ / فالمورد الضنك فيه والشَّاءُ والسيِّد
أغرُّ يشرق ديجورُ الظلام به / ومشرقات الضحى من غزوه سودُ
يروي غروب الظُّبي والمعتفين به / ما أنبط الجُرحُ أو ما أسبلَ الجود
فللقبيلين من نيءٍ ومُقْتدرٍ / زادانِ ما فيهما مَنٌّ وتَصْريدُ
مسحنفر الخطو غطى الشمس عثيره / فيه السَّوابقُ والغرُّ المناجيد
تحيد سمر العوالي وهو مقتحمٌ / وتستطير الرواسي وهو صِنديد
يزيدهُ جذلاً صوت الصريخ ضحىً / كأنما الحربُ في ألحاظه رُودُ
ألْهوب حرب له يوم الوغى شعلٌ / ويوم سلمٍ شهيُّ الطَّعم مورودُ
يصمي بطير من الأعواد هافيةٍ / أوكارهُنَّ المجالي واللَّغاديدُ
من كل أهيف ممشوقٍ يظاهره / مؤلَّلٌ من حديد الهند مجرود
ألفى به النسرُ عهداً من قوادمه / يميرُهُ ورواقُ الحرب ممدودُ
كأن مرماهُ مغناطيس أنصُله / ففيه قبل انتحاءِ القصد تسديدُ
لو أبصرت عينُ داوودٍ منافذه / لما تحدى بنسج السَّرْدِ داوودُ
من قلب محنيَّةٍ ملويَّةٍ قُذُفٍ / سيَّان في قصدها قربٌ وتبعيدُ
لها رنين إذا ما أنْبضتْ زجِلٌ / كما أرنَّ أبيُّ النفسِ مجهود
كأنها حاجب المذعور مُرْشقةً / ما فيه للخوف تدريجٌ وتجعيدُ
وتنثني حين تُلفي غيرُ موترةٍ / كأنها حاجبٌ بالغَيظ معقودُ
له ألَفٌ قويم القد معتدلٌ / مثقَّفٌ من عروق الخط أُمْلودُ
سكرانُ من عسلانٍ في معاطفه / لكنه عند طعن النَّحر عِرْبيدُ
يجري به وهو كيوانٌ لزرقته / وينثني وهو كالمريخ مردودُ
وصارمٌ تسبقُ التقحيم قتلتهُ / يوم الكريهةِ فالأيماءُ تقْديد
يغتالُ من لمعانٍ لحظ ناظِرهِ / فما لمُقْلة راءٍ فيه ترديد
كأنه جدولٌ والبحر قابضهُ / إذا انتضاه شديد البأس مجدود
على أقبَّ رحيب الصدر ذي خصل / فيه على الريح تبريزٌ وتجويد
نوَّامُ مربطه يقظانُ معركهِ / سهلُ العنانِ وفي التعداء تشديد
مصغ إلى هاجس من سرِّ فارسهِ / كأنَّه بضمير الركض مجلودُ
في جحفل كأتيِّ الطود ذي لجبٍ / له بمخترق البيداء تنضيد
كأنما القاع طِرْس وهو أسطرُه / والبيضُ والسمرُ أعرابٌ وتأكيد
كأن حياً تهادوا نار ممسيةٍ / نارُ السنابكِ تُعليها الجلاميدُ
لاحت به الطلعةُ الغراء إذ حجبت / شمس الضحى فضياء اليوم موجود
من نور أبلج لا في عوده خَورٌ / للعاجمين ولا في الرأي تفنيدُ
صَدْقِ البديهة في تأميم مقصدِه / وللرويَّةِ تصويبٌ وتصْعيدُ
يصيب من غير تقدير ولا فكر / كأنَّ آراءهُ في الأمر تأييدُ
تنام عنه الرعايا وهي وادعةٌ / والنوم عن مقلة السلطان مطرودُ
كم شامخٍ ذي قنانٍ من مفاخره / نمتك نحو ذُراه السادةُ الصيدُ
قومٌ أناملهم سحبٌ وأعصرهم / خصب وعافيهُم في الجدب مودود
تُسطْرب العيس من ذكرى محامدهم / فللحداةِ بهم رجْعٌ وتغريدُ
المطعمون وأرض الحي مُكْديةٌ / والمقدمون إذا فرَّ الرعاديدُ
من كل معتصب بالتاج ينعتهُ / على المنابر تعظيمٌ وتمجيدُ
يُهاب وهو جنين قبل رؤيتهِ / ويُستفاد إليه وهو مولودُ
يا صائماً قبل صوم اليوم من ورعٍ / هَناكَ باليُمن هذا الصَّومُ والعيد
ظلُّ الأسنَّةِ لا جيرانُ بغدادِ
ظلُّ الأسنَّةِ لا جيرانُ بغدادِ / وسابغُ الزغْف لا موشيُّ أبرادِ
أدنى إلى المجد من عيشٍ يقارنُه / تَهضَّمٌ من أباةٍ الحمدِ أوغادِ
فارغب بنفسك أنْ يقتادها رغدٌ / ودونه جائرٌ في حكمه عادي
رحلتُ عنكم فلا جيدٌ بملْتفتٍ / إلى الديار ولا شوقٌ بمُعْتادِ
وكم وراء رحيلي من مُحبَّرةٍ / روعَاءَ بارقةٍ بالشرِّ مِرْعادِ
يا غامزينَ قناةً غيرَ خائرةٍ / وراسِنينَ شديداً غيرَ منْقادِ
كُفُّوا عن الأوراق العاديِّ إنكم / لا تستطيعون نقل الأوْرق العادي
ولا تَسنُوا لأقوالي سِبابكمُ / فما العضيهةُ من شأني ولا عادي
طويتُ منكم حيازمي على ضمدٍ / وأكثر الضيَّمُ تغويري وأنْجادي
حيث انتهيتم فما قدري بمضطهدٍ / عند المُلوك ولا قومي بآحادِ
وإنْ أكن مادحاً من غير قارضةٍ / فربما كنتُ يوماً حيَّةَ الوادي
عزِّي نواصي جوادي حين أركبها / والمجدُ مستودعٌ في قلب أغمادي
وبالفَلاةِ لنا يومٌ تَراجُمُه / بالهام ينجزُ مأمولي وميعادي
تُطيلُ فيه عِذامَ اللُّجْم سُبَّقٌه / ويُكثرُ السيفُ من تقبيل أجْياد
صحا به كل سكرانٍ لهيبتهِ / حتى الرُدينيُّ فيه غيرُ مَيَّادِ
واستضحكت فيه بيض الهند من نهل / واستعبر الهامُ من سَح وامدادِ
كأنما دمُ أوداج الرجالِ به / سيلٌ تدافعَ أو جودُ ابنِ حمَّاد
مُروي شفار المواضي وهي ظامئة / ومطعمُ الضيفِ في جدب وإرغاد
الطاعنُ الطَّعنة النَّجلاء تتبعها ال / رَّعْلاء في لبَّة الغطريف والهادي
لا تستخفُّ تأنِّيهِ حفيظتُه / ولا يَشوبُ عطاياهُ بميعادِ
يسطو ويحلم في سلْمٍ ومُعتركٍ / فالفتك للحرب والإعراضُ للنادي
تُغلُّ بالعرف أعناقُ الرجال له / ولا تبيتُ أساراهُ باصْفادِ
يحمي ويقْري لدى خوف ومسبغةِ / فالضيف والجار في أمنٍ وفي زا دِ
فما يُعِدُّ حُساماً أو يَعِد لُهىً / إلا لإِدراكِ إِعطاءٍ وأنْجادِ
ثبت العهود لو أنَّ الغدر عن عُرض / وردٌ لباتَ يقاسي غُلَّةَ الصَّادِ
هل للزمان وقد جلَّتْ جرائمُهُ
هل للزمان وقد جلَّتْ جرائمُهُ / وأضعف الخطب من تلقائه الجلدا
أن يجمعَ الشملَ ما بيني وبينكم / حتى أعُدُّ له تلك الذنوبَ يَدا
فإنَّ رؤيا أبي نصْرٍ على كبدي / كالماء ينقعُ مني بالورود صَدى
أغَرُّ تفضل حدَّ السيف عزمتُه / بأساً ويفْضُل هطَّال السحاب جدا
كُفي مقالك عن لومي وتَفْنيدي
كُفي مقالك عن لومي وتَفْنيدي / صبابتي بالعُلى لا الخُرَّدِ الغِيدِ
أطَلْت حتى حسبت المجد منقصةً / كلا ولو أنه حتَفُ المماجيدِ
لما رأيتِ غَراماً جَلَّ عن عَذَلٍ / حسبتِه بهوى الحُسَّانةِ الرُّودِ
لا والرَّواقصِ بالأنْساعِ يَبْعثها / زجرُ الحُداةِ بإنشادٍ وتغريدِ
إذا ونين من الأرقال واضْطمرتْ / من اللُّغوب خلطْن البيدَ بالبيدِ
لُغامهنَّ وما ينضحن من عَلَقٍ / غِسْل الأزمَّة أو صبغُ الجلاميدِ
يحملن شُعثاً على الأكوار تحسبهم / أزِمَّةَ العيسِ منهمٍّ وتَسْهيدِ
ما حنَّ قلبي إلى الحسناء من علقٍ / لكنني بالمعالي جِدُّ مَعْمودِ
صبابتي دون عِقْدٍ زانهُ عُنُقٌ / إلى لواءٍ أمامَ الجيش معقودِ
أميسُ تِيهاً على الأحياءِ كلِّهِمُ / علماً بأنَّ نظيري غيرُ موجودِ
كيف الإجادةُ في نظمٍ وقافيةٍ / عن خاطرٍ بصروف الدهر مكدود
كم قد قريت هَنيَّ العزْم نازلةً / والخطب يُجلب في ساحاتِ رعديد
تَبَصَّرُوها مِراحاً في أعِنَّتِها / يجفن ما بين مقتولٍ ومطرودِ
تكرُّ ف ليلةٍ ليْلاءَ من رَهَجٍ / على نجيعٍ لخيل اللهِ مورودِ
تنزو بحُمْسٍ هفت أضغانهم بهم / فحطموا في التراقي كل أمْلودِ
كأنَّ فرْط توالي الطَّعن بينهمُ / ولْغُ العواسل أو معروف محمود
الواهب الحتف والعيش الخصيب معاً / فالموتُ بالبأسِ والإحياءُ بالجودِ
والمُبْتَني شَرفاً ترسو دعائمُهُ / بمحمد السَّعي لا صُمِّ القَراميدِ
إنْ أمسك الغيث لم يحبس مكارمه / طولُ المِطالِ ولا خُلْفُ المواعيدِ
مالٌ يُذالُ وعرضٌ بذْلتهِ / خوضُ الأسنَّةِ في ماءِ اللَّغاديدِ
أرقُّ من خُلقِ الصهباء شيمتُهُ / فإن يُهَجْ فهو كاسٍ خُلق جلمودِ
فسخطهُ ورضاهُ حين تخبُره / ماءٌ قَراحٌ ونارٌ ذاتُ أخْدودِ
شاكي السلاح من الإقدام حِيلتهُ / لَطافةُ الزولِ في صبر الصَّناديدِ
فكل مُعضل خطبٍ في رويَّتهِ / حديدُ سابغةٍ في كفِّ داودِ
بنانُه البحرُ والأطراسُ شاهدةٌ / بقذف دُرٍّ على الأطراس منضودِ
صوابُ فتْواه في الإحكام مُثبِتةٌ / قواعِدَ الشَّرعِ من أسٍّ وتشييدِ
كأنَّ بُرهانَ مدلولٍ بفوهُ بهِ / عذبُ الفصاحة في ترجيع غِرِّيدِ
فضلْت حَدَّ التهاني فانصرفتُ إلى / هُني بك العيد من هُنِّيت بالعيدِ
أبا الفوارسِ والأيامُ شاهدةٌ
أبا الفوارسِ والأيامُ شاهدةٌ / أني بمدحك ذو شدوٍ وتغريدٍ
وأنني صُغت في علناكَ من مدحي / غراً يُبارين حُسن الخُرَّدِ الغيدِ
وحسنُ عهدكَ مشهورٌ وأكرمهُ / وفاؤه لصحيح الودِّ مَودودِ
غرس الخِلافة لا فاتتك مكرمةٌ
غرس الخِلافة لا فاتتك مكرمةٌ / تدعى لها ما سرى الرُّكبان بالبيدِ
سننت فكَّ العُناة الغبر عن كرمٍ / من الاِمام وعزمٍ منكَ مجدودِ
وقمت في النصح والاشقاق مجتهداً / مقامَ صادقِ ودٍّ غيرِ رعْديدِ
فأصبحت أندياتُ الحي في زجلٍ / من الدُّعاءِ مُجاباً غيرِ مرْدودِ
فامنن كسائر ما أوليت من حسنٍ / بصدق وعدك في اِطلاق محمودِ
يا ساري الليلِ عَوَّاماً بلُجتَّهِ
يا ساري الليلِ عَوَّاماً بلُجتَّهِ / عجْلانَ ما بين اِرْقالٍ واِسْاَدِ
يطفو ويرسبُ في دأماءَ مُظْلمةِ / كالنون باليمِّ والسِّعْلاةِ بالوادي
اذا اتْلأبَّ به نجدٌ فأظْهرهُ / أحلَّهُ الخوُف غَوْراً بعد اِنجاد
طريدُ خوفٍ ومحلٍ يعصفانِ به / عصف الشمال بقشع المُزنة والغادي
في حَدّ عَزْمتِه وحَرِّ أنَّتهِ / غِنىً عن المُحْصد الملويِّ والحادي
تاجَ الملوكِ وبغدادَ فليس سِوى / تاج الملوكِ لما تبْغي وبغدادِ
تُنيخُ منه ببسَّامٍ لطارقهِ / جمِّ الرماد وشيك النصرِ والزَّاد
يهدي سَنا بِشْرِهِ في كل حالكةٍ / اذا سَنا النار لم يكفل بارشادِ
فترغد النفس قبل الجسم عند فتىً / اِحسانهُ بين اكرامٍ وارْفاد
فتى المشاتي اذا هبَّت شآميَةٌ / وجعجعتْ بين شفَّانٍ وصُرَّادِ
قرى أَبو جعفرٍ والازْمُ عاضلةٌ / مُبادراً كلَّ اِسْآرٍ بانْهادِ
ماضٍ وقورٌ لدى سلْمٍ ومُعتركٍ / فالبأس للملتقى والحلمُ للنادي
رضاهُ من لطفه تقبيل ذي كَلفٍ / وسخطه في الأعادي ضربةُ الهادي
أُثني عليه ولا أحوْي مناقبهُ / وأستقلُّ له شعري واِنشْادي
ويحبس الهمُّ أقْوالي فيُطلقها / مديحُ ذي طربٍ بالمجدِ ميَّادِ
سنَّ التَّغزُّل للعُشَّاقِ حُبُّهمُ / وعلَّم الورْقَ سجعاً فوق أعوادِ
العيدُ يومٌ يسرُّ الناس مقْدمُه
العيدُ يومٌ يسرُّ الناس مقْدمُه / وفضلُ يومٍ واِنْ أرضاكَ محدود
وكلُّ يومٍ بفخر الدين مُقْترنٌ / فمنه للملتجي والمُعْتفي عيدُ
يُعطي الفقير وسُحب الجو باخلةٌ / ويوسعُ الجارَ نصراً وهو مطرود
فتىً لياليه بيضٌ من مواقده / وبيضُ أيامه من حربهِ سودُ
فدامَ أبلجَ بسَّاماً أخا كَرمٍ / تُتْلى محامدهُ ما أورقَ العودُ
العيدُ يومٌ يسرُّ الناس مقْدمُه
العيدُ يومٌ يسرُّ الناس مقْدمُه / وفضلُ يومٍ واِنْ أرضاكَ محدود
وكلُّ يومٍ بفخر الدين مُقْترنٌ / فمنه للملتجي والمُعْتفي عيدُ
يُعطي الفقير وسُحب الجو باخلةٌ / ويوسعُ الجارَ نصراً وهو مطرود
فتىً لياليه بيضٌ من مواقده / وبيضُ أيامه من حربهِ سودُ
فدامَ أبلجَ بسَّاماً أخا كَرمٍ / تُتْلى محامدهُ ما أورقَ العودُ
أقولُ للركب قد حاكتْ أزْمَّتَها
أقولُ للركب قد حاكتْ أزْمَّتَها / ركابُهُمْ من سُرى ليلٍ واِسْآدِ
ميلُ الرقاب على الأكوار تحسبهم / بالجاشِريَّةِ شَرْباً غيرَ أوْغادِ
تأويبُهم وسُراهمْ من عَزائمهمْ / أغْناهُمُ عنْ شَهيِّ الماءِ والزَّاد
بَلَغْتم وهُديتُمْ بلِّغو شَعَفي / وفرْطَ شوقي إِلى سمع ابْن حمَّاد
إِلى غَزيرِ النُّهى ملآنَ من كرَمٍ / حازَ العُلى بين اِنجادٍ وارْفادِ
إِلى المُشار رئيس الدين مُتعمد ال / عاني الطَّريد مَنار لروع والنادي
ومنْ عجائبِ أيامي وشِدَّتِها / فِراقُهُ رغْبةً في عْيش بَغْدادِ
أمِنْتُ فقري لما قُلتُ عن ثِقَةٍ
أمِنْتُ فقري لما قُلتُ عن ثِقَةٍ / أنْ لا جواد سوى السلطان مسعودِ
كما أمِنْتُ بقولي لا إِله سوى الرحم / نِ تعذيب نارٍ ذات أخْدودِ
حِصنان في الدين والدنيا سكنتهما / مُشيَّدانِ من الغُفْرانِ والجودِ
من شاء يعلمُ ما خُصَّ الوزير به
من شاء يعلمُ ما خُصَّ الوزير به / من النُّهى والتُّقى في يومِهِ لغَدِ
وفيضَ عَبْرته من حُسن عِبْرته / بالذَّاهبين أولي النَّعماءِ والنَّجَدِ
فليستمع شِعره والدمعُ يسْبقهُُ / بديهَةً في ديار القَيْل من أسَدِ
رأى منازلَ مِطْعامِ العَشيِّ إذا / أضحى من الجدب لينُ الوعث كالجلَدِ
وقائدِ الخيلِ تسْمو في أعِنَّتِها / نَزْو القطا طالعاً من غامض الثَّمَدِ
مُزْجي الأوامر مَسْبوقاً بطاعَتها / من كلِّ أغلَبَ ذي بأوٍ وذي صَيد
فقال مُرتجلاً والدمعُ في صبَبٍ / من خشية اللّه والأنفاسُ في صَعَد
لما نزلتُ بدار المزْيَديِّ وقد / أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ
وفكَّرَ العقْلُ في الدنيا وشيمَتِها / وأنَّها ما لها بُقْيا على أحَدِ
علمتُ أنَّ التُّقى للمرء جُنَّتُهُ / وأنَّهُ ليس غيرُ الواحِدِ الصَّمدِ
فاللّهُ يوسِعُه دنيا ومحْمَدَةً / عُقْبى ويُبْقي له حمداً على الأبَد
شهْمٌ كأنَّ قُطامياً على شَرَفٍ / أضحى لحتْف بُغاث الطير بالرَّصَد
فما يُخاتلُ ختْل الذئب في أرَبٍ / لكنهُ في المَباغي وثْبةُ الأسَدِ
ولا يرى الجودَ إلا ما يجودُ به / تَبرُّعاً سالماً من شائبِ النَّكَدِ
ولا يَعُدُّ العطاءَ الفَذَّ مكْرُمةً / يوماً إذا هو لم يُعْقِبْ ولم يَعُد
تاج المُلوكِ مُشارُ الدهر واحدُه / بمثلهِ الدَّهرُ لم يسمح ولم يجُد
فعِشْ أبا جعفرٍ غيثاً لمُرتزقٍ / ظِلاًّ لضاحٍ أخا نصْرٍ لمُضْطَهد
فقد علمتُ بما أوتيتَ من شيَمٍ / إنَّ المكارمَ طُراً في بني البَلَدي
يا راكباً يقْطَعُ الفَيافي
يا راكباً يقْطَعُ الفَيافي / بين ذَميلٍ وبين وَخْدِ
يخْفى ويبْدو بكُلِّ أرضٍ / ما بينَ غَوْرٍ وبينَ نَجْدِ
كأنَّ هَيْقاً أبا رِئالٍ / آنَسَ بالدَّوِّ خيْلَ جُنْدِ
فَشَدَّ لا يَرْعَوي لِشَرْيٍ / ولا لِماءٍ ولا لِثَعْدِ
ناقَتُهُ والهَجيرُ نارٌ / تُرْقِلُ منْ تَحْتِهِ وتَخْدي
بَلِّغْ وزيرَ الإِمامِ قَوْلاً / عنِ الفَصيح المُشار سَعْدِ
فما أبو جَعْفَرٍ بوانٍ / عن حَقِّ فَضْلٍ وحُسْنِ عهْدِ
هُمامُ حَرْبٍ غَمامُ جَدْبٍ / عِصامُ خطْبٍ مُنيفُ مجْدِ
باسِمُ ثَغْرٍ سِدادُ ثَغْرٍ / قَريعُ دَهْرٍ صَحيحُ وُدِّ
طَوْدُ احْتِمالٍ فَتى نِزالٍ / حَبْرُ مَقالٍ خَصيمُ لُدِّ
شامِخُ قَدْرٍ وشيكُ نَصْرٍ / هَنيىءُ وَفْرٍ جَزيلُ رفْدِ
وقُلْ لهُ المادِحونَ كُثْرٌ / ولا كَمَدْحي ولا كَحَمْدي
فاغْنَمْ حديثاً لهُ بَقاءٌ / معي وحاشاكُمُ وبعْدي
أجْدَبَتِ الأرْضُ بعد خِصْبٍ / وأعْدَمَ الحُرُّ بعدَ وُجْدِ
فكيف يُرْجى بَقاءُ نِضْوٍ / بغير مَرْعىً وغيرِ وِرْد
يا آلَ جعفرٍ الفَيَّاض جُودُكُمُ
يا آلَ جعفرٍ الفَيَّاض جُودُكُمُ / لو أنْصَفَ الدَّهر لم ينْقُصْ لكُم عَدَدُ
فيكُمْ على قَسْوَةِ الأيَّامِ مَرْحمَةٌ / ومنْكُمُ يُسْتَفادُ الصَّبْرُ والجَلَدُ
فما بَرِحْتُمْ وريحُ الخَطْبِ عاصِفَةٌ / طَوْداً صَعوداً نَداه مُثْعِبٌ صَعَدُ
تَلينُ للّهِ والإِخْوانِ فيهِ ولِلْ / عافي ويَخْشى سُطاكَ السَّيْفُ والأسَدُ
واعْلَمْ وأنتَ عَليمٌ أنَّها عَرَضٌ / وما عَنِ اللّهِ رَبِّ العَرْشِ مُلْتَحَدُ
فما وجَدْتَ لِخَطْبٍ جَلَّ مِنْ ألَمٍ / إلاَّ وعنْديَ أضْعافُ الذي تَجِدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025