القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 6
لو لَمْ يُحَرَّمْ على الأَيامِ إِنجادِي
لو لَمْ يُحَرَّمْ على الأَيامِ إِنجادِي / ما واصَلَتْ بَيْنَ إِتْهامي وإِنْجادِي
طوراً أَسيرُ مع الحيتانِ في لُجَجٍ / وتَارةً في الفيافي بَيْنَ آسادِ
إِمّا بِطامِرَةٍ في ذَا وَطارِمَةً / أو في قَتَادٍ على هذا وأَقْتادِ
والناسُ كُثْرٌ ولكنْ لا يقدَّرُ لي / إِلا مرافَقَةُ المَلاَّح والحادي
هذا ولَيْتَ طَرِيقَيْ ما رَمَيْتُ لَهُ / مَسْلُوكَتَانِ لِرُوَّادٍ ووُرّادِ
وما أَسيرُ الى رومٍ ولا عربٍ / لكنْ لريحٍ وإِبراقٍ وإِرعادِ
أَقلَعْتُ والبَحْرُ قد لانَتْ شكائِمُهُ / جِدًّا وأَقلَعَ عن مَوْجٍ وإِزْبادِ
فعادَ لا عاد ذا ريحٍ مُدَمِّرَةٍ / كأَنَّها أُخْتُ تلك الرّيحِ في عادِ
ولا أقولُ أَبَى لي أَن افارقَكُمْ / فحيثُ ما سِرْتُ يلقاني بمِرْصادِ
وقد رأيتُ به الأَشراطَ قائِمَةً / لأَنَّ أَمواجَهُ تجرِي بأَطْوادِ
تعلُو فلولا كتابُ اللِه صَحَّ لنا / أَنَّ السّموات منها ذاتُ أَعمادِ
ونحنُ في منزلٍ يُسْرَى بِسَاكِنِهِ / فاسْمَعْ حديثَ مُفيمٍ بَيْتُه غادِ
أَبِيتُ إِنْ بِتُّ منها في مُصَوَّرَةٍ / من ضيقِ لَحْدٍ ومن إِظلامِ أَلْحادِ
لا يَسْتَقِرُّ لنا جَنْبٌ بمضْجَعِهِ / كأَنَّ حالاتِنا حالاتُ عُبَّادِ
فكم يُصَعَّرُ خَدٌّ غيرُ مُنْعَفِرٍ / وكم يَخِرُّ جبينٌ غيرُ سَجَّادِ
حتى كأَنَّا وكَفُّ النَّوْءِ تُقْلِقُنا / دراهمٌ قَلَّبَتْها كفُّ نَقَّادِ
وإِنما نحن في أَحشاءِ جاريةٍ / كأَنما حَمَلَتْ مِنَّا بأَوْلادِ
فلا تعُدُّوا لنا يومَ السَّلامَةِ إنْ / حُزْنا السَّلامَةَ إِلاَّ يومَ مِيلادِ
يا إِخوتي ولنا من وُدِّنا نَسَبٌ / على تبايُنِ آباءٍ وآجدادِ
نقرا حُروفَ التَّهَجِّي عن أَواخِرِها / ونحنُ نَخْبِطُ منها في أبي جادِ
ولا تلاوةَ إِلاَّ ما نُكَرِّرُهُ / من مُبْتَدَى النَّحْلِ أو من مُنْتَهَى صادِ
متى تُنَوِّرُ آفاقُ المنَارَةِ لي / بكوكبٍ في ظلامِ الليل وَقَّادِ
وأَلحَظُ الشُّرفاتِ البِيضَ مُشْرِفَةً / كالبَيْضِ مُشْرِفَةً في هامِ أَنْجادِ
وأَستجِدُّ من الباب القديمِ هوًى / عنِ الكنيسةِ فيه جُلّ أَسْنَادي
بِحيثُ أَنْشِدُ آثاراً وأُنْشِدُهَا / فَيُبْلِغُ العُذْرَ نِشْدانِي وإِنشادي
القصرُ فالنخلُ فالجَمَّاءُ بينهما / فالأثلُ فالقَصَبَاتُ الخُضْرُ فالوادي
عَلِّي أَروحُ وأَغدو في معاهِدِها / كما عَهِدْتُ سَقَاها الرَّائحُ الغادي
متى تعودُ ديارُ الظَّاعنينَ بِهِمْ / والبينُ يطلُبُهمْ بالماءِ والزَّادِ
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ / وأورثَ الجسم ناراً حرّها كبَدُ
كيف السلوّ عن الأحباب ويحكُمُ / عند الرحيل وقلبي شفّهُ الكمَدُ
لله دَرُّ فتاةٍ غادةٍ جمعَتْ / من المحاسنِ شيئاً ما لهُ عددُ
صادَتْ بمقلتِها الآسادَ خاضعة / وما عجيب لها أن تخضع الأسْدُ
في جيدها ذهبٌ في ثغرِها شنبٌ / في طرفها قُضُبٌ في ريقها شُهُدُ
الخصْرُ ذو وهَنٍ والردفُ ذو سِمَنٍ / والناسُ من زمنٍ ماضٍ لها شهِدوا
أنّ المحاسن طُراً فيك قد جمعت / وفي أعاديك نارٌ في الحشى تقِدُ
إن لامني في هواكَ اللائمونَ لقد / حادوا عن الحقّ حقاً والهُدى جحَدوا
لو أبصروكِ وحقِّ الله طالعةً / كالبدرِ فوق قضيبٍ ناعمٍ سجدوا
لما غدَتْ عيسُها تمشي على مَهَلٍ / نادَيْتُ من حُرَقٍ هل في الورى أحدُ
يُجيرُني من هواها إن في كبِدي / ناراً من الشوقِ لا يسطيعُها الكبِد
يا أيها الحافظُ الحبْرُ الإمامُ ومَن / عليه من بعدِ ربِّ العرشِ يُعتمَدُ
أنت الذي ما يضاهيه ويشبهُه / في الخَلْقِ والخُلق ما بين الورى أحد
فأنت بحرٌ لمن وافاكَ مجتدياً / وأنت بدرٌ وما بين العدى أسدُ
واللهِ لو رام أهلُ الأرضِ قاطبةٍ / مِثلاً له طولَ هذا الدهرِ لم يجِدوا
أكرِمْ به أريحيّاً مِصقَعاً فطِناً / عليه ألويةُ الأفضالِ تنعقِدُ
يروي حديثَ النبيّ المصطفى فله / فيه سماعٌ صحيحٌ زانَه السّندُ
قد صحّ عندي وعند الناس كلّهمُ / بأنه في علوم الشرعِ منفَردُ
يحنو علينا كما يحنو على ولدٍ / أبٌ رؤوفٌ ويوفي بالذي يعِدُ
وما نُبالي إذا ما كان مقترباً / منا نداه جميعَ الناسِ لو بعُدوا
يا مَنْ أياديه تَتْرى ليس يجحَدُها / إلا أناسٌ لفضل الله قد جحَدوا
تهنّ قد أقبل الشهرُ الأصمّ وقد / وقاكَ صرْفَ الردى ربُّ العُلى الصّمدُ
وهاكَها غادةً بكراً أتاكَ بها / نصرٌ وأنتَ له دون الورى السّندُ
واسلَمْ وعش في نعيمٍ دائمٍ أبداً / وأنعُمٍ ما لها حدٌّ ولا عددُ
ما لاح برقٌ وما ناحت مطوّقةٌ / وما بدا كوكبٌ جِنْحَ الدُجى يقِدُ
تبقى كذا في نعيمٍ ما له أمدٌ / تعيشُ ألفاً ولا تعلو عليك يدُ
انزعْ لباسَك فالآجالُ حاكمةٌ
انزعْ لباسَك فالآجالُ حاكمةٌ / أن لا ترُدَّ سِهامَ الموتِ بالزّرَدِ
إذا ابْنُ آوى تولّتْهُ سعادته / أوى إليه مُطيعاً كاسرُ الأسدِ
وإن ألمّتْ بليثِ الغِيلِ منحَسَةٌ / صالتْ على لَبدَتَيْهِ راحةُ النّقَدِ
لا تثْنِ جيدَك إنّ الروضَ قد جِيدا
لا تثْنِ جيدَك إنّ الروضَ قد جِيدا / ما عطّل القَطْرُ من نُوّارِه جيدا
إذا تبسّم ثغرُ المُزْنِ عن يقَقٍ / فانظُرْهُ في وجَناتِ الوردِ توريدا
وإن تنثّر درٌّ منه فاجْتَلِهِ / بمبسم الأقحوان الغضّ مَنصودا
واستنطق العودَ أو فاسمعْ غرائبَهُ / من ساجعٍ لحنُه يسترقصُ العودا
يشدو وينظرُ أعطافاً منمّقةً / كأنه آخذٌ منها الأغاريدا
ماذا على العيس لو عادتْ بربّتها / مِقدارَ ما تتقضّاها المواعيدا
رُدَّ الركابَ لأمرٍ عزّ نائبُه / وسمِّه في بديع الحُبِّ ترديدا
وقِفْ أبُثّك ما لانَ الحديدُ له / فإن صدقتَ فقُلْ هل صرْتَ داودا
حُلّتْ عُرى النوم عن أجفانِ ساهرة / ردّ الهوى هُدْبَها بالنجم معقودا
تفجّرتْ وعصا الجوزاءِ تضربُها / فذكّرَتْني موسى والجلاميدا
يا ثعلبَ الفجرِ لا سرحانَ أوله / خذ الثريا فقد صادفتَ عنقودا
مالي وما للقوافي لا أسيّرها / إلا وأقعُدُ محروماً ومحسودا
وكم أقوّمُ منها كلّ نافذةٍ / وأستجيشُ مناكساً رعاديدا
أسكرتُهُم بكؤوسِ المدح مترعةً / ولم أفِدْ منهمُ إلا العرابيدا
سمعتُ بالجودِ مفقوداً فهل أحدٌ / يقول لي قد وجدتُ الجودَ موجودا
الحمدُ لله لا والله ما نظرَتْ / عيناي بعد أبي المنصورِ محمودا
ملْكٌ إذا همّ ألقى الهمّ منتضياً / مهنّداً في جبينِ الخَطْبِ مغمودا
عهدي بعهدي يحوي منه ليثَ وغىً / فصار مذ سارعَتْهُ يحتوي سِيدا
ولو تكلّف حب فوقَ طاقتِه / سعتْ إليه رُباه تقطعُ البيدا
أغرُّ كالقمر الوضّاح مكتملاً / سرى تَمامَ قويمِ النهجِ مَسعودا
والقائدُ الخيلَ أرسالاً مضمّرةً / والقائدُ الجيشَ أبطالاً صناديداً
والطاعنُ الطعنةَ النّجلاءَ نافذةً / والضاربُ الضربةَ الفوهاءَ أخدودا
وجدي بنحوكَ لا عَطفاً ولا بدلاً / فانظُرْ إليه تجدْهُ الكلّ توكيدا
فإن قطعتَ هجيراً في مهاجرتي / فكم تفيأتُ ظلاً منك ممدودا
والصبُّ بالبيضِ ما احمرّتْ غلائلُها / إلا أتَتْ بالمنايا بينها سودا
والعاشقُ السُّمْرَ يثنيها الطعانُ كما / يثني نسيمُ الدلالِ الغادةَ الرّودا
من كل نجلاءَ مذ أيقظتَ ناظرَها / ملأت أعينَ مَنْ عاداك تسهيدا
وما تأخرتَ إخلالً فيُلزِمُني / ذنباً أبيتُ حرّانَ مجهودا
لكنْ سديدُك منّاني فأخْلفَني / فأسهُمي نحوَهُ لم تأتِ تسديدا
يا من ألمّت به الأهواءُ واتّفقتُ / على فضائلهِ علماً وتقليدا
ولم يزَلْ في العطايا غيرَ مقتصدٍ / وإن غدوتَ على التقديمِ مقصودا
سُمْرٌ تصولُ بزُرْقٍ كلما نظرت / من خلفِ سِتْرِ غبارٍ صادتِ الصّيدا
إذا هوَتْ في دياجي النقْعِ أنجمُها / مرّت ولم تتركْ في القوم مريَّدا
تنافسَ الجودُ في كفٍّ مباركة / يلقى لها السلمُ والبأسُ المقاليدا
ما إن يزال ليومي نائلٍ وُسطا / شهادة محفلاً ما كان مشهودا
يا من إذا لاذ ذو فَقْرٍ براحتِه / يروحُ عنها بجيشِ الجودِ مَنجودا
عبّت بك العرَبُ العرباءُ في يَمَنٍ / من مَنهَلٍ بات قيسٌ عنه مصدودا
واحرزتْ سنبسٌ إذ صفتها شرفاً / بها تُخلّدُ في العلياءِ تخليدا
والدهرُ موعدُ محمودٍ تضْمنَهُ / يومٌ أقامَتْهُ في أيامنا عيدا
واسترقصَ الفرحُ الأعطافَ فاشتهبتْ / فيه القوارعُ والهيفَ الأماليدا
من كان في الناس ذا حبٍّ وصفْتُ له
من كان في الناس ذا حبٍّ وصفْتُ له / إن كان في غفلةٍ أو كان لم يجِدِ
الحبُّ أولُهُ عذبٌ وآخرُه / مثلُ الحرارةِ بين القلبِ والكبِدِ
سلني عن الحب يا من ليس يعرفُهُ
سلني عن الحب يا من ليس يعرفُهُ / ما أطيبَ الحُبَّ لولا أنه نكِدُ
طعامنِ مرٌّ وحلوٌ ليس يعدِلُه / في حلقِ ذائقهِ مُرٌّ ولا شُهُدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025