القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 4
خان الشباب وما وَفَّى بما عَهِدا
خان الشباب وما وَفَّى بما عَهِدا / فلا تَثِقْ بحبيبٍ بعدَه أَبَدا
قد كنتُ أعهد عزمي في أَوامره / فما أبالي أَغيّاً خُضت أم رَشَدا
حتى رأى من جنود الشيب بادرة / وَلَّى وخَلَّفني في إثْرِها وعَدا
فكُلَّما رُمْتُ نَصْرا منه يَخذُلني / وكلما رمتُ تقريباً له بَعُدا
فظلْتُ أَعتب نفسي في محبته / لما رأت كلَّ شيءٍ بعدَه نَكِدا
لو كان هَجُركَ يُبْقيني إلى أَمَدِ
لو كان هَجُركَ يُبْقيني إلى أَمَدِ / لَما عَدِمتُ اصْطِباري عنك أو جَلَدِي
لكنّه ما ارْتَضَى لي ما أُكابِده / حتى رمى الخُلْف بين الروح والجسد
يَكْفيك أنّ غرامي لو أردتُ به / زيادةً فوقَ ما ألقاهُ لم أَجِد
إني أَلَذُّ عذابي في مَسَرَّتها / فيا صبابةُ زِيدي يا غرام قِدِ
يا قاتلِ اللهُ عينيها فكم قَتلتْ / عمدا ولم تَخْشَ من ثارٍ ولا قَوَد
في لحظِها مرضٌ للتِّيهِ تحسَبُه / وَسْنانَ أو كقريبِ العهدِ من رمد
رشيقةٌ يَتَثنَّى قَدُّها هَيَفا / كالخُوطِ مالَ بعطْفَيْه النسيمُ نَدِ
تُريك ليلا على صُبْحٍ على غُصُن / على كثيبٍ كموج البحر مُطَّرِد
ظننتُ أَن شبابي سوف يَعْطِفها / هذِي الشَّبيبةُ قد وَلّت ولم تَعُد
ما بَيَّضتْ لِمَّتي إلا وقد علمتْ / أني أعُدُّ سوادَ الشعر من عُدَدي
لاتحسبي شيبَ رأسي كان من كِبر / لكنَّه فيضُ ما اسْتَوْدعتِ في كبدي
كم مَهْمةٍ جُبْتُ من أجلِ الهوى فَرقا / يكبو لِخيفَتِه الساعي من الرِّعَد
وليلةٍ مثلِ عين الظبي داجيةِ / عَسَفْتُها ونجومُ الصبحِ لم تَقِد
كأن أنجمها في الليلِ زاهرةً / دراهمٌ والثريا كفُّ مُنتِقد
لو هَمَّ مُوِقدُ نارٍ أنْ يَرى يَده / فيها ولو كانتِ الزَّرقاءُ لم يَكَد
وفي يَميني يمين الموتِ مائلةً / في صورة السيف لم تنقصُ ولم تَزد
ماضِي الغِرارَيْن لا تُدْعَى ضَريبتُه / بالعوْد لو أنه أُلْقِى على أُحُد
راوى الجوانبِ ظمآن الحَشا فعلتْ / فيه يدُ القَيْنِ فِعْلَ الأُمِّ بالولد
كأَنما النملُ دبَّتْ فوق صفحتِه / فغادرت أثرا كالسِّرِّ في جَلَدِ
حتى تأملتُ حَيّاً عزَّ ساكنُه / تَحفُّهُ أُسْدُ غابٍ من بني أَسَد
من كلِّ أَرْوَع لا كفٌّ لمِعْصَمِه / سوى الحُسامِ ولا جِلْدٌ سوى الزَّرَد
غَيْرانَ يُكثر سَلَّ السيفِ مُتَّهِما / من ظِنَّةٍ ويبيع النومَ بالسُّهدُ
فجئتُ أُخفِي خِطاءً لو وَطِئت بها / في جانبِ الجلدِ مما خَفَّ لم يَجِد
حتى لثمتُ فتاةَ الحيِّ فانتبهَتْ / ترنو إلىّ بعينَيْ جُؤْذرٍ شَرِد
فسلمت وهي وَلْهَى من مخافِتها / حيرانة تمزج الترحيب بالحَرَد
فظلْتُ اَلْثُمها طورا وأُشْعِرها / فِعْلَ الهوى بي وقد مالتْ على عَضُدي
وقلتُ للقلب لما خاف بادرة / ذا موردٌ عَزَّ أنْ تَعتْاضَهُ فَرِد
فودعتْني وقالت وهْي باكية / إني أخاف عليك الموت إنْ تَعُد
وسرتُ والليلُ قد وَلَّت عَساكُره / والدهرُ يأكل كَفَّيه من الحسد
ما العزمُ إلا ارتكاب الهَولِ فاعْنَ بما / تبغي وجِدَّ إليه غيرَ متئد
كم ذا التهاونُ في هُون الخُمول فقُم / واقْصِد مثالَ المعالي غيرَ مُفتصِد
ونافِرِ الذلَّ أنّ يَغْشاك وافدُه / فما حَمى الغابَ إلا جرأةُ الأَسد
لم تَسْمُ نفسٌ ثناها الذلُّ عن طَلبٍ / وهمةٌ ليس ترقَي في غدٍ فغَدِ
واسْتنبطِ السَّعدَ من مدح السعيد تجِدْ / بحرا يُمِدُّك لا يفنَى مدى الأبد
طاشَتْ سُرورا به الدنيا فوَقَّرها / بحلمه فلذاك الأرضُ لم تَمِد
أَضحَى بفضلك ثغرُ الثغر مبتسما / يزهو من العدل في أثوابه الجُدُد
ثغرٌ تَجمّع خيرُ الأرض فيه كما / جَمعتَ من كلِّ فضلٍ كلَّ منفرِد
ما زلتُ حتى رأيتُ الناسَ كلَّهمُ / في واحدٍ وجميعَ الأرضِ في بلد
هذا الإمام إمامي حاضرٌ بادِي
هذا الإمام إمامي حاضرٌ بادِي / فاليومَ أشرفُ أيامي وأعيادي
هذا مقامٌ سَمَا عن كلِّ مرتبةٍ / تسمو لها في المعالي نفسُ مرتاد
كم لي اُسوِّف آمالي وأَمْطُلها / فاليومَ وَفَّيتها أضعافَ ميعاد
ها غُرَّةُ الآمِر المنصورِ مُشرِقةً / في الدَّست يُبِهجها مدحي وإنشادي
كأنه الشمس لا تخفى محاسنها / عن حاضرٍ من جميع الناس أوباد
أتلو محاسنَه الغُرَّ التي نَظمتْ / دُرَّ الكلامِ وغيري في أبي جاد
خيرُ الخلائفِ من ابناءِ حَيْدَرةٍ / وفاطمٍ أيِّ آباءٍ وأولاد
له على شَرفِ العلياء مرتبةٌ / منيفةٌ ذاتُ أطنابٍ وأوتادِ
عَلْياءُ أُسَّسها آباؤه وبَنى / فيها بغُرِّ الأَيادي فوق أَطْواد
يا بْنَ الأُولَى سَلَفوا من هاشمٍ ولهم / مَدْحٌ يُكرِّره الشّادِي على النادي
كم قَدْرُ مدحي ومدِح الخَلْق فيك وقد / مُدِحْتَ بالوَحْيِ وهْو السابِق البادي
وللصلاةِ كمالٌ وهْو ذِكْركمُ / خِلالَها عندَ إصدارٍ وإيراد
يا عُروةٌ فازِت المُستمسِكون بها / أتَ الشفيعُ وأنت المُرشِد الهادي
لولا هداك وعدلٌ أنت باسطُه / أضحى الورى نَقَدا ما بين آساد
فَخْراً لفُسْطاطِ مصرٍ إذ حللتَ به / مُستوطِنا ولوادي النيلِ مِنْ واد
فَضَحْتُه بالعَطايا ثم تَحْسَبه / جميعَه ليس يُروِى غُلّةَ الصادي
نهرٌ تُنافِسه الدنيا وتَحسده / عليك دِجْلةُ في أَكْنافِ بغداد
لأَنْتَ وارثُ مُلْكِ الأرض قاطبةً / ومُدَّعيهِ سواك الغاصِب العادي
وسوف تُكمِل ما اسْتوجبتَ حَوْزَته / بمُنْزَلِ الوحىِ لا أخبارِ آحاد
بجندِ نَصْرِك فُرسانٍ ملائكةٍ / لا ما يرى الناسُ من خيل وأَجْناد
بها أمدَّ أباك اللهُ في أُحُدٍ / وفي حُنَينٍ وبَدْرٍ أيَّ إمداد
لا بد للشرك من يومٍ تُعيد له / فيه سيوفُك فِعْلَ الريحِ في عاد
ما الشام إلا كماءٍ فوقه شَرَك / والرومُ سِرْب قَطاً جاءتْ لإيراد
وقد أَضرَّ بها مِن دُونِه ظَمأٌ / وحَدُّ سيفِك فيهم أيُّ صَيّاد
بقيتَ يا جُملةَ الفضلِ التي عَظُمتْ / عن أن تُقاسَ بأَمثالٍ وأَنْداد
فأنت للخَلْق روحٌ ظاهِر وبه / يَحْيا ولولاك أضحى رِكَّ أجساد
حَسْبُ العَوافِي بأَنْ أَصبحتَ مُشتمِلا / منها بما فَتَّ في أَعْضاد أَضْداد
حللتَ كالغيثِ يُحيى ما أَلمَّ به / من بعد تقديم إبْراقٍ وإرْعاد
فَكَّت مَسرَّتُها أَسْرَ القلوبِ وقد / تَقلَّبت للأَسى ما بين أَصْفاد
يَهْنِى لقاؤك عيدا جاء مُبتدراً / يسعى له بين تَأويب وإيساد
كي يستفيدَ ثلاثا منك وهْي له / إلى تَصرُّم حولٍ أشرف الزّادِ
فاخطُبْ وصَلِّ وعَيِّد وانْحرِ البُدُنَ ال / عظمى وثَنِّ بأعداء وحسادِ
فالعيدُ أنت ومهما دُمتَ في دعٍة / فكلُّ عيدٍ لدينا رائحٌ غاد
يا دارُ دارتْ بك السُّعودُ
يا دارُ دارتْ بك السُّعودُ / كأنها منك تستفيدُ
فيكِ من الحُسنِ كلُّ معنى / يُقَصِّر عن مثله الوُجود
فأنتِ بعضُ اقتراحِ مولىً / للفضلِ من كَفِّه وُرود
لا زال في نعمةٍ وعزٍّ / بينهما يهلك الحسود
صَوَّره الله للعطايا / فطبعُه نَخْوةٌ وجُود

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025