القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 8
سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ / عَلَى التي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ
ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها / إِلا وَأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ
عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنانَ دَمٍ / كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ
ما اسْتَعْبَرَ الغَيْثُ إِلا عِنْدَ عَبْرَتِهِ / فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ
مَنْ لي بِرَحْمَةِ قَلْبٍ ليسَ يَرْحَمُني / كأَنَّ نُقْصانَ وَجْدي فيهِ تَزْييدُ
تولد النار فيهِ ماء سَلْوَتِهِ / فَاعْجَبْ لنارٍ لها في الماءِ تَوْليدُ
كَمْ بِتُّ أَرْجُمُ أَعضائِي بِجَمْرِ غَضاً / وَالفَجْرُ في صَفَدِ الظَّلْماءِ مَصْفُودُ
نامَتْ عيونُ عُداتي إِذ زَفَرْتُ وَلي / من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ
لَولا عَلائقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بي / لَقُلْتُ إِنَّ اقتِرابي مِنْكِ تَبعيدُ
وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي / بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزانِ تَسْويدُ
فَلا صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَةٍ / ما جاهَدَتْ فيكِ أنْفاسي المَجاهيدُ
إِنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوىً / مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجودُ
لازالَ خدِّي تَريباً فوقَ تُرْبَتِها / ما دارَ في خَلَدِ الأَيَّامِ تَخْليدُ
جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعي فشجَّعَني / قلبٌ له في انْحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعِيدُ
متى يُبالي ثَرىً أَنْ لا يَرى مطراً / فَمُسْبَلُ الدَّمع مِنِّي وهو مَوْرُودُ
هَا قَدْ تَأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ / أَنْ لا يُعاوِدَني من بَعْدِها عِيدُ
ودَّعْتُها وَبِنَحْري مِنْ مَدَامِعِها / نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ
فبرَّدَتْ حرَّ أَنفاسي عَلى بَرَدٍ / كأنَّهُ مِنْ صَديدِ النَّفسِ مَصْدُودُ
وَاسْتُدْعِيَتْ فأَجابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ / في وَجْنَةِ الفَجرِ قبلَ الصُّبحِ تَوريدُ
وصُوِّرت في مِراةِ الأُفق صورتُها / فلي إليها برُسلِ اللحظِ تَرديدُ
جَاهَدْتُ بِالصَّبْرِ في إِثْرِ العَزاءِ فَمَا / رَجَعْتُ إِلا وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ
قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها
قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها / كَمْ ذَا أَمَا لِقَتيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
وأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ / وَرْداً وَعَضَّت عَلَى العُنَّابِ بِالْبَرَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ رَأَتْها الشَّمْسُ ما طَلَعَتْ / مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
كَأنَّما بَيْنَ غاباتِ الجُفُونِ لَها / أُسْدُ الحِمامِ مُقيماتٍ عَلى الرَّصَدِ
يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي
يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي / أَوقَدْتَ ما لَيْسَ يُطْفا آخِرَ الأَبَدِ
أَوقَدْتَ نارَ الهَوى بِالشَّوقِ فَاشْتَعَلَتْ / مِنَ الجَوانِحِ لم تَخْمُدْ ولَم تَكَدِ
عَادَ وكَمْ قالَ لا أَعودُ
عَادَ وكَمْ قالَ لا أَعودُ / كأَنَّما وَعْدُهُ وَعِيدُ
أَحسنُ ما نحنُ في وصالٍ / يَعْرِضُ ما بيننا الصُّدُودُ
وكَمْ تَجَلَّدْتُ لا لِأَنِّي / عَلى عذابِ الهَوى جَليدُ
لكِنَّني طالِبٌ رِضاهُ / وهكذا تفعلُ العَبيدُ
يا غائِباً لم يَغِبْ هَواهُ
يا غائِباً لم يَغِبْ هَواهُ / عنْ قلبِ صَبٍّ به عَميدِ
قد صارَ يومُ الفِراقِ عندي / أَظلمَ منْ ظُلمَةِ الصُّدودِ
وكلُّ أُنْسٍ تَغيبُ عنهُ / فإِنَّهُ وحشةُ الجُحودِ
لَوْ فَجَعَ البَيْنُ قلبَ صَبٍّ / ذابَ ولوْ كانَ مِنْ حَديدِ
لَوْ مَرَّ لي نَفَسٌ بالنَّارِ أَحْرَقَها
لَوْ مَرَّ لي نَفَسٌ بالنَّارِ أَحْرَقَها / بِحَرِّهِ ولو أَنَّ النَّارَ مِنْ بَعَدِ
وَلَوْ هَوِيتُ حِمامي فيهِ فارقني / من قبلِ فُرقتِهِ روحي من الجَسَدِ
وما أُطيقُ لما أَلقاهُ مِنْ كَمَدٍ / أَقُولُ واكَبِدي مِنْ شِدَّةِ الكَمَدِ
ودَّعتُها وَلَهيبُ الشَّوقِ في كبدي
ودَّعتُها وَلَهيبُ الشَّوقِ في كبدي / والبينُ يُبْعِدُ بينَ الروحِ والجَسَدِ
وَدَاعَ صَبَّيْنِ لم يُمكِنْ وَدَاعُهُما / إِلا بِأَلْحاظِ عَيْنٍ أَوْ بَنانِ يَدِ
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانصرفَتْ / تَعَضُّ مِن غيظِها العنَّابَ بِالبَرَدِ
وكانَ أَوَّلُ عهدِ العينِ يَوْمَ نَأَتْ / بِالدَّمْعِ آخِرَ عَهْدِ القَلْبِ بِالْجَلَدِ
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي / نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها / أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها / فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً / تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ / وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ / وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ / فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ / مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ / مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا / مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بِالكَمَدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً / مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ / إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها / مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ / تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى / بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ / وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ / يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا / مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ / وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً / مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ / حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ / فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها / فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي / حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025