المجموع : 3
أَهواه كالظَّبي في حُسْنٍ وفي غَيَدٍ
أَهواه كالظَّبي في حُسْنٍ وفي غَيَدٍ / لا بلْ هو اللَّيثُ في بأْس وفي جَلدِ
مذَّكرُ الدَّل شهمُ الحُسْنِ مُقْتدِرٌ / يسْطُو ويَعْطو فلا يُبقِي على أَحدِ
فلو تراه وكأْسُ الرّاح في فمه / رأَيت كيف تحلّ الشمسُ في الأَسد
لا تُجْرِ دمعاً على سعادِ
لا تُجْرِ دمعاً على سعادِ / فإِنَّ هِجْرانها سَعادَةْ
تُظهِر للعالمين خالاً / أَكْسِبها منهمُ زَهَادَه
وما دَرَت أَنَّ كلَّ خالٍ / بِغْضَتُه للظَّريف عاده
إِنِّي لأَخْتَصُّه بِبُغْضِي / لمّا تخيلتُه قُرادَه
يا حَيْرة الحق لما غُيِّب الهادِي
يا حَيْرة الحق لما غُيِّب الهادِي / ووحشة الدين لما أَظلم النَّادي
يا آل عَبْدِ منافٍ أَيُّ داهيةٍ / خلا بها الحيُّ بل أَوْدى بها الوَادِي
ويا قريش النَّدى من جَبَّ غاربكم / ومن رمى نارَ عدنانٍ بإِخْمَاد
ويا بني ملَّةِ الإِسلام أُمُّكمُ / ثكلى بأَطْهر مَيْتٍ فوْق أَعْوَادِ
فيا شماتة تعطيل وفلْسَفةٍ / ويا مسرَّة إِشراكٍ وإِلحاد
يا ساكتاً تحت أحجار منضدة / بل ساكناً بين أحشاء وأكباد
يا ساكِناً وَسْط قبْرٍ ظلَّ مَوْضِعُه / ما بين قصْرِ أَبي ذرٍّ ومِقْدادِ
يا واحداً كان كالآلافِ نحْسَبُه / لا واحداً كان مَحسُوباً بآحَادِ
يأَيها الطَّاهرُ السَّاري تطهُّره / في النفس والجِسْم والأَثوابِ والزادِ
لم يَبْق بعدك من يُرْجَى لتبصرةٍ / لم يَبق بَعدك من يُدْعَى لإرْشادِ
لم يَبْقَ بَعْدَكَ مَنْ يَحْمي صَرِيمتَهُ / كيدَ العَدُوِّ ويكفي صَوْلَة العادي
لم يَبْقَ بَعْدَكَ بَحْرٌ فائِضٌ أَبداً / على تزاحُم شُرَّاب ووُرَّاد
لم يبق بعدك من تَرْوى مَآثِرُه / حتى بأَلْسُنِ أَعداءٍ وأَضْدادِ
لم يبق بعدك مَنْ أَخبارُ سُؤدُدِه / يلهوُ بها الشَّرْب أَو يشدُو بها الشَّادِي
لم يَبْقَ بَعْدَكَ مَنْ إِنْ قَامَ في جَدَل / أَمدَّه الله من نصْرٍ بأَمْدادِ
لم يَبْقَ بَعْدَكَ من بالفضْل أَجْمَعُه / يَبْدُو وَيخْتِمُ فهُو الخاتم البَادِي
فإِن طلبْتُ بديلاً منك أَو عوضاً / في العالمين لقد أَتعبت رُوَّادِي
تبكي السماءُ لشمْسٍ منْك مُشْرقة / تَحْتَ التُّراب ونَجْم منك وَقَّاد
ويَلْطم الدِّينُ خدَّيْه ومفْرقَه / من بعدِ تَخْريق أَثْواب وأَبْراد
وقد بكت سُوَرُ القرآنِ فاستَمِعُوا / شَهِيقَ نُون بسمع القَلْب أَو صَادِ
وأَعْوَلَتْ حَلَبٌ إِعوال ثَاكِلة / حتى لَقَدْ سُمْعَتْ مِنْ أَرضِ بَغْدَادِ
تقولُ وَاحرَّ أَحْشَائِي عَلَى وَلَد / قد كان أَنْجَبَ أَبْنائِي وأَوْلادِي
ومصرُ أَثكلُ منها غيْرَ أَنَّ لها / بالقبْر تنْفِيسَ أَحْزانٍ وأَكْمَادِ
والعِلْمُ يَصْرخُ واويْلاه مِن قدر / أَمات أَنْجدَ أَعواني وأَنْجَادِي
والشَّرْعُ لمَّا التقى بالدَّهْرِ وبَّخهُ / وَقال وَيْلك قدْ أَشْمَتَّ حُسَّادِي
والصومُ قدْ قال لهْفي من لهاجِرَتي / واللَّيلُ قدْ قال وَيْلي مَنْ لأَورَادِي
وللملائِكِ حَووَليْ نعْشِه زجَلٌ / ملءُ مَسَامِعِ أَغْوارٍ وأَنْجَادِ
تزاحموا تحت أَعضاءٍ مُطهَّرةٍ / لينقلُوها لآباءٍ وأَجْدادِ
أَعطى البِشارَة رِضْوانٌ بِمَقْدِمه / مَعْ أَنَّه كان يَرْجُو أَنَّه الفادِي
بل ليت أَنِّي أَنا الفادِي لِمُهْجَتِهِ / بمُهْجَتي وبأَمْوالي وَأَوْلادِي
قلْبي عَليْه أَسيرٌ ما له فَرَجٌ / صبْري عَلَيْه قتيلٌ مَا له وَادِي
لَوْ عَاشَ لي كَانَ أَدْنَاني وقرَّبني / للهِ لكن أَرَادَ الله إِبْعَادِي
قد كان يسعِفُني علماً ويُسْعِدُني / فضنَّ دَهري بإِسعَافي وإِسعَادي
وأَنَّ نَفْسِيَ لمَّا مَاتَ عَالِمةٌ / بأَنَّ يَومَ شَقَائِي يَومُ مِيلادِي
نُوُحوا عَلَيْه فَمَا أَنْتُم بِغيْبَتِه / إِلاَّ سَوَائم أَنْعامٍ وأَذْوَادِ
وابْكوا عليه بأَجْفانٍ مقرَّحة / تهْمِي بأَزْوَاجِ دمْع لا بأَفْرَادِ
سَقى ضرِيحَك رضْوانٌ ومغْفِرةٌ / ولا أَقول سَقاك الرائِحُ الغَادِي
فأَنت في التُّرْبِ حَيٌّ مُدْرِكٌ فرِحٌ / ترْنُو لشخْصِي بَلْ تُصغِي لإِنْشادِي
مَعِي أَراهُ وفي البَيْداءِ حُفْرته / يا حرَّ قلْبَاه مِنْ ذا الحاضِرِ البَادِي
لي كُلَّ يَوْمٍ مَعَ الأَيام نائبةٌ / تسْطُو فتفْرِسُ أَشبَالِي وآسَادِي
تأتي إِليَّ على وعدٍ نوائِبُهُ / وطالما طرَقتني لا بمِيعَاد
متى أَردتم خُذُوا أَخْبَارَ سَيِّدِكُم / عنِّي فإِنيَ أَرْوِيها بإِسْنادِ