المجموع : 5
سَما بِأمْرِك إِسْعادٌ وإِنْجادُ
سَما بِأمْرِك إِسْعادٌ وإِنْجادُ / فكُل دَهْرِكَ أَعْراسٌ وأعْيَادُ
ما بَهْجَةُ الفِطْرِ والأضْحَى وبَهجَته / لها شُفوفٌ عَلى العِيدَيْنِ مُعْتادُ
وكيفَ لا تَتَردّى البشرَ غُرّتُهُ / وللْبَشائِرِ تَكرار وتَعْدادُ
دَعْوَى نجادك في التمكينِ صادِقَةٌ / ومِنْ فُتوحِكَ للآفاقِ أشْهادُ
لا غَرْوَ أن تُلْقِيَ الدُّنيا مَقادَتَها / إليكَ فالفَلَك الدّوّار مُنْقادُ
وَهل تَرُدّ الليالي عَنْكَ صَالِحَةً / ومِنكَ في اللّهِ إصدار وإيرادُ
شَأنُ المُلوكِ انتِقاصٌ شَانَ مُلْكَهُمُ / وأنتَ مِمّا بِهِ تَزْدان تَزْدادُ
أصْبَحتَ لِلرّشد رَدءاً والضلال رَدىً / فَمِلءُ حزبَيهِما صَفدٌ وَإِصفادُ
لَمّا أقَمتَ صَغا التّوْحيد مُنْتَصِراً / لَمْ يَعْدُ صاغيةَ التّجسيمِ إقْعادُ
أطفأتَ ما أوْقَدوا نَقضاً لِما اعتَقَدوا / لَقَد تَبَايَن إطفاء وإيْقادُ
كانوا الحَصى كَثرَةً حَتى نهَدْتَ لَهُم / فَشَدّ ما انقَرَضوا حصاً وما بادوا
لِيَهْنئ الدّينَ والدُّنيا إِمامُ هُدىً / ميلادُهُ للنّدى والبَأسُ ميلادُ
شَعائِرُ اللّهِ مِنْهُ في يَدَيْ مَلِكٍ / لَهُ المَلائِكُ أَعوانٌ وَأَمْدادُ
يُديرُ في حِفظِها ما تُسْتَبَاحُ بِه / وفْقَ الإرادَةِ مُرّاقٌ وَمُرّادُ
إِذا غَزا تَرْجف الأرْض الوقورُ بِهِمْ / غُزّى وتُلحِقُ بالقيعَانِ أَطْوَادُ
من كُلِّ ذي لَجبٍ في صَوْلِ ذي غضَبٍ / كالبحرِ يُغريهِ بالإزْبادِ إِزْبادُ
لَولا إجالَة لَحظي في مناقبِهِ / أنكرت أن تركضَ العقبانَ آسادُ
إِمّا الجِيَادُ وإمّا الفُلكُ أفرسهم / لَيستْ تُعطّل ألْبادٌ وأعْوادُ
صَحّوا عزَائِمَ في الهَيْجاءِ ماضية / والسّمْهَرِيّةُ أكْسَارٌ وأَقْصَادُ
عَلَيْهِم لِلْهُدى ألا يَمَسّهُمُ / إذا هُمُ جَاهَدُوا الكُفّارَ إِجهادُ
لا يُخلِدونَ إلى الرّاحاتِ من تَرَفٍ / ولا خُلُودَ إذا ما كانَ إِخْلادُ
تَواضَعوا والثرَيّا من منازلِهِمْ / فهُم جَحَاجِحَةٌ صِيد وزُهَّادُ
يَقودُهُم في مراضِي اللّهِ مرتمضٌ / للحَق أَو يَمحو الإلحَادَ إِلحادُ
حَظُّ اللواحِظ تَهجاعٌ تَقَرُّ بِهِ / وَحَظُّهُ مِنْكَ تَحتَ الليْلِ تَسْهادُ
لِفِكرِهِ القُدُسِيِّ المُنتَمى أبَداً / فيما يُدَبِّرُ إِتهامٌ وإِنْجادُ
كَأنّه صِيتُه السيّارُ في أفُقَي / غَرْبٍ وَشَرْق فَتَأويبٌ وإِسْآدُ
لَم يَخلُ بالهندُوَانِياتِ مرْتَبِئاً / إِذا تَخَلّتْ عَن الأَرواحِ أَجْسَادُ
زُهْرٌ مَنَاقِبُه شُمّ مَرَاتِبُهُ / لَها عَلى الشهْبِ إيفاءٌ وإيفَادُ
قِيَامُهُ بالصِّيامِ السرْدِ مُرتَبِطٌ / فَاليَوْمُ وَالليْلُ أذْكارٌ وأَوْرادُ
أمّا الحياةُ فَما في صَفْوِها كَدَرٌ / طابَتْ بِيَحيَى فإرْغَابٌ وإرْغادُ
عَمّ العَوالِمَ إِصْلاحٌ لِدَوْلَتِه / حِدْتَانَ مَا عَمّ إِسْراف وإِفْسادُ
آضَتْ جِناناً بهِ الأرْجاءُ نَاضِرَةً / عَلى إِضَاء فَوُرّاد وَرُوّادُ
يَشْدو عَلى السَّرْوِ فيها بُلْبُلٌ غَرِدٌ / بِما زَقا من خِلالِ الضّال فَيّادُ
وتَعْطِفُ القُضْبَ هبّاتُ النَسيمِ إِذا / يَسْري عَليلاً فَمَيّاس وَمَيّادُ
كَذا السّعادَة لِلْيُسْرَى مُيَسِّرَة / فَلا عَدا القائِمَ المَيْمونَ إِسْعادُ
سُلطانُهُ خَرقَ العاداتِ فائتَلَفَت / على المراشِدِ أغيارٌ وأضدادُ
لا مِرْيَةٌ أنَّ إهطاعِ المَرِيةَ في / أعْقاب سَبتةَ لِلإجْماعِ مِيعادُ
لَئِنْ أَهابَتْ بِهِ مَرَّاكشٌ وَدَعَت / لَمّا عَدَتْ قَصْدَها مِصْرٌ وبَغدادُ
عَامَ الجَماعَة ما اعتاصَت وَلا نَغِلَتْ / فيما يُقرّرُ حِسْبَانٌ وتَعْدادُ
أعْيا المناصِبَ تَقْويمٌ يُقَرِّبُه / من فوْزِه فاغتَدى يَنأَى وينْآدُ
والرُّومُ نَازَعَ أمْرَ اللّهِ يَا عَجَبَا / مَتى تَوازَنَ إِغْواءٌ وَإِرْشَادُ
هَيهات يَخلُصُ والأَقدارُ قَد وَضَعتْ / مِنها لَها رُقُبٌ كُثْرٌ وأَرْصَادُ
كَم عائِد مِثْلِه لَم يَحمِه وَزَرٌ / كانَتْ له عُدَدٌ خَانَتْ وأَعْدادُ
لا تُعجِبِ الخائِنَ المغرُورَ كَثْرَتُه / فَطالَما هَزَم الآلافَ آحادُ
أبْناء صُيّابَةٍ حَفصِيّةٍ كَرُمُوا / أرومَةً وَبَنو الأمجادِ أمْجادُ
إلَى القُصورِ مَآلُ الشعرِ نَقرِضُه / فِيهِم وإِن طَال إنْشاء وإنْشادُ
لا يحْضُرونَ نَدباً مِن حَدَاثَتِهم / وَما لَهُم في كَمالِ الفَضْلِ أنْدَادُ
إنْ أَمْلَكُوا أَنجَبوا أَو أَعذَرُوا صَبَروا / حَلاهُمُ السَّرْوَ آباءٌ وأَجْدادُ
بِحيثُ كادَت لإيقَاعِ الحَديدِ بِهم / تَذوبُ أفْئِدَة رُحْمَى وأكْبادُ
يَنْميهِمُ المُرْتَضَى واهاً لَه شَرَفاً / أعْيا القِيامَ بِه حَمْدٌ وإِحْمادُ
واللّهُ يَحْرُسُه حَتّى يَحوزَ بِهِ / مُلْكَ البَسيطَةِ أسْبَاطٌ وَأَوْلادُ
مُبَلّغاً في ولِيّ العَهدِ أفْضَلُ ما / يَرْضَاهُ ما تَلَت الآمادَ آمَادُ
قَابلْتُ نُعْماكَ بالسجودِ
قَابلْتُ نُعْماكَ بالسجودِ / للّهِ مِنْ عَطْفَةٍ وجُودِ
ولم أجِدْ لِلْحَياةِ عُدْماً / وفي وجودِ الرّضى وجودِي
قَد وَصّل الأمْن والأمانيَّ / بعد المُجَافَاة والصُّدودِ
فإِن أكُنْ قَبلُ في ضُبوبٍ / فَها أنا اليومَ في صُعودِ
نَبهْتُ بِالعَفْو من خُمولي / وكنتُ لِلْهَفْو في خُمودِ
هَذا ظُهوري من التّواري / وذا نُشوري مِن الهُمودِ
لا وَحْشَةٌ للوعِيدِ عِنْدي / أزاحَها الأنْسُ بالوُعودِ
يا مُبْدِئاً في العُلَى مُعِيداً / أيِّدْتَ بالمُبْدِئ المُعيدِ
بِأيِّ حَمْدٍ وإنْ تَناهى / أُثْنِي على صُنْعِكَ الحَميدِ
صَفَحْتَ عَمْداً عَن الخَطايا / وتِلكَ من عادَةِ العَميدِ
وغيرُ بِدْع ولا بَعيدِ / صَفْحُ المَوالِي عن العَبيدِ
أيَنْقُصُ اليَأسُ مِنْ رَجائِي / وذلكَ الفَضْلُ في مَزيدِ
أيُّ امْرئٍ في الوَرى شَقِيٍّ / أَوَى إلى أمْرِكَ السّعيدِ
ما غُرّةُ العِيد أَجْتَلِيها / يَوْمُ رضاك الأغَرُّ عِيدِي
مَوْلايَ دانَتْ لَكَ السُعودُ
مَوْلايَ دانَتْ لَكَ السُعودُ / أخْطَأتُ أخْطَأتُ لا أعُودُ
مَا لِي بَراحٌ ولا انْتِزاحٌ / مَوْتِيَ فِي أرْضِكُم خُلودُ
كُنْ لِي شَفِيعاً إلى إمَامٍ / لَيْسَ عَلى فَضْلِهِ مَزيدُ
عَادَتُهُ العَفْو والموالِي / تَعْفو إِذا أخْطَأَ العَبيدُ
أتْهَمَ بِي في الهَوَى وأَنْجَدْ
أتْهَمَ بِي في الهَوَى وأَنْجَدْ / مُهَفهَفُ الخَصْرِ أَهْيف القَد
يهُزُّ منه الصّبا قَضيباً / يكادُ مما يَمِيس يَنْقَد
نَادَيْتُه والكَرى عَزيزٌ / لدَيَّ والقَلب من هجرِهِ مُكَمَّد
يَا بُغْيَةَ المُدْنِفِ المُعَنَّى / وغَفْوَةَ النّاظِرِ المُسَهَّد
باللّهِ هَبْ لي ولَوْ فُؤادي / مِن بَعضِ ما قَد أخَذتَ عَن يَد
فَأنْتَ واللّه مَنْ عَلَيهِ / لِواءُ أهْل الجمال يُعْقَد
الحمد للّهِ لا أهْلٌ وَلا وَلَدُ
الحمد للّهِ لا أهْلٌ وَلا وَلَدُ / وَلا قَرَارٌ ولا صَبْرٌ ولا جَلَدُ
كانَ الزَّمانُ لَنَا سِلْماً إلى أمَدٍ / فَعَادَ حَرْباً لَنَا لمّا انْقَضَى الأمَدُ