المجموع : 5
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد / وَدَولة لِعلاها دامَ تَأييد
بَشائر جَبَرَت كسر القُلوب بِما / أَهدَت فَكانَ بِها لِلبَشَر تَجديد
لِلّه دَوحة مَجد مِن بَني حَسَن / نَنمو وَطائِرُها المَيمون غَرّيد
إِذا ذَوى لا ذَوى مِنها وَقَد كلئت / عود تَرَعرَع مِن أَفنائِها عود
سَماء ملك إِذا ما غابَ نَجم علا / مِنها بَدا لِلهُدى وَالعز فَرقود
آل الصَفا لَكُم البُشرى فَإِن لَكُم / مَلكاً عَلَيهِ لِواء العَدل مَعقود
قَد تَوَّج اللَهُ ملك الأَبطحين بِهِ / عِزاً عَلى أَنَّهُ لِلدين تَقليد
الآن أَحسن دَهر كانَ ساءَكُم / ما شاءَ فَهُوَ عَلى الإِحسان مَحمود
فَبشروا وَالخَيل ما اِختالَت بِقائدها / قَب البُطون عَلَيها القادة الصَيد
صَعب الشَكيمة لا يَنقاد مُعتَصم / بِاللَهِ فَهُوَ عَلى المربد مُريد
ماضي الصَريمة مَيمون وَصارمه / إِذا تَجَرَّد في الأَعداء جارود
ذاكَ الَّذي خَضَعَت غلب الأُسود لَهُ / عِندَ اللِقاء وَخافته الصَناديد
وَما اِشتَكَت في الوَغى أَسيافهُ ظَمأ / إِلّا سَقَتها التَراقي وَاللغاديد
وَأَورد السابِحات الربد خائضة / بَحر العَجاجة قَد غَصَت بِها البيد
وَقادَها مُرسَلات العُذر جافلة / مِن النَجائب تَتلوها القَياديد
ألعاديات عَلى الأَعداء واطئة / خُدودهم وَلِسَيل الدَم أُخدود
وَكُلَما رَصَدوا نَجماً لِطالعه / ضاقَت عَلَيهُم مِن الشُهب المَراصيد
فَويَحَهُم مِن جُنود العَبدلي إِذا ال / جُرد العَبابيد قادتها العَباديد
مِن كُلِ طلاع أَنجاد تَقاد لَهُم / القَوم المَناجيد وَالقود الجَلاعيد
يَهز يَم أَطراد الخَيل مُطرَداً / فَؤاد كُل كَميّ مِنهُ مَفؤد
تَجري الدِماء عَلى صَمصامه هَدراً / مِنهُم وَيَدرأ عَنهُ الحَد تَحديد
يا كَوكَباً في سَماء الملك قَد صَعَدَت / أَنواره وَقران السَعد مَشهود
اهنأ بِدَولة إِقبال دَعائمها / قَد شَيدتها المَواضي وَالأَماليد
أَلقَت مَقاليدها طَوعاً إِلَيكَ كَذا / لِآل محسن قَد تَلقى المَقاليد
مَنيعة النيل عَن غَير الخَليق بِها / وَالأَسَد عَن غابها قَد يَمنَع السَيد
تَوَجَت ملكاً جَليلاً مِنكَ شارفه / مَجد أَثيل وَتَبجيل وَتَمجيد
نعم الخَليفة أَنتُم بَعدَ مورثكم / عِزاً يَدوم لَهُ في الكَون تَخليد
قَد جَرَدَ اللَهُ سَيفاً مِن كِرام ذَوي / عَون لَهُ عَن خِلال الجور تَجريد
ماضي الشبا في يَمين العَدل قائمة / تَخشى التَليل سطاه وَالقَماحيد
فَليَأمَن الخيف لا خَوفَ لَدَيهِ وَلا / حيف فَإِن حُسام الظُلم مَغمود
لا زلتم حَرماً للأمن محترماً / تَسعى لَهُ العيس لا هاد وَلا هيد
ما قامَ لِلّه عَبد منك خَوله / بِالفَضل فَهُوَ عَلى النَعماء مَحسود
وَدُمتُم وَلِهَذا الملك دامَ بِكُم / إِقبال عزّ وَإِقبال وَتَأييد
عَللت نَفسي غُروراً بِالمَواعيد
عَللت نَفسي غُروراً بِالمَواعيد / فَكانَ تَعليلها عُنوان تَفنيد
كَم التعلل والآمال كاذبة / وَهَل عَسى وَرَدَت في غَير تَرديد
أَحيي الليالي وَفاءً بِالمَودة في / جَمع اللآلي وَحظي طُول تَسهيد
عَقد مِن الدُر في التَمجيد أَنظمه / لَكِنَّني لَم أَجد لِلعقد مِن جيد
جَمَعتُ شَمل المَعاني في فَرائده / وَالدَهر يَرويه عَني بِالأَسانيد
فَما لِقَولي الَّذي أَمليه حَيث بَدا / مَنظوم لُؤلؤه يَرمي بِتَبديد
أَمسَت سَفينة نَظمي وَهي جارية / مَشحونة جَوهراً في سلك تَمجيد
لَكِنَها لَم تَجد بَراً فَتقصده / كَأَنَّ سُكانَها بَعض الجَلاميد
هَذي سَفينة نَوح وَهِيَ مِن خَشَب / لَما جَرَت كان مَرساها عَلى الجَودي
سَأترُك البَحر رَهواً وَهُوَ مُضطَرب / غَيظاً وَأَحدو المَطايا بِالأَناشيد
إِلى الحُسين بِن عَون العبدَلي فَقَد / تَحدى إِلَيهِ بِلا هاد وَلا هيد
أَلباسط الكَف لَم تقطر بِفَيض نَدى / إِلا بَدا لَك مِثل السَيل في البيد
وَلم تَجد سائِلاً إِلّا مَواهِبَه / كَدَأب كُل كَريم الجَد مَجدود
قَد علمتني مَعاليه الكَلام وَلم / أَجهَل فَقُلت بِإِفصاح وَتَجويد
وَكَلفتَني مَعانيه المَديح فَلَم / أَبخَل وَأَوسَعت فيهِ كُلَ مَجهود
وَجَردتني أَياديه كَصارمه / لا يَقطع السَيف إِلّا بَعدَ تَجريد
تَتابَعَت كَأَنابيب القَناة لَهُ / فَضائل حَصرها مِن غير تَحديد
أَبيت أَرعى الجَواري وَهِيَ تَلحَظُني / شَذراً فَأَنظمها في القادة الصَيد
أَملَت في قَصدِهم ما لا يُؤمله / غَيري وَحَسبي اِنتِسابي لِلصَناديد
هَذا المُحيط وَنَظمي مِن جَواهره / وَالعَقد يَزهو بِنَظم لا بِتَعقيد
يا ابن الكَريم الَّذي كانَت مَكارمه / وَقفاً جَرى مِنهُ مَجرى الماء في العود
غَرَستُ رَوض الأَماني في مودتكم / وَقَد جَنيتُ وَفاءً بِالمَواعيد
سَلوا السها عَن سُهادي في مَدائحكم / وَأَكرَم الطَير مَوصوف بَغرّيد
إِني امرؤٌ أَتحرى الصدق في كلمي / وَلَستُ أَحمَد إِلّا كُلُ مَحمود
إِلى مَتى وَإِلى كَم لا أَرى زَمَني / إِلّا كَذا بَينَ تَقريب وَتَبعيد
قالوا ذكاؤك مَحسوب عَلَيك كَما / يَروي فَقُلتُ حَديث غَير مَردود
لَكِنَّني أَتَمَنى المُستَحيل كَمَن / يَود ملك سليمان بن داود
حرص تَمَكن مني لا أَنال بِهِ / غَير التَعلل تَسويفاً بِمَفقود
وَقَد شَكَوت الَّذي بي لِلحُسين عَسى / أَنالَ بِالقَصد مِنهُ بَعض مَقصودي
هَذا عَلى أَنَّني لِلّه مَلتجئٌ / لا يحرم العَبد يَوماً فَضل مَعبود
أَرجو وَأَخشى لَما قَدَمَت مِن عَمَل / ما في القِيامة مِن وَعد وَتَوعيد
إِذ لَيسَ أَظلم مِمَن يَفتري كَذِباً / عَلى الوُجود بِأَمر غَير مَوجود
وَقَد قَطَعت رَجائي مِن سِواه وَلَم / أَخلَص إِلى غَيرِهِ إِخلاص تَوحيد
إِن عزَّ ما أَرتَجي أَو جل مَقصودي
إِن عزَّ ما أَرتَجي أَو جل مَقصودي / قَصَدت بَعدَ إَلهي خَير مَقصود
أَجَل مِن تَلتَجي الآمال مِنهُ إِلى / جاه عَظيم عَظيم الفَضل مَحسود
تاجَ الأَكارم فَياض المَكارم وَه / اب الكَرائم مِن قود وَمَنقود
مَولى أَيادي أَياديه وَأَنعمه / أَلقَت لِجَيش الأَماني بِالمَقاليد
سارَت أَنامله في بَحر راحتِهِ / إِلى العُلى فَاِستَوَت مِنهُ عَلى الجودي
كَأَنَّهُ وَالمَعالي مِنهُ دانية / مِن جانب المَجد إِن ياذا الهُدى نودي
يَممتهُ واثِقاً مِنهُ بِنَيل مُنى / وَانني عَن نَداه غَير مَحدود
وَجئت مُستَشفِعاً لِلآصفي بِهِ / أَنعَم بِخَير شَفيع غَير مَردود
أَحسَنت ظَني فيمَن لا يَخيبني / وَلا يَعلق آمالي بِمَوعود
أَتيتهُ عِندَ ما ضاقَ الفَضاء بِما / أَرجوه مِن بَعدَما أَوسَعت مَجهودي
وَقَد علمت بِأَني قَد أَويت إِلى / رُكن شَديد وَحُصن غَير مَهدود
وَمَن يَكُن كَرم الأَخلاق شيمتَهُ / يَحل مِما اِعتَراني كُل مَعقود
وَالمُشتري الحَمد في حل وَمُرتَحل / تَأتي المَكارم مِنهُ كُلَ مَحمود
يا خَير مَن تَرد الآمال ساحَتُهُ / وَرَبّ عَذب فُرات غَير مَورود
إِني التَجأت إِلَيكُم أَبتَغي كَرَماً / وَأَنتَ أَكرَم ذي جود بِمَوجود
أَرجو الوَسيلة يا اِبنَ الأَكرَمين بِكُم / إِلى العَزيز بِفَضل غَير مَجحود
وَمَن غَدا عالِماً سر الحَقيقة لا / يَحتاج يَوماً إِلى تَعريف مَشهود
وَالمُستَضئ بِنور اللَه يُبصر ما / تَخفى الضَمائر في أَحشاء مَكمود
منوا عَليَّ فَأَنتُم مُنتَهى أَرَبي / إِن عز ما أَرتَجي أَو جَلَ مَقصودي
دَمع هِيَ وَلَهُ في الخَد تَخديد
دَمع هِيَ وَلَهُ في الخَد تَخديد / وَنار حُزن لَها في القَلب أخدود
وَحَسرَة حسرت عَن وَجه آبدة / لذكرها بَينَ أَهل الأَرض تَأبيد
كادَت تَحطم سُكان الحَطيم وَقَد / شابَ الصَفا كَدر مِنها وَتَنكيد
أَودَت بِطود العلى وَالمَجد صاعقة / تَفَجَرَت أَعيُناً منها الجَلاميد
تَسعى باخبارها سَعي البَريد بِها / ريح السُموم وَأَنفاس صَواعيد
في الأَرض كانَ رواق الأَمن مِنهُ لَهُم / كَمثله اليَوم فيها وَهُوَ مَمدود
إِني أَعدّد أَوصافاً لَهُ اِتَسَقَت / لَو كانَ يَمنَع مِني الحُزن تَعديد
وَالوَيل وَيل القَوافي والقَصائد مِن / بَعد الَّذي هُوَ حَتّى اليَوم مَقصود
دَعني أَعزّي المَعالي في الَّذي فَقَدت / فَالمَجد مِن بَعدِهِ في الناس مَفقود
فَلتبكِ بيض المَواضي بَعدَهُ بِدَم / مِن الجُفون كَما تَبكي التَجاريد
وَلتَقرَع السُمر سناً في مَراكِزِها / فَطالَما قَرَعتَها حَولهُ الصَيد
وَلَتسترح سابِقات العادِيات فَقَد / فَقدنه وَتَقر البزل القود
وَلتطمئن الأَعادي وَالحُصون فَما / يَروعها بَعد ذاك الشَهم تَهديد
وَليلمَع البَرق مِن تَحت الغَمام دَجا / وَلا يَراع فَذاك السَيف مَغمود
وَليَنثُر الأُفق زهراً طالَما نَظمت / في وَصفِهِ وَعَلَيهِ التاج مَنضود
وَليَلطُم المَوج وَجه البَحر مِن حُزن / فَإِن بَحر النَدى في الترب مَلحود
وَلتسجع الوَرق فَوقَ الدَوح نائِحة / عَلى الَّذي قَد ذَوى مِن شَخصِهِ العود
جَمَعت يا مال شَملاً بَعدَ فرقَتِهِ / فَما لِشَملك بَعدَ اليَوم تَبديد
لَكَ البَقاء فَلا جود تؤرخه / ماتَ اِبن عَون فَماتَ الحَمد وَالجود
بِاللَهِ بَلغ بَني الآمال عَن ثِقة / أَن الوَفاء أَبادتهُ المَواعيد
لا تَطمعوا في الأَماني بَعد مبلغها / قَد كَم فَإِن السَلى في الجَوف مَقدود
فَلا تحثوا المَطايا بِالمَطامع في / نَيل العَطايا فَما المَعدوم مَوجود
فَها هِيَ السُحب تَجري وَهِيَ مُرسَلة / دُموعَها وَلَها بِالأُفق تَرديد
وَلِلنُجوم اِضطِراب في مَنازلها / كَأَنَّما نالَها همّ وَتَسهيد
وَلِلكَواكب تَكدير بِهِ اِنكَدَرَت / وَلِلصِبا نَفس في الجَوّ مَطرود
وَالأُفق لَو لَم يَنله الحُزن ما نَسَجَت / عَلى مَناكِبِهِ أَثوابه السود
وَيح المَعالي أَصيبَت في اِبن نَجدتها / وَكَيف يَحمي حِماها وَهُوَ مَنجود
كادَت تَثل عُروش المَجد حينَ قَضى / لَولا بَنوه الغَطاريف الصَناديد
وَكَيفَ لا وَهُم مِن بَعدِهِ خَلف / في المُكرَمات لَهُم تَلقى المَقاليد
وَإِنَّني أَتَمَنى أَن يَكون لَهُم / كَذكره أَبَداً في الملك تَخليد
لا قَوّض اللَه بَيتاً كانَ طنبه / عَزم وَحَزم وَاِرفاد وَتَرفيد
وَدامَ ما شاده في المَجد وَالدهم / وَدامَ مِنهمُ لَهُ بِالجَد تَأَييد
ما بِالبَقاء بَقاء اللَه قَد شَهِدَت / نَفس وَأَخلَص لِلرَحمن تَوحيد
ما كُنتَ أَحسَبَني أَحي إِلى زَمَن
ما كُنتَ أَحسَبَني أَحي إِلى زَمَن / يَجيئني فيهِ كَلب وَهُوَ مَحمود