القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 11
مَرَّت بِنا تُشرِقُ الدُنيا بِبَهجَتِها
مَرَّت بِنا تُشرِقُ الدُنيا بِبَهجَتِها / في مَوكِبٍ يَقسِمُ الأَمراضَ وَالكَمَدا
قالَت نَظَرتَ إِلى غَيري فَقُلتُ لَها / يَمينَ ذي قَسَمٍ بِاللَهِ مُجتَهِدا
ما أَضمَرَ القَلبُ شَيئاً تَغضَبينَ لَهُ / إِلا رَفَعتُ إِلَيكِ الطَرفَ مُعتَمِدا
وَإِن هَوَيتِ فَما عِندي مُخالَفَةٌ / فَقَأتُ عَينَيَّ حَتّى لا أَرى أَحَدا
لَقَد شَقيتُ لَئِن دُمنا كَذا أَبَداً / إِذا سَعَيتُ لِإِصلاحِ الهَوى فَسَدا
ما تَطرِفُ العَينُ إِلا وَهيَ واكِفَةٌ / لَو كُنتُ أَبكي بِماءِ البَحرِ ما نَفِدا
وَلا تَنَّفَستُ إِلا ذاكِراً لَكُمُ / لا شَيءَ يَشغَلُني عَن ذِكرِكُم أَبَدا
كَأَنَّ جَمرَ الغَضا مِما وَطِئتُ بِهِ / بَينَ الضُلوعِ إِذا سَكَّنتُهُ وَقَدا
يا رُبَّ ذي حَسَدٍ يا فَوزُ يُظهِرُهُ / لَو كانَ يَعلَمُ حَظّي مِنكِ ما حَسَدا
لا تَترُكي مِن فُؤادي خالياً جَسَدي / رُدّي الفُؤادَ وَإِلا فَاِقتُلي الجَسَدا
اِصرِف فُؤادَكَ يا عَبّاسُ مُلتَفِتاً
اِصرِف فُؤادَكَ يا عَبّاسُ مُلتَفِتاً / عَنها وَإِلا فَمُت مِن حُبِّها كَمَدا
إِنّي لَأَمنَحُ وُدّي كُلَّ ذي ثِقَةٍ / صِرفاً وَأَحفَظُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا
عَصَيتُ فيها عِباد اللَهُ كُلَّهُمُ / مَن لامَني سَفَهاً أَو لامَني رَشَدا
لَم يُفقَدَ الوُدُّ مِن قَلبي لِمَفقَدِها / لَكِنَّ قَلبي غَداةَ البَينِ قَد فُقِدا
فيمَ البُكاءُ عَلى ما فاتَ وَاِنجَرَدَت / بِهِ اللَيالي مَعَ الأَيّامَ فَاِنجَرَدا
لَو أَنَّها مِن وَراءِ الرومِ في بَلَدٍ / ما كُنتُ أَسكُنُ إِلا ذَلِكَ البَلَدا
يا مَن شَكا شَوقَهُ مِن طولِ غَيبَتِهِ / اِصبِر لَعَلَّكَ أَن تَلقى الحَبيبَ غَدا
لَن يَستَطيعَ الفَتى كِتمانَ خُلَّتِهِ / حَتّى يُحَدِّثَ عَنها أَينَما قَعَدا
قَد كُنتُ أَكتُمُ ما أَلقى وَأَستُرُهُ / جُهدي فَأَزهَقَ شَوقي الصَبرَ وَالجَلَدا
حَتّى أَبانَ الهَوى ما كانَ يَستُرُهُ / ضَنّي بِها وَأَبادَ الروحَ وَالجَسَدا
إِنّي وَجَدتُ الهَوى في الصَدرِ إِن رَكَدا / كَالنارِ أَو فاقَ حَرَّ النارِ مُتَّقِدا
النارُ تُطفا بِبَرَدِ الماءِ إِن مُزِجَت / وَلَو مَزَجتَ الهَوى بِالماءِ ما بَرَدا
هِيَ المُنى لِيَ أَهواها وَأَطلُبُها / وَسائِرُ الناسِ يَهوى المالَ وَالوَلَدا
إِذا رَقَدتُ دَنَت مِن بُعدِها فَإِذا / أَصبَحتُ أَصبَحَ مِنها القُربُ قَد بَعُدا
أَبكي الَّذينَ أَذاقوني مَوَدَّتَهُم
أَبكي الَّذينَ أَذاقوني مَوَدَّتَهُم / حَتّى إِذا أَيقَظوني لِلهَوى رَقَدوا
وَاِستَنهَضوني فَلَمّا قُمتُ مُنتَصِباً / بِثِقلِ ما حَمَّلوا مِن وُدِّهِم قَعَدوا
جاروا عَلَّيَ وَلَم يوفوا بِعَهدِهِمُ / قَد كُنتُ أَحسَبُهُم يوَفونَ إِن عَهِدوا
لَأَخرُجَنَّ مِنَ الدُنيا وَحُبُّكُمُ / بَينَ الجَوانِحِ لَم يَشعُر بِهِ أَحَدُ
أَلفَيتُ بَيني وَبَينَ الهَمِّ مَعرِفَةً / لا تَنقَضي أَبَداً أَو يَنقَضي الأَبَدُ
حَسبي بِأَن تَعلَموا أَن قَد أَحَبَّكُمُ / قَلبي وَأَن تَسمَعوا صَوتَ الَّذي أَجِدُ
يا مَن أَحَسَّ رُقاداً بِتُّ أَنشُدُهُ
يا مَن أَحَسَّ رُقاداً بِتُّ أَنشُدُهُ / مُذ غابَ عَن مُقلَتي وَاِستَخلَفَ الكَمَدا
أَنا المَشومُ عَلى نَفسي كَسَبتُ لَها / هَذا البَلاءَ الَّذي لا يَنقَضي أَبَدا
إِنّي لَأَحسَبُ وَالأَقدارُ غالِبَةٌ
إِنّي لَأَحسَبُ وَالأَقدارُ غالِبَةٌ / أَنّي وَإِيّاكِ مِثلُ الروحِ في الجَسَدِ
حَتّى سَعَت بَينَنا يا فَوزُ ساعِيَةٌ / مَشهورَةٌ عُرِفَت بِالنَفثِ في العُقَدِ
فَلَم تَزَل بِالرُقى حَتّى لَقَد تَرَكَت / ما بَينَنا مِثلَ حَربِ الثَورِ وَالأَسَدِ
لَقَد نَهَيتُكُمُ عَنها وَقُلتُ لَكُم / فيها مَقالَ شَفيقِ القَولِ مُجتَهِدِ
يا فَوزُ لا تَسمَعي مِن قَولِ واشِيَةٍ / لَو صادَفَت كَبِدي عَضَّت عَلى كَبِدي
إِن كُنتُ قُلتُ الَّذي قالَت فَأَلبَسَني / رَبّي سَرابيلَ نارٍ جَمَّةَ العَدَدِ
ما كُنتُ قُلتُ لَكُم شَيئاً يَسوؤُكُمُ / وَلا مَدَدتُ إِلى ما تَكرَهينَ يَدي
وَقَد غَنيتُ زَماناً لا أَظُنُّكُمُ / مِمَن يُصدِّقُ فينا قَولَ ذي حَسَدِ
أَمّا الهَوى فَهوَ شَيءٌ لا خَفاءَ بِهِ / شَتّانَ بَينَ سَبيلِ الغَيِّ وَالرَشَدِ
إِنَّ المُحِبّينَ قَومٌ بَينَ أَعيُنِهِم / وَسمٌ مِنَ الحُبِّ لا يَخفى عَلى أَحَدِ
إِنّي لَأَحبِسُ نَفسي أَن تَعودَ لَكُم / إِلى الَّذي كانَ مِنها آخِرَ الأَبَدِ
قَد كُنتُ قُلتُ لَكُم إِنّي إِذا اِنصَرَفَت / نَفسي عَنِ الشَيءِ لَم تَرجِع وَلَم تَكَدِ
إِنّي بُليتُ بِذي لَونَينِ يُظهِرُ لي
إِنّي بُليتُ بِذي لَونَينِ يُظهِرُ لي / مِنهُ هَواهُ فَإِن وافَقتُهُ جَحَدا
لَم يَظلِمِ اللَهُ قَلبي حينَ أَودَعَهُ / بِكِ البَلاءَ وَأَعطى قَلبَكِ الجَلَدا
لَو شِئتُ سَمَّيتُ فيكُم مَن يُعَرِّضُ لي / بِالوَصلِ طَوعاً فَلَم أَبسُطُ إِلَيهِ يَدا
كَأَنَّ جَمرَ الغَضا مَمّا أُجِنُّ لَكُم / بَينَ الضُّلوعِ إِذا أَطفأتُهُ وَقَدا
ما إِن لِما بِي دَواءٌ غَيرُ رُؤيَتِها
ما إِن لِما بِي دَواءٌ غَيرُ رُؤيَتِها / دَواءُ ما بِي عَزيزٌ غَيرُ مَوجودِ
يا شُغلَ نَفسي عَنِ الدُنيا وَبَهجَتِها / ما تَأمُرينَ بِصَبِّ القَلبِ مَعمودِ
كَأَنَّهُ يَومَ يَأَتيهِ رَسولُكُمُ / قَد نالَ مُلكَ سُلَيمانَ بنِ داوُدِ
قَد جَمَّعَ اللَهُ لِي شَملي بِقُربِكُمُ
قَد جَمَّعَ اللَهُ لِي شَملي بِقُربِكُمُ / مِن بَعدِ ما كانَ يا نَفسي الفِدا بَدَدَا
وَعادَ نَومي وَقَد كانَ الرُّقادُ جَفا / عَيني وَبُدِّلتُ مِن لَذّاتِهِ السَهَدا
وَكانَ قَد غابَ لَمّا غِبتِ عَن جَسَدي / قَلبي وَأورِثتُ همّاً فَتَّتَ الكَبِدا
وَكُنتُ أَسخَنَ خَلقِ اللَهُ كَلِّهِمُ / عَيناً وأَطوَلَهُم مِن وَحشَتي كَمَدا
فَقَرَّتِ العَينُ يا نَفسي بِقُربِكُمُ / وَغابَ هَمّي وَوافَى روحِيَ الجَسَدا
فَالحَمدُ لِلَّهِ ذي النَعماءِ يا سَكَني / حَمداً كَثيراً لِرَبِّي دائِماً أَبَدا
ما كانَ شَأنِيَ لَولا أَنَّهُ نَكَدٌ / وَشَأنُ كُلِّ غَليظِ القَلبِ وَالكَبِدِ
إِن هُنتُ عَزَّ وَإِن واصَلتُ صَدَّ وَإِن / أَغضَيتُ لَم يَلتَفِت نَحوي وَلمَ يَكَدِ
أَقولُ لمّا مَلاني جَفوَةً وَهَوىً / يا مَن كَلِفتُ بِهِ لِلشُّؤمِ وَالنَّكَدِ
أَشكو هَواكَ وَلا أَبغي سِواكَ وإِن / جَرَّعتَني غُصَصَ الأَحزانِ وَالكَمَدِ
قَد خِفتُ أَن لا أَراكُم آخِرَ الأَبَدِ
قَد خِفتُ أَن لا أَراكُم آخِرَ الأَبَدِ / وأَن أَموتَ بِهذا الشَوقِ وَالكَمَدِ
المَوتُ يا فَوزُ خَيرٌ لي وَأَروَحُ لي / مِن أَن أَعيشَ حَليفَ الهَمِّ وَالسَهَدِ
لمّا أَتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني / جَعَلتُه شَبَهَ التَعويذِ في عَضُدي
يا فَوزُ يا زَهَرَةَ الدُنيا وَزينَتَها / أَنضَجتِ قَلبي وَأَلبَستِ الهَوى كَبِدي
ما ضَرَّ قَوماً وَطِئتِ اليَومَ أَرضَهُمُ / أَن لا يَرَوا ضَوءَ شَمسٍ آخِرَ الأَبَدِ
مَن جَاوَرَتهُ جَرى بِالسَعدِ طَالِعُهُ / وَمَن رَآها فَلَن يَخشَى الرَمَدِ
أَمسَت بِيَثرِبَ لا يَأتي لَها خَبَرٌ / وَلا إِذا حَجَّ بَعضُ الناسِ مِن بَلَدي
إِنّي أُعيذُكُمُ أَن تَطلُبوا بِدَمي / يا أَهلَ يَثرِبَ أَهلَ النُسكِ وَالرَشَدِ
تَتَبَّعَ الحُبُّ روحي في مَسالِكِهِ / حَتّى جَرى الحُبُّ مَجرى الروحِ في الجَسَدِ
فَدَيتُ مَن لا أُفَدّي غَيرَهُ أَبَدا
فَدَيتُ مَن لا أُفَدّي غَيرَهُ أَبَدا / وَمَن أَرى الغَيَّ فيما سَرَّهُ رَشَدا
وَمَن يَغيبُ فَأَرعاهُ وأَحفَظَهُ / وَلا أَرى عِندَهُ حِفظاً إِذا شَهِدا
أَمّا رَسولي فَمَمنوعُ اللِقاءِ بِكُم / وَلا يَهُمُّكُمُ أَن تُرسِلوا أَحَدا
قالوا قَدِ اِعتَلَّ مَن تَهوى فَقُلتُ لَهُم
قالوا قَدِ اِعتَلَّ مَن تَهوى فَقُلتُ لَهُم / وَيلي إِذا لَم أَجِد مِثلَ الَّذي وَجَدا
فَإِنَّ خالِقَنا لِلحُبِّ مُبتَدِعاً / لَم يُفرِدِ الروحَ لمّا أَفرَدَ الجَسَدا
فَلَن أَصِحَّ إِذا ما كانَ ذا سَقَمٍ / وَلَن أَعيشَ إِذا ما اِستُودِعَ اللَحَدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025