المجموع : 6
بانَ الأَحِبَّةُ بِالعَهدِ الَّذي عَهِدوا
بانَ الأَحِبَّةُ بِالعَهدِ الَّذي عَهِدوا / فَلا تَمالُكَ عَن أَرضٍ لَها عَمَدوا
وَرادَ طَرفُكَ في صَحراءَ ضاحِيَةٍ / فيها لِعَينَيكَ وَالأَظعانِ مُطَّرِدُ
وَاِستَقبَلَت سَربَهُم هَيفٌ يَمانِيَةٌ / هاجَت نِزاعاً وَحادٍ خَلفَهُم غَرِدُ
حَتّى إِذا حالَتِ الأَرحاءُ دونَهُمُ / أَرحاءَ أَرمُلَ حارَ الطَرفُ أَو بَعَدوا
حَثّوا الجِمالَ وَقالوا إِنَّ مَشرَبَكُم / وادي المِياهِ وَأَحساءٌ بِهِ بُرُدُ
وَفي الخِيامِ إِذا أَلقَت مَراسِيَها / حورُ العُيونِ لِإِخوانِ الصِبى صُيُدُ
كَأَنَّ بَيضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها / إِذا اِجتَلاهُنَّ قَيظٌ لَيلُهُ وَمِدُ
لَها خُصورٌ وَأَعجازٌ يَنوءُ بِها / رَملُ الغِناءِ وَأَعلى مَتنِها رُؤُدُ
مِن كُلِّ واضِحَةِ الذِفرى مُنَعَّمَةٍ / غَرّاءَ لَم يَغذُها بُؤسٌ وَلا وَبَدُ
يَثني مَساوِفُها غُرضوفَ أَرنَبَةً / شَمّاءَ مِن رَخصَةٍ في جيدِها أَوَدُ
لَها لِثاثٌ وَأَنيابٌ مُفَلَّجَةٌ / كَالأُقحُوانِ عَلى أَطرافِهِ البَرَدُ
يَجري بِها المِسكُ وَالكافورُ آوِنَةً / وَالزَعفَرانُ عَلى لَبّاتِها جَسِدُ
كَأَنَّ رَيطَةَ جَبّارٍ إِذا طُوِيَت / بَهوُ الشَراسيفِ مِنها حينَ تَنخَضِدُ
نِعمَ الضَجيعُ بُعَيدَ النَومِ يُلجِئُها / إِلى حَشاكَ سَقيطُ اللَيلِ وَالثَأَدُ
كَأَنَّ نَشوَتَها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / بَعدَ العِشاءِ وَقَد مالَت بِها الوُسُدُ
صَهباءُ صافِيَةٌ أَغلى التِجارُ بِها / مِن خَمرِ عانَةَ يَطفو فَوقَها الزَبَدُ
لَولا المَخاوِفُ وَالأَوصابُ قَد قَطَعَت / عُرضَ الفَلاةِ بِنا المَهرِيَّةُ الوُخُدُ
في كُلِّ غَبراءَ مَخشِيٍّ مَتالِفُها / جَدّاءَ لَيسَ بِها عِدٌّ وَلا ثَمَدُ
تُمسي الرِياحُ بِها حَسرى وَيَتبَعُها / سُرادِقٌ لَيسَ في أَطرافِهِ عَمَدُ
بَصباصَةُ الخِمسِ في زَوراءَ مَهلَكَةٍ / يَهدي الأَدِلّاءَ فيها كَوكَبٌ وَحَدُ
كَلَّفتُ مَجهولَها نوقاً يَمانِيَةً / إِذا الحُداةُ عَلى أَكسائِها حَفَدوا
حُسبَ الجَماجِمِ أَشباهاً مُذَكَّرَةً / كَأَنَّها دُمُكٌ شيزِيَّةٌ جُدُدُ
قامَ السُقاةَ فَناطوها إِلى خُشُبٍ / عَلى كُبابٍ وَحَومٍ خامِسٌ يَرِدُ
ذَوُو جَآجِئَ مُبتَلٌّ مَآزِرُهُم / بَينَ المَرافِقِ في أَيديهِمُ حَرَدُ
أَو رَعلَةٌ مِن قَطا فَيحانَ حَلَّأَها / عَن ماءِ يَثبَرَةَ الشُبّاكُ وَالرَصَدُ
تَنجو بِهِنَّ مِنَ الكُدرِيِّ جانِيَةٌ / بِالرَوضِ رَوضِ عَماياتٍ لَها وَلَدُ
لَمّا تَخَلَّسَ أَنفاساً قَرائِنُها / مِن غَمرِ سَلمى دَعاها تَوأَمٌ قَرِدُ
تَهوي لَهُ بِشُعَيبٍ غَيرِ مُعصَمَةٍ / مُنغَلَّةٍ دونَها الأَحشاءُ وَالكَبِدُ
دونَ السَماءِ وَفَوقَ الأَرضِ مَسلَكُها / تيهٌ نَفانِفُ لا بَحرٌ وَلا بَلَدُ
تَطاوَلَ اللَيلُ مِن هَمٍّ تَضَيَّفَني / دونَ الأَصارِمِ لَم يَعشُر بِهِ أَحَدُ
إِلّا نَجِيَّةَ آرابٍ تُقَلِّبُني / كَما تَقَلَّبَ في قُرموصِهِ الصَرِدُ
مِن أَمرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزالُ لَهُ / بَزلاءُ يَعيا بِها الجَثّامَةُ اللُبَدُ
وَعَينِ مُضطَمِرِ الكَشحَينِ أَرَّقَهُ / هَمٌّ غَريبٌ وَناوي حاجَةٌ أَفِدُ
وَناقَةٍ مِن عِتاقِ النوقِ ناجِيَةٍ / حَرفٍ تَباعَدَ مِنها الزَورُ وَالعَضَدُ
ثَبجاءَ دَفواءَ مَبنيٍّ مَرافِقُها / عَلى حَصيرَينِ في دَفَّيهِما جُدَدُ
مَقّاءَ مَفتوقَةِ الإِبطَينِ ماهِرَةٍ / بِالسَومِ ناطَ يَدَيها حارِكٌ سَنَدُ
يَنجو بِها عُنُقٌ صَعلٌ وَتُلحِقُها / رِجلٍ أَصَكَّ خِدَبٍّ فَوقَهُ لَبِدُ
تُضحي إِذا العيسُ أَدرَكنا نَكائِثَها / خَرقاءَ يَعتادُها الطوفانُ وَالزُؤُدُ
كَأَنَّها حُرَّةُ الخَدَّينِ طاوِيَةٌ / بِعالِجٍ دونَها الخَلّاتُ وَالعُقَدُ
تَرمي الفِجاجَ بِكَحلاوَينِ لَم تَجِدا / ريحَ الدُخانِ وَلَم يَأخُذهُما رَمَدُ
باتَت بِشَرقِيِّ يَمؤودٍ مُباشَرَةً / دِعصاً أَرَذَّ عَلَيهِ فُرَّقٌ عُنُدُ
في ظِلِّ مُرتَجِزٍ تَجلو بَوارِقُهُ / لِلناظِرَينِ رِواقاً تَحتَهُ نَضَدُ
طَورَينِ طَوراً يَشُقُّ الأَرضَ وابِلُهُ / بَعدَ العَزازَ وَطَوراً ديمَةٌ رَغَدُ
حَتّى غَدَت في بَياضِ الصُبحِ طَيِّبَةً / ريحَ المَباءَةَ تَخدي وَالثَرى عَمِدُ
لَمّا رَأَت ما أُلاقي مِن مُجَمجَمَةٍ / هِيَ النَجِيُّ إِذا ما صُحبَتي هَجَدوا
قامَت خُلَيدَةُ تَنهاني فَقُلتُ لَها / إِنَّ المَنايا لِميقاتٍ لَهُ عَدَدُ
وَقُلتُ ما لِاِمرِئٍ مِثلي بِأَرضِكُمُ / دونَ الإِمامِ وَخَيرِ الناسِ مُتَّأَدِ
إِنّي وَإِيّاكِ وَالشَكوى الَّتي قَصَرَت / خَطوي وَنَأيُكِ وَالوَجدُ الَّذي أَجِدُ
كَالماءِ وَالظالِعُ الصَديانُ يَطلُبُهُ / هُوَ الشِفاءُ لَهُ وَالرِيُّ لَو يَرِدُ
إِنَّ الخِلافَةَ مِن رَبّي حَباكَ بِها / لَم يُصفِها لَكَ إِلّا الواحِدُ الصَمَدُ
أَلقابِضُ الباسِطُ الهادي لِطاعَتِهِ / في فِتنَةِ الناسِ إِذ أَهواؤُهُم قِدَدُ
أَمراً رَضيتَ لَهُ ثُمَّ اِعتَمَدتَ لَهُ / وَاِعلَم بِأَنَّ أَمينَ اللَهِ مُعتَمَدُ
وَاللَهُ أَخرَجَ مِن عَمياءَ مُظلِمَةٍ / بِحَزمِ أَمرِكَ وَالآفاقُ تَجتَلِدُ
فَأَصبَحَ اليَومَ في دارٍ مُبارَكَةٍ / عِندَ المَليكِ شِهاباً ضَوءُهُ يَقِدُ
وَنَحنُ كَالنَجمِ يَهوي مِن مَطالِعِهِ / وَغوطَةُ الشامِ مِن أَعناقِنا صَدَدُ
نَرجو سِجالاً مِنَ المَعروفِ تَنفَحُها / لِسائِليكَ فَلا مَنٌّ وَلا حَسَدُ
ضافي العَطِيَّةِ راجيهِ وَسائِلُهُ / سَيّانِ أَفلَحَ مَن يُعطي وَمَن يَعِدُ
أَنتَ الحَيا وَغِياثٌ نَستَغيثُ بِهِ / لَو نَستَطيعُ فَداكَ المالُ وَالوَلَدُ
أَزرى بِأَموالِنا قَومٌ أَمَرتَهُمُ / بِالعَدلِ فينا فَما أَبقوا وَما قَصَدوا
نُعطي الزَكاةَ فَما يَرضى خَطيبُهُمُ / حَتّى نُضاعِفَ أَضعافاً لَها غُدَدُ
أَمّا الفَقيرُ الَّذي كانَت حُلوبَتُهُ / وَفقَ العِيالِ فَلَم يُترَك لَهُ سَبَدُ
وَاِختَلَّ ذو المالِ وَالمُثرونَ قَد بَقِيَت / عَلى التَلاتِلِ مِن أَموالِهِم عُقَدُ
فَإِن رَفَعتَ بِهِم رَأساً نَعَشتَهُمُ / وَإِن لَقوا مِثلَها في قابِلٍ فَسَدوا
طافَ الخَيالُ بِأَصحابي وَقَد هَجَدوا
طافَ الخَيالُ بِأَصحابي وَقَد هَجَدوا / مِن أُمِّ عَلوانَ لا نَحوٌ وَلا صَدَدُ
فَأَرَّقَت فِتيَةً باتوا عَلى عَجَلٍ / وَأَعيُناً مَسَّها الإِدلاجُ وَالسُهُدُ
هَل تُبلِغَنِّيَ عَبدَ اللَهِ دَوسَرَةً / وَجناءُ فيها عَتيقُ النَيِّ مُلتَبِدُ
عَنسٌ مُذَكَّرَةٌ قَد شُقَّ بازِلُها / لَأياً تَلاقى عَلى حَيزومِها العُقَدُ
كَأَنَّها يَومَ خِمسِ القَومِ عَن جُلَبٍ / وَنَحنُ وَالآلُ بِالمَوماةِ نَطَّرِدُ
قَرمٌ تَعاداهُ عادٍ عَن طُروقَتِهِ / مِنَ الهِجانِ عَلى خُرطومِهِ الزَبَدُ
أَو ناشِطٌ أَسفَعُ الخَدَّينِ أَلجَأَهُ / نَفحُ الشَمالِ فَأَمسى دونَهُ العَقَدُ
باتَ إِلى دِفءِ أَرطاةٍ أَضَرَّ بِها / حُرُّ النَقا وَزَهاها مَنبِتٌ جَرَدُ
باتَ البُروقُ جَنابَيهِ بِمَنزِلَةٍ / ضَمَّت حَشاهُ وَأَعلاهُ بِها صَرِدُ
ما زالَ يَركُبُ رَوقَيهِ وَجَبهَتَهُ / حَتّى اِستَباثَ سَفاةً دونَها الثَأَدُ
حَتّى إِذا نَطَقَ العُصفورُ وَاِنكَشَفَت / عَمايَةُ اللَيلِ عَنهُ وَهوَ مُعتَمِدُ
غَدا وَمِن عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُهُ / عَنِ الشَمالِ وَعَن شَرقيِّهِ كَبِدُ
يَعلو عِهاداً مِنَ الوَسمِيِّ زَيَّنَهُ / أَلوانُ ذي صَبَحٍ مُكّاءُهُ غَرِدُ
بِكُلِّ مَيثاءَ مِمراحٍ بِمَنبِتِها / مِنَ الذِراعَينِ رَجّافٌ لَهُ نَضَدُ
ظَلَّت تُصَفِّقُهُ ريحٌ تَدُرُّ لَها / ذاتُ العَثانينِ لا راحٌ وَلا بَرَدُ
أَصبَحَ يَجتابُ أَعرافَ الضَبابِ بِهِ / مُجتازَ أَرضٍ لِأُخرى فارِدٌ وَحَدُ
يَهوي كَضَوءِ شِهابٍ خَبَّ قابِسُهُ / لَيلاً يُبادِرُ مِنهُ جِذوَةً تَقِدُ
حَتّى إِذا هَبَطَ الوُحدانَ وَاِنقَطَعَت / عَنهُ سَلاسِلَ رَملٍ بَينَها عُقَدُ
صادَفَ أَطلَسَ مَشّاءً بِأَكلُبِهِ / إِثرَ الأَوابِدِ ما يَنمي لَهُ سَبَدُ
أَشلى سُلوقِيَّةً باتَت وَباتَ بِها / بِوَحشِ إِصمِتَ في أَصلابِها أَوَدُ
يَدِبُّ مُستَخفِياً يَغشى الضِراءُ بِها / حَتّى اِستَقامَت وَأَعراها لَهُ الجَرَدُ
فَجالَ إِذ رُعنَهُ يَنأى بِجانِبِهِ / وَفي سَوالِفِها مِن مِثلِهِ قِدَدُ
ثُمَّ اِرفَأَنَّ حِفاظاً بَعدَ نَفرَتِهِ / فَكَرَّ مُستَكبِرٌ ذو حَربَةٍ حَرِدُ
فَذادَها وَهيَ مُحمَرٌّ نَواجِذُها / كَما يَذودُ أَخو العُمِّيَّةِ النَجِدُ
حَتّى إِذا عَرَّدَت عَنهُ سَوابِقُها / وَعانَقَ المَوتَ مِنها سَبعَةٌ عَدَدُ
مِنها صَريعٌ وَضاغٍ فَوقَ حَربَتِهِ / كَما ضَغا تَحتَ حَدِّ العامِلِ الصُرَدُ
وَلّى يَشُقُّ جِمادَ الفَردِ مُطَّلِعاً / بِذي النِعاجِ وَأَعلى رَوقِهِ جَسِدُ
حَتّى أَجَنَّ سَوادُ اللَيلِ نُقبَتَهُ / حَيثُ اِلتَقى السَهلُ مِن فَيحانَ وَالجَلَدُ
راحَت كَما راحَ أَو تَغدو كَغَدوَتِهِ / عَنسٌ تَجودُ عَلَيها راكِبٌ أَفِدُ
تَنتابُ آلَ أَبي سُفيانَ واثِقَةً / بِفَضلِ أَبلَجَ مُنجازٍ لِما يَعِدُ
مُسَأَّلٌ يَبتَغي الأَقوامُ نائِلَهُ / مِن كُلِّ قَومٍ قَطينٌ حَولَهُ وُفُدُ
جاءَت لِعادَةِ فَضلٍ كانَ عَوَّدَها / مَن في يَدَيهِ بِإِذنِ اللَهِ مُنتَقَدُ
إِلى اِمرِئٍ لَم تَلِد يَوماً لَهُ شَبَهاً / أُنثى لَهُ كَرَماً يَوماً وَلَن تَلِدُ
لا يَبلُغُ المَدحَ أَقصى وَصفِ مَدحِكُمُ / وَلَم يَنَل مِثلَ ما أَدرَكتُمُ أَحَدُ
لا يَفقِدُ الناسُ خَيراً ما بَقيتَ لَنا / وَالجودُ وَالعَدلُ مَفقودانِ إِن فَقَدوا
حَتّى أُنيخَت لَدى خَيرِ الأَنامِ مَعاً / مِن آلِ حَربٍ نَماهُ مَنصِبٌ حَتِدُ
أَمسَت أُمَيَّةُ لِلإِسلامِ حائِطَةً / وَلِلقَبيضِ رُعاةً أَمرُها الرَشَدُ
يَظَلُّ في الشاءِ يَرعاها وَيَعمِتُها / وَيَكفِنُ الدَهرَ إِلّا رَيثَ يَهتَبِدُ
يا مَن تَوَعَّدَني جَهلاً بِكَثرَتِهِ
يا مَن تَوَعَّدَني جَهلاً بِكَثرَتِهِ / مَتى تَهَدَّدَني بِالعِزِّ وَالعَدَدِ
فَاِقدِر بِذَرعِكَ إِنّي لَن يُقَوِّمَني / قَولُ الضِجاجِ إِذا ما كُنتُ ذا أَوَدِ
لا تَحسِبَنِّيَ مَجهولاً بِمَخبَأَةٍ / إِنّي أَنا البَدرُ لا أَخفى عَلى أَحَدِ
إِن كُنتَ ناقِلَ عِزّي عَن مَباءَتِهِ / فَاِنقُل أَباناً بِما جَمَّعتَ مِن عَدَدِ
وَالهَضبَ هَضبَ شَرَورى إِن مَرَرتَ بِهِ / وَرَحرَحانِ فَأَطلِعهُ إِلى أُحُدِ
إِنّي وَجَدتُكَ وَرّاداً إِذا اِنقَطَعَت / عُميُ المَوارِدَ صَدّاراً عَنِ الوُرُدِ
أَنتَ اِمرُؤٌ نالَ مِن عِرضي وَعِزَّتُهُ / كَعِزَّةِ العَيرِ يَرعى تَلعَةَ الأَسَدِ
جاءَت بِهِ مِن قُرى بَيسانَ تَحمِلُهُ / سَوئى مُخَضَّرَةُ الآباطِ وَالكَتَدِ
لَو كُنتَ مِن أَحَدٍ يُهجى هَجَوتُكُمُ / يا اِبنَ الرِقاعِ وَلَكِن لَستَ مِن أَحَدِ
تَأبى قُضاعَةُ أَن تَعرِف لَكُم نَسَباً / وَاِبنا نِزارٍ فَأَنتُم بَيضَةُ البَلَدِ
بيضُ الوُجوهِ مَطاعيمٌ إِذا يَسَروا / رَدّوا المَخاضَ عَلى المَقرومَةِ العُنُدِ
وَمَوقِدِ النارِ قَد بادَت حَمامَتُهُ / ما إِن تَبَيَّنَهُ في جُدَّةِ البَلَدِ
كانَت بِها خُرُفاً وافٍ سَنابِكُها / فَطَأطَأَت بُؤرَةً في رَهوَةً جَدَدِ
نَظّارَةٍ حينَ تَعلو الشَمسَ راكِبَها
نَظّارَةٍ حينَ تَعلو الشَمسَ راكِبَها / طَرحاً بِعَينَي لَياحٍ فيهِ تَجديدُ
إِنَّ السَماءَ وَإِنَّ الريحَ شاهِدَةٌ
إِنَّ السَماءَ وَإِنَّ الريحَ شاهِدَةٌ / وَالأَرضُ تَشهَدُ وَالأَيّامُ وَالبَلَدُ
لَقَد جَزَيتُ بَني بَدرٍ بِبَغيِهِمُ / عَلى الهَباءَةِ يَوماً ما لَهُ قودُ
أَلباغِيَ الحَربَ يَسعى نَحوَها تَرِعاً
أَلباغِيَ الحَربَ يَسعى نَحوَها تَرِعاً / حَتّى إِذا ذاقَ مِنها جاحِماً بَرَدا