المجموع : 11
مُروّعٌ بالقِلَى والصَّدِّ ليس له
مُروّعٌ بالقِلَى والصَّدِّ ليس له / صبرٌ على الهجرِ والإعراضِ يُسْعِدُهُ
إذَا استَغَرّ الكَرى أجفانَ مُقلَتِه / وَافَى الخيالُ بطولِ الهجرِ يُوعِدُهُ
تُذكي مدامُعُه جَمراً تسعَّر في / حشاهُ والجمرُ فيضُ الماءِ يُخْمِدُهُ
علَيكَ بالصّبرِ يا قلبي فإن خَفِيَتْ
علَيكَ بالصّبرِ يا قلبي فإن خَفِيَتْ / سبيلُهُ عنكَ فاسأَلْ عنهُ من فَقَدَا
فلن تَرى واجِداً في الناسِ فارقَ مَن / يَهوى فأَجْدى عليهِ أَن قَضَى كَمَدَا
بالأَمسِ رَاعَكَ بينٌ ما احتسبْتَ بهِ / عَسى اللقاءُ الذي لم تَحْتَسِبْهُ غَدَا
هبْ أَنَّ مِصرَ جِنانُ الخُلدِ ما اشتهتِ الن
هبْ أَنَّ مِصرَ جِنانُ الخُلدِ ما اشتهتِ الن / نُفوسُ فيها من اللّذّاتِ مَوجودُ
ماذا انْتفاعِي إذا كانت زَخَارِفُها / موجودةً وحبيبُ النفسِ مفقودُ
وما الحياةُ لمن بانت أَحِبَّتَهُ / رِضاً ولا هو في الأَحياءِ معدُودُ
كناسُ سِرْبِ المَهَا عِرِّيسَةُ الأسدِ
كناسُ سِرْبِ المَهَا عِرِّيسَةُ الأسدِ / فكيفَ بالوَصل للمستَهْتَرِ الكَمِدِ
والبيضُ دُونَ خُدورِ البيضِ مُصلتَةٌ / حكَتْ جَداولَ ماءٍ غيرِ مُطَّرِدِ
وكلُّ أسمَرَ فيه لَهْذَمٌ ذَرِبٌ / كَجَذْوَة النّارِ لم تُقْبَس ولم تَقِدِ
إذا تَسدَّدَ دَاوَى كلَّ ذي لَدَدٍ / وإن تأَوَّد سَاوى مَيلَ ذِي الأوَدِ
والبِيضُ والسّمرُ لا تَروَى بغير دَمٍ / من كلِّ جائشةِ الأرجاءِ بالزَّبَدِ
صَدِينَ حتّى جلاَها في النّحورِ وفي ال / هاماتِ أروعُ يُروي غُلَّ كلِّ صَدِ
مَن أظهرَ الجُودَ والإقدامَ إذ عُدِمَا / إلى الوُجود بضرب الهامِ والصَّفَدِ
ونَفَّقَ العلمَ مِن بعد الكسَاد فَما / تَرَى سوى طالبٍ للعلمِ مُجتهِدِ
مَنْ عدلُه أمَّنَ الشَّاءَ المهمَّلَ في ال / عَرِينِ أن يِتوقَّى وَثبةَ الأسَدِ
مَن يلتقِي المُذنِبين المُسْلَمِينَ بما / جَنوْهُ قَصداً بعفوٍ غَيرِ مُقتَصِدِ
يُسنِي المواهبَ مَسروراً بها جَذِلاً / فَمنُّهُ غيرُ مَمنونٍ ولا نَكِدِ
وما تَذَمَّرَ مِن غَيظٍ ومن غَضَبٍ / إلاّ جَلاَ عن مُحيّا بالحياءِ نَدِ
كالمشرَفِيَّةِ فيها حُسنُ رونقِها / في السِّلمِ والحرب والهاماتِ والغُمُدِ
ما كفَّ كفِّيَ عن جودي بموجودي
ما كفَّ كفِّيَ عن جودي بموجودي / ما كفَّ كفِّيَ عن جودي بموجودي
في اليُسرِ أبذُل مَيْسوري وأبذُلُ في / عُسري لطالبِ رفدي شَطْر مَوجودي
ودّعْ أخا العزمِ مِصراً لا لَميسَ وخُضْ
ودّعْ أخا العزمِ مِصراً لا لَميسَ وخُضْ / بالسَّابحاتِ بحارَ المَهْمَهِ البيدِ
وسِرْ عَنِ الأرضِ تَنْبو بالكرامِ فَقَد / طال انتظارُ الجَنَى مِن يابِس العودِ
مَضَتْ لِداتي وإخواني وأفردَني
مَضَتْ لِداتي وإخواني وأفردَني / دهري فعشتُ وحيداً ميِّتاً كَمَدَا
وما أرى لي بحُسنِ الصَّبرِ بَعْدَهُمُ / وإن تجلَّدتُ خوفَ الشّامِتين يَدا
والقَبرُ أرفقُ مسكونٍ ونكْرهُه / إذ كان يسكنُه الإنسانُ منفَرِدَا
مُذ بصّرَتْني تَجاريبي ونَبَّهَني
مُذ بصّرَتْني تَجاريبي ونَبَّهَني / خُبْرِي بدهرِي فقدتُ العيشةَ الرّغَدَا
كأنَّنِي كنتُ في حُلْمٍ فأيقظَني / خَوْفي وآلَى على جفنيَّ لا رَقَدَا
عجزتُ عن الدنيَا فما ليَ من يدٍ / بِها وليَ الأيَدُ المساعدُ واليَدُ
ولكنّنِي لم أسْلُ عنها فأرْعَوي / ولا نِلتُ منها ما أَوَدُّ وأقصِدُ
شَقِيتُ بما أحرزتُه من فضائلٍ / بأيسرِها يحظى الشقيُّ ويَسعَدُ
وفي النَّفسِ إن ناجَيْتُها باطِّراحِها / وبالزُّهدِ فيها فترةٌ وترَدُّدُ
فيا ربّ أَلْهمْها الرشادَ بتركِها / فإِنَّك تهدِي من تشاءُ وتُرْشِدُ
تباركَ اسمُكَ كمْ مِن آيةٍ شهِدَتْ
تباركَ اسمُكَ كمْ مِن آيةٍ شهِدَتْ / بأنّكَ الواحدُ المستعلِيُ الصَّمَدُ
ما يصبغُ الأسودَ الغِربيبَ غيرُكَ مُبْ / يَضّاً ولا يتعاطَى صِبغَهُ أَحَدُ
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني / أشد من قبضه كفي عن الجود
رأى سماحي بمنذور تجانف لي / عنه وجودي به فاجتاح موجودي
فصرت إن هزني جان تعود أن / يجني نداي رآني يابس العود
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي / وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذا كتبت فخطي جد مضطرب / كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملا قلما / من بعد حطم القنا في لبة الأسد
وإن مشيت وفي كفي العصا ثقلت / رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد
فقل لمن يتمنى طول مدته / هذي عواقب طول العمر والمدد