المجموع : 4
بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ
بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ / وَاِستَحقَبَت لُبَّهُ فَالقَلبُ مَعمودُ
وَقَد تَكونُ سُلَيمى غَيرَ ذي خُلُفٍ / فَاليَومَ أَخلَفَ مِن سَلمى المَواعيدُ
لَمعاً وَإيماضَ بَرقٍ ما يَصوبُ لَنا / وَلَو بَدا مِن سُلَيمى النَحرُ وَالجيدُ
إِمّا تَريني حَناني الشيبُ مِن كِبَرٍ / كَالنَسرِ أَرجُفُ وَالإِنسانُ مَهدودُ
وَقَد يَكونُ الصِبا مِنّي بِمَنزِلَةٍ / يَوماً وَتَقتادُني الهيفُ الرَعاديدُ
يا قَلَّ خَيرُ الغَواني كَيفَ رُغنَ بِهِ / فَشِربُهُ وَشَلٌ فيهِنَّ تَصريدُ
أَعرَضنَ مِن شَمَطٍ في الرَأسِ لاحَ بِهِ / فَهُنَّ مِنّي إِذا أَبصَرنَني حيدُ
قَد كُنَّ يَعهَدنَ مِنّي مَضحَكاً حَسَناً / وَمَفرِقاً حَسَرَت عَنهُ العَناقيدُ
فَهُنَّ يَشدونَ مِنّي بَعضَ مَعرِفَةٍ / وَهُنَّ بِالوُدِّ لا بُخلٌ وَلا جودُ
قَد كانَ عَهدي جَديداً فَاِستُبِدَّ بِهِ / وَالعَهدُ مُتَّبَعٌ ما فيهِ مَنشودُ
يَقُلنَ لا أَنتَ بَعلٌ يُستَقادُ لَهُ / وَلا الشَبابُ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ
هَلِ الشَبابُ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ / أَم هَل دَواءٌ يَرُدُّ الشَيبَ مَوجودُ
لَن يَرجِعَ الشيبُ شُبّاناً وَلَن يَجِدوا / عِدلَ الشَبابِ لَهُم ما أَورَقَ العودُ
إِنَّ الشَبابَ لَمَحمودٌ بَشاشَتُهُ / وَالشَيبُ مُنصَرَفٌ عَنهُ وَمَصدودُ
أَما يَزيدُ فَإِنّي لَستُ ناسِيَهُ / حَتّى يُغَيِّبَني في الرَمسِ مَلحودُ
جَزاكَ رَبُّكَ عَن مُستَفرِدٍ وَحَدٍ / نَفاهُ عَن أَهلِهِ جُرمٌ وَتَشريدُ
مُستَشرَفٍ قَد رَماهُ الناسُ كُلُّهُمُ / كَأَنَّهُ مِن سُمومِ الصَيفِ سَفّودُ
جَزاءَ يوسُفَ إِحساناً وَمَغفِرَةٍ / أَو مِثلَما جُزِيَ هارونٌ وَداوُودُ
أَو مِثلَ ما نالَ نوحٌ في سَفينَتِهِ / إِذِ اِستَجابَ لِنوحٍ وَهوَ مَنجودُ
أَعطاهُ مِن لَذَّةِ الدُنيا وَأَسكَنَهُ / في جَنَّةٍ نَعمَةٌ مِنها وَتَخليدُ
فَما يَزالُ جَدا نُعماكَ يَمطُرُني / وَإِن نَأَيتُ وَسَيبٌ مِنكَ مَرفودُ
هَل تُبلِغَنّي يَزيداً ذاتُ مَعجَمَةٍ / كَأَنَّها صَخرَةٌ صَمّاءُ صَيخودُ
مِنَ اللَواتي إِذا لانَت عَريكَتُها / كانَ لَها بَعدَهُ آلٌ وَمَجلودُ
تَهدي سَواهِمَ يَطويها العَنيقُ بِنا / فَالعيسُ مُنعَلَةٌ أَقرابُها سودُ
تَلفَحُهُنَّ حَرورٌ كُلَّ هاجِرَةٍ / فَكُلُّها نَقِبُ الأَخفافِ مَجهودُ
كَأَنَّها قارِبٌ أَقرى حَلائِلَهُ / ذاتَ السَلاسِلِ حَتّى أَيبَسَ العودُ
ثُمَّ تَرَبَّعَ أُبلِيّاً وَقَد حَمِيَت / مِنهُ الدَكادِكُ وَالأُكمُ القَراديدُ
فَظَلَّ مُرتَبِئاً وَالأُخذُ قَد حَمِيَت / وَظَنَّ أَنَّ سَبيلَ الأُخذِ مَثمودُ
ثُمَّ اِستَمَرَّ يُجاريهِنَّ لا ضَرَعٌ / مُهرٌ وَلا ثَلِبٌ أَفناهُ تَعويدُ
طاوي المِعى لاحَهُ التَعداءُ صَيفَتَهُ / كَأَنَّما هُوَ في آثارِها سيدُ
ضَخمُ المِلاطَينِ مَوّارُ الضُحى هَزِجٌ / كَأَنَّ زُبرَتَهُ في الآلِ عُنقودُ
يَنضِحنَهُ بِصِلابٍ ما تُؤَيِّسُهُ / قَد كانَ في نَحرِهِ مِنهُنَّ تَفصيدُ
فَهُنَّ يَنبونَ عَن جَأبِ الأَديمِ كَما / تَنبو عَنِ البَقَرِيّاتِ الجَلاميدُ
إِذا اِنصَما حَنِقاً حاذَرنَ شَدَّتَهُ / فَهُنَّ مِن خَوفِهِ شَتّى عَباديدُ
يَنصَبُّ في بَطنِ أُبلِيٍّ وَيَبحَثُهُ / في كُلِّ مُنبَطَحٍ مِنهُ أَخاديدُ
إِذا أَرادَ سِوى أَطهارِها اِمتَنَعَت / مِنهُ سَراعيفُ أَمثالُ القَنا قودُ
يَصيفُ عَنهُنَّ أَحياناً بِمَنخِرِهِ / فَبِاللَبانِ وَبِاللِيتَينِ تَكديدُ
يَنضِحنَ بِالبَولِ أَولاداً مُغَرَّقَةً / لَم تَفتَحِ القُفلَ عَنهُنَّ الأَقاليدُ
بَناتِ شَهرَينِ لَم يَنبُت لَها وَبَرٌ / مِثلَ اليَرابيعِ حُمرٌ هُنَّ أَو سودُ
مِثلَ الدَعاميصِ في الأَرحامِ غائِرَةً / سُدَّ الخَصاصُ عَلَيها فَهوَ مَسدودُ
تَموتُ طَوراً وَتَحيا في أَسِرَّتِها / كَما تَفَلَّتُ في الرُبطِ المَراويدُ
كَأَنَّ تَعشيرَهُ فيها وَقَد وَرَدَت / عَينَي فَصيلٍ قُبَيلَ الصُبحِ تَغريدُ
ظَلَّ الرُماةُ قُعوداً في مَراصِدِهِم / لِلصَيدِ كُلَّ صَباحٍ عِندَهُم عيدُ
مِثلَ الذِئابِ إِذا ما أَوجَسوا قَنَصاً / كانَت لَهُم سَكتَةٌ مُصغٍ وَمَبلودُ
بِكُلِّ زَوراءَ مِرنانٍ أُعِدَّ لَها / مُداخَلٌ صَحِلٌ بِالكَفِّ مَمدودُ
عَلى الشَرائِعِ ما تَنمي رَمِيَّتُهُم / لَهُم شِواءٌ إِذا شاؤوا وَتَقديدُ
حَلَّت صُبَيرَةُ أَمواهَ العِدادِ وَقَد
حَلَّت صُبَيرَةُ أَمواهَ العِدادِ وَقَد / كانَت تَحُلُّ وَأَدنى دارِها تُكُدُ
وَأَقفَرَ اليَومَ مِمَّن حَلَّهُ الثَمَدُ / فَالشُعبَتانِ فَذاكَ الأَبرَقُ الفَرَدُ
وَبِالصَريمَةِ مِنها مَنزِلٌ خَلَقٌ / عافٍ تَغَيَّرَ إِلّا النُؤيُ وَالوَتِدُ
دارٌ لِبَهنانَةٍ شَطَّ المَزارُ بِها / وَحالَ مِن دونِها الأَعداءُ وَالرَصَدُ
بَكرِيَّةٍ لَم تَكُن داري لَها أَمَماً / وَلا صُبَيرَةُ مِمَّن تَيَّمَت صَدَدُ
يا لَيتَ أُختَ بَني دُبٍّ يَريعُ بِها / صَرفُ النَوى فَيَنامَ العائِرُ السَهِدُ
أَمسَت مَناها بِأَرضٍ ما يُبَلِّغُها / بِصاحِبِ الهَمِّ إِلّا الجَسرَةُ الأُجُدُ
إِذا اليَعافيرُ في أَظلالِها لَجَأَت / لَم تَستَطِع شَأوَها المَقصوصَةُ الحُرُدُ
كَأَنَّها واضِحُ الأَقرابِ أَفزَعَهُ / غُضفٌ نَواحِلُ في أَعناقِها القِدَدُ
ذادَ الضِراءَ بِرَوقَيهِ وَكَرَّ كَما / ذادَ الكَتيبَةَ عَنهُ الرامِحُ النَجِدُ
أَو قارِبٌ بِالعُرى هاجَت مَراتِعُهُ / وَخانَهُ موثِقُ الغُدرانِ وَالثَمَدُ
رَعى عُنازَةَ حَتّى صَرَّ جُندَبُها / وَذَعذَعَ الماءَ يَومٌ صاخِدٌ يَقِدُ
في ذُبَّلٍ كَقِداحِ النَبعِ يَعذِمُها / حَتّى تُنوسِيَتِ الأَضغانُ وَاللَدَدُ
يَشُلُّهُنَّ بِشَدٍّ ما يَقومُ لَهُ / مِنها مَتابيعُ أَفلاءٍ وَلا جُدَدُ
كَأَنَّهُ بَعدَ طولِ الشَدِّ إِذ لَحِقَت / جِحشانُها وَاِنطَوَت أَمعاؤُهُ مَسَدُ
حَتّى تَأَوَّبَ عَيناً ما يَزالُ بِها / مِنَ الأَخاضِرِ أَو مِن راسِبٍ رَصَدُ
دُسمُ العَمائِمِ مُسحٌ لا لَحومَ لَهُم / إِذا أَحَسّوا بِشَخصٍ نابِئٍ لَبَدوا
عَلى شَرائِعِها غَرثانُ مُرتَقِبٌ / إِبصارَها خائِفٌ إِدبارَها كَمِدُ
حَتّى إِذا أَمكَنَتهُ مِن مَقاتِلِها / وَهوَ بِنَبعِيَّةٍ زَوراءَ مُتَّئِدِ
أَهوى لَها مِعبَلاً مِثلَ الشِهابِ وَلَم / يُقصِد وَقَد كادَ يَلقى حَتفَهُ العَضِدُ
أَدبَرنَ مِنهُ عِجالاً وَقعُ أَكرُعِها / كَما تَساقَطَ تَحتَ الغَبيَةِ البَرَدُ
يا اِبنَ القَريعَينِ لَولا أَنَّ سَيبَكُمُ / قَد عَمَّني لَم يُجِبني داعِياً أَحَدُ
أَنتُم تَدارَكتُموني بَعدَما زَلِقَت / نَعلي وَأَخرَجَ عَن أَنيابِهِ الأَسَدُ
وَمِن مُوَدِّئَةٍ أُخرى تَدارَكَني / مِثلُ الرُدَينِيِّ لا واهٍ وَلا أَوِدُ
نِعمَ الخُؤولَةُ مِن كَلبٍ خُؤولَتُهُ / وَنِعمَ ما وَلَدَ الأَقوامُ إِذ وَلَدوا
بازٌ تَظَلُّ عِتاقُ الطَيرُ خاشِعَةً / مِنهُ وَتَمتَصِعُ الكِروانُ وَاللُبَدُ
تَرى الوُفودَ إِلى جَزلٍ مَواهِبُهُ / إِذا اِبتَغَوهُ لِأَمرٍ صالِحٍ وَجَدوا
إِذا عَثَرتُ أَتاني مِن فَواضِلُهُ / سَيبٌ تُسَنّى بِهِ الأَغلالُ وَالعُقَدُ
لا يُسمَعُ الجَهلُ يَجري في نَدِيِّهِمِ / وَلا أُمَيَّةُ مِن أَخلاقِها الفَنَدُ
تَمَّت جُدودُهُمُ وَاللَهُ فَضَّلَهُم / وَجَدُّ قَومٍ سِواهُم خامِلٌ نَكِدُ
هُمُ الَّذينَ أَجابَ اللَهُ دَعوَتَهُم / لَمّا تَلاقَت نَواصي الخَيلِ فَاِجتَلَدوا
لَيسَت تَنالُ أَكُفُّ القَومِ بَسطَتَهُم / وَلَيسَ يَنقُضُ مَكرُ الناسِ ما عَقَدوا
قَومٌ إِذا أَنعَموا كانَت فَواضِلُهُم / سَيباً مِنَ اللَهِ لا مَنٌّ وَلا حَسَدُ
لَقَد نَزَلتُ بِعَبدِ اللَهِ مَنزِلَةً / فيها عَنِ الفَقرِ مَنجاةٌ وَمُنتَفَدُ
كَأَنَّهُ مُزبِدٌ رَيّانُ مُنتَجَعٌ / يَعلو الجَزائِرَ في حافاتِهِ الزَبَدُ
حَتّى تَرى كُلَّ مُزوَرٍ أَضَرَّ بِهِ / كَأَنَّما الشَجَرُ البالي بِهِ بُجُدُ
تَظَلُّ فيهِ بَناتُ الماءِ أَنجِيَةً / وَفي جَوانِبِهِ اليَنبوتُ وَالحَصَدُ
سَهلُ الشَرائِعِ تَروى الحائِماتُ بِهِ / إِذا العِطاشُ رَأَوا أَوضاحَهُ وَرَدوا
فَأَمتَعَ اللَهُ بِالقَومِ الَّذينَ هُمُ / فَكّوا الأُسارى وَمِنهُم جاءَنا الصَفَدُ
وَيَومَ شُرطَةِ قَيسٍ إِذ مُنيتَ لَهُم / حَنَّت مَثاكيلُ مِن إيقاعِكُم نُكُدُ
ظَلّوا وَظَلَّ سَحابُ المَوتِ يُمطِرُهُم / حَتّى تَوَجَّهَ مِنهُم عارِضٌ بَرِدُ
وَالمَشرَفِيَّةُ أَشباهُ البُروقِ لَها / في كُلِّ جُمجُمَةٍ أَو بَيضَةٍ خُدَدُ
وَيَومَ صِفّينَ وَالأَبصارُ خاشِعَةٌ / أَمَدَّهُم إِذ دَعَوا مِن رَبِّهِم مَدَدُ
عَلى الأُلى قَتَلوا عُثمانَ مَظلِمَةً / لَم يَنهَهُم نَشَدٌ عَنهُ وَقَد نُشِدوا
فَثَمَّ قَرَّت عُيونُ الثائِرينَ بِهِ / وَأَدرَكوا كُلَّ تَبلٍ عِندَهُ قَوَدُ
فَلَم تَزَل فَيلَقٌ خَضراءُ تَحطِمُهُم / تَنعى اِبنَ عَفّانَ حَتّى أَفرَخَ الصَيدُ
وَأَنتُمُ أَهلُ بَيتٍ لا يُوازِنُهُم / بَيتٌ إِذا عُدَّتِ الأَحسابُ وَالعَدَدُ
أَيديكُمُ فَوقَ أَيدي الناسِ فاضِلَةٌ / وَلَن يُوازِنَكُم شيبٌ وَلا مُرُدُ
لا يَزمَهِرُّ غَداةَ الدَجنِ حاجِبُهُم / وَلا أَضِنّاءُ بِالمِقرى وَإِن ثُمِدوا
قَومٌ إِذا ضَنَّ أَقوامٌ ذَوُو سَعَةٍ / أَو حاذَروا حَضرَةَ العافينَ أَو جَحِدوا
باروا جُمادى بِشيزاهُم مُكَلَّلَةً / فيها خَليطانِ واري الشَحمِ وَالكَبِدِ
المُطعِمونَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةٌ / غَبراءُ يَحجَرُ مِن شَفّانِها الصَرِدِ
وَإِن سَأَلتَ قُرَيشاً عَن أَوائِلِها / فَهُم ذُؤابَتُها الأَعلَونَ وَالسَنَدُ
وَلَو يُجَمَّعُ رِفدُ الناسِ كُلِّهِمِ / لَم يَرفِدِ الناسُ إِلّا دونَ ما رَفَدوا
فَالمُسلِمونَ بِخَيرٍ ما بَقيتَ لَهُم / وَلَيسَ بَعدَكَ خَيرٌ حينَ تُفتَقَدُ
يا يَومَنا عِندَها عُد بِالنَعيمِ لَنا
يا يَومَنا عِندَها عُد بِالنَعيمِ لَنا / مِنها وَيا لَيلَتي في بَيتِها عودي
إِذ بِتُّ أَنزِعُ مِنها حَليَها عَبَثاً / بَعدَ اِعتِناقٍ وَتَقبيلٍ وَتَجريدِ
كَما تَطاعَمَ في خَضراءَ ناعِمَةٍ / مُطَوَّقانِ أَصاخا بَعدَ تَغريدِ
وَقَد سَقَتني رُضاباً غَيرَ ذي أَسَنٍ / كَالمِسكِ ذُرَّ عَلى ماءِ العَناقيدِ
مِن خَمرِ بيسانَ صِرفاً فَوقَها حَبَبٌ / شيبَت بِهِ نُطفَةٌ مِن ماءِ يَبرودِ
غادى بِها مازِجٌ دِهقانُ قَريَتِهِ / وَقّادَةَ اللَونِ في كَأسٍ وَناجودِ
إِذا سَمِعتَ بِمَوتٍ لِلبَخيلِ فَقُل / سُحقاً وَبُعداً لَهُ مِن هالِكٍ مودي
حَلَّت سُلَيمى بِدَوغانٍ وَشَطَّ بِها
حَلَّت سُلَيمى بِدَوغانٍ وَشَطَّ بِها / غَربُ النَوى وَتَرى في خُلقِها أَوَدا
خَودٌ يَهَشُّ لَها قَلبي إِذا ذُكِرَت / يَوماً كَما يَفرَحُ الباغي بِما وَجَدا
إِنّي اِمتَدَحتُ جَريرَ الخَيرِ إِنَّ لَهُ / عِندي بِنائِلِهِ الإِحسانَ وَالصَفَدا
إِنَّ جَريراً شِهابُ الحَربِ يَسعَرُها / إِذا تَواكَلَها أَصحابُهُ وَقَدا
جَرَّ القَنابِلَ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / يَغشى بِهِنَّ سُهولَ الأَرضِ وَالجَدَدا
تَحمِلُهُ كُلُّ مِرداةٍ مُجَلَّلَةٍ / تَخالُ فيها إِذا ما هَروَلَت حَرَدا
عُوجٌ عَناجيحُ أَو شُهبٌ مُقَلِّصَةٌ / قَد أَورَثَ الغَزوُ في أَصلابِها عُقَدا
ماضٍ تَرى الطَيرَ تَردي في مَنازِلِهِ / عَلى مَزاحيفَ كانَت تَبلُغُ النَجَدا
يَومَ قُضاعَةُ مَجدوعٌ مَعاطِسُها / وَهوَ أَشَمُّ تَرى في رَأسِهِ صَيَدا
صافى الرَسولَ وَمِن قَومٍ هُمُ ضَمِنوا / مالَ الغَريبِ وَمَن ذا يَضمَنُ الأَبَدا
كانوا إِذا حَلَّ جارٌ في بُيوتِهِمِ / عادوا عَلَيهِ وَأَحصَوا مالَهُ عَدَدا
فَقَد أَجاروا بِإِذنِ اللَهِ عُصبَتَنا / إِذ لا يَكادُ يُحِبُّ الوالِدُ الوَلَدا
قَومٌ يَظَلّونَ خُشعاً في مَساجِدِهِم / وَلا يَدينونَ إِلّا الواحِدَ الصَمدا