المجموع : 4
بُشْراكَ قَدْ ظَفِرَ الرّاعي بِما ارْتادا
بُشْراكَ قَدْ ظَفِرَ الرّاعي بِما ارْتادا / وبَثَّ في جَنَباتِ الرَّوضِ أذْوادا
فاسْتَبْدَلَتْ بمُجاجِ الغَيْمِ أذْنِبَةً / مِنْ ماءِ لِيْنَةَ لا يُخْلِفْنَ وُرَّادا
يُرْوي بعَقْوَتِهِ العَبسيُّ جِيرَتَهُ / إذا الفَزاريُّ عنْ أحواضِهِ ذادا
أورَدْتُهُ العِيسَ والظَّلْماءُ وارِسَةٌ / يَحمِلْنَ مِن سَرَواتِ العُرْبِ أمجادا
فَما حُرِمْنَ بهِ والماءُ مُقْتَسَمٌ / رِيّاً ولا مُنعَتْ رُكْبانُها الزّادا
بحيثُ تَمْري أفاوِيقَ الغَمامِ صَباً / إذا أبَسَّتْ بشُؤْبوبِ الحَيا جادا
كَمْ قَعْقَعَتْ لانْتِجاعِ الغَيثِ مِنْ عَمَدٍ / أرْسَتْ لَهنَّ جَواري الحَيِّ أوْتادا
بِيضٌ سَلَبْنَ المَها لَحْظاً تُمرِّضُهُ / ثمّ استَعرْنَ منَ الغِزلانِ أجْيادا
مِنهُنَّ لَيلى ولا أبغِي بِها بَدَلاً / تَجْزي المُحبِّينَ بالتَّقريبِ إبْعادا
إنّي لأذكُرُها بالظَّبْيِ مُلْتَفِتاً / والشّمسِ طالِعَةً والغُصْنِ مَيّادا
وقد رَضِيتُ منَ المَعْروفِ تَبذُلُهُ / أنْ يُنْجِزَ الطَّيْفُ في مَسْراهُ مِيعادا
وَوَقْفَةٍ بجَنوبِ القاعِ مِن إضَمٍ / تُجاذِبُ الرَّكْبَ تأْويباً وإسْآدا
رَدَّتْ عَذولي بغَيظٍ وهْوَ يُظْهِرُ لي / نُصْحاً يظُنُّ بهِ الإغْواءَ إرْشادا
إذا سَرى البَرْقُ مُجتازاً لطيَّتِهِ / وهَزَّتِ الرِّيحُ خُوطَ البانِ فَانآدا
هاجَ الحَنينُ رِكاباً كُلَّما غَرِضَتْ / خَفَّتْ مِنَ الشَّوقِ واستَثْقَلْنَ أَقْيادا
لا وَضْعَ للرَّحْلِ عَن أصْلابِ ناجيَةٍ / أو تَشْتَكي أضْلُعاً تَدْمَى وأعْضادا
إذا بَلَغْنا أبا مَرفوعَةَ ارْتَبَعَتْ / بحيثُ لا يألَفُ المَهْرِيُّ أقْتادا
يُلقي الزِّمامَ إِلى كَفٍّ مُعَوَّدةٍ / في نَدْوَةِ الحيِّ تَقبيلاً وإرْفادا
مُحَسَّدُ المَجْدِ لمْ تُطْلَعْ ثَنيَّتُهُ / إنَّ المكارِمَ لا يَعْدَمْنَ حُسّادا
ذُو همّةٍ بنَواصي النّجْمِ سافِعَةٍ / بثَّتْ على طُرُقِ العَلْياءِ أرْصادا
تَتْلو الكَواكِبُ في المَسْرى وما عَلِقَتْ / إلا بأبْعَدِها في الجوِّ إصْعادا
منْ مَعْشَرٍ يُلْبِسونَ الجارَ فَضْلَهُمُ / ويُحْسِنونَ على اللأواءِ إسْعادا
ويوقِدونَ غَداةَ المَحْلِ نارَ قِرًى / لا يستطيعُ لها الأيْسارُ إيقادا
ويَنحَرونَ مَكانَ القَعْبِ مِنْ لَبَنٍ / للطّارِقِ المُعْترِي وَجْناءَ مِقْحادا
بَنو تَميمٍ إذا ما الدّهْرُ رابَهُمُ / لمْ تُلْفِهِمْ لنَجيِّ القَومِ أشْهادا
لكنّهُم يَستَثيرونَ الظُّبا غَضَباً / ويَجعَلونَ لها الهاماتِ أغْمَادا
تُكْسى إذا النَّقْعُ أرْخى مِنْ مُلاءَتِهِ / في باحَةِ المَوْتِ أرْوحاً وأجْسادا
لا يَخْضَعونَ لخَطْبٍ إن ألمَّ بِهمْ / وهَلْ تَهُزُّ الرِّياحُ الهُوجُ أطْوادا
يَجلو النَّدِيُّ بِهمْ أقمارَ داجِيَةٍ / والحَرْبُ تحتَ ظِلالِ السُّمْرِ آسادا
إذا الرَّدى حَكَّ بالأبْطالِ كَلْكَلَهُ / في مأْقِطٍ لَفَّ بالأنجادِ أنْجادا
جَرُّوا الذُّيولَ منَ الأدْراعِ في عَلَقِ / لا يَسْحَبُ المَرِحُ الذَّيَّالُ أبْرادا
وكاشِحٍ رامَ منْهُمْ فُرصَةً ضَرَبَتْ / مِنْ دونِها شَفَراتُ البيضِ أسْدادا
ينامُ والثَّائِرُ الحَرَّانُ يُقْلِقُهُ / سَحابَةَ الليلِ رَعْيُ النَّجْمِ إسْهادا
حتّى انْتَضَتْ يَقَظاتِ العَيْنِ جائِفَةٌ / كطُرَّةِ البُرْدِ لا تأْلوهُ إزْبادا
لمّا طوى الكَشْحَ منْ حِقْدٍ على إِحَنٍ / وظلَّ يَهْرِفُ إبْراقاً وإرْعادا
مَشى لهُ عَضُدُ المُلْكِ الضَّراءَ وقدْ / أرخَى بهِ اللَّبَبَ المِقْدارُ أو كادا
فأوْهَنَ البَغْيُ كفّاً كان يُلْمِسُها / قلباً يُرَشِّحُ أضْغاناً وأحْقادا
يا خَيْرَ مَنْ وَخَدَت أيدي المَطِيِّ بهِ / مِن فرْعِ خِنْدِفَ آباءً وأجْدادا
رَحَلْتَ فالمَجدُ لمْ تَرْقَأْ مَدامِعُهُ / ولَمْ تَرِقَّ عَلَيْنا المُزْنُ أكْبادا
وضاعَ شِعْرٌ يضِيقُ الحاسِدونَ بِهِ / ذَرعاً وتُوسِعُهُ الأيَّامُ إنشادا
فَلمْ أُهِبْ بالقَوافي بعدَ بينِكُمُ / ولا حَمِدْتُ وقَدْ جَرَّبْتُ أجْوادا
رَنَتْ إليّ وظِلُّ النَّقْعِ مَمدودُ
رَنَتْ إليّ وظِلُّ النَّقْعِ مَمدودُ / سَوابِقُ الخَيلِ والمَهريُّ القُودُ
فَما غَمَدْنَ عنِ الأسيافِ أعيُنَها / إلا وَسْلولُها في الهامِ مَغمودُ
أفعالُنا غُرَرٌ فوقَ الجِباهِ لَها / وللحُجولِ دمُ الأعداءِ مَورودُ
أنا ابنُها ورِماحُ الخَطِّ مُشرَعَةٌ / وللكُماةِ عنِ الهَيجاءِ تَعْريدُ
منْ كُلِّ مرتَعِدِ العِرْنينِ يَحفِزُهُ / رَأيٌ جَميعٌ وطِيّاتٌ عَبابيدُ
صَحِبْتُهُ حينَ لا خِلٌّ يؤازِرُهُ / ولا يَخُبُّ إِلى واديه مَنجودُ
إذا ذَكرْناه هَزَّ الرُّمْحَ عامِلَهُ / والسّيفُ مُبتَسِمٌ والبأسُ مَشهودُ
نأى فأنْكَرْتُ نَصْلي واتَّهَمْتُ يَدي / وفاقِدُ النّصرِ يومَ الرّوعِ مَفقودُ
كادَتْ تَضيقُ بأنفاسي مَسالِكُها / كأنّ مَطلَعَها في الصّدْرِ مَسدودُ
ما فاتَ عارِمَ لَحظي رَيْثَ رَجْعَتِهِ / إلا وجَفني على ما ساءَ مَردودُ
يا عامِرُ بنَ لُؤَيٍّ أنتُمُ نَفَرٌ / شوسٌ إذا توثّبَ الدّاعي صَناديدُ
أرَحْتُمُ النَّعَمَ المَشلولَ عازِبُهُ / وقَدْ تكنَّفَهُ القَوْمُ الرّعاديدُ
فَما لجارِكُمُ لِيثَ الهَوانُ بهِ / وعِزُّكُمْ بمَناطِ النّجْمِ مَعقودُ
يَرنو إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ مِنْ ظَمأٍ / لَحظَ الطّريدةِ حيثُ الماءُ مَثمودُ
وللرّكائِبِ إرْزامٌ تُرَجِّعُهُ / إذا أقَمْنا ولمْ تَشْرَقْ بِها البيدُ
كنّا نَحيدُ عنِ الرِّيِّ الذّليلِ بها / وهلْ يُرَوّي صَدى الأنضاءِ تَصْريدُ
فاسْتَشْرَفَتْ لِمَصابِ المُزنِ طامِحةً / وهُنّ مِنْ لَغَبٍ أعناقُها غِيدُ
وزُرْنَ أروَعَ لا يَثني مَسامِعَهُ / عنْ دَعوَةِ الجارِ تأنيبٌ وتَفنيدُ
فلِلْحُداةِ على أرجاءِ مَنهَلِهِ / بما تَحمّلْنَ منْ مَدْحي أغاريدُ
ألقَيْتُ عِبءَ النّوى عنهُنّ حينَ غَدَتْ / تُلقى إِلى ابنِ أبي أوفى المَقاليدُ
مُحَسَّدُ المَجْدِ لم يَطلُعْ ثَنيّتَهُ / إلا أغرُّ على العَلياءِ مَحسودُ
يَستَحْضِنُ اللّيلَ أفكاراً أراقَ لها / كأسَ الكَرى واعتِلاجُ الفِكرِ تَسهيدُ
للهِ آلُ عَديٍّ حينَ يَرمُقُهُمْ / لَحظٌ يُرَدِّدُهُ العافونَ مَزؤودُ
تَشكو إليهمْ شِفارَ البيضِ مُرهَفَةً / غُرٌّ مَناجيدُ أو أُدْمٌ مَقاحيدُ
فتلكَ أيديهمُ تُدْمي سَماحَتُها / والسّؤدَدُ الغَمْرُ حيثُ البأسُ والجودُ
بُشرى فقد أنجَزَ الأيامُ ما وَعَدَتْ / وقلّما صَدَقَتْ مِنها المَواعيدُ
إنّ الإمارةَ لا تُمطي غَوارِبَها / إلا المَغاويرُ والشمُّ المَناجيدُ
إن يَسْحَبِ النّاسُ أذيالَ الظّنونِ بِها / فلا يُخاطِرُ لَيثَ الغابَةِ السّيدُ
وقد دَعاكَ أميرُ المؤمنينَ لَها / والهَمُّ مُنتَشِرٌ والعَزْمُ مَكدودُ
فكُنتَ أوَّلَ سَبّاقٍ إِلى أملٍ / على حَواشيهِ للأنفاسِ تَصْعيدُ
وهلْ يُحيطُ منَ الأقوامِ ذو ظَلَعٍ / بغايَةٍ أحْرَزَتْها الفِتيَةُ الصّيدُ
ورضْتَ أمراً أطافَ العاجِزونَ بهِ / وكادَ يَلوي بشَمْلِ المُلْكِ تَبديدُ
فأحْجَموا عنهُ والأقدامُ ناكصَةٌ / وللأمورِ إذا أخلَقْنَ تَجديدُ
كذلكَ الصُّبحُ إن هزّتْ مَناصِلَهُ / يدُ السّنا فقَميصُ الليلِ مَقْدودُ
لولاكَ رُدَّتْ على الأعقابِ شارِدَةٌ / تمُدُّ أضْباعَها الصّيدُ المَجاويدُ
ولمْ تَرِدْ عَقْوَةَ الزّوراءِ ناجيةٌ / تُدمي السّريحَ بأيديها الجَلاميدُ
فُقْتُ الأعاريبَ في شِعْرٍ نأمْتُ بهِ / كأنّه لُؤلُؤٌ في السِّلْكِ مَنضودُ
إنْ كان يُعجِزُهُمُ قَولي ويَجمَعُنا / أصْلٌ فقدْ تَلِدُ الخَمرَ العناقيدُ
وهذهِ مِدَحٌ دَرَّتْ بِها مِنَحٌ / بيضٌ أضاءَتْ بهِنَّ الأزْمُنُ السّودُ
إذا التَفَتُّ إِلى ناديكَ مُمْتَرِياً / نَداكَ طُوِّقَ منْ نَعمائِكَ الجيدُ
أَقولُ وَالفَخْرُ ما اهْتَزَّ النَّدِيُّ لَهُ
أَقولُ وَالفَخْرُ ما اهْتَزَّ النَّدِيُّ لَهُ / وَلَمْ يُنَشِّرْهُ مَطْوِيٌّ عَلى فَنَدِ
نَحْنُ الأُلى مَلَكَ الدُّنْيا أوَائِلُنا / فَمَجْدُهُمْ يَسِمُ الأَعْناقَ بِالصَّيَدِ
وَما سَعى والِدٌ مِنّا لِمَكْرُمَةٍ / لَمْ تَحْتَضِنْ مِثْلَها المَسْعَاةُ مِنْ وَلَدِ
فَظَلَّ تَالِدَةً فينا وَطارِفَةً / عُلاً تَرِفُّ حَواشيها عَلى الحَسَدِ
إِذا انْتَسَبْنا أَحَبَّ النّاسُ أَنَّهُمُ / مِنّا وَلَمْ نَرْضَ أَنْ نُعْزَى إِلى أَحَدِ
إِن أَخلَفَ الوَعدَ حيٌّ يظعَنونَ غَدا
إِن أَخلَفَ الوَعدَ حيٌّ يظعَنونَ غَدا / وَفَى لِيَ الطَّرفُ مِن دَمعي بِما وَعَدا
فَلا تَرى لؤلؤاً مِن مبسِمٍ نَسَقاً / حَتىّ تَرى لؤلؤاً مِن مَدمَعٍ بَددا
يا سَعدُ إِنَّ فِراقاً كنتَ تحذَرُهُ / دَنا ليَنزِعَ مِن أَحشائِكَ الكَبِدا
هَلمَّ نَبْكِ على نجدٍ وَساكِنِهِ / فَلَن تَرى بَعدَ نَجدٍ عيشَةً رَغَدا
وَدَعْ هُذيماً فقد طافَ السُّلُوُ بِهِ / وَعَن قَريبٍ تَراهُ يَلتَوي كَمَدا
وَيا هُذَيمُ أَلا تَبكي عَلى وَطَنٍ / يُذيبُ مِن أَدمُعي ذِكراهُ ماجَمَدا
هَلّا اِقتَدَيتَ بِسَعدٍ في صَبابَتِهِ / غَداةَ مَدَّ لِتَوديعِ الحَبيبِ يَدا
أَتُنجِدانِ فؤاداً شَيِّقاً عَلِقَتْ / بِهِ الصَبابَة إِن أَتهَمتُما نَجَدا
أَم تَنُقُضانِ عُهوداً كُنتُ أُبرِمُها / إِن تَنقُضاها فَلا لُقِّيتُما رَشَدا
مَتى تَغيبا وَلَم يَمنَعْكُما كَرَمٌ / أَن تُخبِرا بِأَحاديثِ الهَوى أَحَدا
فَلا رأَت عَلَمَيْ نَجدٍ عُيونُكُما / وَلا رَعى بِالحِمى نِضواكُما أَبَدا