المجموع : 4
مَن كان بالصَيدِ كسّاباً فقانِصُهُ
مَن كان بالصَيدِ كسّاباً فقانِصُهُ / ذو مِرَّةٍ في سباعِ البيدِ مَعدودُ
لكنَّهُ كفتاةِ الحي بارِزةً / مِن خِدرِها مالئٌ للعَينِ مَودودُ
حلوُ الشمائلِ في أَجفانِهِ وَطَفٌ / صافي الأديم هَضيمُ الكشحِ مَمسودُ
فيه مِنَ البَدرِ أشباهٌ مُوافِقَةٌ / منها لَهُ سُفَعٌ في وَجههِ سودُ
كوَجهِ ذا وَجهُ هذا في تَدوَّرِهِ / كأَنَّهُ مِنهُ في الأشكالِ مَقدودُ
لَهُ مِنَ الليثِ ناباهُ وَمِخلبُهُ / وَمِن غَريرِ الظِباءِ النَحرُ والجيدُ
فوَصفُهُ ببَديعِ الحُسنِ مُشتهرٌ / وَنَعتُهُ بشَديدِ البأسِ مَوجودُ
يُصغي بأُذنَينِ يُبدي وَشكُ سَمعِها / لَهُ الذي غَيَّبَت في غَولها البيدُ
كآسَتَينِ عَلى غُصنٍ تَعَطَّفتا / من جانبَيهِ وفي الرأسَينِ تَحديدُ
أغَرَّ يصبيك أَو يلهيك مِن دَعَجٍ / في مُقلَتَيهِ عَلى الخدَّينِ تَخديدُ
كَعَنبَرٍ عَوَّجَتهُ في سَوالِفها / مِن بَعدما قَوَّمَتهُ الغادَةُ الرودُ
كأَنَّهُ لابِسٌ مِن جِلدِهِ فَنَكاً / في لينِهِ لبنانِ الكفِّ تَمهيدُ
مُلمَّعٌ أَخصَفُ العَينَينِ مُنتَدِبٌ / كَأَنَّهُ بِبَديع مَقصودُ
يحكيه في أربِهِ زَمرُ الغطاط وَفي / لُطفِ المكائدِ مِنهُ السمعُ والسيدُ
إذا رأى الصيد أخفى شخصَه أَرَباً / وقلبُهُ باقتناص الصيدِ معمودُ
يكادُ من سَدكهِ بالأرضِ يخرقُها / كأَنَّهُ بحثيثِ الذُعرِ مَزؤودُ
ينسابُ كالأَديمِ هَبّالاً لبُغيَتِهِ / حَتّى إذا أمكنَتهُ وَهوَ مَكدودُ
سَطَت عَلَيهِ بها كفُّ المنونِ فما / تَبغي نجاءً ووردُ الحينِ مَورودُ
فلو شهد مقاماتي وأنديتي
فلو شهد مقاماتي وأنديتي / يَومَ الخصام وماءُ الموت يَطَّردُ
في فتيةٍ لم يلاق الناسُ مذ وُجِدوا / لهم شبيهاً ولا يُلفَون إن فقدوا
مجاورو الفضل أفلاكُ العُلا سُبُل الت / تَقوى محلَّ الهدى عُمد النهى الوُطُد
كأنهم في صدور الناسِ أفئِدةٌ / تحس ما أخطئوا فيها وما عَمَدوا
يبدون للناس ما تُخفي ضمائرهم / كأنَّهم وَجَدوا منها الذي وَجَدوا
دَلّوا على باطنِ الدنيا بظاهِرها / وعِلم ما غابَ عنهم بالذي شَهدوا
مطالع الحقِّ ما مِن شُبهةٍ غَسِقَت / إلّا ومِنهُم لديها كوكبٌ يَقدُ
لا شيء أحسن يا قنّاص من صُرَدٍ
لا شيء أحسن يا قنّاص من صُرَدٍ / تلهيك في طَرَدٍ منها عن الطَرَدِ
مثل السماني إذا ما طل / لقتله طاوياً منه على ضَمَدِ
ذي منسر كنواة القسب منعوج / عن مثل سم المعا للطعم مزدرد
وهامة فخمة سكا مدبجة / تبدو كطخيانة أوفت على جدد
وأظفر كسُلّاةٍ معطفةٍ / أشدَّ من لذع حر النار في الجسد
عليه من برده وَشيٌ له كَفَفٌ / مثل التي شدَّت من الزرد
مثل من ترجيع واشمه / أو كالسهاد ثوى في جفن ذي سهد
أو كالكتاب الذي أنضاه كاتبه / وناط منعرجاً منه بمطَّرد
إذا تَقَنَّص عصفوراً فاورده / حوض المنية عن أَيدٍ وعن جَلَدِ
رأيت مثلين ذا بالقهر يغلب ذا / مُحَكَّماً فيه حكمَ الليث في النَقَدِ
فيستدلَّ بما أبداه من عَجَبٍ / على مقادير صنع الواحد الأَحَدِ
بانت سعادٌ وكانت بيضة البلد
بانت سعادٌ وكانت بيضة البلد / فقلت قد فارقت روحي من الجسد
يا أكرَم الناس أخلاقاً وأوفرَهُم / عقلاً وأسبقهم فيه إلى الأَمَدِ
أصبحتَ أفضلَ من يمشي على قدم / بالرأي والعقل لا بالبطش والجَلَدِ
لئن ضَعُفتَ وأضناك الساقم فلم / تضعف قوى عقلك الصافي ولم تمد
لو كان أفضل ما في الخلق بطشهمُ / دون العقول لكان الفضل للأسد
وإنما العقل شيءٌ لا يجود به / للناس غيرُ الجواد الواحد الصمدِ