لا أكثر اللَه من قومي ولا عددي
لا أكثر اللَه من قومي ولا عددي / إن لم يكونوا لدى دفع الخطوب يدي
لي قاتل فوق خديه دمي وله / حكم يخوله إن القتيل يدي
وخادع جاء فتانا بنغمته / حتى استقرت فكانت زأرة الأسد
مصفدي بقيود لا فكاك لها / واضيعة النفس بين القيد والصفد
حسا البحار وفي أحشائه طبع / إلى امتصاص بقايا النزر والثمد
واستوعب الماء لا من غلة وظما / وصاحب الماء ظمآن الفؤاد صدي
إلبس لخصمك إن لاقاك مفترساً / مطروقة الصبر لا منسوجة الزرد
فها هي النثرة الحصداء تخرقها / يد القوي التي تعيي عن الجلد
وقل لشعبك يجمع شمله لعلا / فلا تنال العلى في شملة البدد
ولينتفض من غبار الموت متحداً / فالموت أولى شعب غير متحد
سر التقدم إن القوم سعيهم / لغاية وحدوها سعي منفرد
إجعل لنفسك من معقولها عدداً / فعدة العقل كم تأتي على العدد
قد ضعف الحق من تطوي طويته / على البغيضين سوء الخلق والحسد
ركن مقرك تأمن كل قارعة / إن العواصف لا تقوى على أحد
وذم كل فرار من مبارزة / إلا فرارك من غي إلى رشد
لا تقرب الحشد مرفوعاً به زجل / إن لم يمكن لصلاح الشعب والبلد
أحلى الحديث حديث قال سامعه / لمجتليه اسقني مشمولة وزد
شتان بين خطيبي امة خطبا / سار على القصد أو ناء عن الصدد
هذا يجيئ بزبد القوم ممتخضاً / وذاك يجمعه من ذاهب الزبد
يا من يسود قبيلا وهو سؤدده / اسدد طريق العلى من هظمه أوسد
واختر رجال المساعي الغر مدخراً / منهم بيومك هذا معقلا لغد
وارصد بهم من كنوز السر أثمنها / فقد تباح إذا أمست بلا رصد
إن الرجال دنانير وأخلصها / من كذب السبك فيه قول منتقد
ولا يغرنك من تحت الردا جسداً / فالمرء قيمته بالروح لا الجسد
لا يكسب الطوق حسناً جيد لابسه / وانما حسنه الذاتي بالجيد
والناس كالبنت منه عرفج وكبا / والشعر كالناس منه جيد وردي
والشعر كالسحر في مهد الخيال معا / تجاذبا حلمة واستمسكا بثدي
لكنما السحر مطبوع على عقد / والشعر مطبوعه الخالي عن العقد
كان الضعيف إذا مد القوي يداً / لظلمه ردها مدفوعة بيد
واليوم ظل ضعيف القوم مضطهداً / وارحمتاه لمظلوم ومضطهد
كم شجة أوضحته وهو معتدل / كما تعاقب طراق على وتد
يبيت مضطرباً في موطن قلق / كأنه زئبق في كف مرتعد