المجموع : 6
أقمت عرشك بين الحق والسدد
أقمت عرشك بين الحق والسدد / فزاده اللَه تثبيتاً الى الأبدِ
لِلّه درك في الاملاك من ملك / أقام ما في قناة الملك من أود
بلغت في الملك شأوا ليس يدركه / وصف ونلت الذي ما دار في خلد
ما احتل قومك جدبا مات من ظمأ / الا وأمرى فعاش الناس في رغد
ولا أقاموا على غبراء مائدة / الا استقرت بمن فيها فلم تمد
قوم اذا شرعوا أرماحهم ملئت / جوانب الارض من قتلى ومن قصد
هل الجوارح قد باتت مجندة / أم ذاك جيشك من شبل ومن أسد
لم ألق قبلهمُ حَشداً اذا اندفعوا / حسبتهم غُدُراً في مخرم حَشد
يمشون للزحف ما بين الحديد ضحى / كالبحر ماج وبيض الهند كالزبد
بيضٌ صقالٌ كلمح البرق مرهفة / قد علمتها الهوادي كثرةَ الرَعَد
وأدرع مثل ظهر النون مسبغة / تموج عند هبوط الجيش من صعد
فهل لغيرك يوم الغزو ذو لجب / يصطف من بلد قاص إلى بلد
من كل بارجة كالطود شاهقة / ترمى بذي ضرم بالنار متقد
تجري على البحر والآذيُّ يحملها / وفراءَ من عَدد وفراءَ من عدد
اما العتاق فمن قباءَ خائضة / تحت الكميّ عبابا ماج من زرد
ورُبّ شقراء كالسرحان طائرة / بلا جناح وورد إثر منجرد
ام هل كتاجك تاج صانه ملك / تزهو زخارفه من جوهر نضد
تاج كفرق الثريا في تألقه / يعشي النواظر من نور ومن وقد
بئس العصاة الذي استجمعوا فرقا / ويوم فرقتهم دقوا يداً بيد
وناوأتك على استقلالها عصب / عرفتهم كيف ثكل الأم للولد
كانوا يقولون انا معشر خشن / فما لهم في الوغى كالكنَّس الخرُد
غادرتهم بين أفلاذ مقطعة / تحت الشراسيف أو أشلاءَ من جسد
والرمح يخرج من نجلاء فاغرة / في الصدر فاها كشدقِ عيب بالدرد
والسيف اكثر شؤماً في اعتقادهم / من رؤية الطائر المعروف بالصُّرد
حتى اذا سألوا للجرم مغفرة / أحييتهم والردى منهم على رصد
وراح مرتدعاً من كان ذا سفه / وبات مرتعدا من كان ذا جلد
وعاد أشجعهم من هول موقفه / يبكي بدمع ما نابهم بدد
اني أحاجيك هل كالسيف موعظة / تهدي العباد اذا ضلوا الى الرشد
لا والذي خلق الانسان من علق / لا شيء أوعظ من عضب على كتد
فكيف نفزع في الدنيا لطارئة / وأنت تحمي ذمار الفازع الحضد
خليفة اللَه يا ابن الغر من نجب / لِلّه درك يوم الروع من عضد
جاهدت في الملك تحميه وتحفظه / جهاد طه مع الانصار في أُحد
والسيف يكتب آي الفتح محكمة / على البلاد بنقس من دم جسد
وقد أعدت الى الاسلام نضرته / حتى زهى بك واستذرى الى سند
عش للخلافة ترفل في سرادقها / ما بين مطرف منها ومتّلد
واهنأ بعيدك في شهر نداك به / يهمى بمالٍ على راجي الندى لبُد
واسلم سلمت أمير المؤمنين لنا / تبقى المحب وتفني صاحب اللدد
ولا برحت لهذا الملك تحفظه / حتى يثوب دعاة البغي والحسد
لا توقدوا جمرات البغض إيقادا
لا توقدوا جمرات البغض إيقادا / من الهموم بنا ما جلَّ تعدادا
حزبَ المغالين إن لدارَ آمنةٌ / فلا تثيروا بها للشر أحقادا
هذي هي الدار دار الأمن زاهرةٌ / تجنى من العدل نعماءً واسعادا
دارٌ قد اتشحت لليسر أَرديةً / كما اكتست من نسيج العز أَبرادا
إن الرجال اذا طاشت صغارهم / باؤوا بخسر وكانوا فيه اندادا
بنا من الضعف ما أوهى عزائمنا / فكيف نصرع اشبالاً وآسادا
وما نسينا زماناً ساقنا ذُلاً / الى المذلة أزواجاً وأفرادا
ولا نسينا سياطاً مزقت زمناً / من البريه أجساماً وأجسادا
ولا نسينا الأولى عاثوا بشعبهم / وقد أعدوا صنوف الموت إعدادا
عصر وزبك كادت فيه من رهب / تخشى الأجنة في الأرحام ميلادا
أيام كنا نسام الخسف من فئة / باتت تقطع أفلاذا وأكبادا
ان لم تروا عهد أباءٍ لكم ظلموا / فلتسألوا عنه أباءً وأجدادا
يا عصر عباس لا زالت عدالته / تقيم من عمد القسطاس أوتادا
أصوغ شعري له في كل آونة / كالدر زان من الغادات أجيادا
ليت البحو دواتي حين أمدحه / او ليت لي من ملث القطرإمدادا
ولستُ شاعرَ وادي النيل مدعياً / فان لي من حماة الشعر أشهادا
كفاك أنا عبيد الامس من جنف / صرنا الغداة بفضل العدل أسيادا
حتى بلغنا مكانا لا تطاوله / زهر الكواكب لو أصبحن حسادا
ادعو على الظلم لا سارت مواكبه / ولا بدا ركبه يوما ولا عادا
نعم الدخيل الذي عمت معارفه / حتى تمول منها او بها سادا
لو تعلمون بأن الأرض موطنكم / والناس من رجل صدتم كما صادا
صيروا الى الرزق حتى تبلغوا سببا / الى المعالي وشيدوا مثلما شادا
هم معشر ابدعوا في سيرهم طرقا / للمجد صاروا بها غرا وامجادا
شقوا البحار وخاضوها على سفن / تزجى كما حاولوا في الجو إصعادا
جابوا الفيافيَ حتى ملهم قتب / من كل جائلة تجتاب أنجادا
كانهم قضب سلت بمعترك / والبيد صارت لهذي البيض أغمادا
هبوا الى العلم والدنيا تراودهم / عنها وما أخلفوا للدأب ميعادا
ولا همُ جحدوا لِلّه عارفة / يوما ولا حاولوا للفضل إلحادا
إن صوب الدهر فيهم سهم كارثة / كانوا على الدهر أجبالا وأطوادا
أو الزمان دهاهم في مخاصمة / كانوا عليه حساما ليس منآدا
أو قيل سيروا فما في الجد من وصب / ساروا ولو أجهدوا للقطب إجهادا
حتى اذا بلغوا القطبين ما وقفوا / ولا أبى عزمهم في السعي إسادا
ولا رأيت سوى ماض يشقهما / حتى يجوب جميع الارض مرتادا
هم معشر رغبوا في الدأب عن كسل / وفككوا فيه أغلالا وأصفادا
أليس من عجب أنا بلا جدل / نفنى ويبقون آجالا وآبادا
يبقى الدخيل الذي كنا نعيرهُ / بالفقر عن ملكهِ في مصرَ ذوَّادا
هذي فضائلهم يا قوم فانتجعوا / مناهل المجد إصدارا وإيرادا
خير النصيحة أسديها الى وطني / لعلني مرشد من رام إرشادا
كونوا أحباءَ خيرا من تنافركم / ولا تكونوا عباد اللَه أضدادا
أرى سماء اضاءت في جوانبها
أرى سماء اضاءت في جوانبها / زهر الدجى بين تصويب واصماد
ارى ليالي مثل الصبح بهجتها / فهن من طرب ايام اعياد
ارى الثريات فوضى في تفرقها / تشف عن كوكب في الافق وقاد
كأن منظرها والنور منبعث / غيد وضعن حلاها فوق اجياد
اني رأيت الكرى زالت بواعثه / والناس في ارق مثلي وإسهاد
انحن في الليل عشاق يؤرقنا / غمز المثالث من عود وعواد
ام نحن مثل حمام الأيك هيجنا / صوت الهديل وهذا البلبل الشادي
اني ظننت السنا والليل يظهره / شيباً يلوح بأقفاء وافواد
مالي أرى الصبح لم يشرق تبلجه / كأن ليلتنا من غير ميعاد
ضلَّ الغويُّ فقال الارض ثابتة
ضلَّ الغويُّ فقال الارض ثابتة / وقال آخر قد شدّت بأوتاد
ما للرفاعي وما للارض يوقفها / بالقول من غير برهان واسناد
اين الدليل بان الأرض جامدة / يا من رماني بكفران والحاد
حث الحكيم على رشد فناوأه / باغى الضلال ومن يؤذى بارشاد
عمون يا غوث ملهوف قد احتدمت
عمون يا غوث ملهوف قد احتدمت / فيه الجوانح من هم وتسهيد
المسلمون وقد كانوا ذوي كرم / هم أبعد الناس في مصر عن الجود
إسكندر وندى كفيه يشبهه / ندى اخيه كريم الاصل داود
هما أقاما بناء الجود مرتفعا / وثبتاه بأسٍّ غير مهدود
وفي الثناءِ لذكرى فاتها عظة / رب الثناء لموجود ومولود
وليس في القوم من نسديه قافية / حتى يعد من الغر الاماجيد
لولا قليلون هانت حرفة كرمت / ايام كل طويل الباع مقصود
عمون لا زلت ذا نعمي مظللة / اذا التجأنا لظل منك ممدود
لكل صيب رفد أنت هاطله / احلى واعذب من ماء العناقيد
ماذا يؤمل من دنياه ذو كرم / الا اقتران اسمه بالشوس والصيد
تفنى الملوك ولا يدري بهم احد / وحاتم علم الامصار والبيد
يا آل عمون لا زلتم ذوي شمم / نزجي الى بيتكم غرّ الاناشيد
ولا برحتم اجل الناس قاطبة / واطول الخلق عمراً غير محدود
زيدوا ملامكم اني أرى موطني
زيدوا ملامكم اني أرى موطني / اولى بصدقي في الميثاق والعهد
ارض احن اليها كلما ذكرت / كما يحن مشوق القلب في البعد
على بلادي ما جدت شبيبتها / سلام ربي في الامساء والرأد