المجموع : 4
ميلوا إلى الدار من سعدي بذي السند
ميلوا إلى الدار من سعدي بذي السند / واستنشدوا الربع ذا الأوتاد والعمد
لعلّ في الدار ذا خبر فيخبرنا / ما كان قبل غدٍ فيها لبعد غدِ
عهدي بها حادثاً تزهو غضارتُها / فهل تأبّد فيها حادث الأبدِ
افض بدمعك والبس فيه سابغةً / فضفاضةً نسج داود من الزردِ
لا تُغرِ في عذل أهل الحب في فندٍ / فالحب مغرىً بأهليه على الفندِ
أعِر جفوني نظراتٍ لهم أَمما / فالعين يخلج فيها عائر الرمد
إن غضك الدهر لا تلجأ إليه تكن / كالعير تنفرُ مِن خوفٍ إلى الأسد
لا تجزعنّ وان قاسيتَ من كمدٍ / فما ابن آدم إلا عرضة الكمدِ
وإنما العيش كدٌّ بعده رغدٌ / لا تحسبنَّ جميع العيش في الرغد
والمرء ما دام مجبول على حسدٍ / ما آفة المرء إلا حالة الحَسَدِ
لا تعبأنَّ بعبء الدهر محتملا / فغفرةُ الليث منهُ موضعُ الكتدِ
في الناس من يحمل الدنيا على كتفٍ / بعزمة النُجُد الضِرغام لا النَقَدِ
ما للمطالب تأباني واطلُبها / وما رجعت بها إلا بصفر يدِ
خدَت بيَ البختريات القلاص ضحىً / وخدا لمهارى ولولا الشوق لم تخدِ
صبحتُ أخدَعَ هذا الليث منفردا / كوري الظلامُ على العيرانة الأجدِ
كأنني وبنات الدهر تلعب بي / أمسى على خدعات الدهر في صفدِ
فلا أعوّلُ في الدنيا على أحد / وهل يعوَّل في الدنيا على أحد
متى تراني في الآفاق منجردا / أمسى وأصبح سبّاقا بمنجرد
هيهات يرقد طرفٌ عبَّ في لجج / من السهاد عباب البحر ذي الزبدِ
لم تُبق لي نكبات البين من جلد / أو تبق مني جلداً لي بلا جلد
يا قمر الأرض أين تغدو
يا قمر الأرض أين تغدو / قصدك نجدٌ وأين نجدُ
قصدك تنحو السماء لا بل / سماوة الحسن منك قصدُ
الست تَدري وأنت أدرى / سماوتانا فمٌ وخدُّ
وَما علينا إِذا ظمئنا / وليس إلا لماك وِردُ
ثغرك برق والدمع غيث / وليس إلا الحنين رعدُ
والقدُّ لدنٌ وفيه لينٌ / يكاد من لينه يقدُّ
وحين جدَّ المسير فيكم / وللمطايا نصٌّ ووخدُ
أوسعتُ أرض الفلا دموعاً / يضيق منها حزن ووهدُ
أردُّ دَمعي والدَمع يأبى / كأنَّ دمعي خصمٌ الدُّ
آليت لم أأل فيك جهدا / وغاية المستهام جهدُ
حملت قلبي ما ليس يقوى / عليه جلدٌ وأنت جلدُ
إن كت فردا والناس جمعٌ / فبدر كل الأنام فردُ
أسعدُ يوم به لقاكم / يا سعد قرب الحبيب سعدُ
قد حال دون الوصال هجرٌ / وحال دونَ الدنو بعدُ
أصات حادي المطي فيكم / والبين يدعو والعيس تحدو
ورب ليل به انتظمنا / كأننا في طلاه عقد
نفضُّ فيه حديث لهو / والعيش حلو المذاق رغدُ
به التففنا كشحاً لكشح / يضمُّنا للعفاف بردُ
أجرَّني حبلُ وصلٍ كان منعقدا
أجرَّني حبلُ وصلٍ كان منعقدا / حتى إذا احتال منه انحلَّ معقودُ
قد يأخذ اليقظ الأفعى بغفلته / وربما أسكر الدهقان راقونُ
وناشد الغفل قد يحظى بحاجته / وناشد النبه أعيته الأناشيدُ
أجري الثقاف علىعود ويأطره / شكس جرور حبال الوعد جارودُ
هيهات حسبك لا أنقاد ثانية / قد تمطلنَّ القياد الجمَّح القود
الحقت واحدة السوأى بثانية / وتلك ثالثةٌ لا عز مجهودُ
كم قد نظمت الثريا فيك أقمرها / كأن طائرها في الأذن منقودُ
يا أجود الناس ألا في مسامحتي / البخل أجود مما ضيَّع الجود
أخيّ ما الحسن مودود لذي كرم / وإنما الحسنُ بالإحسان مودودُ
عد لتخلق إن الخلق مجمرة / لولا التخلق لم يسطع بها عود
هبني تجنبت ألفاً قد تجنبني / كأنما القلب من جنبيه صيخودُ
سئمتُ من سأمي حتى تخيلَ لي / ساعاته البيض هنَّ الأزمن السودُ
يا حبذا الحب لو تبقى حلاوته / لكنه بالذعاف المرّ مقصود
والحبُّ كالرزق مقسوم ومحتبسٌ / والناس قسمان محرومٌ ومسعودُ
ولي إلى الحب أقدامٌ وآونة / لي أن دجى الحبُّ أحجام وتعريدُ
ولا أخال العلى ترضى بذاك وذي / حتى تبلغني العز المقاحيدُ
بحسرةٍ تذرع البيدا بعجرفة / وللركائب اساد وتوخيدُ
مأمونة العثر لم ترعد فرائصها / بمأزق فيه قلب الليث رعديدُ
أطارحُ الجنَّ أنسا في مطارحها / إذا هتفت أجابتني القراديدُ
مستجمع الجاش لا أهفو بنازلةٍ / ولا أطبتني آراء عباديدُ
أعلو وأهبط أرضا صفصفا وربىً / وللرواقص تصويبٌ وتصعيدُ
من كل خرق إلى نهدٍ تقاذف بي / لم تثن عنه عناني النَّهدُ الخود
متيمٌ بحزوم الأرض أقطعها / لا من يتيّمه طرف ولا جيد
وشادن أخذت منه المها حوراً / وأغيد أطرقت منه الظبا القيد
أراه بالعين حسّاً ثم المسها / فلم أجد أثراً والحسُّ موجود
ينهلُّ منه الجبين الصلت عن عرقٍ / كأنه لؤلؤ في النحر مبدود
يمجُّ بالريق عذباً من مباسمه / كأنه في حشا الإبريق ناجود
إذا مشى اهتزَّ من فرع إلى قدم / كأنه غُصُنٌ بالريح مخضود
مرنَّحٌ مرحٌ متسعذبٌ عذبٌ / مخصَّر ناعم الأطراف أملود
وللغزال قميص منه فوَّفهُ / وللغزالة جيب منه مقدود
وللمخلخل ما أخرَّست خلاخله / وللموشح ما تشدو الأغاريد
مستعرق بمياه الحسن عارضه / قد زان منه بياض الخدِّ توريد
يا فاضح البدر من لألاء طلعته / وساتر الوجه أن الوجه مشهود
لي منك في حالتي سخطٍ وعين رضا / وعدٌ تقرُّ به عيني وتوعيد
أحبابنا أن يضرَّ القلب بعدكم / فليس ينفعنا قرب وتبعيدُ
وأعدتمونا وأخلفتم وعودكم / فما مللنا وملتنا المواعيدُ
يا ظبي وجرة من شرقي كاظمةٍ
يا ظبي وجرة من شرقي كاظمةٍ / هل ان بالجانب الغربيّ ورادُ
مُعذب ليد الرامي تخاتله / يا ريم رامة لا يرميك صيّاد
يا منهل العاطش الهيمان حلأه / عن عذب وردك بالأصدار إيراد
قد قلت ما قلت لولا أن تمتَّ بنا / لهاشم الجود آباء وأجداد
الموت فيك حياة يا أخا مضرٍ / لعاشق وضلال النفس أرشاد
اشتار خدَّك أرياً حين أشربه / زدني فخدُّك لي شربٌ ولي زاد
وعدتني أمس بالأنجاد يوم غد / صلني بيومي فالأيام أوعاد
غصن كساه سقيط الطل ريّقه / حتى انثنى وسقيط الطل أبراد
القدُّ معتدلٌ والكشح منجدلٌ / والطرف مكتحل والخدّ وقّاد
غازلت منه على الوادي غزال نقاً / يرنو إليَّ وملء العين آساد
ما غار حبك إلا القلب أنجده / فلي بحبك أغوار وأنجاد