يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَعمُودِ
يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَعمُودِ / وَنَومِ عَينٍ إِذا أَمسَيتُ مَحدُودِ
مُوَكَّلٍ بِالصِبا يَعصي عَواذِلَهُ / لَهُ حُمَيدَةُ رَهنٌ غَيرُ مَردُودِ
بِحاجَةٍ ما دَعَت شَجواً مُطَوَّقَةٌ / في أَيكَةٍ بَينَ أَغصانٍ بِتَغريدِ
إِذا دَعَت هاجَ ذا الأَشجانِ مَنطِقُها / كَأَنَّها قَينَةٌ غَنَّت عَلى عُودِ
أَقُولُ لَمّا التَقَينا وَهِيَ مُعرِضَةٌ / تَشكو الجَفاءَ وَإِخلافَ المَواعيدِ
مِنّي إِلَيَّ وَتَنسى ذَنبَ رَبَّتِها / إِذا بَرَّحَت بِمُصابِ القَلبِ مَعمُودِ
وَقَد أُرى أَنَّها في القَولِ قَد أُمِرَت / إِذا التَقَينا بِتَغليظٍ وَتَشديدِ
قُلت اِسمَعي جَعَلت نَفسي الفِداء لَكُم / مِنّي ولا تُجمِعي لَومي وَتَصريدي
لِحلفَةٍ بَرَّةٍ اللَهُ يَعلَمُها / وَهَل عَلَيَّ سَبيلٌ بَعدَ مَجهُودي
أَو سائلي تُخبَري إِن كُنتِ جاهِلَةً / هَل يَنقُضُ الحُرُّ عَهداً بَعدَ تَوكِيدِ
أَحلِفُ بِاللَهِ أَيماناً مُضاعَفَةً / في كُلِّ يَومٍ مِن الأَيامِ مَشهُودِ
رَبِّ الحَجيجِ وَرَبِّ البُدنِ قَد وَجَبَت / وَأَشعَرُها بِتَحليلٍ وَتَقليدِ
ما عُمرَةٌ نَهَزتنا نَحُوَ أَرضِكُمُ / وَلا هَوى غَيرِكُم يا أُمَّ داوُدِ
لَولا هَواي وَسَعيي في مَسَّرتِكُم / لَقَلّ بِالغَورِ تَشريعي وَتَصعيدي
وَلا جَشِمتُ وَلا كَلَّفتُ راحِلَتي / أَجواز طامِسَةٍ أَعلامُها بِيدِ
إِذا سَرى الرَكبُ فيها لَم يَدُلَّهُمُ / بَعدَ الإِلهِ سِوى أَمٍ وَتَسديدِ
يَضِلُّ فيها القَطا الكُدري مَشرَبَهُ / ما ماؤُها أَبَداً لَيلاً بِمُورُودِ
مَرابِعُ العِينِ وَالآرامِ يَخلُطُها / خِيطا نَعامٍ بِهِ كَالمَأتَمِ السُودِ
إِذا بَدَت لِجَبانِ القَومِ سَيءَ بِها / قَلبُ الجَبانِ وَما رى بَعدَ تَبلِيدِ
كَأَنَّها صُلُبٌ بِالشامِ في بِيَعٍ / قَد أَخرَجَتها نَصارى الرُومِ لِلعيدِ