القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد الزّين الكل
المجموع : 4
يا غُلَّةَ الصَدرِ مِن حَزِّ الجَوى زِيدي
يا غُلَّةَ الصَدرِ مِن حَزِّ الجَوى زِيدي / أَبَت شِفاءَكِ حَتّى بِالمَواعيدِ
سِحريَّةُ الفَمِ لَو مَسَّت بِقُبلَتِها / فَمَ العَيِيِّ لَحَلَّت كُلَّ مَعقودِ
تَكادُ مِن رِقَّةٍ تُغري مُقبِّلَها / أَن يَحتَسيها رَحيقاً غَيرَ مَورُودِ
قَد صاغَها اللَهُ لَمّا أَشرَكَت أُمَمٌ / بِهِ فقالَ اِشهَدوا بُرهانَ تَوحيدي
قُل لِلبَخيلَةِ جُودي لا لَقِيتِ جَوىً / إِن كانَ يَشفَعُ لي قَولي لَها جُودي
وَساعَةٍ تَحتَ أَفياءِ الهَوى سَلَفَت / يا ساعَةً تَحتَ أَفياءِ الهَوى عُودي
ما ضَرَّ لَو أَنَّها في قُبلَةٍ سَنَحت / مَنَّت بِوَعدٍ وَإِن ضَنَّت بِمَوعودِ
هَل حاذَرَت حَرَّ شَوقي حينَ أَلثمها / أَن تُذبِلَ الوَردَ أَنفاسٌ بِتَصعيدِ
رُحماكِ لِليائِسِ المَمطولِ يُقنِعُه / مِن الوُجودِ خَيالٌ غَيرُ مَوجودِ
ظَمآنُ لا رَشَفاتُ الماءِ صافِيَةً / تُروي صَداهُ وَلا بِنتُ العَناقيدِ
شِفاؤُهُ قُبلَةٌ لَو أَنّ مُحتَضَراً / داوى بِها المَوتَ رَدَّت غَيرَ مَردُودِ
فَكَم أمَثِّلُ ثَغرَ الزَهرِ مِن شَبَهٍ / بِثَغرِك العَذبِ في حُسنٍ وَتَوريدِ
عَينٌ مِن الخُلدِ مَن يَنهل بِكَوثَرِها / وِردَ الحَياةِ يَفُز مِنه بِتَخليدِ
صَوتٌ مِن القَلبِ أُمليهِ عَلى فَمِها / وَعَهدُ حُبٍّ عَلى الأَيامِ مَمدودِ
وَلِلقُلوبِ لُغاتٌ لَيسَ يُدركُها / سِوى فُؤادٍ بِنارِ الوَجد مَعمودِ
حَديثُ شَوقٍ بِلا حَرفٍ وَلا كَلِمٍ / تُفضي بِهِ شَفَتي لِلخَدِّ وَالجيدِ
مَعنىً مِن الحُبِّ يَسمُو أَن أُؤَدِّيَه / بِكُلِّ لَفظٍ مِن الأَلفاظِ مَحدودِ
اللَفظُ يَثقُل بِالتَرديدِ مَوقعه / وَتِلكَ تَحلو مَعانيها بِتَرديد
دَعِ الرَسائِلَ فيما لا تُحيطُ بِهِ / تِلكَ اللُغاتُ وَدَع صَوغَ الأَناشيد
فَلِلشِفاهِ عَلى أَمثالِها لُغَةٌ / أَحلى عَلى السَمع مِن مِزمار داود
أَدَّت عَن القَلبِ ما يَعيا اللِسانُ بِهِ / كَمَنطِق الطَيرِ غِرِّيد لِغرِّيد
كَم قُبلَةٍ لا أَرى الدُنيا لَها ثَمَناً / فَلا تَبِع غَيرَ مَعدودٍ بِمَعدودِ
أَسرفتَ في سحرِكَ الأَلبابَ فَاِقتَصِدِ
أَسرفتَ في سحرِكَ الأَلبابَ فَاِقتَصِدِ / وَجُزتَ في السَبق ما أَمَّلتَ فَاتَّئِدِ
يا ناثِرَ الزَهرِ غَضّاً في صَحائِفه / أَرِيجُهُ لَم يَدَع في الشَرق مِن بَلَدِ
نَثرٌ تَرَكتَ بِهِ الأَشعارَ حاسِدَةً / فَكانَ تَقطيعُها مِن شِدَّةِ الحَسَدِ
مَعنىً مِن الرُوحِ توحيهِ قَريحتُه / يُزهى بِلَفظٍ قَويِّ النَسجِ مُطَّرِدِ
بِالأَمسِ قَلَّدتَ صَبري مِنهُ لُؤلُؤَةً / كانَت حَياةً لَهُ تَبقى عَلى الأَبَدِ
رَوائِع السحر فيها مَحفِلٌ حَشِدٌ / وَقَفتَ تُرسلُها في مَحفِلٍ حَشِدِ
وَاليَومَ تُهدِي إِلى شَوقي بِجَنَّتِهِ / لَحناً لأَطيارِها في صَوتِها الغَرِدِ
وَشَّيتَ أَشعارَهُ بِالنَثر تُبدِعُهُ / كَما تُوَشّى زُهُورُ الرَوضِ بِالبَرَدِ
جَلَوتَه صُورةً أَغنَت بِدِقَّتِها / عَن التَماثيلِ شادُوها عَلى عَمَدِ
تاللَهِ لَو أَنَّهُ أَهدى قَرِيحَتَه / إِلَيكَ في الشُكرِ ما وَفّى جَميلَ يَدِ
قالوا أَبَعدَ زَمانِ الوِردِ وُرّادُ
قالوا أَبَعدَ زَمانِ الوِردِ وُرّادُ / فَقُلتُ هَل لِرِثاءِ الفَضلِ مِيعادُ
لا الأَربَعُونَ وَلا الخَمسونَ مَوعِدُه / في كُلِّ عَصر عَلَيهِ الحُزنُ يَزدادُ
مَن أَنفَق العُمرَ في الإِصلاحِ نَظلِمُه / إِن كانَ يُحصى عَلَيهِ الحُزن تَعدادُ
كُلُّ اللَيالي قُلوبٌ في المُصابِ بِه / وَالدَهرُ في الرُزءِ أَجفانٌ وَأَكبادُ
تَمرُّ ذِكراهُ في الأَيّام باكِيَةً / فَكُلُّ يَومٍ لَهُ بِالحُزنِ تَردادُ
فَلا تَحدُّوا مَدى تَأبينِه وَصِلُوا / ذِكراهُ لا تَدَعوا النِسيانَ يَعتادُ
حَياتُهُ لِحَياةِ الجِيلِ وَاصِلَةٌ / ذِكرى النَوابغِ بَعدَ المَوتِ مِيلادُ
ما خَصَّ رُزؤُكَ يا جِبريلُ مِصرَ وَلا / لُبنانَ بَل فُجِعَت في مَجدِها الضادُ
وَلا المُروءةُ وَالمَعروفُ وَحدَهُما / غاضا بَل الخُلق المَوموقُ وَالعادُ
وَلَم يَرُع خَطبُكَ الأَحبابَ وَحدَهُمُ / بَل ريعَ بِالخَطبِ أَحبابٌ وَحُسّادُ
حُسّادُ مَجدِكَ لا أَضدادَ أَعرِفُهُم / فَلَيسَ لِلجُهدِ وَالإِخلاصِ أَضدادُ
أَوحيتَ جبريلُ لِلأَقلامِ نَهضَتَها / مَن يَجحَدِ الجُهدَ فَالأَعمالُ أَشهادُ
تجري عَلى اسمِكَ بِالأَهرامِ مُطلَقَةً / لَها بِذكرِكَ إِصدارٌ وَإيرادُ
تَفَنَّنت مَلَكات الكاتِبينَ بِها / فَساسَةٌ وَذَوُو فَنٍّ وَنُقّادُ
وَمُصلِحُونَ رَأَوا مِن دُونِ غايَتِهم / هَولَ الجِهادِ فَما كَلُّوا وَما حادوا
وَمُنبِئُونَ سَمَوا بِالصِّدقِ ما نَقَصوا / عَمّا رَوَوا وَرَأوا شَيئاً وَلا زادوا
لَم يُعيِهم نَبَأٌ حَتّى كَأَنَّهُمُ / جِنٌّ لَهُم بِنَواحي الأَرضِ أَرصادُ
وَالشِّعرُ في أَيكِها الفَينانِ مُنطَلِقٌ / لَهُ بِأَفنانِها لَحنٌ وَإِنشادُ
لِلخُلقِ وَالعَقلِ نُورٌ في صَحائِفها / فَما يَحُومُ بِها غِلٌّ وَأَحقادُ
مِصريَّةٌ لِبَني مِصرٍ يُسَدِّدُها / إِلى السَدادِ حَكيمُ الرَأي مُرتادُ
صارَت حَذامِ لِصُحفِ الشَرقِ ما نَطَقَت / إِلّا وَمِن نُطقِها لِلصُحفِ إِمدادُ
تَبدو مَع الشَمسِ في كِلتَيهما أَمَلٌ / لِلشَرقِ نُورٌ وَإِحياءٌ وَإِسعادُ
أَبقَيت ذِكراكَ يا جِبريلُ ما بَقِيَت / تزري فَخاراً وَنَفعاً بِالَّذي شادُوا
لا عُذرَ لِلقَلبِ إِن لَم يَنفَطِر كَمَدا
لا عُذرَ لِلقَلبِ إِن لَم يَنفَطِر كَمَدا / وَلا الجُفونِ إِذ ما سَيلُها جَمَدا
وَلا أَرى الصَبرَ في مَنعاكَ مَحمَدةً / ذَمَّ الوَفاءُ عَلَيكَ الصَبرَ وَالجَلَدا
بَقِيَّةٌ مِن دُموعي كُنتُ أذخَرُها / حَتّى دَهاني ما يَستَنزِفُ الكَبِدا
يا جَفنُ لا تَدّخِر دَمعاً تُريقُ غَداً / وَيا حُشاشَةُ ذوبي قَد أَمِنتُ غَدا
حُزني وَحُزن صَدِيقي فيكَ مُختَلِفٌ / إِن صاح يا وَاحِدي نادَيتُ وا عَدَدا
فَجائِعُ الدَهرِ تُنسَى غَيرَ فاجِعَةٍ / بِمَن وَفى لَكَ فيما قالَ وَاِعتَقَدا
ما العَيشُ مِن بَعد مَن تَهوى سِوى غُصَصٍ / تشجى بِها النَفسُ حَتّى تَبلغَ الأَمَدا
وَيحَ الليالي أَما تَرثي لأربَعَةٍ / مِن البَناتِ فَقَدنَ الركنَ والسنَدا
شَقَقن فيهِ حِجابَ القَلبِ مِن جَزَعٍ / وَما مَدَدنَ إِلى شَقِّ الحِجابِ يَدا
فَإِن تَمَيَّزنَ في أَعمارِهنَّ فَلَم / يُميِّزِ الخَطبُ في حُزنٍ عَلَيهِ بَدا
وَإِنَّ غايَةَ ما يَملِكنَ في جَلَلٍ / دُموعُهنَّ إِذا لَم يَستَطِعنَ فِدا
دُنيا مِن الفَضلِ يَطوي التُربُ نَضرَتَها / ما غَيَّبُوا في الثَرى إِذ غَيَّبُوا جَسَدا
نُحِسُّ أَنَّ الثَرى مِن خَمرِها ثَمِلٌ / وَيوشِكُ الصَخرُ مِنها أَن يَسيل نَدا
حَوى الثَرى مِنهُ أَخلاقاً لَو انَّ بِها / خُلودَ حَيٍّ عَلى طُولِ المَدى خَلَدا
صَدِيقُهُ الصِدقُ مَهما يُؤذَ قائِلُه / لَو أَنَّه الجَمر له يَرهَبه مُتَّقِدا
وَالصِدقُ إِن يَجِن ذَنباً غَيرُ مُتهَمٍ / وَالمَينُ مُتَّهَمٌ بِالذَنبِ لَو عُبِدا
عافَ التِجارَةَ في سُوقِ الرِياءِ إِذا / كانَ الرِياءُ لما يَرجُوهُ مُعتَمَدا
لَولا الرِياءُ يَمُتُّ الجاهِلونَ بِهِ / ما سادَ في الناسِ ذُو جَهلٍ وَلا مَجدا
هَيهاتَ مِنّا لَدى قَيسُونَ مَجلِسُنا / مَضى الصَفاءُ وَحَلَّ الدَهرُ ما عَقَدا
عَهدٌ قَضَيناه مَن يَشهَد لَيالِيَهُ / كَأَنَّما شَهِدَ الدُنيا بِما شَهِدا
يَرى القَبائِلَ مِن قَحطانَ ماثِلَةً / وَإِن تَيَقَّنَ أَن العَهدَ قَد بَعُدا
مُخَضرَمُونَ وَإِسلاميَّةٌ جُمِعا / في واحِدٍ جامِعٍ في الفَضلِ ما شَرَدا
إِلى جُهَينَةَ يُنمى في ذَوائِبِها / وَالفَرعُ في دَأبِهِ مِن حَيثُ ما وُلِدا
وَاِستَعجَم الشِعرُ في مِصرٍ فَقَوَّمهُ / وَردَّهُ عَرَبِيّاً لُحمَةً وَسدى
بِمُحكَماتٍ كَساها الحَضرُ رِقَّتَه / وَالبَدوُ لَفظاً قَويَّ النَسجِ مُطّرِدا
شعرٌ يَلذُّ عَلى الأَسماعِ موقِعهُ / كَأَنّ في كُلِّ بَيتٍ طائِراً غَرِدا
يُجيدُ ما شاءَ فيهِ غَيرَ مُفتَتِنٍ / وَإِن يُجِد غَيرُه لَم يَحمِلِ الحَسَدا
وَقُوَّةُ النَفسِ حِصنٌ مِن نقائِصِها / تَذودُ عَنها مِن الأَخلاقِ ما فَسَدا
كَم ذادَ عَن حَوزَةِ الفُصحى دُعاةَ هَوىً / تَكادُ فِتنَتُهم تُودي بِها بَدَدا
جيشٌ تَجمَّع يَبغي الهَدمَ مُعتَزِماً / فَإِن طَلَبتَ بِناء لَم تَجد أَحَدا
مِن كُلِّ أَلكَنَ مَعقُودِ اللِسانِ رَأى / أَن يَستُرَ الجَهلَ بِالإِزراءِ فَاِنتَقَدا
يَهيمُ بِالغَربِ لَم يَقرَأ لَهُ أَدَباً / وَيَجحَد العُربَ لا يَدري الَّذي جَحَدا
وَكُلُّ ما عِندَهُ كُتبٌ يُعَدِّدُها / لَم يَدرِ مِمّا حَوَت غَيّاً وَلا رشَدا
وَقِصَّةٌ لَم يَزِد عَن عِلمِ أَوَّلها / وَطارَ يَملأُ إِعجاباً بِها البَلَدا
مقلِّدون سَرَوا في لَيلِ جَهلِهُمُ / تَهوِي الفَيافي بِهم سَعياً لِغَير مَدى
وَمَن أَضاعَ تُراثاً مِن أُبوَّتِهِ / لَم يَستَفِد مِن سِواهُم قَدرَ ما فَقَدا
إِنَّ المُقَلِّد لا يَنفَكُّ مُنتَقِلاً / يَهوى ويُبغِضُ لا يُبقي هَوىً أَبَدا
يَصبُو لِلَيلى زَماناً ثُم يَهجُرُها / قِلىً وَيَصبُو إِلى أُخرى إِذا وَجَدا
حَظُّ الجَديد لَدَيهِ حَظُّ تالِدِه / مَن لا يَفي لِقَديمٍ ضَيَّعَ الجُدُدا
ما يَنفَعُ الناس يَبقى رَغمَ ما حَشَدوا / لِحَربِه وَاللَيالي تُذهِبُ الزَبَدا
ما أَعدَلَ الدَهرَ في هَذا وَأَظلَمَهُ / في حُكمِه أَمسِ أَفنى العدَّ وَالعَدَدا
مَضى الَّذي كانَ جَيشاً في عَزيمَتِه / كَالسَيلِ مُندَفِعاً وَالسَيفِ مُنجَرِدا
رَأى اِرتِداداً عَن الفُصحى وَسُخرِيةً / بِها فَشَمَّرَ كَالصدِّيقِ مُنفَرِدا
وَقامَ لَم يثنِهِ عَمّا يَهُمُّ بِه / في اللَهِ أَلا يَرى مِن قَومِهِ عَضُدا
وَشَدَّ شِدَّةَ جَبّارينَ صادِقَةً / فَمَزَّقَت مِن جُموعِ الزُورِ ما حَشَدا
وَأَوتَرَ القَوسَ يَرمى صَدر باطِلِهم / بِنافِذاتٍ أَصابَت لُبَّ مَن قَصَدا
وَحُجةٍ خَرِسَت مِنها شَقاشِقُهُ / لَولا العِنادُ لما تَأتى بِهِ سَجَدا
وَمَن حَمى لُغَةَ الأَسلافِ مِن عَبَثٍ / وَذادَ عَنها حَمى دِيناً وَمُعتَقَدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025