القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 7
الدِّين أصْبَح منصوراً بتأييد
الدِّين أصْبَح منصوراً بتأييد / الحمد لله في أيَّام محمودِ
إذ سلَّ من مرهفات الله بيض ظبا / فشيَّد الدِّين فيها أي تشييد
واستملك الملك عن رأي يسدّده / بحدٍّ سيفٍ وفضل غير محدود
سدّ الثغور وتمهيد الأُمور به / فالملك ما بين تسديد وتمهيد
أيَّام دولته الفراء تحسبها / خالاً على وجنات الخرد الغيد
الدهر يرهب من ماضي عزائمه / والبحر يطلب منه ساحة الجود
روت معاليه عن سعد وما عدلت / بالعدل إذ ذاك عن حكم ابن مسعود
متى أرى هذه الأيامَ مُسْعِفَةً
متى أرى هذه الأيامَ مُسْعِفَةً / والدَّهْرُ يُنجزُ وَعداً غَيرَ مَوعُودِ
والنفس تقضي بمطلوبٍ له وطراً / يَنوبُ عن كلِّ مفقودٍ بموجود
ألقى خطوب اللَّيالي وهي عابسةٌ / كما تَصادَمَ جلمودٌ بجلمودِ
فما أطعتُ الهوى فيما يرادُ به / ولا تطرَّيت بين الناي والعود
ولا ركنتُ إلى صهباءَ صافيةً / قديمة العصرِ من عصرِ العناقيدِ
إنِّي لأنْزَعُ مشتاقاً إلى وطني / والنوق تنزع بي شوقاً إلى البيد
وطالما قَذَفَتْ بي في مفاوزها / أخْفافُ تلك المطايا الضمَّر القود
لئِنْ ظفرتُ بمحمودٍ وإخوته / ظَفِرْت من هذه الدُّنيا بمقصودي
بيضُ الوُجوه كأمثال البدور سَناً / يطلُعْنَ في أُفْقِ تَعظيمٍ وتمجيد
تروي شمائلُهم ما كانَ والدُهم / يرويه من كرم الأَخلاق والجود
فيا له والدٌ عزَّ النَّظير له / وجاءَ منه لعمري خير مولود
من طيِّبٍ طابَ في الأَنجاب محتده / كما يطيبُ عبيرُ الند والعود
إذا ذكرتُ أياديه الَّتي سَلَفَتْ / جاذبتُ بالمدح أطراف الأَناشيد
قَلَّدْتُ جيدَ القوافي في مدايحه / ما لا يُقَلَّدُ جيد الخرَّدِ الغيد
يغرِّد الطرب النشوان حينئذٍ / فيها بأحسن تغريدٍ وترديد
أبو الخصيب خصيب في مكارمه / ومنزل السعد لا يشقى بمسعود
لا تصدر الناس إلاَّ عنه في جدة / ونائل من ندى كفَّيه مورود
تدعو له بمسرَّات يفوزُ بها / ليس الدُّعاءُ له يوماً بمردود
يزيدني شكره فضلاً ومكرمة / كأَنَّني قلتُ يا نعماءهُ زيدي
يرجو المُؤَمِّل فيه ما يُؤمّله / بابُ الرَّجاء لديه غير مسدود
تجري محنَّته في قلبِ عارفه / لفضله مثل مجرى الماء في العود
فكلَّما سرتُ مشتاقاً لزورته / وجدتُ مسرايَ محموداً لمحمودِ
وإنْ أتَتْهُ القوافي الغرّ أتْحَفَها / بشاهدٍ من معاليه ومشهود
تلك المكارم تروى عن أبٍ فأبٍ / من الأَكارم عن آبائه الصِّيد
لله درّك ما أنداك من رجلٍ / بيضٌ أياديك في أيَّامنا السُّود
ليهنك العيد إذا وافاك مبتهجاً / بطلعةٍ منك زانَتْ بهجة العيد
ما مات من بعد عبد الواحد الجودُ
ما مات من بعد عبد الواحد الجودُ / وفي بَنيه النجيبُ الشَّهمُ محمودُ
ولا فقدنا من الدُّنيا مكارمه / وفي ذراريه ذاك الفضل موجود
والفرع كالأَصل إنْ تزكُ مغارسُه / زكا وأَثمر في أوراقه العود
لا ينزع الله هذا السّرّ من رجلٍ / فيه السَّعادة والمسعود مسعود
قد بارك الله في آل المبارك مذْ / كانوا فمولودهم للخير مولود
مطهَّرونَ فلا رجسٌ يدَنِّسُهُمْ / ولا يلمُّ بهم للإِثم تفنيد
تأوي إليهم بنو الحاجات راغبة / والمنهل العذب بين النَّاس مورود
وما أرى غيرهم فيمن يناظرهم / من يُسأل الخير أو تطوى له البيد
نزلتُ فيهم على رَحبٍ أُسَرُّ به / ولي بهم أملٌ بالبرّ موعود
إنْ طوَّقوني بطَوقٍ من مكارمهم / فإنَّهم وثنائي الطَّوق والجيد
تُزانُ غرُّ القوافي كلَّما ذكروا / بما تُزان وتزهو الخرَّدُ الغيد
يا من إذا عُدَّتْ الأَنجاب حينئذٍ / فأَوَّل النَّاس في الأَنجاب معدود
يا ابن الَّذي كنت أرجوه وأمدحه / وشاهدٌ لي أياديه ومشهود
ولا يُرَدُّ مقالي في مدائحه / وفي الأَقاويل مقبول ومردود
ورثت أخلاقَه اللاّتي سَموْتَ بها / وشِدْتَ ما شاده آباؤك الصّيد
سَلَكْتَ كلَّ سبيلٍ كانَ يسلكه / فكلُّ فعلك يا محمود محمودُ
أبو الخصيب أراك الخصبَ منك له / وأَنْتَ ظلٌّ إليه اليوم ممدود
أغظتَ كلَّ حَسودٍ أَنْتَ تعرفه / وكلُّ ذي نعمةٍ لا شكَّ محسود
الله أبقاك عمَّن قد مضى خَلَفاً / ولي بمدحك تغريد وترديد
وعشتَ بالأُنس طول الدَّهر في رغدٍ / ولا يسوؤك طول الدَّهر تنكيد
يا قبرَ محمود لا جازَتْك غاديةٌ
يا قبرَ محمود لا جازَتْك غاديةٌ / تَسقي ثَراكَ بصَوْبٍ غير مفقودِ
لقد فَقَدْتُ بك المعروفَ أجمَعَهُ / يا خيرَ من راحَ مفقوداً لموجود
وقد كرهتُ حياة لا أراكَ بها / مذ كانَ موتُك موت الفضل والجود
وليس بعدكَ عيشي ما أُسَرُّ به / ما العيش من بعد محمود بمحمود
كنَّا بفضلك في خِصبٍ وفي سعةٍ / ومنهلٍ من ندى كفَّيك مورود
ونستظلُّ بحيث الدَّهر هاجرة / ولا ظلال بظلٍّ منك ممدود
أبكيك والحقّ أن أبكي عليك دماً / بأَدْمُعٍ فوقَ خدّي ذات أخدود
أَنْتَ الَّذي تحكي مناقبه / بشاهدٍ من معاليه ومشهود
أيَّامه كانت الأَعيادَ أذكرها / فلم تَرُقْ بعده لي طلعةُ العيد
ما بعد صاحب هذا القبر من أحَدٍ / يُرجى الخيرُ أو يُدْعى إلى الجود
جَرَّبْتُ من بعده السَّادات أجمعها / فَصَحَّ لي فيه بعد الله توحيدي
وربَّما قادَني ظنِّي إلى أرب / فخاب ظنِّي ولم أظفر بمقصودي
وليس من بعده حظٌّ لذي أملٍ / ولا السَّراب وإنْ يطغى بمورود
إنِّي لأبكي عليه كلَّما ذُكرت / أيَّامه البيضُ في أيَّاميَ السُّود
أبكي على ابن رسول الله يتركني / في فقده بين تنغيصٍ وتنكيدِ
ليتَ المنايا بما غالت وما تركت / قد بَدَّلَتْ أَلْفَ موجودٍ بمفقود
أَذمُّ دهراً لعيشٍ لَسْتُ أَحْمدُهُ / ولستُ أحمدُ عيشاً بعد محمود
بالعيد كنتُ أُهنِّيه وأمْدَحُهُ / فصِرْتُ أبكيه أو أرثيه بالعيد
إنَّ النَّقيب عَليًّا طابَ عنصُرُه
إنَّ النَّقيب عَليًّا طابَ عنصُرُه / وشَرَّفَ الله في السادات محتدَه
لجدّه الشيخ باز الله حين بنى / معمّراً في سبيل الله مسجدَه
شيخ الطريقة لم يقصده قاصده / إلاَّ وأعطاه ربُّ العرش مقصده
أو جاءَ مسترشداً يبغي النجاة به / إلاَّ هداه إلى التقوى وأرشده
فصلِّ لله وادع الله حينئذ / وَزُرْ من الشيخ قطب الغوث مرقده
فلم تَزَلْ نفحاتُ القدس سارية / منه إليك بما لا كنتَ تعهده
واشْهَدْ لبانيه إعجاباً بهمَّتِه / بما بناه وعَلاّه وشيّده
وقل لمنْ رام منه أن يُؤرِّخَه / ذا جامعٌ وعليُّ القَدْر جَدَّده
هذا البناءُ الَّذي محمودُ أنْشَأهُ
هذا البناءُ الَّذي محمودُ أنْشَأهُ / وزانَه زُخْرُفُ زاهٍ وتشييدُ
فجاءَ في غاية الإتقان منتزهاً / فيه السُّرور وفيه الأنْس موجود
لا يسمع المرءُ في مغناه لاغيةً / وطائر اليمن في مغناه غرّيد
آل المبارك لا زالت مباركة / لكم منازل فيها الفضل مشهود
قد أسعدَ الله أرضاً تنزلون بها / ومنزل السعد في أهليه مسعود
فقلْ لأحبابنا زوروه وانبسطوا / فيه ومن بعدها إنْ شئتم عودوا
من زارنا فهوَ في خيرٍ وفي دَعةٍ / ولم يَفُتْه بحول الله مقصود
يا حبّذا ذلك الباني وبنْيَتُه / فللمسرّات في ناديه تجديد
لذاك في ذلك التاريخ قيلَ له / هذا مقامُك يا محمودُ محمود
في رحمة الله حلَّ شيخٌ
في رحمة الله حلَّ شيخٌ / وجنّةٍ دارها الخلودُ
تفيضُ من صدره علومٌ / وقد طمى بحرها المديد
ولم يزل ميّتاً وحيًّا / من علمه النَّاس تستفيد
سار إلى ربه غير فان / بالعز وهو العزيز الحميد
ومذ توفّاه قلتُ أرِّخْ / مضى إلى ربه السعيد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025