حالَفتُ فيكَ البُكا كَأَنّي
حالَفتُ فيكَ البُكا كَأَنّي / وَرقاءُ تَبكي عَلى فِراخِ
خَدّي شَهيدٌ بِأَنَّ عَيني / عادَت مِنَ البُخلِ بِالتَساخي
خَلَت شُهورٌ وَلَم أَسَل عَن / إِهلالِ شَهرٍ وَلا اِنسِلاخِ
خَيالكَ اِعتادَني فَسَلهُ / عَن زَفرَتي فيكَ وَاِصطِراخي
خُنتُكَ إِن عُدتَ لِاِدِّكاري / لَيالي الكَرخِ أَو أضاخِ
خُيِّلَ لي مُذ قُبِرتَ أَنّي / ظَمآنُ في القَيظِ وَالسِباخِ
خَلّيتَني في وِثاقِ دُنيا / تَشتَدُّ إِن سمتُها التَراخي
خَدّاعَةٍ بالمُنى خَؤونٍ / لِمَن تُعادي وَمَن تُؤاخي
خَلَّيتَها وَاِرتَحَلتَ لَمّا / لَم تَرضَ فيها عَنِ المُناخِ
خَلصت مِنها وَنَحنُ فيها / مِثل العَصافيرِ في الفِخاخِ
خاطَبتني فَاِتَّرَكت مِنّي / صَرصَرَةَ البازِ كَالصُراخِ
خوَّفت زَأراً وَكُنت شِبلاً / عَفّاً عَنِ الشَاءِ وَالإِراخِ
خَلائِقُ العالَمينَ شَتّى / فَمِن مِلاحٍ وَمِن فتاخِ
خالَفَني فيكَ رَيبُ دَهرٍ / أَبقى عِظامي بِلا مخاخِ
خِلتُكَ تَبقى وَحُكم رَبّي / ما لي يَدٌ فيهِ بِاِنفِساخِ