المجموع : 3
قُل لِلأَميرِ لَقَد قَلَّدتَني نِعَماً
قُل لِلأَميرِ لَقَد قَلَّدتَني نِعَماً / فُتَّ الثَناءُ بِها ما هَبَّتِ الريحُ
يا مانِحي الجاهَ إِذ ضَنَّ الجَوادُ بِهِ / شُكريكَ ما عِشتُ لِلأَسماعِ مَمنوحُ
لَم يُلبِسِ اللَهُ نوحاً فَضلَ نِعمَتِهِ / إِلّا لِما بَثَّهُ مِن شُكرِهِ نوحُ
ذَمَّت سَماحَتُهُ الدُنيا إِلَيهِ فَما / يُمسي وَيُصبِحُ إِلّا وَهوَ مَمدوحُ
وَلِلأُمورِ إِذا الآراءُ ضِقنَ بِها / يَومَ التَجادُلِ مِن آرائِهِ فيحُ
لَم يُغلِقِ اللَهُ بابَ العُرفِ عَن أَحَدٍ / بابُ الأَميرِ لَهُ المَألوفُ مَفتوحُ
لَن يَعدَمَ المَجدَ مَن كانَت أَوائِلُهُ / مِن آلِ كِسرى البَهاليلُ المَراجيحُ
مورى الفُؤادِ فَلَو كانَت بِعَزمَتِهِ / تُذكى المَصابيحُ لَم تَخبُ المَصابيحُ
كَأَنَّهُ لِاِجتِماعِ الروحِ فيهِ لَهُ / مِن كُلِّ جارِحَةٍ في جِسمِهِ روحُ
أَهدِ الدُموعَ إِلى دارٍ وَماصِحَها
أَهدِ الدُموعَ إِلى دارٍ وَماصِحَها / فَلِلمَنازِلِ سَهمٌ في سَوافِحِها
أَشلى الزَمانُ عَلَيها كُلَّ حادِثَةٍ / وَفُرقَةٍ تُظلِمُ الدُنيا لِنازِحِها
حَلَفتُ حَقّاً لَقَد قَلَّت مَلاحَتُها / بِمَن تُخُرِّمَ عَنها مِن مَلائِحِها
إِن تَبرَحا وَتَباريحي عَلى كَبِدٍ / ما تَستَقِرُّ فَدَمعي غَيرُ بارِحِها
دارٌ أُجِلُّ الهَوى عَن أَن أُلِمَّ بِها / في الرَكبِ إِلّا وَعَيني مِن مَنائِحِها
إِذا وَصَفتُ لِنَفسي هَجرَها جَمَحَت / وَدائِعُ الشَوقِ في أَقصى جَوانِحِها
وَإِن خَطَبتُ إِلَيها صَبرَها جَعَلَت / جِراحَةُ الوَجدِ تَدمى في جَوارِحِها
ما لِلفَيافي وَتِلكَ العيسُ قَد خُزِمَت / فَلَم تَظَلَّم إِلَيها مِن صَحاصِحِها
فُتلٌ إِذا اِبتَكَرَ الغادي عَلى أَمَلٍ / خَلَّفنَهُ يَزجُرُ الحَسرى بِرائِحِها
تُصغي إِلى الحَدوِ إِصغاءَ القِيانِ إِلى / نَغمٍ إِذا اِستَغرَبَتهُ مِن مَطارِحِها
حَتّى تؤوبَ كَأَنَّ الطَلحَ مُعتَرِضٌ / بِشَوكِهِ في المَآقي مِن طَلائِحِها
إِلى الأَكارِمِ أَفعالاً وَمُنتَسَباً / لَم يَرتَعِ الذَمُّ يَوماً في طَوائِحِها
آساسُ مَكَّةَ وَالدُنيا بِعُذرَتِها / لَم يَنزِلِ الشَيبُ في مَثنى مَسائِحِها
قَومٌ هُمُ أَمِنوا قَبلَ الحَمامِ بِها / مِن بَينِ ساجِعِها الباكي وَنائِحِها
كانوا الجِبالَ لَها قَبلَ الجِبالِ وَهُم / سالوا وَلَم يَكُ سَيلٌ في أَباطِحِها
وَالفَضلُ إِن شَمِلَ الإِظلامُ ساحَتَها / مِصباحُها المُتَجَلّي مِن مَصابِحِها
مِن خَيرِها مَغرِساً فيها وَأَوسَعِها / شِعباً تُحَطُّ إِلَيهِ عيرُ مادِحِها
لا تَفتَ تُزجي فَتِيَّ العيسِ سَاهِمِةً / إِلى فَتى سِنِّها مِنها وَقارِحِها
حَتّى تُناوِلَ تِلكَ القَوسَ بارِيَها / حَقّاً وَتُلقي زِناداً عِندَ قادِحِها
كَأَنَّ صاعِقَةً في جَوفِ بارِقَةٍ / زَئيرُهُ واغِلاً في أُذنِ نابِحِها
سِنانُ مَوتٍ ذُعافٍ مِن أَسِنَّتِها / صَفيحَةٌ تُتَحامى مِن صَفائِحِها
ذو تَدرَءٍ وَإِباءٍ في الأُمورِ وَهَل / جَواهِرُ الطَيرِ إِلّا في جَوارِحِها
هَشماً لِأَنفِ المُسامي حَينَهُ فَسَما / لِهاشِمٍ فَضلُها فيها اِبنُ صالِحِها
يا حاسِدَ الفَضلِ لا أَعرِفكَ مُحتَشِداً / لِغَمرَةٍ أَنتَ عِندي غَيرُ سابِحِها
لِكَوكَبٍ نازِحٍ مِن كَفِّ لامِسِهِ / وَصَخرَةٍ وَسمُها في قَرنِ ناطِحِها
وَلا تَقُل إِنَّنا مِن نَبعَةٍ فَلَقَد / بانَت نَجائِبُ إِبلٍ مِن نَواضِحِها
سَميدَعٌ يَتَغَطّى مِن صَنائِعِهِ / كَما تَغَطّى رِجالٌ مِن فَضائِحِها
وَفارَةُ المِسكِ لا يُخفي تَضَوُّعَها / طولُ الحِجابِ وَلا يُزرى بِفائِحِها
لِلَّهِ دَرُّكَ في الخَودِ الَّتي طَمَحَت / ما كانَ أَرقاكَ يا هَذا لِطامِحِها
نَقِيَّةُ الجَيبِ لا لَيلٌ بِمُدخِلِها / في بابِ عَيبٍ وَلا صُبحٌ بِفاضِحِها
أَخَذتَها لَبوَةَ العِرّيسِ مُلبِدَةً / في الغابِ وَالنَجمُ أَدنى مِن مَناكِحِها
لَو أَنَّ غَيرَ أَبي الأَشبالِ صافَحَها / شَكَّت بِمَخلَبِها كَفَّي مُصافِحِها
جاءَت بِصَقرَينِ غِطريفَينِ لَو وُزِنا / بِهَضبِ رَضوى إِذاً ما لا بِراجِحِها
بِهاشِمِيَّينِ بَدرِيَّينِ إِن لَحَجَت / مَغالِقُ الدَهرِ كانا مِن مَفاتِحِها
نَصلانِ قَد أُثبِتا في قَلبِ شانِئِها / نارَينِ أوقِدَتا في كَشحِ كاشِحِها
وَكَذَّبَ اللَهُ أَقوالاً قُرِفتَ بِها / بِحُجَّةٍ تُسرَجُ الدُنيا بِواضِحِها
مُضيئَةٍ نَطَقَت فينا كَما نَطَقَت / ذَبيحَةُ المُصطَفى موسى لِذابِحِها
لَئِن قَليبُكَ جاشَت بِالسَماحَةِ لي / لَقَد وَصَلتُ بِشُكري حَبلَ ماتِحِها
وَقَد رَأَتني قُرَيشٌ ساحِباً رَسَني / إِلَيكَ عَن طَلقِها وَجهاً وَكالِحِها
إِذا القَصائِدُ كانَت مِن مَدائِحِهِم / فَأَنتَ لا شَكَّ عِندي مِن مَدائِحِها
وَإِن غَرائِبُها أَجدَبنَ مِن بَلَدٍ / كانَت عَطاياكَ أَندى مِن مَسارِحِها
الغَيمُ مِن بَينِ مَغبوقٍ وَمُصطَبَحِ
الغَيمُ مِن بَينِ مَغبوقٍ وَمُصطَبَحِ / مِن ريقِ مُكتَفِلاتٍ بِالثَرى دُلُحِ
دُهمٍ إِذا ضَحِكَت في رَوضَةٍ طَفِقَت / عُيونُ نُوّارِها تَبكي مِنَ الفَرَحِ