المجموع : 5
جَاءَتْ بِعُودٍ كَأَنَّ الحُبَّ أَنْحَلَهُ
جَاءَتْ بِعُودٍ كَأَنَّ الحُبَّ أَنْحَلَهُ / فَمَا يُرَى مِنْهُ إلاّ الوَهْمُ والشَّبَحُ
فَحَرّكَتْهُ وَغَنَّتْ في الثَّقِيْلِ لَنَا / صَوْتاً به الشَّوْقُ في الأَحْشَاءِ يَنْقَدِحُ
بيضاءُ يَحْضُرُ طِيْبُ العَيْشِ ما حَضَرَتْ / فإن نَأَتْ عَنْكَ غَابَ اللّهْوُ والفَرَحُ
كلُّ اللِّباسِ عَلَيْها مَعْرِضٌ حَسَنٌ / وَكُلُّ ما تَتَغَنَّى فِيهِ مُقْتَرَحُ
وَمُسْتَدِيرٍ كَجِرْمِ البَدْرِ مَسْطُوحِ
وَمُسْتَدِيرٍ كَجِرْمِ البَدْرِ مَسْطُوحِ / عن كُلِّ رائِعَةِ الأشْكَالِ مَصْفُوحِ
صَلْتٌ يُدَارُ عَلَى قُطْبٍ يُثَبِّتُهُ / تِمْثَالُ طِرْفٍ بِشَكْمِ الحِذْقِ مَكْبُوحِ
مِلْءُ البِنَانِ وَقَدْ أَوْفَتْ صَفَائِحُهُ / عَلَى الأَقَالِيمِ فِي أَقْطَارِهَا الفيحِ
كأنّما السَّبْعَةُ الأَفْلاَك مُحْدِقَةٌ / بالنَّارِ والماءِ والأَرَضِيْنَ والرِّيْحِ
تُنْبِيْكَ عَنْ طالِعِ الأبْرَاجِ هَيْئَتُهُ / بالشَّمْسِ طَوْراً وَطَوْراً بالمَصَابيْحِ
وإِنْ مَضَتْ ساعَةٌ أَوْ بَعْضُ ثانِيَةٍ / عَرَفْتَ ذَاكَ بِعِلْمٍ فِيْهِ مَشْرُوحِ
وإنْ تَعَرَّضَ في وَقْتٍ يُقَدِّرُهُ / لَكَ التَّشَكُّكْ جَلاَّهُ بِتَصْحِيْحِ
مُمَيَّزٍ في قِياسَاتِ النُّجُومِ بِهِ / بَيْنَ المَشَائِيْمِ مِنْهَا والمناجِيْحِ
لَهُ عَلَى الظَّهْرِ عَيْنَا حِكْمَةٍ بِهِما / يَحْوِي الضِّيَاءَ وَيَجْنِيْهِ مِنَ اللَّوْحِ
وفي الدَّوائِرِ من أشْكَالِهِ حِكَمٌ / تُنَقِّحُ العَقْلَ مِنْهَا أَيَّ تَنْقِيحِ
لا يَسْتَقِلُّ لِمَا فِيْهِ بِمَعْرِفَةٍ / إلا الحَصِيْفُ اللَّطيفُ الحِسِّ والرُّوحِ
حتَّى يَرَى الغَيْبَ فِيْهِ وَهْوُ مُنْغَلِقُ ال / أَبْوَابِ عَمَّنْ سِوَاهُ جِدُّ مَفْتُوحِ
نَتِيْجَةُ الذَّهْنِ والتَّفْكِيرِ صَوَّرَهُ / ذَوُو العُقُولِ الصَّحِيْحَات المراجِيْحِ
يا صَبْوَ حُبِّكَ في الأَحْشَاءِ قّدْ قَدَحَا
يا صَبْوَ حُبِّكَ في الأَحْشَاءِ قّدْ قَدَحَا / وحَلَّ مُسْتَوْطِناً فِيْها فَمَا بَرِحَا
أَشْكُو إِلَيْكَ جُفُوناً ما يَجِفُّ لَهَا / غَرْبٌ يَسِيْحُ وما قِيْهِنَّ قَدْ قَرِحَا
وهَيْكَلاً ناحِلاً أَوْدَى السَّقامُ بِهِ / فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ إلاَّ الرْسْمَ والشَّحَا
فلو يَكُونُ بإحدى كِفَّتَيْنِ وَلاَ / شيْءَ يُوَزِيْهِ في الأُخرى لَمَا رَجَحَا
مَحَاسِنُ الدَّيْرِ تَسْبِيْحي وَمَسّاحِي
مَحَاسِنُ الدَّيْرِ تَسْبِيْحي وَمَسّاحِي / وَخَمْرُهُ في الدُّجى صُبْحي وَمِصْباحي
أَقَمْتُ فِيهِ إلى أنْ صار هيكَلُهُ / بَيْتي وَمِفْتَاحُهُ للأُنْسِ مِفْتاحي
مُنَادِماً في قَلاَلِيْهِ رَهابِنَةً / راحَتْ خَلاَئِفُهُمْ أَصْفَى مِن الرَّاحِ
قَدْ عُدِّلُوا ثِقْلِ أَبْدَانٍ بِمعْرِفَةٍ / مِنْهُمْ لخِفّةِ أبدانٍ وأَرْوَاحِ
وَوَشّحُوا غُرَرَ الآدابِ فَلْسَفَةً / وَحِكْمَةً بعلومِ ذاتِ إيْضَاحِ
فَطِبُّ بُقْرَاطَ لَحْنُ المُوصِلِيِّ وفي / نَحْوِ المُبَرّدِ أَشْعارُ الطِّرْمّاحِ
وَمُنْشِدٌ حِيْنَ يُبْدِيْها النّوَالُ لَنَا / أَلْمَعُ بَرْقٍ بَدَا أَمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ
أَخْلَفْتُ في العُمْرِ عُمْري حِيْنَ رَاحَ إلى / غَيْرِ البَطَالَةِ قَلْبي غَيْرَ مُرْتَاحِ
ما نُورُ أَحْداقِنا إلا حَدَائِقَهُ / لاَمَ اللوائِمُ فِيْهِ أَوْ لْحَى اللاّحِي
بُسْطُ البَنَفْسَجِ والمَنْثُورِ بُسْطٌ في / صُحُونِ آسٍ وَخَيْرِيَّاتِ تُفّاحِ
بَدَائِعُ لا لِدَيْرِ العَلْثِ هُنَّ ولا / لِدَيْرِ حَنَّةَ مِنْ ذَاتِ الأَكَيْرَاحِ
وَكَمْ حَنَنْتُ إِلَى حاناتِه وَغَدَا / شَوْقي يُكَابِرُ أَصْوَاتاً بِأَقْدَاحِ
حَتّى تَخَمَّرَ خِمَاري بِمَعرِفَتي / وَحَيَّرَتْ مُلَحي في السُّكْرِ مَلاَّحي
يا دَيْرَ مُرَّانٌ لا تَعْدِمْ ضُحىً وَدُجىً / سِجَالَ كُلِّ مُلحِّ الوَدْقِ سَجَّاحِ
إن يُفْنِ كاسُكَ أكياسي فإنّ بها / يَفُلُّ جَيْشَ هُمُومي جيشُ أفْرَاحي
وإِنْ أُقِمْ سوقَ إِطْرَابِي فلا عَجَبٌ / هذا بِذَاكَ إذَا مَا قَامَ نُوَّاحِي
أجَلْ هو الرُّزْءُ جَلَّ فادِحُهْ
أجَلْ هو الرُّزْءُ جَلَّ فادِحُهْ / باكِرُهُ فاجِعٌ ورائِحُهْ
لا ربْعُ دارٍ عفا ولا طَلَلُ / أوْحشَ لمَّا نَأْتِ ملائِحُهْ
عَنْ ذاكَ مندوحَةٌ لمُعْتَبِرِ / فَذُو النُّهَى جَمَّةٌ مَنَادِحُهْ
فَجَائِعٌ لو دَرَى الجنينُ بها / لعادَ مُبْيَضَّةً مَسَائِحُهْ
يا بُؤْسَ للدَّهْرِ حينَ آلُ رسو / لِ الله تجتاحُهُمْ جَوَائِحُهْ
إذا تَفَكَّرْتَ في مُصَابِهِمْ / أثْقَبَ زَنْدَ الهُمُومِ قَادِحَهْ
فبعضُهُمْ قُرِّبَتْ مَصَارِعُهُ / وبعضُهُمْ بُوعِدَتْ مَطَارِحُهْ
أظْلَمَ في كَرْبِلاَءَ يومُهُمُ / ثم تجَلّى وَهُمْ ذَبَائِحُهْ
لا بَرِحَ الغَيْثُ كلَّ شارِقَةٍ / تَهْمي غَوَادِيْه أوْ رَوَائِحُهْ
على ثَرىً حَلَّهُ غريبُ رسو / لِ اللَّهِ مَجْرُوحةٌ جَوَارِحُهْ
ذَلَّ حِمَاهُ وقَلّ ناصِرُهُ / وَنَالَ أَقْصى مُنَاهُ كَاشِحُهْ
وسيقَ نِسْوانُهُ طلائِقَ أح / زانٍ تَهَادَى بِهِمْ طلائِحُهْ
وهنَّ يُمْنَعْنَ بالوعيد من النَ / نوحْ وعِرُّ العُلا نوائحُهْ
عادَ الأَسَى جَدَّهُ ووالِدَهُ / حَيْثُ اسْتَغَاثَتْهُمَا صوائِحُهْ
لَوْ لَمْ يُرِدْ ذُو الجَلاَلِ حَرْبَهُمُ / بِهِ لَضَاقَتْ بِهِمْ فَسَائِحُهْ
وَهْوَ الذي اجتاحَ أُمَّةً عَقَرَتْ / ناقَتَهُ إذْ دَعَاهُ صالِحُهْ
ضللتُمُ القَصْدَ للسبيلِ إلى الْ / لَّهِ فتاهتْ بِكُمْ صَحَاصِحُهْ
يا شِيْعَ الغَيِّ والضَّلاَلِ وَمَنْ / كَلٌّهُمْ جَمَّةٌ فضائِحُهْ
غَشَشتُمُ اللَّهَ في أذِيَّةِ مَنْ / إليْهِمُ أُدِّيَتْ نَصَائِحُهْ
عَفَرْتُمُ بالثَّرَى جبين فَتىً / جبريلُ قبلَ النبيَّ ماسِحُهْ
يُطَلّ ما بينَكُمْ دَمٌ لرسو / لِ اللَّهِ وابنُ السِّفَاحِ سَافِحُهْ
سِيّانُ عند الإله كُلُّكُمُ / خاذِلُهُ مِنْكُمُ وذابِحُهْ
على الَّذِي فاتَهُمْ بِحَقِّهِمْ / لعْنٌ يُغَادِيهِ أو يُراوِحُهْ
جَهِلْتُمُ فيهِمُ الذي عَرَفَ ال / بَيْتُ وما قابَلَتْ أباطِحُهْ
إن تصمُتُوا عن دعائِهِمْ فلكُمْ / يومُ وغىً لا يُجاب صائحُهْ
في حيثُ كبْشُ الرّدَى يناطِحُ من / أبْصَرَ كبشَ الوَغَى يناطِحُهْ
وفي غَدٍ يَعْرِفُ المُخَالِفُ مَنْ / خاسِرُ دينٍ لَهُمْ وَرَابِحُهْ
وبين أيديكُمُ حريقُ لظىً / يلفَحُ تِلْكَ الوُجُوهَ لافِحُهْ
إن عِبْتُمُوهُمْ بجهلِكُمْ سَفَهاً / ما ضرَّ بَدْرَ السماءِ نابِحُهْ
أو تكتُمُوا فالقرانُ مشكِلُهُ / بفضلِهِمْ ناطقٌ وواضِحُهْ
ما أَشْرَقَ المَجْدُ من قبورِهِمْ / إلا وسُكَّانُها مصابِحُهْ
قومٌ أبَى حدُّ سيفِ والدِهِمْ / للدينِ أو يستَقِيْمُ جامِحُهْ
وهو الذي استأنسَ النبيُّ بِهِ / والدينُ مذعورَةٌ مسارِحُهْ
حاربَهُ القومُ وهو ناصِرُهُ / قِدْماً وغَشُّوه وهْوَناصحُهْ
فكم كَسَا منهُمُ السُّيُوفَ دَماً / يَوْمَ جِلادٍ يطيحُ طائِحُهْ
ماصفَحَ القومُ عندما قَدَرُوا / لما جَنَتْ فيهِمُ صفائحُهْ
بل منحوهُ العنادَ واجتهدوا / أن يمنعُوهُ ما اللَّهُ مانِحُهْ
كانوا خِفَاقاً إلى أذّيتِهِ / وهو ثقيلُ الوقارِ راجِحُهْ
بحرُ علومٍ إذا العلومُ طَمَتْ / فهز تَيّارَها ضحاضِحُهْ
وإن جَرَوُا في العفافِ بَذَّهُمُ / بالسَّبْقِ عودَ الجَرَاءِ قارِحُهْ
قد منع الطَّرْفَ عن حُطَامِهِمْ / وهو إلى الصالحَاتِ طامِحُهْ
ياعترةً حبُّهمْ يبينُ بِهِ / صالِحُ هذا الوَرَى وطالِحُهْ
مغالِقُ الشَرِّ أنتُمُ يابَني / أحمدَ إِذْ غيركُمْ مفاتِحُهْ
طِبْتُمْ فإن مرَّ ذِكْرِكُمْ عَرَضاً / فَاحَ بِمِسْكِ الجِنَانِ فائِحُهْ
أُكَاتِمُ الحُزْنَ في محبَّتِكُمْ / والحُزْنُ يَعْيَا بِهِ مَكَاوِحُهْ
ليس سِوَى الدَّمْعِ والإناءُ بِمَا / يكونُ فِيْهِ لابُدّ راشِحُهْ
فَسَوْفَ تغرَى به الجفُون وإن / أضَر بالناظِرَيْنِ سافِحُهْ
لو كُنْتُ في عصْرِ دِعْبِلٍ عَبَدَتْ / مدائحي فيكُمُ مدائِحُهْ