قَد عاودَ القَصْفَ والنَدمانَ والقَدَحا
قَد عاودَ القَصْفَ والنَدمانَ والقَدَحا / وكانَ نَشوانَ من كأسِ التُّقى فَصَحا
شَيخٌ غدا في رباطِ النُّسك مرتبكاً / فَيا لَها سُبَحاً كانَتْ لهُ شَبَحا
لاقاه إبليس في الماخورِ صاحِبُه / وكانَ غَضْبانَ لمّا تابَ فاصطَلَحا
وقالَ يا بأبي أَفديكَ مِن وَلَدٍ / لغيرِ ما سُمعتُه في الفِسقِ ما صَلُحا
إذا تَرَكْتُكَ مَنْ في النّاس يخْلفُني / وأَنتَ لي أَكبَر الأعوان والنُّصَحا
وَتُنْعِش اللّهوَ بالألحانِ مُغْتَبقاً / وتوقِظ العِشْقَ بالأَنغامِ مُصْطَبَحا
دَعِ التَستُّرَ لا تَرْدَعْكَ لائمةٌ / وَخُذْ مِنَ العيشِ ما وافاكَ أو سَنَحا
ما لذَّةُ القَصْفِ أنْ تأتيهِ مُسْتَتِراً / بلْ لذَّة العِشقِ أنْ تأتيهِ مُفْتَضَحا
واقصُدْ عُمَيْرَةَ للتزويجِ إنَّ لها / بيتاَ غَدَتْ في سماء الحُسْنِ شَمسَ ضُحى
وقد هَجينَكَ وأمشِ الرَّمْلَ ذا عَنَقٍ / وانزِل بهِ حَيْثُما دارتْ لَدَيْكَ رَحَى
ذاتُ القِوامِ الذي يَهْتَز غُصنَ نَقا / لو مرَّ يوماً عليه طائرٌ صَدَحا
تُبدي على الدُّفِّ كالجمّارِ مِعْصَمَها / لِنَقْررَةٍ بِبَنَانٍ يُشبِهُ البَلَحا
غِناؤها برَقيقِ الغِنجِ مُمْتَزجٌ / فَما يُنَقِّطُ إلاّ كلَّ مَنْ رَشَحا
واجمَعْ مَعَ الصُّبحِ واحْصُدْ ما زَرَعْتَ بهِ / مَع المساءِ وكن في الحرمِ مثل جحا
ولُذ بعنقِ التّقي العطارِ مُنبَسِطاً / للسّكِّ بالكفِّ أنىّ طابَ وانشرحا
وبالْجَرَنْعِ وَعامْلهُ على ثِقَةِ / منَ الوفاء ولا تَصْفحْهُ إن صَفَحا
ثَورانِ كم سكّةٍ للحرث قد دَرَسا / لولا معاقَرَةُ الأَقداح لانتَطَحا
فَخُذْ وَصِيّةَ شيخٍ مُدْبرٍ وأبٍ / لو وازنوكَ بهِ في الفِسْقِ ما رَجحا
قالَ السميطُ لَقَد حَمُصت تقلِيَةً / لو قالَ ذا القول تَيْسٌ قَطُّ ما ذُبِحا