صُفّوا المواكبَ وَامْشُوا حولَها مَرَحا
صُفّوا المواكبَ وَامْشُوا حولَها مَرَحا / عاد الزّعيمُ ونال الشّعبُ ما اقترحا
سُدّوا المسامِعَ إلا أن يُقالَ لكم / هُزّوا الكِنانةَ باستقلالها فرحا
ماذا عن النّاعبِ الباكي بأيكتهِ / إذا شدا الطّائرُ الغِرِّيدُ أو صَدَحا
يا سعدُ إنّ سبيلَ الحقِّ بَيِّنةٌ / للسّالكين وإنّ الأمرَ قد وضحا
أَدِّ الأمانةَ لا يَعبثْ بها أَحدٌ / وجِدَّ في الأمرِ لا يَخدَعْكَ مَن مزحا
ولا يغرّنْكَ قولُ الناسِ سيّدُنا / نرضَى من الأمرِ ما يرضَى وإن فدحا
حكمُ الحمايةِ مردودٌ وحُجَّتُها / أنأى وأبعدُ من سيشيلَ مُطَّرَحا
هو الجلاءُ فمن يَطْلُبْ به بدلاً / فما وَفىَ لبني مصرٍ ولا نصحا
يا سعدُ لا تَقْتحِمْها خُطَّةً حَرَجاً / فإنّ حولك للأحرارِ مُنتدَحا
إنّ المزايا التي لا يُستهانُ بها / كانت لقومِكَ سِرّاً باتَ مُفتضَحا
أسكرتَ في مصرَ شعباً ما هممتَ به / حتّى مشَى الذُّعرُ في أوصالِه فصحا
لولا الأُلى أخذوا الأقداحَ عن فمِه / ما انفكِّ مُغْتَبِقاً منها ومُصطَبِحا
إنا لعمرك نهدي كلَّ مُعتَسِفٍ / إلى السّبيلِ ونلويهِ إذا جَمحا
نمضِي على خُطّةٍ للحقِّ واضحةٍ / ما فاز شَعبٌ يُجافيها ولا نجحا
حِزبٌ من الشُّمِّ يهوي عن جوانبِه / مَن كدَّ يطمعُ أن ينهارَ أو كدحا
عالي المطالبِ حُرٌّ في مذاهبِه / ما مال يوماً عن المُثْلىَ ولا جنحا
يرمي المُغيرينَ مُجتاحاً ويَقذفُهم / بالرّائعاتِ من الغاراتِ مُكتسِحا
يا سعدُ إن مَنَع الأقوامُ أو منحوا / فإننا مَعشرٌ لا نعرفُ المِنَحا
لسنا إذا رَدَّ حقَّ النّيلِ غاصِبُه / نَظنُّه جادَ بعد الضَّنِّ أو سمحا
لنا البلادُ وما للغاصِبينَ بها / إلا المعاذيرُ تُزْجَى ظُلَّعاً طُلُحا
يظلُّ من شدّةِ الإعياءِ سائُقها / إذا مضى الرّكبُ في طيّاتهِ رَزِحا
إنّا إذا ابتدرَ الساعونَ منزلةً / لَنُدرِكُ الأمد الأَقْصَى وإن نزحا
نُزجِي مطايا الهُدى بِيضاً تخبُّ بنا / عَجلَى ونَبعثُها خَطّارةً سُرُحا
يا سعدُ حَسْبُكَ عِرفاناً وتجربةً / وحسبُنا ما جَنَى الماضي وما اجترحا
أَذعنتَ للقوم إذ قالوا مُفاوضةٌ / فما استقامَ لنا أمرٌ ولا صَلُحا
بابٌ من الشَّرِّ ما زالتْ يداكَ بهِ / حتّى تَصدَّعتِ الأقفالُ فَاْنفَتحا
لَنَمْنَعنَّ بأيدينا مَفاتِحَهُ / إن طافَ مُستَفْتِحٌ أو همَّ أو طمحا
سَلِ المساوِمَ في ميراثِ أُمَّتِه / هل فازَ حينَ أجازَ البيعَ أو رَبِحا
العقلُ خيرُ إمامٍ أنت تابعهُ / فَولِّ وجهَك أيَّ الخُطّتَينِ نحا
والدّهرُ يَجمعُ فيما خطَّ من صُحُفٍ / ما أثبتَ المرءُ من آثارِهِ ومحا
لِسانُ صدقٍ وراوٍ غيرُ مُتَّهمٍ / العدلُ إن ذمَّ والإِنصافُ إن مدحا
لا يُعجبنَّك عفوٌ نِلتَ عاجلَهُ / فما عفا الدّهرُ عن جانٍ ولا صفحا
كلُّ امرئٍ ذاهبٌ في شأنِه شَطَطاً / ويَنفَحُ اللهُ رُوحَ البرِّ مَن نفحا
هل يَسمعُ القومُ إن صاحَ النَّذيرُ بهم / زِنوا الرجالَ وشدّوا أَزْرَ من رَجحا
رُدّوا الأعنَّةَ إنّ الغَيَّ مَهلكةٌ / للجامحِينَ وإنّ الكَيْلَ قد طفحا
هل يَعرفُ القادةُ الأبطالُ إن سُئِلوا / إلا المحاريقَ أو سيشيلَ أو رفحا
لو أستطيعُ مسحتُ الهمَّ عن كَبِدي / ورحتُ أثأر للنفسِ التي مسحا
كِنانةَ اللهِ لا يَبلغْ أمانَتَه / سهمٌ يُفوّقُه الرامي وإن جرحا
لُوذي بإيمانكِ العالي إذا عَصفتْ / هُوجُ الخُطوبِ بعاديِّ الذَّرى فطحا
صُوني يقينَكِ في داجِي غياهِبها / إني أرى البارِقَ العُلوِيَّ قد لمحا