نَبِي الْعُلى وَالنَّدى ما لِي صَفَتْ وَضَفَتْ
نَبِي الْعُلى وَالنَّدى ما لِي صَفَتْ وَضَفَتْ / عِنْدِي لَكُمْ طُرَفُ الأَشْعارِ وَالمُلَحُ
إِنِّي لَرَبُّ الْقَوافِي فِي زَمانِكُمُ / وَقَدْ سَأَلْتُ اقْتِراحَ الْقَوْمِ فاقْتَرِحُوا
مَعْنىً بَلِيغاً وَاَلْفاظاً يَرُقْنَ وَأَغْ / راضاً يَفُقْنَ وَبَحْراً لَيْسَ يُنْتَزَحُ
وَما يَكادُ يُدِيرُ الْفِكْرُ أَكْؤُسَهُ / إِلاّ بِحَيْثُ يَدُورُ اللُّهْوُ وَالْقَدَحُ
أَلا تَرَونَ وُجُوهَ الْعَيْشِ مُقْبِلَةً / تُزْهى وَصَدْرَ الأَمانِي وَهْوَ مُنْشَرِحُ
وَالْيَوْمَ يَوْمٌ يُرِينا الشَّمْسَ ضاحِكَةً / طَوْراً وَدَمْعَ الْغَوادِي وَهْوَ مُنْسَفِحُ
وَالنّايُ كَالنَّأْيِ في قَلْبِ المُحِبِّ وَلِلْ / أَوْتارِ فِي كُلِّ سَمْعٍ أَلْسُنٌ فُصُحُ
وَمُسْمِعِينَ إِذا مَرَّتْ لَهُمْ نَغَمٌ / كادَتْ لَهُنَّ قُلُوبُ القَوْمِ تَنْجَرِحُ
لا تَعْذِرَنَّ بَنِي اللَّذّاتِ إِنْ نَزَعُوا / عَنْهَا فَأَفْسَدُ ما كانُوا إِذا صَلُحُوا
وَفِي ذُرى الْمَجْدِ مِنْ تاجِ الْمُلُوكِ فَتىً / بِالْعِزِّ مُغْتَبِقٌ بِالسَّعْدِ مُصْطَبِحُ
الْيَوْمَ حَصَّنَ مَدْحِي بَعْدَ بِذْلَتِهِ / مَلْكٌ بِهِ تَفْخَرُ الأَيّامُ وَالْمِدَحُ
مَلْكٌ إِذا انْهَلَّ فِي بَأْسٍ وَفَيْضِ نَدىً / فَاللَّيْثُ مُهْتَصِرٌ والْغَيْثُ مُفْتَضِحُ
بَدْرٌ لَوَانَّ لِبَدْرِ الأُفْقِ بَهْجَتَهُ / أَضْحى بِهِ اللَّيْلُ مِثْلَ الصُّبْحِ يَتَّضِحُ
حارَ الثُّناءُ فَما يَدْرِي أَغايَتُهُ / أَعْراقُهُ الْبِيضُ أَمْ أَخْلاقُهُ السُّجُح
لَوْ لَمْ تَكُنْ أَوْحَدَ الأَقْوامِ كُلِّهِمِ / لَقُلْتُ إِنَّ الْمَعالِي وَالنَّدى مِنَحُ
أَمّا الزَّمانُ فَقَدْ أَضْحى بِدَوْلَتِهِ / نَضْراً حَكى الرَّوْضَ وَالطُّلابُ قَدْ نَجَحُوا
وَالْعَيْشُ مُتَّسِعٌ وَالأَمْنُ مُقْتَبَلٌ / وَاللَّهْوُ مُسْتَخْلَصٌ والْهَمُّ مُطَّرَحُ