القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 7
لتهن عين إلى مرآك قد طمحتْ
لتهن عين إلى مرآك قد طمحتْ / ومهجةٌ فيك بالأشجان قد صلحت
يا من إذا باعت الأبصار أسودها / بحبةٍ فوق خديهِ فقد ربحت
لا أشتكِي فيكَ أشجاني وإن مكثت / ولا أكفكف أجفانِي وإن نزحت
أنا الذي كرمت أنفاس صبوته / وكلَّما مسَّ ناراً ندّها نفحت
يزيدني العذل تبريحاً ألذّ به / فليت عذَّال حبِّي فيكَ ما برحت
ويعجبُ الدمعُ حين حينَ يجرحها / وما العدَالة إلا حيثما جرحت
ما أدمعي في هواك السمح باخلة / وكيف وهي التي بالعينِ قد سمحت
سقياً لأوقاتك اللآتي إذا ذكرت / حلتْ على أنَّها بالحسنِ قد ملحت
حيث الصبا بشذَا الأزهار نافحة / في فحمة الليل والأقداح قد قدحت
وللقيان بوُرقِ الطير مشتبهٌ / هذي وتلكَ على العيدانِ قد صدحت
والزهر كالضيف أمسى وهو مبتسم / على زِقاقٍ من الصهباءِ قد ذُبحت
والرَّاح في يدِ ساقيها مشعشعة / كأنَّ وجنة ساقِيها بها نضحت
ساقٍ إذا اغْتبقت ندمان قهوتهِ / أضاء مبسمه الصبحيّ فاصطبحت
لدن المعاطف يمناه ومقلته / تسقيكَ إن حملت راحاً وإن لمحت
ذو ناظرٍ بالحيا والسحر مكتحل / فالموت إن غضت الأجفان أو فتحت
كم قابلته لكي تحكيه نرجسة / فصح أن عيون النرجس انفتحت
إذا اعتبرت معاني من كلفت به / عجبت من حسن ما دقت وما وضحت
تلك التي خلَّفت عيناي غارقة / ترعى نجوم الليالي كلما سبحت
آهاً لذكرِ ليالٍ ما فطنت لها / حتَّى أناخَ عليها الدهر فانتزحت
كم يقصد الدهر إغضابِي بقادحةٍ / في الحال لكنَّها في الصبرِ ما قدحت
إن عاب رونق ألفاظي ذوو إحَنٍ / ففي السماءِ بدور طالما نُبحت
دع الليالي إني قد غفرت لها / بالأفضل الملك ما كانت قد اجترحت
جاءت به مغرب الأوصاف مشرقها / مثال ما اقترح العليا وما اقترحت
ملك لهاهُ عن الآمال قد فصحت / وراحتاه عن الأيام قد صفحت
له خطىً جازت العليا وما فخرت / وأنمل كفت الدنيا وما بجحت
تندي حياءً غداةَ الجود طلعته / كأنما منعت كفاه ما منحت
كانت بنو الدهر غضبى مع زمانهمُ / لكن على يده الفيّاضة اصطلحت
كم منطق فصَّحته بالثناءِ وكم / نحوٍ من الجود في أهل الرجاءِ نحت
كم نعمة سبحت عن بيت سؤدده / في الخافقين وكم من مدحة سرحت
لا عيبَ في مجده العالي سوى أذُنٍ / في الجود لا تسمع العذَّال إن نصحت
أما الرعايا فقد ردَّت بدولته / لها وجوه الأماني بعد ما جمحت
كل البيوت من الأموال باسمة / إلا بيوتاً من الأموال قد كلحت
بين الصوارم والأقلام فكرته / إن دبرت أفلحت أو صاولت فلحت
سجية في بني أيوب قد نفرت / وبين آل تقيّ الدين قد رجحت
يمدُّ زنداً إلى العلياءِ واريةً / أنوارها وهي ما عيبت وما قدحت
إذا أطال كريم وعده اختصرت / وإن طوى قلب باغ غلها شرحت
يا ابن الملوك جلت أنوار غرتهم / غياهب الإفك عن طرق الهدى ومحت
لو لم يكن لك حق الملك من قدم / لكن حقك بالنفس التي طمحت
لو خط بعض اسمك العالي على علم / وقابلته حصون الأرض لافتتحت
أنت الذي قدمت أمداحه فكري / فخراً على فكرٍ من بعد قد مدحت
أنت الذي فسَّحت نعماء والده / حالي وفكرتيَ الغماء فانفسحت
وأودعتنَى جدوى كفه منناً / كأنها بعدُ من جفنيّ قد رشحت
كم مدحة لي من آثار أنعمه / سيّارة لنجوم الليل قد فضحت
بطالع السعد لا جدْيٌ ولا حملٌ / جازت مدى الشهب والغفران ما انتطحت
لله درك من ملك له شرف / ثنى قرائحنا عنه وإن كدَحت
دامت لملكك أوقات الحبور إذا / تقلدت من حُلى إقبالها اتشحت
وجاد قبرَ الشهيد الغيث ينشده / يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت
سلبت عقلي بأحداقٍ وأقداح
سلبت عقلي بأحداقٍ وأقداح / يا ساجيَ الطرف أو يا ساقيَ الرَّاح
سكران من قهوة الساقي ومقلته / فاترك ملامك في السكْرين يا صاحي
واطرح بعيشك أثقالَ الملام فما / حملت وزْري ولا كلفت إصلاحي
دعني إذا صح نجمي في هوى قمري / ببيت ماليَ أنشي بيت أفراحي
بجوهر الكأس يجلو لي بها عرضاً / ظبيٌ يفدَّى بأشباحٍ وأرواح
وفارسيّ من الأتراك تكملتي / في نحو خدّيه قد صحت بإيضاح
يردي الفوارس منه ملتقى رشاءٍ / باللحظ والقدّ سياف ورماح
قلبي أبو طالبٍ منه الوصال فما / ينفكّ من نار شجو وسط ضحضاح
يا مثريَ الخدّ بالمحمر من ذهبٍ / دارِك ضرورة محتاجٍ ومجتاح
يا فاضحي في الهوى خط بعارضه / لقد نسخت على عشقي بفضّاح
ما أنس لا أنس لقيانا وقد غفلت / عينُ الهوى عن قريرِ العين طماح
قابلت شعرك بعد الوجه ملتفتاً / فأنعمَ الله إمسائي وإصباحي
حيث الرضى في جبين الصب مكتئب / أيام لم يمح أسطار الصبى ماح
وحامل الكأس تحت الدجن يعملها / كأنه مدلجٌ يمشي بمصباح
والغيم دان لكأس الراح يمزجها / يكاد يمسكه من قام بالراح
والآن كاسي دموعي والتذكر إنْ / أعي التذكر تشدو شدو مفصاح
يا عنبرَ الخال في ريحان سالفه / هل بابُ عيشيَ مسرورٌ بمفتاح
وهل إلى أرض مصر زورةٌ لشجٍ / بسائل من دموع الشوق ملحاح
وهل أباكِرُ بحرَ النيل منشرحاً / فأشرب الحلوَ من أكواب ملاح
وأشتكي النأيَ في باب العلاءِ إلى / نعم المليّ بأنجائي وإنجاحي
ذاك الذي قال شعري أي ممتدح / تدعو وقالت علاه أي مداح
أما زمان عليّ مع شذا كلمي / فقد تجانس نفاع بنفاح
أغرّ طامي بحور الفضل ناسبها / بغائص في بحور الشعر سباح
من آل يحيى كتاب الفضل متصل / فيهم بكفٍّ قويّ العزم طماح
أنأى البرية عن آمال ملتمح / تلك المعالي وأدناهم لممتاح
قام الكفاة له طوعاً ولو قعدوا / قامت عليهم نواحيهم بأنواح
ذو الرأي والقلم الهادي فواصف ذا / وذاك ما بين منصور وسفاح
مدبر الملك في سرِّ وفي علن / ومحكم الأمر من خاف ومن ضاحي
ومتبع البرّ للعافي بتهنئةٍ / وسائق الهلك للعادي بإسجاح
فيا لها من يدٍ بالجود فائضةٍ / وزَندِ رأيِ لداجي الرأي قداح
لا عيب فيه سوى علياء مخجلة / بمعرب البرّ نطق اللاّحن اللاحي
وسحر لفظ بأدنى ما ينمقه / عقاد ألسنة نفاث أرواح
وبذل جاهٍ ومالٍ مع توفرهِ / أربى وزاد فقلنا بذل مزّاح
نجل الخلائف نبه عندها عمراً / وافخر بكل عمير البيت جحجاح
المترِعين جفاناً كل داجية / والمفزعين جفوناً عند إصباح
والفاتحينَ بأقلام لهم وطناً / ممالكاً لم يحلها عزم فتاح
فإنْ حموا بيضةَ الإسلام إنهمُ / من سادةٍ في صميم العرب أمحاح
أو كلموا بمواضيهم وألسنهم / فإنهم أهل إبلاغ وإفصاح
أحييتهم يا ابن يحيى فابقَ مستبقاً / للفضل ذا غرر فيه وأوضاح
فرعاً تلافي العلى أصلاً لقد سجعت / سواجعُ الحمد فيكم بين أدْواح
يا من له القلم المنهلُّ بارقه / بوابلٍ في الوغى والسلم سحَّاح
يا ذا البلاغة أسلاكاً على حلل / فالفضل ما بين وشّاء ووشَّاح
لا غرْ وإن نشأت منشأ الرياض وفي / يمناك كلّ نمير الوَدق دلاّح
إني لأشهد منها غير ما شهدت / أفكار كل حسير الفكر لمّاح
فليت شعريَ توفي حقها مدحاً / وليت شعري متى بالقرب أرباحي
طال اطّراحي وإبعادي فهل سبب / لممسكٍ بشباك اللغو طرّاح
يا سيداً سرّ حسادي عليه فقد / تمكنوا من قصيّ الغوث ملتاح
قد كنت أروي لهم عن جابر زمناً / عنكم وها أنا أرويها لجرَّاح
وليتني عارفاً ذنبي فأجعله / باب التقاضي لسهل العفو مرْتاح
إن كنت أعرف ذنباً أستحقّ به / فراق عطفك لا فارقت أتراحي
فالعفو منك لقد سد الصدود على / ذهني مذاهب ينحو مثلها الناحي
أرويتَ أرض نبات لو عنيتَ به / كنتَ المحيّا بزهرٍ منه نفّاح
من غير سمعك يدري ما أرجعه / في الخصب من مستطاب الحمد صداح
بباهر البرّ جدّد يا عليّ قوى / شعرٍ تجدْ خيرَ عمارٍ لأمداح
وليهنك العام ساعي العامِ منشرحاً / بمجمل اليمن لم يحتج لشراح
عام حلفنا بمسطور الثلاث به / بأنه عامُ إقبال وأفراح
للملتجي لك فيه سعدُ أخبيةٍ / من الأذى ولباغي البعد ذبّاح
يا سيدي وابن ساداتي الذين على
يا سيدي وابن ساداتي الذين على / أبوابهم صحّ عندي باب أفراحي
قد كنت في الباب مع ياقوت متحداً / فعوَّضوا عبدَ أبواب بمفتاحٍ
طلبت سكنى مكانٍ أو كرَاهُ عسى
طلبت سكنى مكانٍ أو كرَاهُ عسى / يسكّنُ الحالُ قلباً ظلّ مجتاحا
فقال اسكنْ إمامٌ قد درى طلبي / وكيفَ يسكنُ من لم يلقَ مفتاحا
أستودع الله أحبابي الذين نأوا
أستودع الله أحبابي الذين نأوا / وخلفوني في نيران تبريح
أستنشق الريح من تلقاءِ أرضهمُ / لقد قنعت من الأحباب بالريح
ما لي نديمٌ سوى ورقاءَ ساجعة
ما لي نديمٌ سوى ورقاءَ ساجعة / من بعد مغتبقي فيكم ومصطبحي
إذا أدار ادكارَ الوصلِ لي قدحاً / من أحمرِ الدمع غناني على قدحي
يا صاحباً لي بل يا سيِّداً يدهُ
يا صاحباً لي بل يا سيِّداً يدهُ / يدُ الخلائف في برِّي وإصلاحي
إن كانَ جاهك مهديّ المصير إلى / قصدي فإنَّ ندَى كفَّيك إصلاحي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025