القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 3
أمَا سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا
أمَا سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا / غَنَّى ولمْ يدرِ أنّي بعضُ مَنْ جَرحا
لم أقترحْ منه ما غنّى الغداةَ بهِ / وربّ مَنْ نال ما يهوى وما اِقتَرحا
ولِي جفونٌ من البَلْوى مُسَهَّدَةٌ / لا تعرفُ الغَمْضَ ممّا ترقُبُ الصُّبُحا
فقلْ لممرضِ قلبي بعد صحّتِهِ / إنّ السّقيم الّذي أدويتَ ما صَلُحا
قد جدّ بِي المزحُ من صَدٍّ دُهيتُ بهِ / وطالما جدّ بالأقوامِ من مَزَحا
ماذا على القلبِ لولا طولُ شِقْوتِهِ / مِنْ نازلٍ حلَّ أو من نازِحٍ نَزَحا
يا مُثْكِلِي نومَ عينٍ فيه ساهرةٍ / جَفْنِي عليك بدمعي فيك قد قُرِحا
وفِيَّ ضدّانِ لا أسطيعُ دَفْعَهُما / نارٌ بقلبي وماءٌ بالهوى سَفَحا
وَقَد عَذلتمْ فُؤاداً بِالهَوى كَلِفاً / لو كان يقبل نُصْحاً للّذي نَصَحا
صَحا الّذي يشرب الصَّهْبَاءَ مُتْرعةً / وشاربُ الحبِّ أعيا أنْ يُقالَ صَحا
لم يبرَحِ الوجدُ قلبي بعد أنْ عَذَلوا / على صبابتِهِ لكنّه بَرِحا
وقد ثوى أمَّ رأسي للصبابةِ ما / يُغرِي بمعصيتِي مَنْ لامَنِي ولَحا
ليت الفراقَ الّذي لا بدّ أكرعُ مِنْ / كاساتِهِ الصَّبْرَ صِرْفاً لا يكون ضحا
وليت أدْمَ المَهارَى النّاهضات بما / تحوِي الهوادجُ كانت رُزَّحاً طُلُحا
طوَوْا رحيلَهُمُ عنّي فنمَّ بهِ / عَرْفُ اليَلَنْجوجِ والجادِي إذا نَفَحا
وقد طلبتُ ولكنْ ما ظَفِرتُ به / من الفراقِ الّذي أَمُّوه مُنْتَدَحا
أهوى من الحيِّ بدراً ليس يطلعُ لِي / يوماً وظَبْيَ فَلاةٍ ليتَه سَنَحا
أبَتْ ملاحَتُهُ من أنْ يجودَ لنا / فليتَه في عيونِ العِشقِ ما مَلُحا
وكان لي جَلَدٌ قبلَ الغرامِ به / فَالآن أفنَى اِصطباري وَجْدُهُ ومَحا
وزائرٍ زارَني واللّيلُ معتكرٌ / والصُّبحُ في قبضةِ الظّلْماءِ ما وَضَحا
كَأنّهُ كَلِمٌ راعتْ وليسَ لَها / مَعْنىً ولَمعةُ برقٍ خلَّبٍ لَمَحا
لو أنّه زارَني والعينُ ساهرةٌ / أعطيتُه من نصيبِ الشّكرِ ما اِقتَرحا
أَعطى إلى العَينِ مِنّي قُرّةً وأتى / قلبي فأذْهبَ عنه الهمَّ والتَّرَحا
زَوْرٌ أبِيتُ به جَذْلانَ منتفعاً / وكم من الزَّوْرِ ما طرنا به فرحا
وبات يسمحُ لِي منه بنائِلِهِ / لكنّه راجعٌ فيما بهِ سَمَحا
يا صاحبي إنْ تُرِدْ يوماً موافقتِي / فقد بلغتَ بِيَ الأوطارَ والنُّجَحا
جَنِّبْنِيَ اللّهوَ في سرٍّ وفي عَلَنٍ / وعاطِ غيرِي إذا غنّيتَه القَدَحا
ولا تُهِبْ بِي إلى ثِنْيَيْ بُلَهْنِيةٍ / وَاِجعَلْ نِداءَك لِي من فادحٍ فَدَحا
فَلَستُ أَفرحُ إلّا بالّذي مَدَحَتْ / مِنّي الرّجال فَلا تطلبْ لِيَ الفَرَحا
وَكُنْ إِذا اِصطبَح الأقوامُ في طَرَبٍ / بالمجدِ مُغتَبِقاً والحمدِ مُصْطَبِحا
مَنْ لِي بِحُرٍّ من الأقوامِ ذي أنَفٍ / ينحو طريقي الذي أنحوه حين نَحا
تَراهُ وَالدّهرُ شتّى في تقلّبِهِ / لا يَقبَلُ الذلّ كيما يقبلُ المِنَحا
وإنْ مضى لم تُعِجْهُ الدّهرَ عائجةٌ / ولا يُقادُ إلى الإقدامِ إنْ جَنَحا
حَلفتُ بِالبيتِ طافَتْ حولَه عُصَبٌ / من لاثمٍ ركنَه أو ماسحٍ مسحا
والبُدْنِ حلّتْ ثرى جَمْعٍ وقد وُدِجَتْ / وَإِنّما بَلغ الأوطارَ من رَزَحا
وَبِالحُصيّاتِ يقذَفنَ الجمارُ بها / وبالهَدِيِّ على وادي مِنى ذُبحا
وشاهِدِي عَرَفاتٍ يومَ موقِفِهمْ / يستصفحون كريماً طالما صَفَحا
لقد حللتُ من العَلياءِ أفنيةً / ما حلّها بشرٌ نحو العُلا طَمحا
وقد مُنِحتُ وضلّ الناسُ كلُّهُمُ / عنه طريقاً لطيبِ الذّكر ما فتِحا
كان الزّمان بهيماً قبل أنْ مَنَحتْ / فضائلِي جِلدَه الأوضاحَ والقُرحا
وقد رجحتُ على قومٍ وُزِنتُ بهمْ / وما عليَّ من الأقوامِ مَنْ رَجَحا
فإنْ كدَحتُ ففي عزٍّ أَضنُّ بهِ / وضلّ مَنْ في حطامٍ عمرَه كَدَحا
ما زلتُ أُسّاً وباقي النّاسِ أَبنَيةٌ / وكنتُ قُطباً وحولِي العالمون رَحا
وأيُّ ثِقْلٍ وقد أعيا الرّجالَ على / ظَهري الّذي حَمل الأثقال ما طُرِحا
وَسُدْتُ قومِيَ في عَصرِ الصِّبا حَدَثاً / وَلَم يسودوا مَشيباً لا ولا جَلَحا
فكمْ قدحتُ وأضرمتُ الورى لهَباً / وكمْ من النّاس قد أكْدى وما قَدَحا
فَقُلْ لِقَومٍ غرستُ البِرَّ عندهُمُ / فما رَبحْتُ وكم من غارسٍ رَبِحا
ليت الّذي غرّ قلبي من تجمّلكمْ / ما سال فينا له وادٍ ولا رَشَحا
وَلَيتَني لَم أَكُنْ يوماً عرفتكُمُ / وَكُنتُ مِنكُمْ بعيدَ الدّار مُنتَزِحا
قَد عادَ صدرِيَ منكمْ ضيِّقاً حَرَجاً / وكان من قبل أنْ جرّبتُ منشرِحا
فَلا تَروموا لِوُدِّي أوْبَةً لكُمُ / إنّ الجوادَ جوادَ الودِّ قد جَمَحا
طَرحتموني كَأنّي كنتُ مُطَّرحاً / ولُمْتُموني كأنّي كنتُ مُجتَرِحا
وخلتُ أنّكُمُ تجزونَنِي حَسَناً / فالآن أوْسعتمونِي منكمُ القُبَحا
فَلا تَظنّوا اِصطِلاحاً أَنْ يَكون لنا / فَلم يدع ما أَتَيتمْ بَيننا صُلُحا
وَلو جزيتُكُمُ سوءاً بسَوْءتِكُمْ / لَكُنتُ أنْبِحُ كلبَ الحيِّ إنْ نَبَحا
وَلا سَقَتكمْ منَ الأنواءِ ساقيةٌ / ولا نَشَحْتُمْ إذا ما معشرٌ نَشَحا
وَلا يَكن عَطَنٌ مِنكمْ ولا وَطَنٌ / مُتّسعاً بالّذي تَهْوَوْنَ مُنفسِحا
وَلا لَقيتمْ بضرّاءٍ لكمْ فَرَجاً / ولا أصبتم بسرّاءٍ بكمْ فَرَحا
لا قَضى اللَّه لِقَلبي
لا قَضى اللَّه لِقَلبي / في الهَوى أَن يَستَريحا
أَنا راضٍ مِن هَوى البي / ضِ بأن كان قريحا
يا ميلحَ الوَجهِ لِمْ تصْ / نعُ ما ليسَ مَليحا
إنّما يُعذِرُ في التّق / بيحِ من كان قبيحا
أنا مُشفٍ من تَجنّي / كَ وقد كنتُ صحيحا
والّذي صيّرَ من حب / بِكَ في جسمِيَ روحا
لا أطاعَ القلبُ مِنِّي / أبداً فيك نصيحا
لِي مِنْ رُضابِكَ ما يُغنِي عن الرّاحِ
لِي مِنْ رُضابِكَ ما يُغنِي عن الرّاحِ / ونورُ وجهكَ في الظّلماء مصباحِي
وحمرةٌ نُشِرتْ في وجْنَتيكَ بها / مَلكتَ ناصِيَتَيْ وردٍ وتفّاحِ
وقد لَحَوْني على وجْدِي فقلْ لهمُ / كَيفَ اِنثَنى خائِباً مِن طاعَتي اللّاحِي
تَلومُني وَاِلتِياعٌ ما يُفارِقُني / مِلْءَ الضّلوعِ بقلبٍ غيرِ مُرتاحِ
وَأَنتَ صاحٍ وَلاحٍ مَنْ به سُكرٌ / وَما اِستَوى في الهَوى السّكرانُ والصَّاحِي
قُمْ غَنِّنِي بِأَحاديثِ الهَوى طَرَباً / وَسَقّنِي مِن دُموعي مِلْءَ أقداحي
ولا تَمِلْ بي إلى مَن لا أُسَرُّ بهِ / ففي يَمينكَ أَحزاني وأفراحي
وقد شَجِيتُ بقُمْرِيٍّ على غُصُنٍ / باكٍ بلا أدْمُعٍ يجرين نَوّاحِ
قلْ للّذين أرادوا مثلَ مَفْخرتي / أَنّى لكمْ مثلُ غُرّاتي وأوضاحِي
وَهَلْ تَبيتونَ إِلّا في حِمى كَنَفِي / وفي خَفَارةِ أسيافي وأرماحي
مَنْ فيكم وَقَد اِشتدَّ الخصامُ له / مِنْ دونِكم مثلُ إِيضاحي وَإِفصاحي
ما زالَ رائدُكُمْ في كلِّ مَكرُمةٍ / لولايَ فيكمْ بوجهٍ غيرِ وضّاحِ
وقد بلغتُ مراماً عزّ مطلبُهُ / لَم تَبلغوهُ وَعيسى غيرُ أطلاحي
وَكَم ثَوَتْ منكُمُ الأحوالُ فاسدةً / حتّى صرفتُ إليها وجهَ إصلاحِي
لا لذّةٌ لِيَ في غير الجميلِ ولا / في غيرِ أوديةِ المعروفِ أفراحي
دفعتُ عنكم بمَا تجلو القُيونُ وقد / دفعْتُمُ الشرَّ عجزاً عنه بالرّاحِ
سيّانِ سِرِّي وجهري في ظِهارتِهِ / ومستوٍ خَمَرِي فيهِ وتَرْواحي
إنْ كان رِبْحُكُمُ مالاً يفارقُكمْ / فليس غيرَ الأيادِي البيضِ أرباحي
ورثتُ هذِي الخصالَ الغُرَّ دونكُمُ / عن كلِّ قَرْمٍ طويلِ الباعِ جَحْجاحِ
قومٌ إذا ركبوا يوماً على عَجَلٍ / ضاق الفضاءُ وسدّوا كلَّ صَحْصاحِ
ترى جيادَهُمُ في كلِّ مُعتَرَكٍ / تُلقِي من الأرضِ صُفّاحاً بصُفّاحِ
هُمُ البحورُ لمنْ يعتادُ رِفْدَهُمُ / والنَّاسُ ما بين أوْشالٍ وضَحْضاحِ
لَو طاوَلوا النّجمَ لم يطلعْ على أحدٍ / أو صاولوا النّارَ لم تظهرْ لقدّاحِ
أُولاكَ قومِي فجيئونِي بمِثِلهمُ / في منزلٍ هابطٍ أو ظاهرٍ ضاحِ
مَعالمٌ لا مرورُ الدّهرِ يُخلِقها / ولا يخاف على مَحْوٍ لها ماحِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025