المجموع : 15
وَفِتيَةٍ نازَعوا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ
وَفِتيَةٍ نازَعوا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / بَرقاً تَلوحُ بِهِ أَيدٍ وَأَقداحُ
أَذكى سِراجاً وَساقي القَومِ يَمزِجُها / فَلاحَ في البَيتِ كَالمِصباحِ مِصباحُ
كِدنا عَلى عِلمِنا لِلشَكِّ نَسأَلُهُ / أَراحُنا نارُنا أَم نارُنا الراحُ
وَلّى الصِيامُ وَجاءَ الفِطرُ بِالفَرَحِ
وَلّى الصِيامُ وَجاءَ الفِطرُ بِالفَرَحِ / وَأَبدَتِ الكَأسُ أَلواناً مِنَ المُلَحِ
وَزارَكَ اللَهوُ في إِبّانِ دَولَتِهِ / مُجَدَّدَ اللَهوِ بَينَ العودِ وَالقَدَحِ
فَلَيسَ يُسمَعُ إِلّا صَوتُ غانِيَةٍ / مَجهودَةٍ جَدَّدَت صَوتاً لِمُقتَرَحِ
وَالخَمرُ قَد بَرَزَت في ثَوبِ زينَتِها / فَالناسُ ما بَينَ مَخمورٍ وَمُصطَبِحِ
لا تَحفِلَنَّ بِقَولِ الزاجِرِ اللاحي
لا تَحفِلَنَّ بِقَولِ الزاجِرِ اللاحي / وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن مَشمولَةِ الراحِ
صَهباءُ صافِيَةٌ تُجديكَ نَكهَتُها / تَنَفُّسَ المِسكِ مَلطوخاً بِتُفّاحِ
حَتّى إِذا سُلسِلَت في قَعرِ باطِيَةٍ / أَغناكَ لَألائُها عَن ضَوءِ مِصباحِ
ما زِلتُ أَسقي حَبيبي ثُمَّ أَلثُمُهُ / وَاللَيلُ مُلتَحِفٌ في ثَوبِ أَمساحِ
حَتّى تَغَنّى وَقَد مالَت سَوالِفُهُ / يا دَيرَ حَنَّةَ مِن ذاتِ الأُكَيراحِ
ما زِلتُ أَستَلُّ روحَ الدَنِّ في لُطفٍ
ما زِلتُ أَستَلُّ روحَ الدَنِّ في لُطفٍ / وَأَستَقي دَمَهُ مِن جَوفِ مَجروحِ
حَتّى اِنثَنَيتُ وَلي روحانِ في جَسَدٍ / وَالدَنُّ مُنطَرِحٌ جِسماً بِلا روحِ
وَمائِلِ الرَأسِ نَشوانٍ شَدَوتُ لَهُ
وَمائِلِ الرَأسِ نَشوانٍ شَدَوتُ لَهُ / وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي
فَعالَجَ النَفسَ كَي يَحيا لِيَفهَمَهُ / وَقالَ أَحسَنتَ قَولاً غَيرَ إِفصاحِ
فَكادَ أَو لَم يَكَد أَن يَستَفيقَ لَهُ / وَالنَفسُ في بَحرِ سُكرٍ عَبَّ طَفّاحِ
فَقُلتُ لِلعِلجِ عَلِّلني فَرُبَّ فَتىً / عَلَّلتُهُ فَاِنثَنى مِن نَشوَةِ الراحِ
مِن بِنتِ كَرمٍ لَها في الكَأسِ رائِحَةٌ / تَحكي لِمَن نالَ مِنها ريحَ تُفّاحِ
نَفتَضُّ بِكراً عَجوزاً زانَها كِبَرٌ / في زِيِّ جارِيَةٍ في اللَهوِ مِلحاحِ
حَتّى إِذا اللَيلُ غَطّى الصُبحَ مِجوَلَهُ / كَمُطلِعٍ وَجهَهُ مِن بَينِ أَشباحِ
نَبَّهتُ نَدمانِيَ الموفي بِذِمَّتِهِ / مِن بَعدِ إِتعابِ كاساتٍ وَأَقداحِ
فَقالَ هاتِ اِسقِني وَاِشرَب وَغَنِّ لَنا / يا دارَ شَعثاءَ بِالقاعَينِ فَالساحِ
فَما حَسا ثانِياً أَو بَعضَ ثالِثَةٍ / حَتّى اِستَدارَ وَرَدَّ الراحَ بِالراحِ
دَعِ البَساتينَ مِن وَردٍ وَتُفّاحِ
دَعِ البَساتينَ مِن وَردٍ وَتُفّاحِ / وَاِعدِل هُديتَ إِلى ذاتِ الأُكَيراحِ
اِعدِل إِلى نَفَرٍ دَقَّت شُخوصُهُمُ / مِنَ العِبادَةِ إِلّا نِضوَ أَشباحِ
يُكَرِّرونَ نَواقيساً مُرَجَّعَةً / عَلى الزَبورِ بِإِمساءٍ وَإِصباحِ
تَنأى بِسَمعِكَ عَن صَوتٍ تَكَرَّهُهُ / فَلَستَ تَسمَعُ فيهِ صَوتَ فَلّاحِ
إِلّا الدِراسَةَ لِلإِنجيلِ مِن كُتُبٍ / ذِكرَ المَسيحِ بِإِبلاجٍ وَإِفصاحِ
يا طيبَهُم وَعَتيقُ الراحِ تُحفَتُهُم / بِكُلِّ نَوعٍ مِنَ الطاساتِ رَحراحِ
يَسقيكَها مُدمَجُ الخَصرَينِ ذو هَيَفٍ / أَخو مَدارِعِ صوفٍ فَوقَ أَمساحِ
وَقَهوَةٍ مُرَّةٍ باكَرتُ صُبحَتَها
وَقَهوَةٍ مُرَّةٍ باكَرتُ صُبحَتَها / وَضَوءُها نائِبٌ عَن ضَوءِ مِصباحِ
حَمراءُ عَلَّقَها بِالماءِ شارِبُها / تُفتَضُّ عُذرَتُها في بَطنِ رَحراحِ
وَيُثبِتُ الماءُ في حافاتِها حَبَباً / كَالقَطرِ يَثبُتُ في حافاتِ ضَحضاحِ
تَنَفَّسَت في وُجوهِ القَومِ ضاحِكَةً / تَنَفُّسَ المِسكِ في تَفليجِ تُفّاحِ
قِف لا تَخَلخَل عَنِ الريحانِ وَالراحِ
قِف لا تَخَلخَل عَنِ الريحانِ وَالراحِ / وَعَن تَرَنُّمِ أَوتارٍ بِإِفصاحِ
مِن كَفِّ ساقِيَةٍ يَستَلُّ ناظِرُها / لِدِقَّةِ الفَهمِ ما أَوحى بِهِ الواحي
وَيا تَعالي عُقاراً قَرقَفاً رَقَصَت / عِندَ المِزاجِ بِطاساتٍ وَأَقداحِ
تُبدي الشُموسُ إِذا ما الماءُ خالَطَها / شُعاعَ نورٍ كَلَمعِ البَرقِ لَمّاحِ
يا دَيرَ حَنَّةَ مِن ذاتِ الأُكَيراحِ
يا دَيرَ حَنَّةَ مِن ذاتِ الأُكَيراحِ / مَن يَصحُ عَنكَ فَإِنّي لَستُ بِالصاحي
رَأَيتُ فيكَ ظِباءً لا قُرونَ لَها / يَلعَبنَ مِنّا بِأَلبابٍ وَأَرواحِ
يَعتادُهُ كُلُّ مَحفوفٍ مَفارِقُهُ / مِنَ الدِهانِ عَلَيهِ سَحقُ أَمساحِ
في عُصبَةٍ لَم يَدَع مِنهُم تَخَوُّفُهُم / وُقوعَ ما حُذِّروهُ غَيرَ أَشباحِ
لا يَدلِفونَ إِلى ماءٍ بِآنِيَةٍ / إِلّا اِغتِرافاً مِنَ الغُدرانِ بِالراحِ
أَمّا المِكاسُ فَشَيءٌ لَستُ أَعرِفُهُ
أَمّا المِكاسُ فَشَيءٌ لَستُ أَعرِفُهُ / وَالحَمدُ لِلَّهِ في فِعلٍ وَلا راحِ
هاتيكَ أَنفي بِها هَمّي وَذا أَمَلي / فَلَستُ عَن ذا وَلا عَن تِلكَ بِالصاحي
كَأَنَّما وَجهُهُ وَالكَأسُ إِذ قَرُبَت
كَأَنَّما وَجهُهُ وَالكَأسُ إِذ قَرُبَت / مِن فيهِ بَدرٌ تَدَلّى مِنهُ مِصباحُ
مُدَجَّجٌ بِسِلاحِ الحُبِّ يَحمِلُهُ / طَرفُ الجَمالِ بِسَيفِ الطَرفِ طَمّاحُ
فَالسَيفُ مَضحَكُهُ وَالقَوسُ حاجِبُهُ / وَالسَهمُ عَيناهُ وَالأَهدابُ أَرماحُ
لَم أَشرَكِ الناسَ يَومَ العيدِ في الفَرَحِ
لَم أَشرَكِ الناسَ يَومَ العيدِ في الفَرَحِ / وَلا هُمُ شَرِكوني في جَوى التَرَحِ
غَدَوا بِزينَتِهِم فيهِ وَخَلَّفَني / أَلّا تُرَوِّحَ لي مِن قَلبِيَ القَرِحِ
لَمّا أَتاني تَجريمُ الحَبيبِ لَهُم / عَلَيَّ لَم أَبتَكِر فيهِ وَلَم أَرُحِ
وَلَم أُطاوِع فَماً فيهِ عَلى ضَحِكٍ / وَلا مَدَدتُ يَدي فيهِ إِلى قَدَحِ
دَع مَن يُقارِضُ أَقداحاً بِأَقداحِ
دَع مَن يُقارِضُ أَقداحاً بِأَقداحِ / لَيسَ المُروءَةُ سَقيَ الراحِ بِالراحِ
عَهدي بِقَومٍ إِذا ما حَلَّ زائِرُهُم / تَبادَروا لِقِرى الضيفانِ سُمّاحِ
عاشوا بِأَسيافِهِم فَتكاً بِلا مِنَنٍ / مِنَ الأَراذِلِ أَو ماتوا بِأَرماحِ
قَد عَذَّبَ الحُبُّ هَذا القَلبُ ما صَلُحا
قَد عَذَّبَ الحُبُّ هَذا القَلبُ ما صَلُحا / فَلا تَعُدَّنَّ ذَنباً أَن يُقالَ صَحا
أَبقَيتَ فِيَّ لِتَقوى اللَهِ باقِيَةً / وَلَم أَكُن كَحَريصٍ لَم يَدَع مَرَحا
وَحاجَةٍ لَم تَكُن كَالحاجِ واحِدَةً / كَلَّفتُها العَزمَ وَالعَيرانَةَ السُرُحا
يَكونُ جَهدُ المَطايا عَفوَ سيرَتِها / إِذا نَسائِجُها كانَت لَها وُشُحا
نَرمي بِها كُلَّ لَيلٍ كانَ كَلكَلُهُ / مِثلَ الفَلاةِ إِذا ما فَوقَها جَنَحا
حَتّى تَبَيَّنَ في أَثناءِ نُقبَتِهِ / وِردَ السَراةِ تَرى في لَونِهِ مِلَحا
وَهُنَّ يَلحَقنَ بِالمِعزاءِ مُجمِرَةً / خُشمَ الأُنوفِ نَرى في خَطوِها رَوَحا
يَطلُبنَ بِالقَومِ حاجاتٍ تَضَمَّنَها / بَدرٌ بِكُلِّ لِسانٍ يَلبِسُ المِدَحا
كَأَنَّ فَيضَ يَدَيهِ قَبلَ تَسأَلُهُ / بابُ السَماءِ إِذا ما بِالحَيا اِنفَتَحا
لَقَد نَزَلنا أَبا العَبّاسِ مَنزِلَةً / ما إِن تَرى خَلفَها الأَبصارُ مُطَّرَحا
وَكَلتَ بِالدَهرِ عَيناً غَيرَ غافِلَةٍ / مِن جودِ كَفِّكَ تَأسو كُلَّما جُرِحا
أَنتَ الَّذي تَأخُذُ الأَيدي بِحِجزَتِهِ / إِذا الزَمانُ عَلى أَولادِهِ كَلَحا
كَما الرَبيعُ كَفى أَيّامَ نَكبَتِهِم / صَدعَ الأُمورِ وَأَدنى وُدَّ مَن نَزَحا
تَئطُّ دونَ الرِجالِ الأَقرَبينَ بِهِ / قُربى رَؤومٌ وَجَيبٌ طالَما نَصَحا
كانَ المُوادِعُ شَأوَ الفَضلِ مُستَتِراً / حَتّى إِذا رامَ تِلكَ الخُطَّةَ اِفتَضَحا
مَن لِلجِذاعِ إِذا المَيدانُ ماطَلَها / بِشَأوِ مُطَّلَعِ الغاياتِ قَد قَرِحا
مَن لا يُضَعضِعُ مِنهُ البُؤسُ أُنمُلَةً / وَلا يُصَعِّدُ أَطرافَ الرُبى فَرَحا
دَمُ المَكارِمِ بِالفُسطاطِ مَسفوحُ
دَمُ المَكارِمِ بِالفُسطاطِ مَسفوحُ / وَالجودُ قَد ضاعَ فيها وَهوَ مَطروحُ
يا أَهلَ مِصرَ لَقَد غِبتُم بِأَجمَعِكُم / لَمّا حَوى قَصَبَ السَبقِ المَسابيحُ
أَموالُكُم جَمَّةٌ وَالبُخلُ عارِضُها / وَالنيلُ مَع جودِهِ فيهِ التَماسيحُ
لَولا نَدى اِبنِ جُوَيٍّ أَحمَدٍ نَطَقَت / مِنّي المَفاصِلُ فيكُم وَالجَواريحُ