المجموع : 6
غصنٌ من البان في وشاحِ
غصنٌ من البان في وشاحِ / ركَّب في مَغْرِس رَداحِ
يهتز طوعاً لغير ريح / والغصن يهتز للرياحِ
غصن ولكنه فتاة / بديعة الشكل في الملاحِ
زينتْ بوجه عليه فرع / يحكي ظلاماً على صباحِ
ينفسح الطرف حين تبدو / غُرتُه أيَّما انفساحِ
يا حسنَ خد لها رقيقٍ / يكاد يَدمى بلا جراحِ
ترنو بطرف لها مريض / بين جفون لها صحاحِ
لم يدَّكرها المحبُّ إلا / طار اشتياقاً بلا جناحِ
مثِّلْهما آخذَيْ نصيب / من الفكاهات والمزاحِ
في عض خدٍّ ولثم ثغرٍ / ورشف ريقٍ وشرب راحِ
بلا نِفارٍ ولا نقارٍ / ولا ضِرارٍ ولا تلاحي
ولا لجاَجٍ ولا ضِجاجٍ / ولا حِرانٍ ولا جماحِ
ذوِي سرورٍ ذوي حبورٍ / ذوي نشاطٍ ذوي مراحِ
بحيث لا لغو فيه إلا / غناء طيرٍ به فصاحِ
طير تغني إذا تغنَّت / مهما أرادا بلا اقتراحِ
محلُّ صدقٍ يحل فيه / أهل السعادات والفلاحِ
طاب فما يبرحان منه / ولا يريدان من بَراحِ
يا حسن قول الفتاة حِبَّى / أنجحتَ أقصى مدى النجاحِ
تفعل ما تشتهي هنيئاً / ليس على الصبِّ من جناحِ
حقُّك أن تستبيح منِّي / ما ليس منِّي بمستباحِ
ما زلت لا تستريح حتى / حللت في خير مُستراحِ
أنت الذي كان في طلابي / أخا غدو أخا رَواحِ
أنت الذي كان في طلابي / معرَّضِ النحر للرماحِ
كم من سلاح حملت حتى / سبيتَ قلبي بلا سلاحِ
لابن أبي الجَهْم وجه سُوءٍ
لابن أبي الجَهْم وجه سُوءٍ / مُقَبَّحٌ ظاهر قُبُوحُهْ
يعلوه بُغْضٌ له شديد / على قلوب الورى طُفُوحُه
بغض تَراهُ ولا يراه / ولم يُقَصِّرْ به وُضُوحُه
لولا عَمَى نَاظِرَيْهِ عنه / لَذابَ حتى يَخِفَّ رُوحُه
لم يضْحك الشَّيبُ في فَوْدَيهِ بل كلَحَا
لم يضْحك الشَّيبُ في فَوْدَيهِ بل كلَحَا / سَمِّ القبِيحَ من الأسْماءِ ما قَبُحَا
قالت علا النّاسُ إلا أنتَ قلتُ لها / كذاك يسْفُلُ عند الوزن من رَجَحَا
عَلا سليمانُ بعد اليوم فاتَّئبي / أنْ لا تَرَيْني بدارِ الهُونِ مُطَّرَحَا
الطَّرْفُ يقْطِفُ من خدَّيْكَ تُفَّاحَا
الطَّرْفُ يقْطِفُ من خدَّيْكَ تُفَّاحَا / والثَّغْرُ منك يَمُجُّ المسْكَ والرَّاحا
أصبحْتَ للشَّمسِ شمْساً غير آفلةٍ / حُسْناً كَمَا قمراً تُمْسِي ومِصْبَاحا
لا عذَّبَ اللّه ذاك الوجْهَ منكَ وإنْ / عَذَّبْتَ بالهجْرِ أجساماً وأرواحا
يا مُغْلِقاً كلَّ بَابٍ منْه عن فَرَجِي / تركتَ للسُّقْمِ في أحْشَايَ مفْتَاحا
نارُ الرَّويَّة نارٌ جِدُّ مُنْضجةٍ
نارُ الرَّويَّة نارٌ جِدُّ مُنْضجةٍ / وللبديهَةِ نارٌ ذَاتُ تَلْويحِ
وَقَدْ يَفضِّلُهَا قَوْمٌ لِعَاجِلِها / لكنَّهُ عاجِلٌ يَمْضي مع الريحِ
يا صَارِخاً في جُمُوعٍ ليس تُصْرِخُهُ
يا صَارِخاً في جُمُوعٍ ليس تُصْرِخُهُ / لِلظَّالمينَ غداً في النَّار مُصْطَرَخُ
قَوْمٌ أفاعِيلُهم من قُبْحِها ضَرِطٌ / كَمَا مَوَاعِيدُهُمْ من إفْكِها نُفَخُ
أقولُ لابْنِ غِيَاثٍ إذ رأيتُ له / شَيْخاً خَسَاسَتُه تُخْزِيهِ لا الشَّيَخُ
لِمْ أنْتَ أصْيَدُ تَزْهَاهُ نظافته / ولِمْ أبُوكَ عليهِ الذُّلُّ والوَسَخُ
فقال لا تَلْحَيَنَّا في تَفَاوُتِنَا / فَإنَّنَا كُتُبٌ آباؤُنا نُسَخُ
وقَالَ أيْضاً وفي الأمثالِ متَّسَعٌ / قدْ يُخرِجُ النَّخْلَةَ الموصُوفَةَ السَّبَخُ