جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ
جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ / فجَلسَةُ الشِّربِ باسمِ الرَّاحِ تُفتَتَحُ
هذا غبوقٌ جميلٌ فيهِ يجمَعُنا / حبُّ التي مَشيُنا في رَبعِها مَرَح
ففي كؤوسٍ من البلَّورِ أسكُبُها / فتِلكَ حلَّةُ من بالنُّورِ تتَّشِح
وليسَ يخدُمُ غيري عند حَضرَتِها / إنَّ الكريمَ ظريفٌ ليِّنٌ سَمِح
مدَّ السِّماطَ على هذا البساطِ وكُن / في شِربها عرَبيّاً ليسَ يَنفَضِح
دَعِ الكراسيَ إنَّ الأرضَ ثابتَةٌ / للرّكبَتَينِ فتَستَلقي وتنطَرح
ولنَشرَبَنَّ مُحيِّينَ الهِلالَ بها / والياسمينُ معَ الأرواحِ مُنفَتِح
ألا تراهُ مِنَ الزَّرقاءِ طالعَنا / وفوقَنا نورُهُ والطِّيبُ والفرَح
إني لأشرَبُ في كأسي أشِعَّتَهُ / معَ الرّحيقِ وضيقُ العيشِ يَنفَسح
فهل سمِعتَ بهذا المزجِ مِن قِدَمٍ / يا كيِّساً صَدرُهُ في السّكرِ مُنشَرح
واللهِ ما لابنِ هاني من مَحاسِنها / هذي المعاني التي يأتي بها الوَضَح
إن كنتُ أسكبُها صرفاً وأشرَبُها / أو كنتُ أرقُبُها شَوقاً وأمتَدِح
تَعنُو المعاني لها شتَّى مُزَخرفةً / كما يَزَخرفُ مِن أقواسِهِ قزَح
أحقُّ دارٍ بأن ترجُو النَّعيمَ لها / ما طابَ مُغتَبَقٌ فيها ومُصطبَح
إذا مَرَرتَ بها ألقِ السَّلامَ وقُل / لكِ السَّلامةُ فاسلم أيُّها القَدَح