المجموع : 5
بشراك أَوطاننا باليمن فابتهجي
بشراك أَوطاننا باليمن فابتهجي / وَاستقبلي من زَمان الانس ما منحا
فَهَكذا الفَوز وَالعليا تؤرّخه / مصر بعز أَفندينا همت مرحا
جاد الزَمان بِما نَرجوه مِن منحِ
جاد الزَمان بِما نَرجوه مِن منحِ / فَروّح الرُوح بَين الراح وَالقدحِ
فَإِنّ أَهنا مَساء لَيلُ مغتبقٍ / وَإِنّ أَجلى صَباحاً صبح مصطبحِ
قُم نجلو ياقوتةً حَمراءَ ما جليت / عَلى فُؤاد وَأَضحى غير منشرحِ
في كَأسها لهبٌ دارَت بِهِ شهبٌ / نَرمي بِها الهَمَّ بَين الأنس وَالملَح
يَسعى بِها قمرٌ تَهوى لَهُ زمرٌ / لَولاه لَم أَغد مخموراً وَلم أَرُح
رُوحي الفِداء لَهُ جسمي الهباء بِهِ / إقبالُه فَرحي إعراضُه تَرحي
جلّ المصوّرُ كلُّ الحسن لازمه / ما بَين مِنكتمٍ مِنهُ وَمتضح
يَقول خذها هَنيئاً وَهيَ صافية / وَقرّ قَلباً وَعَن عبء العَنا أَرح
أَما تَرى الأنس قَد شيدت قَواعده / وَنادى فيهِ مُنادي البشر بالملح
وَمن سَماء المَعالي لاح كَوكبها / وَكان من قبل لم يشرق وَلم يلُح
وَرَوضة الفَل قَد جادَت بزهرتها / فَقام طير التَهاني رافع الصدح
يَقول يا نعم مَولود نسرّ به / فَنَحنُ ما بين مَمنون وَممتدح
كريمة لعزيز ما له مثل / من رام يَحكيه في عَلياه يَفتضح
لذلك الصَفو عَن أَنس يؤرّخها / زكية شرّفت باليمن وَالفَرح
ما بال من سكروا في الحب حين صحوا
ما بال من سكروا في الحب حين صحوا / لاموا المُحبَّ وَعمّا جرّبوا نصحوا
قالوا اسْلُ عنهم وَما السلوانُ من شيمي / قالوا اكتم الوَجدَ قلتُ الأَمرُ يتّضح
قالوا إِلامَ الهَوى وَالدارُ نازحةٌ / قلتُ الوَفا عادَتي ما شئتمُ اقترحوا
قالوا حفظتَ وداداً ضاع عندهمُ / قلتُ المحبُّ وَمن يَهوى له مُلَح
يا عاذلي لا تَزدني لَوعةً وَضَنىً / وَاترك ملامَك فيمن أَثبتوا وَمحوا
هم خيرتي حَيث شاؤا لي عَلَيً قضوا / وَحَبّذا لو هُمُ بالمنع لي منحوا
هم دساتي وَأَنا العَبدُ المحب وَلَو / لَم يَرتضوا تَرَحي ما لذَّ لي الفرح
لِلّه أَوقاتُنا وَالسفحُ يَجمعُنا / وَالبالُ منبسطٌ وَالصَدرُ منشرح
وَالحُب قدوتُنا وَالوَصلُ عزَّتُنا / وَالشربُ دَولتُنا وَالحاكمُ القدح
تلك اللَيالي وَذياك الزَمان كما / نَرجو فمُغتَبِقٌ يَلهو وَمُصطبِح
يا آل ودّي عَلى طُول النَوى أَتُرى / عَهدي بكم عَهد من وَفَّى لِمَن برحوا
وَهَل لشمل الندامى الغيد مجتمعٌ / من بعدنا وَلَهُم في أُنسنا طَمَح
وَهَل لطرّة ظلِّ الأَيك ناشرةٌ / بجيد نهرٍ وَخدُّ الزَهرِ يَنتضح
وَهَل لنرجسها عَينٌ مسهَّدةٌ / وَهل لمنثورِها نظمٌ فيُمتَنح
وَهل قدودُ غُصونِ البانِ راقصةٌ / وَهل حمائمُها يعتادها الصَدَح
وَهل لبُسطِ الرُبَى كفُّ الهَنا بسطت / وَهَل لعصر الصبا طيبٌ وَمنتفَح
وَهل لكأس الحُميّا بَين ذا طَربٌ / وَهَل لنور المُحيّا بَين ذا لُمَح
وَهَل لساقيهمُ في مشيهِ مَيَلٌ / تكادُ من لطفه الأَغصانُ تُفتَضَح
وَهَل لعُوّادِهم عادَت سوالفُه / مغنىً وَمَعنىً كما يهتاجُهُ المَرَح
وَهَل لجلّاس ناديهم هَوىً ومُنىً / وَهَل همُ مثلنا في لهوهم شطحوا
وَهل لمعهدنا بالقصرِ مدَّكِرٌ / يقول كانوا وَيَبكينا وَيَمتدح
وَهَل بُكورٌ وَآصالٌ وَبينهمُ / للنفس وَالأُنس آمالٌ ومنسَمَح
وَهل ليالي الحمى تزهو سوامرُها / وَهل ركوبُ المُنى في جُنحها نجحوا
وَهل كواكبها تَرعى كواعبها / مما بها وَصَريع النَوم مطرح
وَهل لِأَحبابنا في قُربنا أَملٌ / من بعدِنا أَم لما قال العِدا جَنحوا
يا لَيتَ شِعري وَما تجدي عَسى وَعَسى / أَو أنّ دَهريَ بَعدَ الحَرب يَصطلح
وَيُعرض الدَهرُ عن إعراضه وَأَرى / إغراقَ قَومٍ ببحرِ الاعتدا سَبحوا
أَو أَن تخفَّ موازينُ الهُموم وَأَن / يقال أَهل الهَوى بعد الوَهَى رجحوا
حَتّى ينادي منادي القُربِ مبتسماً / وَيَقدحُ القَوم ما قالوا وَما قدحوا
وَتجعل العدلَ فيما بَيننا حكماً / في حَيث يَنقادُ حُكماً معشرٌ جمحوا
وَيحسم القال حَيث الحال محتكمٌ / وَالحُبُّ معتذرٌ وَالزورُ منجرح
ولّى الظَلامُ فهيّا الراحَ فاصطَبِحا
ولّى الظَلامُ فهيّا الراحَ فاصطَبِحا / وَاستغنما من زمانِ الأنسِ ما منحا
وَعاطِياني رَحيقاً قَرقَفاً عَبِقاً / وَاسترسلاه مُداماً يَجلبُ الفَرحا
وَبادرا لاغتنام الجاشريةِ إِذ / تَرنَّحَ الغُصنُ وَالقمريُّ قَد صدحا
من كف ساقٍ مُحيّاه كبدرِ دُجىً / وَالكَأس في كفِّه إِذ طافَ شَمسُ ضحى
فَاللَيلُ أَمست دراريه مُغرِّبَةً / وَالصُبحُ بِالنور وَالإِشراق قَد وَضحا
فَانهض لما تشتهي وَاترك حسابَ غَدٍ / وَاعص الوشاةَ وَخالف نُصحَ من نصحا
وَوَفِّ حقَّ الهَوى بِالأنس واسْعَ لِما / يَهوى الشَبابَ وَنفّذ ثَمَّ ما اقترحا
وَانظر لقهقهةِ الأَقداحِ راقصةً / من كفّ ذي هيفٍ أَهدى لَك القدحا
فالوَردُ مِن لَون خدّيهِ اكتسى خجلاً / وَالغُصنُ مال ليحكي القدّ فافتُضِحا
وَالرَوضُ تشمله الأَنوارُ ساطعةً / وَالزَهرُ بالمسك في أَرجائِه نفحا
هذا زَمانُ الصَفا فاغنم غنائمَهُ / وَاحذر يَفوتك فَوزي بعدما سَمحا
لا خَيرَ في العَيشِ إِلا أَن تنالَ بِهِ / للقلب وَالطَرف ما يَهوى وَما طمحا
فاربح تجارةَ عمرٍ لا بقاءَ لَهُ / وَاسعد بما جاد دَهرٌ قلَّما صلحا
وَامض الحَياةَ بجمعِ الجَمعِ في دَعَةٍ / قبل التفرّق وَاترك غيَّ لاحِ لحا
وَلا تَمُلّا مقالي وَاسعدا بِطِلاً / يا زينةَ البُلَغا يا نزهةَ الفُصَحا
وَها مقالي وَها دِنّي وَها شغفي / فإِن ختمتُ مبادي القول فافتتحا
كَيفَ السلوُّ وَمَن أَهواه يُذهلُني
كَيفَ السلوُّ وَمَن أَهواه يُذهلُني / بوجنتيهِ وَداعي الحُبِّ وَالقَدحِ
هذا الهَوى وَقَديماً كُنتُ أَحذرُه / أَنعم بمكنتمٍ منهُ وَمتّضحِ
فيا أَخا الخمر زمزمْ لي سلافتَها / ثم اسقنيها وَهذا الوَقت فافتضح