زارَتْ وجنحُ الدجى يا سَعْدُ معتكرٌ
زارَتْ وجنحُ الدجى يا سَعْدُ معتكرٌ / فأوْقَدَتْ في ظلام اللَّيل مصباحا
وقال صَحْبيَ ممَّا راح يدهِشُهُمْ / أصْبَحْتَ في هذه الظلماء إصباحا
وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا / من عَرْفِها وعَرَفْتُ القلب مرتاحا
أحيا أريجُك مَيتاً لا حراك له / فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا
وعلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما / يَشفي فؤاداً شَديد الشّوق مُلتاحا
وأسكَرَتْنا بألفاظٍ تكرّرها / وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا
وبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها / راحاً وأشرَبُ من ألفاظها راحا
وأقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها / ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا
حتَّى إذا الفجر لاحت لي ملابسُه / مُبْيَضَّةً ورداءُ اللَّيل قد طاحا
وأوْضحَ الأمر في لآلاء غُرَّتهِ / وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا
وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذ / غَدا على إثرها يا سعدُ أرواحا
وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بعدَ فرقتها / فهلْ لها أن تُعيدَ الحزنَ أفراحا