جاءَت لِتَنظُرَ ما أَبقَت مِنَ المُهَجِ
جاءَت لِتَنظُرَ ما أَبقَت مِنَ المُهَجِ / فَعَطَّرَت سائِرَ الأَرجاءِ بِالأَرَجِ
جَلَت عَلينا مُحَيّاً لَو جَلَتهُ لَنا / في ظُلمَةِ اللَيلِ أَغنانا عَنِ السُرجِ
جَميلَةُ الوَجهِ لَو أَنَّ الجَمالَ بِها / يولي الجَميلَ لَأَشجَت فَودَ كُلِّ شَجِ
جورِيَّةُ الخَدِّ يُحمى وَردُ وَجنَتِها / بِحارِسٍ مِن نِبالِ الغُنجِ وَالدُعَجِ
جازَت إِساءَةَ أَفعالي بِمَغفِرَةٍ / فَكانَ غُفرانُها يُغني عَنِ الحِجَجِ
جارَت لِعِرفانِها أَنّي المَريضُ بِها / فَما عَلَيَّ إِذا أَذنَبتُ مِن حَرَجِ
جَسَّت يَدي لِتَرى ما بي فَقُلتُ لَها / كُفّي فَذاكَ جَوىً لَولاكِ لَم يَهجِ
جَفَوتِني فَرَأَيتُ الصَبرَ أَجمَلَ بي / وَالصَمتُ بِالحُبِّ أَولى بي مِنَ اللَهَجِ
جارَت لِحاظُكَ فينا غَيرَ راحِمَةٍ / وَلَذَّةُ الحُبِّ جَورُ الناظِرِ الغَنِجِ
جوري فَلا فَرَجاً لي مِن عَذابِكَ لي / إِلّا يَدَ المَلِكِ المَنصورِ بِالفَرَجِ
جَوادُ كَفٍّ تَروعُ الدَهرَ سَطوَتُهُ / فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيرَ مُختَلِجِ
جَدَّت لِما تَرتَضي العَلياءُ هِمَّتُهُ / فَالمُلكُ في رَقدَةٍ وَالحَربُ في رَهَجِ
جَنَت عَلى مالِهِ أَيدي مَكارِمِهِ / فَلا يَبيتُ بِطَرفٍ غَيرِ مُنزَعِجِ
جُهدُ المَواهِبِ أَن تَغنى خَزائِنُهُ / حَتّى كَأَنَّ بِها ضَرباً مِنَ اللَجَجِ
جَدَّت إِلَيهِ بَنو الآمالِ مُسرِعَةً / فَأَكثَروا نَحوَهُ بِالسَعيِ وَالحِجَجِ
جَونٌ إِذا شِمتَ بَرقَ السَيفِ مِن يَدِهِ / تَراهُ مُنبَلِجاً في كَفِّ مُنبَلِجِ
جَنى ثِمارَ المَعالي حينَ حاوَلَها / بِصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ مِن هَرَجِ
حالَت قَناةُ المَنايا في مَضارِبِهِ / فَظَلَّ يُنقِصُ أَبكاراً مِنَ المُهَجِ
جَزياً أَبا الفَتحِ غاياتِ الفَخارِ فَقَد / أَمسَكتَ طُلّابَهُ في مَسلَكٍ حَرِجِ
جَلَلتَ حَتّى لَوَ اَنَّ الصُبحَ لُحتَ بِهِ / وَقُلتَ قِف لا تَلُج في اللَيلِ لَم يَلُجِ
جَرَّدتَ أَسيافَ نَصرٍ أَنتَ جَوهَرُها / في حالِكٍ مِن ظَلامِ النَقعِ مُنتَسِجِ
جَبَرتَ كَسرَ المَعالي يا اِبنَ بَجدَتِها / بِها وَقَوَّمتَ ما بِالدينِ مِن عِوَجِ
جِمارُ نارٍ وَلَكِن مِن عَوائِدِها / اِطفاءُ ما في صُدورِ القَومِ مِن وَهَجِ
جَوازِمٌ إِن أَرَدتَ البَطشَ كُنَّ يَداً / وَإِن رَقيتَ المَعالي كُنَّ كَالدَرَجِ
جَلَوتَ كَربَ الوَرى بِالمَكرُماتِ كَما / جَلَوتَ تِلكَ الرَدى بِالمَنظَرِ البَهَجِ
جَعَلتَ جَودَكَ دونَ الوَعدِ مُعتَرِضاً / وَوَعدُ غَيرِكَ ضيقٌ غَيرُ مُنفَرِجِ
جِئناكَ يا مَلِكَ الدُنيا وَواحِدَها / نَؤُمُّ بِالدُرِّ نُهديهِ إِلى اللُجَجِ
جُزنا البِلادَ وَلَم نَقصِد سِواكَ فَتىً / مَن يَحظَ بِالدُرِّ يَستَغنِ عَنِ السَبَجِ
جَمَعتَ فَضلاً فَلا فَرَّقتَهُ أَبَداً / أَنتَ الفَريدُ وَجُلَّ الناسِ كَالهَمَجِ