المجموع : 5
لم يَنْهَهُ العَذلُ لكِنْْ زَادَه لَهَجَا
لم يَنْهَهُ العَذلُ لكِنْْ زَادَه لَهَجَا / والعذلُ مما يَزيدُ المُستهامَ شَجَى
أضَعْتَ نُصحَكَ فِيمن ليس يسمَعهُ / ولا يَرى في ضَلالاتِ الهوى حَرَجَا
ما قلبُه حاضرُ النّجوَى فيردَعُهُ الن / نَاهِي ولا نَهيَهُ في سمعِهِ وَلَجَا
مُدلَّهٌ فارقَ الأحبابَ أغْبَطَ مَا / كانُوا وكانَ بِهم جذلانَ مُبتهِجَا
يستخبرُ الدّارَ عنهم صبوةً فإذا / أَعيَتْ عليهِ جواباً ناحَ أَو نَشَجا
فاضَت بِقَانِي الدّمِ المنهلّ مقلتُهُ / فكلُّ راءٍ رآها ظنّها وَدَجَا
يا ويْحَهُ مِن جوىً يغدُو عليه ومِنْ / جَوىً يَرُوحُ إذا ليلُ الهمومِ دَجَا
أَفِدي خيالاً سَرَى ليلاً فأَشرَقَتِ الد / دُنيا بأَنوارِه والصبحُ ما انْبَلَجَا
عجبتُ منهُ تخطّى الهولَ مُعترِضاً / أَرضَ العِدا وَوُشَاةَ الحيِّ كيفَ نَجَا
إِذا رأَيتُ حَبَابَ الرّاحِ مُنتظماً / ذكرتُ ذاكَ الرُّضَابَ العذبَ والبَلَجَا
يَا لي من البَينِ لا زالَت مَطِيَّهُمُ / حَسْرَى إذا إرتَحَلَت معقولَةً بِوَجَى
سَارَت بإِنسانِ عَيني في هَوادِجِهَا / فما رَأَتْ مَنظَراً من بَعدِهِمْ بَهِجَا
فارقتُهُم فكأَنّي ما سُرِرتُ بِهِم / يَوماً وقد عِشْتُ مسروراً بِهمِ حِجَجَا
يا مُنتهَى الأمَلِ امتدَّتْ مَطارِحُهُ
يا مُنتهَى الأمَلِ امتدَّتْ مَطارِحُهُ / ويا حِمَى مَن إليهِ في الخُطوب لَجَا
هَذيِ نتيجةُ فِكرٍ كان في الزّمنِ ال / ماضِي عَقِيماً ولولا أنتَ مَا نُتِجَا
أتَتْكَ تَحمِلَُ شكراً لو قرنتَ به / لَطِيمَةً لاكتَسَتْ من نَشرِه أرَجَا
يا آلِفَ الهَمِّ لا تَقْنَطْ فأَيْأَسُ ما
يا آلِفَ الهَمِّ لا تَقْنَطْ فأَيْأَسُ ما / تكونُ يأتيكَ لُطفُ اللهِ بالفَرَجِ
ثِقْ بالذي يَسمعُ النَّجوى ويُنجي من ال / بَلْوى ويَسْتَنْقذُ الغَرقى من اللُّجَجِ
ثِقَلى إذا نادَيتِني لمُلِمَّةٍ / أجْدى من المتسَرِّعِ الهلبَاجِ
إنّ الأناةَ من الخبيرِ بما أَتى / تُغْنيكَ عن سَيرٍ وعن إدلاجِ
ما في شَرارِ النّارِ نفعٌ يُرتَجى / والجَمرُ فيهِ فضيلةُ الإنضاجِ
دعْ ما نَهى الشّيبُ والسبعونَ عنه فَتِر
دعْ ما نَهى الشّيبُ والسبعونَ عنه فَتِر / بَاكَ الصّبا والشّبابُ الغضُّ قد دَرجَا
واعتَضْتَ من فَتْكِ أخدانِ الصّبا وَرَعاً / ومن جَهَالةِ أيامِ الشّبابِ حِجى
عُذِرتَ إذ جُرتَ في ليلِ الشبابِ فَهَلْ / عُذرٌ وشَيبُك قد أذكى لكَ السُّرُجَا
وما أساءت بك الأيامُ إذ جَعلتْ / فَودَيك دُرّاً وكانا قبلَه سَبَجَا
أفدي بدورا تمالوا
أفدي بدورا تمالوا / على الملال ولجوا
قد كنت أحسب أني / من هجرهم لست أنجو
هذا الذي كنت أخشى / فأين ما كنت أرجو