النّجمُ يُبعِدُ مَرمى طَرْفِهِ الساجي
النّجمُ يُبعِدُ مَرمى طَرْفِهِ الساجي / والليلُ يَنشُرُ مُرخى فرعِهِ الدّاجي
ويهتَدي الطّيْفُ تُغويهِ غَياهِبُهُ / بكَوكَبٍ فُرَّ عنهُ الأفْقُ وهّاجِ
طَوى إِلى نَقَوَيْ حُزوى على وجَلٍ / نَهجاً يُكَفْكِفُ غَربَ الأعْيَسِ النّاجي
ودونَ ما أرْسَلَتْ ظَمْياءُ شِرْذِمَةٌ / ألْقَوْا مَراسيَهُمْ في آلِ وسّاجِ
مِن نائِلٍ وَعَديٍّ في عَضادَتِها / أو آلِ نَسْرِ بنِ وهبٍ أو بَني ناجِ
قَوْمٌ يَمانونَ والمَثْوى على إضَمٍ / للهِ ما جَرَّ تأويبي وإدْلاجي
رَمى بهِمْ شَقَّ يُسراهُ إِلى عُصَبٍ / سُدَّتْ بهِمْ لَهَواتُ الأرضِ أفواجِ
فَهاجَ وَجْداً كَسِرِّ النارِ تُضْمِرُهُ / جَوانِحٌ منْ نَزيعِ الهمِّ مُهْتاجِ
إذا التّذَكُّرُ أغرَتْني خَيالَتُها / بهِ رَجَعْتُ إِلى الأشواقِ أدْراجي
غَرْثَى الوِشاحِ ومَلْوى قُلْبِها شَرِقٌ / منْ مِعْصَمَيْ طَفْلَةٍ كالرّيمِ مِغْناجِ
كأنّها فَنَنٌ مالَ النّسيمُ بهِ / على كَثيبٍ وَعاهُ الطّلُّ رَجْراجِ
بَدَتْ لَنا كَمَهاةِ الرّملِ تَكْنُفُها / هِيفُ الخَواصِرِ من طَيٍّ وإدماجِ
تَشكو بأعْيُنِها صَوتاً تُراعُ بهِ / لِناعِبٍ بفِراقِ الحَيّ شَحّاجِ
فقُلْتُ للرّكْبِ والحادي يُساعِدُهُ / بشَدْوِهِ وكِلا صَوتَيْهِما شاجِ
مَباسِمٌ ما أرى تَجْلو لَنا بَرَداً / أمِ استَطارَتْ بُروقٌ بينَ أحْداجِ
وهزَّةُ السّيرِ أنْسَتْهُمْ مَعاطِفَهُمْ / من كُلِّ زَيّافَةٍ كالفَحْلِ هِمْلاجِ
وكُلُّهُمْ يَشْتَكي بَثّاً على كَمَدٍ / بينَ الجَوانِح والأضلاعِ ولاّجِ
مُوَلَّهٌ كَنَزيفٍ بُزَّ ثَروَتُهُ / بِذي رِقاعٍ لِصَفْوِ الرّاحِ مَجّاجِ
إذا صَحا عاوَدَتْهُ نَشْوَةٌ فَثَنى / يَداً على أسْحَمِ السِّرْبالِ نَشّاجِ
وَهُمْ غِضابٌ على الأيامِ لا حَسَبٌ / يُرْعى ولا مَلجَأٌ فيهنَّ للاّجي
يا سَعدُ ذا اللِّمَّةِ المُرخاةِ ما عَلِقَتْ / مِنْكَ الخُطوبُ بِكابي الزِّنْدِ هِلْباجِ
دَهْرٌ تذَأّبَ مِنْ أبْنائِه نَقَدٌ / فأُوطِئَتْ عَرَبٌ أعقابَ أعْلاجِ
وأينَعَ الهامُ لكِنْ نامَ قاطِفُها / فمَنْ لَها بزِيادٍ أو بِحَجّاجِ
وكَمْ أهَبْنا إلَيها بالمُلوكِ فلَم / تَظْفَرْ بأرْوَعَ للغَمّاءِ فَرّاجِ
وأنتَ يا بْنَ أبي الغَمْرِ الأغَرِّ لَها / فقُلْ لذَوْدٍ أضاعُوا رَعْيَها عاجِ
وألْقِحِ الرّأيَ يُنتِجْ حادِثاً جَللاً / إنّ الحَوامِلَ قدْ همّتْ بإخْداجِ
وإنْ كَوَيتَ فأنْضِجْ غَيرَ مُتّئِدٍ / لا نَفْعَ للكيّ إلا بَعدَ إنْضاجِ
ألَسْتَ أغْزَرَهُمْ جودَيْنِ شَوْبُهُما / دَمٌ وأولاهُمُ فَوْدَيْنِ بالتّاجِ
هَل يَبلُغونَ مدًى يَطوي اللُّغوبُ بهِ / أذيالَ مَنشُورةِ الأعْرافِ مِهْداجِ
أمْ يَملِكونَ سَجايا وُشِّحَتْ كَرَماً / وأُلْهِجَتْ بالمَعالي أيَّ إلهاجِ
مَتى أراها تُثيرُ النّقْعَ عابِسَةً / تَردي بكُلِّ طَليقِ الوَجْهِ مِبْلاجِ
ولاّج بابٍ أناخَ الخَطْبُ كَلْكَلَهُ / بهِ ومِنْ غمَراتِ الموتِ خَرّاجِ
في غِلْمةٍ كَضواري الأُسْدِ أحْنَقَها / رِزُّ العِدا دون غاباتٍ وأحْراجِ
منْ فَرعِ عدْنانَ في أزكى أرومَتِها / كالبَحْرِ يدفَعُ أمواجاً بأمْواجِ
إذا الصَّريخُ دَعاهُمْ أقبَلوا رَقَصاً / إِلى الوَغى قبلَ إلْجامٍ وإسْراجِ
يَرمي بهِمْ سَرَعانَ الخَيلِ شاحِبَةً / تَلُفُّ في الرّوْعِ أعْراجاً بأعْراجِ
بحَيثُ يَنسى الحِفاظَ المُرَّ حاضِرَهُ / والطّعنُ لا يُتّقى إلا بأثْباجِ
ولا يَذودُ كَميٌّ فيهِ عنْ حُرَمٍ / ولا يُحامي غَيورٌ دونَ أزواجِ
حتى يَمُجَّ غِرارُ المَشْرَفيِّ دَماً / والرّمْحُ ما بينَ لَبّاتٍ وأوْداجِ
نَمَتْكَ منْ غالِبٍ أقمارُ داجِيَةٍ / تَحِلُّ منْ ظُلَلِ الهَيْجا بأبْراجِ
قَوْمٌ حَوى الشّرَفَ الوضّاحَ أوّلُهُمْ / والناسُ بينَ سُلالاتٍ وأمْشاجِ
يَمري أكُفَّهُمُ إنْ حارَدَتْ سَنَةٌ / فيَسْتَدِرُّ أفاويقَ الغِنى الرّاجي
لنْ يَبلُغَ المَدْحُ في تَقريظِ مَجْدِهِمُ / مَداهُ حتّى كأنّ المادِحَ الهاجي
مَهلاً فلا شأوَ بعدَ النّجْمِ تُلحِفُهُ / مُلاءَةً قَدَمُ السّاعي بإرهاجِ
اللهُ يَعلَمُ والأقوامُ أنّ لَكُمْ / عِندَ الفَخارِ لِساناً غَيرَ لَجْلاجِ
والدّهرُ يُثني بما نُثْني عَلَيكَ بهِ / وما بمُطْريك منْ عِيٍّ وإرْتاجِ
وقدْ أغَذَّ إليكَ العيدُ مُغتَرِفاً / من ذي فُروغٍ مُلِثِّ الوَدْقِ ثَجّاجِ
وكُل أيّامِكَ الأعيادُ ضاحكَةً / عنْ رَوضَةِ جادَها الوَسْميُّ مِبْهاجِ
فأرْعِ سَمعَكَ شِعراً يستَلِذُّ بهِ / رَجْعُ الغِناءِ بأرْمالٍ وأهزاجِ
لولا الهَوى لرَمَيْنا الليْلَ عنْ عُرُضٍ / بأرْحَبيٍّ لِهامِ البِيدِ شَجّاجِ
ومَنْ أزارَكَ للعَلْياءِ هِمَّتَهُ / فلَيْسَ يَرضى بمُزْجاةٍ منَ الحاجِ