المجموع : 3
تاه الفؤادُ بذكر الله وابتهجا
تاه الفؤادُ بذكر الله وابتهجا / ولاحَ صبحُ الهدَى للعبد وابتلجا
وأسرجَ الله من أنوار حكمتِه / ومن معارفِه في قلبه سُرُجا
فظلَّ يفتحُ من أبوابِ رحمته / على خليقتِه ما كان قد رتجا
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا / نصبر فإنَّ انتهاءَ الضيقِ ينفرجُ
بذاك خالقنا الرحمن عوَّدنا / في كلِّ ضيقٍ له قد شاءه فرج
ألا ترى الأرض عن أزهارها انفرجت / كما السماء لها في ذاتها فرجُ
والكون علو وسفل ليس غيرهما / والأمر بينهما بالنص مندرج
وكلُّ شيء من الكوان نعلمه / موحدا هو في القرآن مزدوجُ
حتى الوجود الذي إلينا مرجعنا / بما له من صفاتِ الكون يزدوج
فليس يوجد فرد ليس يشفعه / شي سوى مَن له التقسيمُ والدرج
ذاك الإله الذي لاشيء يشبهه / من خلقه فبه الإصباح تتبلج
وهو العزيز فلا مثلٌ يعلدله / وإنما بمتاب العبدِ يبتهج
فكيف من هو محتاجٌ ومفتقرٌ / إلى أمورٍ بنا إن لم يكن حرج
فلا يصح على الإطلاق أنَّ لنا / حكمَ الغنى ولهذا فيه يندرج
الحبُّ شاهد عدلٍ في قضيتنا / إذا الخلائق فيما قلته مرجوا
هم المصابيحُ في الظلماء إن ولجوا / كما هم العمى إنْ زالوا وإن خرجوا
سبحانه وتعالى أنْ يحيطَ به / علماً عقولٌ لمّا في ذاته دلجوا
أما تراها على الأعقاب ناكصة / لما رأت فنيت في ذلك المهج
فليس يدركُ مجهولٌ حقيقته / وفيه خلفٌ لأقوام لهم حجج
لو أنهم نظروا في حسنِ صورته / قالوا به قرنٌ قالوا به فلج
قالوا بعينيه في إبصاره وَطَف / قالوا به كحلٌ قالوا به دَعَجُ
فما أقاموا على حالٍ وما جمعوا / عليه في علمهم فيه وما درجوا
هذا مع الخلقِ كيف الحقُّ فاغتبروا / ما في بيوتهمُ من نوره سرج
إني اتخذتُ إلى ذي العرش معراجا
إني اتخذتُ إلى ذي العرش معراجا / فإن لي شرعة منه ومنهاجا
على لسانِ رسولٍ منه ألبسني / به المهيمنُ في إسرائه تاجا
إذا رأيت وفودَ الله قد وصلوا / يأتون دين الإله الحقِّ أفواجا
فاستغفر الله واطلب عفوه كرماً / وكن فقيراً إلى الرحمن محتاجا
معاشر الناس إنَّ الله أنبتكم / من أرضه نطفا في النشىء أمشاجا
وثم أولجكم لما أماتكمُ / فيها لأمر أرادَ الحقَّ إيلاجا
وقد علمت بأنَّ الله يخرجكم / بعد المماتِ من الجداثِ إخراجا
من بعد إنزاله من أجل نشأتكم / ماء كمثلِ منيّ الناسِ ثجّاجا
وصيَّر الناسَ اقساما منوَّعة / ثلاثة في كتابِ الله أزواجا
لو أنَّ ما عندنا من علمِ صانعنا / يكون في رهجِ السواق ما راجا